قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    افتراضي من الهدى النبوى { 4 } إفشاء السلام...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إن إفشاء السلام في الإسلام ليس تقليداً اجتماعياً، وإنما هو أدب محدد منظم أصيل، أمر به رب العزة في كتابه الحكيم، ونظمه ووضع قواعده الرسول الكريم في أحاديثه الثرة الغزيرة التي أفردها المحدثون بباب مستقل سموه "كتاب السلام"، أو "باب السلام".

    لقد أمر الله تعالى المؤمنين بالسلام في محكم كتابه فقال:

    {يا أيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} (النور: 27. تستأنسوا: أي تستأذنوا).

    وأمر برد التحية بأحسن منها أو بمثلها، ومن ثم كان واجباً على كل من سمع تحية أن يردها ولا يتجاهلها أو يتهاون في ردها:

    {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} (النور: 61).

    وجاء الهدي النبوي ثراً غزيراً يحض بحرارة على إفشاء السلام وإسماعه من نعرف ومن لا نعرف؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال:

    "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" (متفق عليه).

    وكان السلام إحدى الوصايا السبع التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته بها، ليلزموها في حياتهم الاجتماعية، وتلتزمها الأمة الإسلامية من بعدهم، وهي كما عددها البراء بن عازب رضي الله عنه، قال:

    "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المٌقسم" (متفق عليه).


    لقد أعطى الرسول الكريم قضية السلام جانباً كبيراً من اهتمامه، وحض على تطبيقه، وحبب فيه، في قسم كبير من أحاديثه، لما كان يعلم من أثره الكبير في تفجير ينابيع الحب في النفوس، وتوثيق عرى القلوب، وإحكام وشائج الود والتقارب والتصافي بين الأفراد والجماعات، حتى إنه جعله سبب المحبة التي تفضي إلى الإيمان، الموصل إلى الجنة، وذلك في قوله:

    "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (رواه مسلم).

    وجعل أولى الناس بالله ومرضاته ونعمه وخيراته من يبدأ الناس بالسلام:

    "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام" (رواه أبو داود بإسناد جيد، ورواه الترمذي بنحوه وقال: حديث حسن).

    ولذلك كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يغدو إلى السوق فلا يمر على أحد إلا سلم عليه، وسئل يوماً: ما تصنع في السوق، وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق؟ فقال: "إنما نغدو من أجل السلام على من لقينا" (أخرجه البخاري في الأدب المفرد).

    وللسلام في المجتمع الإسلامي صيغة واحدة يلتزمها المسلم ا لحق الواعي آداب دينه، الحريص على تطبيق هديه المتميز الأصيل، وهي: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، يقولها المبتدئ بالسلام هكذا بضمير الجمع، ولو كان المسلم عليه واحداً، ويقول المجيب: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".

    ولا يغني عن هذه الصيغة الشرعية الأصيلة صيغ أخرى قديمة مثل: عم صباحاً، أو صيغ مستحدثة كصباح الخير، التي هي ترجمة حرفية لـ ( Good Morning ) بالإنكليزية، أو ( Bonjour ) بالفرنسية، وما إلى ذلك من صيغ تفشت في مجتمعات المسلمين المتخلفين عن هدي دينهم القويم.

    إن تحية الإسلام هذه هي التحية التي اصطفاها الله تعالى لخلقه منذ خلق آدم، علمه إياها، وأمره أن يحيي بها الملائكة، وأراد لذريته على مدى عصورها واختلاف أمصارها أن تتمسك بها، لما تحمل من معنى السلام، أحب شيء للإنسان في كل زمان ومكان. ولم تبق على هذه التحية الربانية الأصيلة سوى أمة الإسلام التي بقيت على الملة الحنيفية السمحة، لم تغير فيها ولم تبدل، ولم تنحرف عن هديها ولم تمل، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

    "لما خلق الله آدم صلى الله عليه وسلم قال: "اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله" (متفق عليه).

    لا بدع إذاً أن تكون هذه الصيغة هي التحية المباركة الطيبة؛ لأنها جاءتنا من عند الله تعالى، وأمرنا أن نتخذها تحيتنا، ولا نعدل عنها إلى سواها:

    {فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} (النور: 61).

    ومن أجل ذلك التزم بصيغتها جبريل عليه السلام حين قرأ عائشة السلام، وكذلك التزمت السيدة عائشة رضي الله عنها بصيغة الرد، كما جاء في الحديث المتفق عليه.

    "عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل يقرأ عليك السلام" قالت قلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته" (متفق عليه).

    وللسلام في الإسلام قواعد أيضاً، يحرص المسلم الحق على إتقانها وتطبيقها بدقة في حياته الاجتماعية، وتتلخص هذه القواعد في الحديث الذي رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير" (متفق عليه).

    وفي رواية للبخاري: "والصغير على الكبير".

    والسلام يكون على الرجال وعلى النساء أيضاً، يشهد لذلك حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها

    "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوماً وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم" (رواه الترمذي وقال حديث حسن).

    ويكون السلام أيضاً على الصبيان، تعويداً لهم على آداب التحية والسلام؛

    فعن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله" (متفق عليه).


    ومن قواعد السلام وآدابه في الإسلام أن يلقى في الليل برفق وتؤدة وخفض صوت، بحيث يسمعه اليقظان، ولا يوقظ الوسنان، وهذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه المقداد رضي الله عنه في حديثه الطويل، قال:

    "كنا نرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً، ويسمع اليقظان، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم كما كان يسلم" (رواه مسلم).

    ويكون السلام عند الدخول إلى المجلس وحين القيام منه وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

    "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، ليست الأولى بأحق من الآخرة" (رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن)..

    جعلنا الله وإياكم من المهتدين المتبعين لسنة خير المرسلين
    صلى الله عليه وسلم



    مع تمنياتى للجميع بمزيد من التقدم

    البحث على جميع مواضيع العضو أبوعمر

  2. #2

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك
    وجعله فى ميزان حسناتك

    التعديل الأخير تم بواسطة ام اسراء ; 12 - 4 - 2009 الساعة 03:03 AM

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©