قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1

    مميز تقديم النفع للناس

    تقديم النفع للناس
    نرى كثيرا من الطاقات المدفونة بين جوانح أصحابها، ونلمس جوانب من الخير كامنة في نفوس أربابها، ولكنها غير متعدية إلى الآخرين لا بنفع ولا إفادة. وكم تكون الصورة محزنة حين تجد فقيها بصحبة جاهل لم يفده من فقهه، وقارئا برفقة أميّ لم ينفعه بحسن تلاوته، وعابدا بجوار فاسق ولم يتعد إليه شيء من صلاحه.
    الدعوة نفسها نفع عام، فحين دخل أبو ذر في الإسلام كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أن قال له: (فهل أنت مبلغ عني قومك؛ لعل الله عز وجل أن ينفعهم بك، ويأجرك فيهم). (مسلم).
    وكانت التربية الأولى لحديث الدخول في الإسلام تربية على الدعوة، والحرص على تعدي نفعه إلى الآخرين.
    وكان خال لجابر بن عبد الله يرقي من العقرب، فقال: (يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى، وإني أرقي من العقرب) وكأنه يستأذن في ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: (من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل). (رواه أحمد ومسلم).
    فالأصل في المسلم أنه يسعى لنفع الناس لا أنه يمنع النفع عنهم.
    وتجد بعض النفوس أحيانا تمتنع عن الإقدام على أعمال لا تضرها، مع أن فيها نفعا لغيرها،اقتصارا على مصالحها الشخصية في حدود ذواتها واهتماماتها، وليس هذا من شأن المسلم، ولذلك عنف عمر بن الخطاب رضي الله عنه محمد بن مسلمة لما منع الضحاك بن مسلمة، فقال عمر: لم تمنع أخاك ما ينفعه، وهو لك نافع، تسقي به أولا وأخرا، وهو لا يضرك... والله ليَمُرَّنَّ به ولو على بطنك.
    المبادرة بتقديم النفع قبل طلبه
    إن الأصل في المسلم أنه يسعى إلى تقديم الخدمة لمن يحتاجها، والنصيحة لمن يجهلها، والمنفعة إلى من هو أهل لها، بمبادرة منه وحرص من طرفه، ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان يسعى إلى العباس ليقول له: (يا عم! ألا أحبوك؟ألا أنفعك؟ ألا أصلك؟...) وعلمّه صلاة التسبيح، وهكذا كان يعرض نفسه للنفع، ويعلم الناس النفع، وكان من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي برزة حين جاءه يقول: يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله تبارك وتعالى به، قال له: (انظر ما يؤذي الناس فاعزله عن طريقهم).

    ومثل هذه الخدمات تنمّي في نفس الداعية التواضع، وتعمقّ في نفسه معاني الخير، وتجعل المجتمع من حوله يرى فيه حرضا عمليا على كل ما يعود عليهم بنفع، أو يدفع عنهم ضررا.
    محبة الخير للآخرين كما يحبه لنفسه
    وإذا ما تذكر المؤمن نعمة الله عليه بالهداية، وذاق حلاوة الإيمان ونعيم الطاعة، فلن يبخل بالكلمة الطيبة؛ ليستنقذ بها أناسا ما زالوا محرومين مما ذاق، ومحجوبين عما عرف، ولذلك ضرب صلى الله عليه وسلم مثلا بالأرض الطيبة التي قبلت الغيث فأنبتت، فقال: (فذلك مثل من فقه في دين الله عز وجل، ونفعه الله عز وجل بما بعثني به، ونفع به فعلم وعلمّ....).

    والداعية الحريص هو الأرض الطيبة التي تشرّبت الخير وجادت به.
    ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليترك فرصة ركوب غلام – كابن عباس – خلفه دون أن يزيده انتفاعا بما يربيه وينفعه ويملأ وقت الطريق، فقال له: (ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن...احفظ الله يحفظك...) واصطبغ الصحابة رضي الله عنهم بهذا الخلق، وكان هذا شأن أبي هريرة مع أنس بن حكيم حيث قال له: (يا فتى! ألا أحدثك حديثا لعل الله أن ينفعك به؟.. إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة...).
    الحرص على نفع الأقربين
    ونفع الأقربين أكثر وجوبا وأعظم أجرا. قال أبو قلابة: وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار؛ يُعفّهم أو ينفعهم الله به، ويعينهم الله به ويغنيهم!... وهذا الاهتمام بالأقارب كسب لقلوبهم، وصلة رحم، ورمز وفاء، وعنوان محبة، ودليل رحمة، خاصة حين يكون فيهم أطفال صغار، يفتقدون الرعاية والحنان وأهم الحاجات البشرية.

