وما أدراك ما الرجال في تلك الأوطان المنكوبة الجريحة ..
والديار المستباحة السليبة ..
******
آلاف من الجـــــرحــــى .. آلاف من الأســـــرى .. آلاف من المشردين .. آلاف من المعذبين .. آلاف من المظلومين .. آلاف من المقتولين
في كل ساحة .. في المشرق والمغرب .. في المدن والقرى .. في السهول والجبال ..
******
ما الذي حدث ..؟
هل أصبح الدم الإسلامي هدراً يراق كل يوم بهذه البساطة ..؟
ما جناية المسلمين ..؟ لقد صارت دماؤهم أرخص الدماء ..
إنهم يبادون كالحشرات والأطعمة الفاسدة .. بغياً وعدواناً ..
أما لهؤلاء من مغيث ..؟
أين الأخوة الإسلامية ..؟ " إنما المؤمنون إخوة " (الحجرات:10)
أين المحبة الإسلامية ..؟ " والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخاري ومسلم
أين النصرة الإسلامية ..؟ " وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر " ( الأنفال:72)
أين الترابط والتعاون ..؟ " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " ( المائدة:2)
أين الإهتمام بأحوال الأمة ..؟ " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " رواه البيهقي
******
أين بيوت هؤلاء ..؟ لقد هدت
أين مزارعهم ..؟ لقد أحرقت
أين نساؤهم .. أين أطفالهم .. أين أملاكهم ..؟
لقد ذهب كل ذلك .. إنهم يقفون موقفاً حرجاً ..
تكاثرت عليهم المصائب .. وعضتهم الحروب .. وأفزعهم صوت الرصاص .. وتهدم البناء على الأساس ..
فقدوا الأهل والـــولد .. واتباح العدو ديارهم وأموالهم وأعراضهم .. فاجتمع إليهم مع هول هذه المصائب .. خذلان أمتهم لهم .. وغفلتهم عنهم .. وتركهم لعدوهم ..
******
حفظك الله يا أخي في تلك الديار ..
فرج الله همك .. وعجل بنصرك ..
******
قلبي معك أينما كنت .. في أرض فلسطين .. وفي جبال أفغانستان .. وفي لبنان .. وفي بلاد الروس والفلبين ..
فؤادي معك في محرابك .. وفي خيمتك التي تلعب بها الرياح .. وبين أطفالك الجرحى .. ونسائك الثكلى .. وعند ديارك المتهدمة .
أنا لا أنساك أبداً حيثما توجهت .. وإن رفضك أهل الأرض.
ألست الذي تنادي كل يوم في ظلمة الليل..
يارب .. يارب..
وامغيثااااااااااااه ..
يا إخوانــــــــي .. يا أحبابـــــــي ..
أريد أهلـــــي .. أريد داري .. أريد مالـــــي
صغيرتي تبكي كل يوم ..
تنادي .. يا أماه .. يا أبتاه .. متى اللقاء ..؟
أنا لا أراكم .. أين أخوتي .. أين أهلي ..؟
أنا هنا ..
أبي ألا تحبني ..؟
وأين أمي ..؟
تعالوا سويًّا إليَّ ..
نحن في الخيام .. هل عندكم خيام ..؟
كفى حبيبتي ..
إنها تصرخ وتنادي أباها وهي لا تدري .. أهو فوق الأرض مشرداً أو مسجوناً .. أو تحت الأرض مدفوناً ..
******
أتظن هذا الحوار مشهداً تمثيلياً عابراً .. يُقتل به الوقت .. وتروج به صناعة التمثيل ..؟
كلا .. إنـــه ورب السمــــــاء والأرض واقـــــع الآلاف من أطفال المسلمين المشــــردين .. في دور الأيتـــــام .. والمــــلاجئ .. ومخيمات الــلاجئين فوق الأرض الغبراء .. وسفوح الجبال الجرداء .. والتي صارت مسرحاً للحروب .. والنكبات .. والكوارث.
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ *** إن كان في القلب إسلام وإيمان
******
فهل نفيق أيها المسلمون قبل أن ندفع الجزية ..؟
وإذا أفقنا فهل نسارع لنغيث المستغيث في أي بقعة من ديار الإسلام ..؟
******
" ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضغفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدك نصيراً * الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلوان في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا " ( النساء :76،75)
هـــــــ أحمد ــــــاري