قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يا بخت البنات

  1. #1

    تمام يا بخت البنات

    فضل تربية البنات والصبر عليهن

    البنات منهن المسلمات والمؤمنات والقانتات والصادقات والصابرات والخاشعات والمصليات والصائمات المتصدقات والذاكرات؛ بل نحن نشاهد في زماننا هذا وفي عصرنا هذا أن كثيراً من بناتنا ولله الحمد صرن يهتممن بالأذكار وبالعبادات الطيبة، وبالإنفاق في سبيل الله، فنجد المسابقات في المراكز الصيفية وغيرها أكثر ما يجيب عليها البنات، وإذا دعوا إلى نفقات نجد كثيراً منهن من تتصدق بحليها، وذلك يذكرنا بفعل صحابيات رسول الله ، وتلك نعمة لابد أن تبقى، كما أخبر النبي في قوله: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله»([1]).


    البنات هن حبّات القلوب ومهج النفوس، وهن قرة عيون الآباء والأمهات في الحياة وبعد الممات، كما أنهن هبة الله لمن يشاء من عباده، أليست هي الأم والأخت والزوجة؟، فمن بعد هذا يكره تربية البنات؟!!


    إن تربية البنات ستر من النار، فعن عائشة < قالت: دخلت امرأة ومعها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة، فأعطيتها إياها فقسمتها بين أبنتيها، ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت، فدخل النبي وسلّم علينا فأخبرته فقال: «من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار»([2])، ففي هذا الحديث دلالة ظاهرة على حنان الأم وبلوغها القمة في الشفقة والعطف والحنان، وفي قوله «من ابتلي من هذه البنات بشيء»، دلالة على أنه يشمل حتى البنت الواحدة.


    وتربية البنات توجب الجنة، فعن عائشة < قالت: جائتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهن تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله فقال: «إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار»([3])، هذه واقعة شبيهة بسابقتها، إلا أن التضحية فيها أظهر، والإيثار فيها أعظم، حيث لم تأكل من التمرة شيئاً وآثرت ابنتيها على نفسها.

    وتربية البنات ترفع الدرجات، فعن أنس بن مالك > قال: قال رسول الله: «من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو»([4])، وضم أصابعه، ففي هذا الحديث بشارة عظيمة لمن رزقه الله ابنتين فأحسن تربيتهما وأنفق

    عليهما، فهو يحشر يوم القيامة في زمرة المصطفى ، ويكون ملازماً له كملازمة السبابة الوسطى عند ضمهما، وكفى بذلك فضلاً وفخراً، فإن من كان في جوار المصطفى في ذلك اليوم العظيم الذي تشتد فيه الهموم وتعظم فيه الكروب، فهو إن شاء الله من الآمنين من شر ذلك اليوم، وفي رواية: «من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين»، وأشار بأصبعيه([5])، ومعنى هذا أن يكون من السابقين الأولين إلى الجنة.



    أما فضل تربية ابنة واحدة فعن ابن عباس { قال: قال رسول الله «من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها – قال: يعني الذكور – أدخله الله الجنة»([6])، فبين في هذا الحديث النبوي الشريف الشروط التي ينبغي على من يريد دخول الجنة بالإحسان إلى ابنته التزامه بهذه الشروط الثلاثة:


    1 – يبقيها حية ولا يئدها، كما كان الجاهليون يفعلون ببناتهم، بل يكرمها ويعزها ويحصنها.


    2 – أن يكرمها ولا يعاملها باحتقار وإهانة، بل بعز واحترام.


    3 – ألا يؤثر أبناءه الذكور عليها، بل يعاملهم سواء بسواء.


    فمن حقق هذه الشروط كان جديراً بهذا الثواب، وهو دخول الجنة.


    تربية البنات حجاب من النار، فعن عقبة بن نافع > قال: قال رسول الله «من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته – أي مما


    يجد – كن له حجاباً من النار يوم القيامة»([7]).

    فضل تربية البنات والأخوات، فعن أنس بن مالك > قال: قال رسول الله: «من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن أو يموت عنهن كنت أنا وهو كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى»([8])، وفي لفظ: «من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فأتقى الله U وأقام عليهن كان معي في الجنة»، وأشار بأصابعه.



    ([1]) أخرجه البخاري، رقم (71)، ومسلم، رقم (1920).
    ([2]) أخرجه البخاري، رقم (1418، 5995)، ومسلم، رقم (2629).
    ([3]) أخرجه مسلم، رقم (2630).
    ([4]) أخرجه مسلم، رقم (2631).


