السؤال هو
انا عايزة اعرف دلوقتى لو حد فينا عمل غلط مهما كان كبير او صغير فى الاول وفى الاخر غلط عند ربنا وتوبنا توبة نصوحا ياترى هانتحاسب علية يوم القيامة بالرغم من ان ربنا سبحانة وتعالى قال ياعبادى توبوا ف اتوب عليكم صح معنى كده اننا لو توبنا توبة نصوحا الغلط ده اتمسح ومش هانتحاسب علية يوم القيامة لما ربنا يعرض علينا اعمالنا ؟
فى سؤال تانى
دلوقتى من سترة الله لا يفتحة عبد صح يعنى لو حد غلط غلط كبير ربنا لما يحاسبنا يوم القيامة ياترى حد هايعرف الغلط ده زى الاهل وهما اقرب الناس يعنى الاب والام ولا الحساب بينا وبين ربنا فقط ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
إذا حصل له أن تاب ثم عصى الله تعالى وأخطأ وكرر الخطأ، فتوبته الأولى صحيحة، ويلزمه توبة جديدة كلما أذنب، وأما إذا مات الإنسان وقد تاب من ذنبه فهذا مغفور له، معفو عنه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كم لا ذنب له) رواه الطبراني، بل إن الله يبدل سيئاته حسنات بعد أن يعفو عنها، كما قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}.
...
فإن من تاب توبة نصوحاً فإن الله تعالى يغفر له ويتوب عليه ويمحو سيئاته ويستره في الآخرة، ويبدل سيئاته حسنات، ويدل لهذا وعد الله للتائبين بذلك، ولم يقيده بكونهم ستر عليهم في الدنيا، فقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:70}، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وفي الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني
...
لا يعرف مدى ستر الله على عباده إلا الله سبحانه وتعالى الذي خلقهم وعلم سرهم وعلانيتهم... ولهذا كان بعض العارفين بالله تعالى من السلف الصالح يقولون:لولا ستر الله عز وجل ما جالسنا أحد. روي ذلك عن سفيان بن عيينة وغيره كما في شعب الإيمان. وقال ابن عيينة: قال ابن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد. ذكره الذهبي في السير.
وقال الحسن البصري كما في كشف الخفاء: لو تكاشفتم لما تدافنتم. قال العلماء: معناه: لو انكشف عيب بعضكم لبعض، أي لو علم بعضكم سريرة بعض لاستثقل تشييع جنازته ودفنه.
ومن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم المأثورة التي علمها لأمته عند الصباح والمساء: اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر فأتم نعمتك علي وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة ثلاث مرات... رواه ابن السني..
.....
فإن التوبة تجب ما قبلها كائناً ما كان، ويشمل ذلك ما كان من الذنوب فيه إحباط للأعمال، كشرب الخمر، والردة.
وعليه، فمن تاب من ذنب يترتب عليه إحباط للعمل، فإن عمله المحبط يرجع إليه إن شاء الله، ومما يدل على ذلك:
- قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فإذا كانت السيئات تنقلب إلى حسنات، فمن باب أولى أن ترجع الحسنات إلى حسنات.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب، كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجه، وحسنه ابن حجر.
وهو عام، فمن تاب من الذنب فكأنه لم يرتكبه أصلاً، بل ينقلب إلى حسنة،
هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا