غزة-دنيا الوطن
تحدث الكاتب المصري الشهير د.عبدالوهاب المسيري زعيم حركة كفاية عن كيفية اختطافه مع زوجته وناشطين آخرين من الحركة أثناء وجودهم على رأس مظاهرة في ميدان السيدة زينب بالقاهرة تندد بموجة الغلاء التي تجتاح مصر حاليا.

قال د. المسيري صاحب الموسوعة الشهيرة (اليهود واليهودية والصهيونية) في تصريحات لـ"العربية.نت" إن عدد من تم اختطافهم من المثقفين في ذلك اليوم حوالي ثلاثين، حيث اقتيدوا بواسطة رجال أمن يرتدون الزي المدني ويستقلون سيارات مدنية إلى مناطق صحراوية مختلفة وتركهم في ظروف صعبة ما بين البرودة الشديدة وعدم وجود وسيلة مواصلات يعودون بها إلى القاهرة.

كان د. المسيري قد اختطف مع زوجته د.هدى حجازي، و د. كريمة الحفناوي (صيدلانية وممثلة مسرحية وعضو مؤسس بحركة كفاية) أثناء وجودهم في مظاهرة بميدان السيدة زينب الخميس 17-1-2008 في ذكرى مرور 21 عاما على مظاهرات الجوعى التي اجتاجت مصر في 17 و18 يناير 1977 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات احتجاجا على رفع الأسعار واتجاه الدولة في ذلك الوقت لالغاء دعم السلع الاستهلاكية الرئيسية مثل رغيف الخبز.

تحذير من الأمن

وأضاف: أثناء المظاهرة قاموا بإلقاء القبض علينا، ووضعوا كل مجموعة في سيارة تحمل لوحة مدنية، وتوجهوا بنا إلى الصحراء برفقة رجال أمن يرتدون ملابس مدنية "كنت مع زوجتي والحفناوي وتم وضعنا في سيارة انطلقت بنا إلى الصحراء. وعندما حاولنا أن نستفسر منهم عن الجهة الذاهبين إليها رفضوا الادلاء بأي أقوال. سارت بنا السيارة زهاء الساعتين في طريق الاوتوستراد خارج القاهرة، لست متأكدا ما إذا كان مؤديا إلى السويس أو الاسماعيلية. وفي العراء بمنطقة صحراوية خالية تماما على الطريق السريع تركونا. سألنا الضابط وعرفنا أنه برتبة "مقدم": أين نحن وكيف سنعود، ضحك ولم يجب ثم انطلقوا بسيارتهم عائدين".

وأشار د.عبدالوهاب المسيري في حديثه لـ"العربية.نت" أن المختطفين كانوا مهذبين معهم طوال الطريق، ولذلك لم ينتابه أي خوف، وكان ذلك ردا على سؤال من "العربية.نت" عما إذا كان قد شعر بأن ما حدث لزميله وسلفه في قيادة حركة كفاية د.عبدالحليم قنديل، قد يحدث معهم أيضا.

وأضاف "علمنا فيما بعد أن الآخرين اختطفوهم إلى العين السخنة. والجميع يسر الله لهم أن يعودوا في نفس الليلة إلى بيوتهم".

وكان 4 أشخاص يرتدون بزات داكنة اللون ويحملون أسلحة بيضاء اختطفوا الصحافي د.عبدالحليم قنديل الزعيم الأسبق لحركة كفاية في 2-11-2004 من أمام منزله في الثالثة فجرا وحملوه في سيارة معصب العينين إلى منطقة صحراوية، وقال للنيابة فيما بعد إنه تعرض طوال الطريق للضرب الذي أدى لاصابات مختلفة، وهناك تركوه عاريا حتى من ملابسه الداخلية، وجردوه من هاتفه المحمول ونظارته الطبية ومحفظة نقوده، واضطر إلى السير حتى نجح بعد حوالي 300 متر في الوصول إلى نقطة شرطة حيث حصل من جنديين على ملابس يستر بها نفسه، وأوقفوا له سيارة مارة بالطريق أوصلته إلى وسط القاهرة.


نجحنا في الاتصال بصديق

وقال عبدالوهاب المسيري: ظللنا وقتا طويلا نحاول أن نوقف السيارات التي كانت تمر علينا في ذلك المكان دون جدوى، إلى أن مر اتوبيس خاص استجاب لمحاولاتنا وتوقف وحملنا دون أن يتقاضى سائقه أجرا بعد أن تعرف على شخصياتنا.

وأوضح أن "الجهات الأمنية أوهمت المتظاهرين بأنني وزملائي عدنا إلى منازلنا وذلك حتى تتفرق المظاهرة، ولكننا نجحنا في الاتصال بأحد الأصدقاء وأخبرناه بأنهم اختطفونا ونحن الآن بالصحراء، ولا نعرف أين نحن، ولا أين ذهبوا بالآخرين، فقام بابلاغ وسائل الاعلام بما حدث لنا".

وتابع في حديثه لـ"العربية.نت": من السخرية الشديدة أن تتعامل السلطة مع مظاهرة سلمية ومع مثقفين بهذه الطريقة، وبعد يوم واحد من اعلان بوش بأن مصر ستقود قاطرة الديمقراطية في المنطقة، بل إن المصادفة المريرة أن الاختطاف الذي حدث لنا جاء في يوم صدور قرار من البرلمان الأوربي يدين سجل حقوق الانسان في مصر.

وفسر ذلك بأن السلطات خشيت أن ينضم إلى المظاهرة آلاف من الجماهير لكونها تخرج في حي شعبي هو "السيدة زينب" وتتعلق بحياة الناس اليومية ومعاناتهم من ارتفاع أسعار السلع الضرورية.

وقال إن ما حدث لن يردع قيادات "كفاية" عن مقاومتهم السلمية، وسيمضون فيها دون خوف، وسيصدورن قريبا "الكتاب الأسود" متضمنا مساوئ النظام في مختلف المجالات.