أما الضيوف فيتوافدون إلى حفلة العرس (اللوزر) يحملون الهدايا. فالنساء تهدي قطع من القماش، أو سجاجيد، أو حلوى، أو مالاً. أما الرجال فيهدون مالاً، أو خراف، علما بأن الرجال يقدمون الهدايا بأنفسهم.
فيما بعد يدعى الجميع إلى وليمة عرس كبيرة.
بعد عمليات الضيافة، تظهر صورة أخرى للحفلة. تخرج العروس إلى الضيوف، الذين يطلبون منها ماءً للشرب. وهنا تسمع الأحاديث، والدعابات، والمزاح اللطيف، ومداولات عن مظهر الفتاة..الخ. أما العروس فلا يصدر منها أي كلام، ومهمتها السكوت، وعدم الإجابة على شيء، لأن كثرة الكلام- علامة الغباء، وقلة الحياء. في هذه الأثناء تستطيع العروس، وبشكل مقتضب جداً، أن تعرض فقط شرب الماء على الضيوف، وتتمنى لهم الصحة. وفي اليوم الثالث من حفلة الزواج (اللوزر)، يتوجه الحضور مصطحبين معهم العروس إلى النهر أو النبع، تشاركهم الموسيقى المدوية والرقص الرائع. ويلقي أصدقاء العريس قطعا من الخبز في النهر، ويبدؤون بإطلاق النار عليها حتى تتفتت. بعد ذلك تغرف الفتاة (العروس) قَدَراً من الماء العذب في جرة من الفخار، يمشون بعهدها عائدين إلى المنزل. هذا التقليد يعني حماية المرأة الشابة من كل شيء في الماء قد يسبب الضرر لها مستقبلاً؛ حيث أنها ستقوم بالحضور إلى هنا كل يوم للتزود بالماء لحاجات المنزل. وما من شيء الآن في النهر يسبب ضرراً، فقد سبق وتم استدراج كل شيء ضار وإشباعه والتخلص منه.. وفي هذا اليوم أيضاً تنتهي عملية تسجيل واقعة الزواج، التي يشارك فيها وكيل والد الفتاة، والعريس نفسه. وعادة ما يعطي المُولاّ (الشيخ) الموافقة نيابة عن والد الفتاة في زواج ابنته. وفي اليوم التالي تصبح الفتاة العروس ربة منزل شابة. وحسب عادات الشيشان القديمة، لا يستطيع الشاب (العريس) حضور مراسم حفلة زفافه، لذا فهو لا يشارك قطعياً في أي فصل من فصول الاحتفال بزواجه، بل يكون مع مجموعة من أصدقاءه، يمرحون ويبتهجون بالمناسبة السعيدة، في منزل أحدأصدقائه أو أقاربه (المتزوجين في أغلب الأحيان)، بعيدا عن الموقع، حتى انتهاء الاحتفال. ومن عادات الشيشان التي لا تزال متبعة، هو عدم مشاركة أهل وأقارب الفتاة (العروس) من الذكور، في حفلة زفاف ابنتهم. أما زواج الابن، فالأمر مختلف تماماً، فالكل مدعو للحضور.