    ([5]) أخرجه الترمذي، رقم (1914) وقال: هذا حديث حسن غريب.
    ([6]) أخرجه أبو داود، رقم (5146)، والحاكم (4/177)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، رقم (5807).
    ([7]) صححه الألباني في صحيح الجامع، رقم (6488).
    ([8]) أخرجه أحمد (3/147، 156)، وعبد بن حميد، رقم (1378).



  2. #2

    افتراضي صصص

    استحباب التهنئة بالبنت


    لما كانت البشارة تسر العبد وتفرحه، أستحب للمسلم أن يبادر على مسرة أخيه وإعلامه بما يفرحه، ولا فرق في التهنئة بالولد عن البنت.


    قال صالح بن أحمد بن حنبل: «كان أبي إذا ولد له ابنة كان يقول: الأنبياء كانوا آباء بنات».


    وقال أبو بكر ابن المنذر في الأوسط: روينا عن الحسن البصري ~ أن رجلاً جاء إليه وعنده رجل قد ولد له غلام، فقال له: يهنئك الفارس، فقال الحسن ~: وما يدريك فارس هو أم حمار! قال: فكيف نقول؟ قال الحسن البصري: قل: بورك في الموهوب، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره([1]).


    وقال أحد الأدباء لرجل ولدت له بنت: بارك الله لك في الابنة المستفادة، وجعلها لكم زيناً وأجراً لكم عليها خيراً، فلا تكرهوهن فإنهن الأمهات والأخوات والعمات والخالات، ومنهن الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله.


    ونسوق حواراً لطيفاً بين صحابيين جليلين هما معاوية ابن أبي سفيان وعمرو بن العاص {، دخل عمرو بن العاص > على معاوية بن أبي سفيان > وعنده ابنته عائشة، فقال عمرو: من هذه يا أمير المؤمنين؟ قال معاوية: هذه تفاحة القلب، فقال عمرو: انبذها عنك، فقال معاوية: ولم؟ قال عمرو: فو الله إنهن ليلدن الأعداء، ويقربن البعداء، ويورثن الضغائن، فقال معاوية: لا تقل ذلك يا عمرو! فو الله ما مرَّض المرضى، ولا ندب الموتى ولا أعان على الأحزان مثلهن، ولا بر الأحياء مثلهن، قال عمرو: ما أعلمك إلا حببَّتهن إليَّ، دخلت عليك يا معاوية وما على الأرض شيء أبغض إليَّ منهن، وإني لأخرج من عندك وما عليها شيء أحب إليَّ منهن.


    ومن اللطائف الأخرى كان رجل يسمى أبا حمزة الضبي تزوج بامرأة فأنجب منها إناثاً ولم تنجب ذكوراً، فتزوج بأخرى فأنجب منها ذكوراً فسول له عقله أن يهجر أم البنات فهجرها، وذات يوم رأته أم البنات فقالت له:


    ما لأبي حمزة لا يأتينا



    *


    ويظل في البيت الذي يلينا




    غضبان ألا نلد البنينا




    *


    تا الله ما دلك في أيدينا




    فنحن كالأرض لزارعينا




    *


    ننبت ما قد زرعوه فينا





    ومن اللطائف: كان لأعرابي امرأتان فولدت إحداهما جارية والأخرى غلاماً، فرقصت أم الغلام ولدها يوماً وقالت معيرة ضرتها – يعني جارتها –:


    الحمد الله العظيم العالي





    *


    أنقذني العالم من الجواري


    من كل شوهاء كشن بالي




    *


    لا تدفع الضيم عن العيالي



    فسمعتها ضرتها – يعني جارتها – فأقبلت ترقص ابنتها، وتقول:


    وما عليَّ أن تكون جارية




    *


    تغسل رأسي وتكون الغالية


    وترفع الساقط من خماريه




    *


    حتى إذا بلغت ثمانية




    أزرتها بنقبة يمانيه




    *


    وانكحتها مروان أو معاوية


    أصهار صدق ومهور غالية



    قال: فسمعها مروان فتزوجها على مئة ألف مثقال، وقال: إن أمها لجديرة ألا يكذب ظنها... ولا يخان عهدها... فقال معاوية: لولا مروان سبقنا إليها لأضعفنا لها المهر، ولكن لا تحرم الصلة، فبعث لها بمئتي ألف درهم.


    وقال آخر في حرصه على بنياته وعدم السفر عنهن:


    ولولا بنيات كزغب القطا




    *


    حططن من بعض إلى بعض


    لكان لي مضطرب واسع في




    *


    الأرض ذات الطول والعرض




    ([1]) انظر: تحفة الودود بأحكام المولود، ص (28).

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©