بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أحبائى ....اخواتى...يامن أعطيتمونى الطمئنية
وأشعرتمونى بألأمان
ذاتُ ليلة جلستُ انظر الى السماء طويلاً و لم ادرِكيف رفعتني اليها وكيف في لحظة لا ُتـتاح حتى للنـٌساك وجدتني في عالم ساحر خلاب, في ليل هادئ وسماءة صافية تتلآلآ انجمه البيضاء على صفحات الكون الفضية؟ فتهتُ وسط زحام النجوم والكواكب و شعرتُ حينها ان هذا الليل الادمي يوجعني بهدوءه ,, فلملمتُ نفسي هكذا, هكذا كالجنين الذي يدري ان لحياة ليست سوى فقاقيع لماعة زائلة لامحالة وقلوب مفعمة بالشهوات متصحرةلاتنبت فيها الازهار والرياحين
شعرتُ بأن هذا الليل يوجعني بلذته وهو يحدثني حديثالنفس عندما يرخى الصمت سدوله ,, فيصرخ صوتا من داخلي يهشم الاضلاع بأن تكلمي , صرخة حادة يتردد صداها الموجع في فراغ الابعاد الموحش؟ فتقول روحي مالا تقوله الاشياء والاشكال والوجوه. تقول ان الحياة محض امنية وسراب من فوضى الرغبات ,
عتمة تستحيل الى صمت مخيف لامتناهي وخوف لامرئي. تقول بأني عندما انكسر امامهم كعصفور مبلل لا يقوى على الطيران يشعرون بلذة عميقة لايشعر بها من هو مثلي في قفص تفوح منه رائحة الحزن والوجع ... والانتظار,,
فتحلق عيناي كالجناحان في الافق البعيد باحثة عن طريق يوصلني الى هناك..وتغادر روحي جسدي تماما كما يغادر الطير عشه فلااغنية يتردد صداها مادامت كل الاغاني أوهام ,, ولا صوت بشر يحمل عمق محبة,, ولا زقزقة عصفور,, ولا روحا تستبقيني هنا .. لاشيء, لا احد سوى ايادٍ تلٌـوح بالوداع الى اللاشيء وباباً موصدة الى الابد. وهكذا كان يصغي الليل لحديثي
على طول حافة الكون تنتشر بقايا من بقايا الروح. الروح التي تتلاشى امام احزان
تقف متهيبة كــ "غصة" في الحلقوم لا سبيل للحياة إلا بخروجها ؟ لو لم يكن للروح قلب خافق ألم يكن بإمكانها ان تحيا بقلب نابض ,, فقط؟ في عالمنا الهش الرخو نغدو كالمجانين !! ألآننا مجانين حقاً ؟ أم لآن الجنون هو سر الوجود ؟
لا شيء امامك سوى العدم ولا اثر لوجود الزمن خلفك واقف على حافة الهوة العميقة ,, خائف مرتجف فمن ذا الذي تعترف له بضعفك قبل قوتك بسيئاتك قبل حسناتك تتعرى امامه دون ان ينتقص منك او يشوهك اويحاربك بمساوئك ؟
ومازلتُ هكذا حتى اخذ الليل يراقصني ويهمس لي .. تمسكي بمساحة النور في داخلك بعيدًا عن التشتت وتعالي اليٌ محلقة وان ترتدين ثوب ذاتك لتبنين مملكة الربيع ,,
تأملي روحك المتمردة كأله طائر لا ينافس إلا الهةالصقور ولا يضرب طيرا ضعيفا جائع.
إحملي اوتارك الي وغني لي و ارقصي على النبض واقيمي عطرك الدافئ ابداً واصغي لتلك القلوب المحترقة منذ االف عام ومافتئت تبتسم ..
ولا تخدري حواسك ,, فلا تستطيعي ان تلامسي غروب الشمس ولابزوغ الفجر ولا فرحة الصباح او سحر الليل ودفئه وتجلدي بالامل وحركي الزمن الراكد حولك,
ولكن ليس بيدي حيلة سوى الصبر والاتكال, فليلي طويل, وأنا بحاجة للترحال , لعلي أجد طيرا يسمعني أو شجرا يعزف أي أنغام خضراء او ورود تحضن شوقي لارض, أوأرضا تروي بدمعي .....
وكلها أمنيات أرسمها على سطر الآهات و ارميها في
بحر الجراحات.
بكل الحب احدثكم من قلب لازال بة بقعة من الامل فى الحياة
منى رشدى