جزاك الله خيرا اخى موضوع متميز
صندوق الدنيا
بقلم : أحمـد بهجـت
السندبادفي فترة الشباب يثير السفر مشاعر الانسان كأنه قصة حب جديدة ويفهم المرء عندئذ دوافع السندباد وحنينه نحو البحر.
إن البحر لا يركد أبدا.. لا يتوقف عن الحركة والاضطراب والجيشان والتقلب وهذا شأن الشباب والبحر يتأثر بالقمر برغم بعده عن القمر وهو يستجيب لتحولات القمر بحركة المد والجزر.. أي أنه يحلم بالقمر برغم استحالة الوصول الي القمر.. وهذا ايضا شأن الشباب.
وهكذا جلس السندباد يوما امام البحر وأدرك سره, إن البحر يرمز الي الشباب الدائم ويرمز الي المجهول الغامض, ويرمز إلي المغامرة المستمرة, وحركة الحياة.. وأغلب الظن أن السندباد كان في بداية شبابه حين وقع في عشق البحر, ولعله وقع في عشق ذاته, فصار البحر مرآة تجلو صورة شبابه, ومن ثم فقد توحد السندباد مع البحر وركب أمواجه وسافر, إن اليابسة69% والماء31% من كتلة الأرض.. أي أن البحر أغلبية في هذا الكوكب الذي نعيش فوقه, ومن شأن امتداد المياه أن يفسح المجال أمام الاحلام والرؤي.
ومن هنا كانت أغلب مغامرات السندباد احلاما ولدت في ذهنه قبل أن تولد في الواقع, وليس هناك أجمل من الحلم الذي يولد في الذهن أولا, إن هذا بيان بميلاد المؤلف وميلاد الحكاية.
والوقت عامل مهم لنضج الخيال, إن توالي الايام والليالي في رحلات البحر يثير المشاعر ويهيئ الذهن لقبول المغامرة.
تري لو عاش السندباد الي عصرنا هذا فماذا كان يفعل؟ وبماذا كان يحس؟ ماذا كان يفعل في المطارات وهو يجري وراء حقائبه من بوابة الي بوابة.. وهو يبرز جواز سفره امام الجوازات ويفتح حقائبه امام الجمارك.. ماذا كان يحس في الطائرة.. هذا السجن المعدني الذي يطير كفرخ ويذبح في طيرانه المسافة والوقت, ويعري الحياة من مباهجها ويظهرها علي حقيقتها الجافية.
لقد نجحت المدنية الحديثة في أن تهزم الوقت وتختصره, ونجحت في أن تحول الدنيا الواسعة الي غرفة صغيرة واحدة, ونجحت في نفس الوقت في أن تذبح الخيال الجميل وتقدمه قربانا أمام حقائق الحياة.
زادك الله وآجرك على هذا خير الاجر
تسلم ايك
تحياتى![]()
التعديل الأخير تم بواسطة hamada81 ; 11 - 4 - 2009 الساعة 07:40 AM
دمعي بعيني يفسر صمت حرمانيوالحزن في نظرتي بالدمع أغرقتهاتركوني اعيش باقي العمر وحدانيوماذا لي مع الناس واغلى الناس فارقته
البحث على جميع مواضيع العضو hamada81
درس ولا اروع لازن نتعلمه من السندبادوليس هناك أجمل من الحلم الذي يولد في الذهن أولا, إن هذا بيان بميلاد المؤلف وميلاد الحكاية.
والوقت عامل مهم لنضج الخيال, إن توالي الايام والليالي في رحلات البحر يثير المشاعر ويهيئ الذهن لقبول المغامرة.
ومن البحر
الف شكررر لك
تسلم ايدك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)