    إن أبواب النفع كثيرة، أجملها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (على كل مسلم صدقة" وضرب لها بعض الأمثلة بحسب القدرة: فيعمل بيديه، فينفع نفسه ويتصدق.. فيعين ذا الحاجة الملهوف... وإن لم يفعل المسلم شيئا من ذلك فليمسك عن الشر فإنه له صدقة).
    وهذه أدنى مراتب النفع التي لا ينبغي لمؤمن أن ينزل عنها، ولا يليق بداعية أن يقف عندها.
    والجهاد أعلى مراتب النفع، والعزلة أدناها، قال أعرابي: يا رسول الله! أي الناس خير؟ قال: (رجل جاهد بنفسه وماله، ورجل في شعب من الشعاب، يعبد ربه، ويدع الناس من شره). فالذي جاهد نفع الناس بتضحيته بروحه، وجوده بماله، لحمايتهم ولصد عدوهم، وهذا أكبر الخير، والناس يتفاوتون في الخير ما بين منزلة المجاهد ومنزلة المعتزل الكاف لشره عن الناس.
    وتعظم المسؤولية ويثقل العبء على من تولى أمر بضعة من المسلمين؛ لأنه أقدر على دفع الضر أو جلب النفع بما أوتي من سلطان الإمرة وحق الطاعة، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (..فمن ولي شيئا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فاستطاع أن يضر فيه أحدا، أو ينفع فيه أحدا فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم).
    بحيث يبقى أمره يدور بين تكريم محسنهم، والعفو عن مسئيهم، أي بين تقديم نفع، أو دفع أذى؛لأن بعض أهل الإمرة كثيرا ما يجورون وهم لا يشعرون، فإذا ما وضعوا نُصب أعينهم مهمة جلب المنفعة ودرء الأذى عصموا أنفسهم من الزلل – بإذن الله -.
    ومن الصور العملية لخلق النفع ألا تستبقي أرضا تملكها دون خدمة ولا زراعة، مع وجود أخ لك عاطل عن العمل يستطيع أن يستخرج خير الأرض، وأن ينتفع بها، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له أرض فليزرعها، فإن لم يزرعها فليُزرعها أخاه).
    وكم لدى المسلمين من قدرات معطلة، وثروات مكنوزة، وطاقات مهدورة، ولا نلتفت إلى التفكير في استغلالها فيما يعود بالنفع على المسلمين!! أفلا تجود بعلمك، وتتصدق بعرقك، وتعين بسعيك؛ لتكون دائما ممن جعله الله مفتاحا للخير، مغلاقا للشر، وعندئذ بشراك الجنة كما في الحديث: (...فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه).
    ولدوام النفع بأمثال هؤلاء لا بد من تعزيزهم بالمال والسلطان، وقد ذكر النسائي – عقب حديث في كتاب قسم الفيء – طريقة قسمة سهم النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم بعد وفاته، فقال: (وسهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإمام: يشتري الكراع منهم، والسلاح، ويعطي منه من رأى، ممن رأى فيه غناء ومنفعة لأهل الإسلام، ومن أهل الحديث والعلم والفقه والقرآن).
    وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن مثلا في دوام النفع به، وشبه النخلة به لدوام خضرتها وإمكانية الانتفاع بكل ما فيها، فقال: (إني لأعلم شجرة يُنتفع بها مثل المؤمن) والمؤمن يحرص على تقديم خيره إلى الناس لوجه الله، وابتغاء مرضاته، ولا تتحكم به مشاعر شخصية، أو مواقف عارضة.
    وقد عاتب ربنا عز وجل أبا بكر رضي الله عنه حين حلف ألا ينفق على مسطح بن أثاثة لمشاركته في حديث الإفك (فحلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا) فلما نزل قوله تعالى: {وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. قال أبو بكر: بلى والله، إنا لنحب أن يغفر لنا. وأعاد النفقة على مسطح.
    إذا كنت تحب أن يغفر الله لك، فهيّا إلى مزيد من الدعوة والنصح والإفادة والنفع، واستغلال الأوقات والطاقات.. فإنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس).
    المصدر: موقع الشبكة الإسلامية



  2. افتراضي رد: تقديم النفع للناس

    بارك الله فيك علي النقل المميز

    جزاك الله خير

    وجعله في ميزان حسناتك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    27 - 11 - 2007
    ساكن في
    دبي
    العمر
    38
    المشاركات
    2,639
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي رد: تقديم النفع للناس

    جزاك الله عنا كل خير

    وجعله في ميزان حسناتك
    عِنْدَمَا لاٌَُِ تَدْري نَفْسٍ كَيْفَ تَرْتَوي مِنْ
    نَفْسٍ سَكَنَتْ رُوحَهَــــا فَإِنَها تَشْتَاقْ
    وَ لكِنْ بِصَمْتٍ مُؤْلِمْ

    البحث على جميع مواضيع العضو MoOoRa

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    20 - 11 - 2007
    ساكن في
    الفيوم
    العمر
    40
    المشاركات
    3,063
    مقالات المدونة
    2
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي رد: تقديم النفع للناس

    بارك الله فيك ونفعنا وإياكم بماعلمنا
    ورزقنا الجنة

  5. افتراضي رد: تقديم النفع للناس

    بارك الله فيككككككككككك وجزاك كل خير

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي رد: تقديم النفع للناس

    بارك الله فيك على الافادة والنفع

  7. #7

    افتراضي رد: تقديم النفع للناس

    الا خوة الاحباء شكرا لكم مروركم الطيب واللهم تقبل منا ومنكم صالح الاعمال

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    13 - 11 - 2007
    ساكن في
    الشرقيه
    العمر
    34
    المشاركات
    239
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي رد: تقديم النفع للناس

    بارك الله فيك و لك

  9. #9

    افتراضي رد: تقديم النفع للناس

    شكرا لك أخى على المرور

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    12 - 11 - 2007
    ساكن في
    Ismailia, Egypt
    المشاركات
    4,772
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي


    جزاك الله كل خير

    وبارك الله فيك
    تنبيــــه هـــــــــام
    على الأعضاء ذوي التواقيع ذات الصور النسائية العارية وكلام الحب عدم التواجد في القسم الإسلامي لأنه يسئ لهذا القسم

    وحان الرحيل
    وأرحل في موكب الراحلين
    وحول الركاب الطيور تحوم
    استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

    البحث على جميع مواضيع العضو Ahmad Misk

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©