الحب لا يعترف بالعقبات
هل هذا خروج عن سنن الله فى كونه ؟
أم هذه سنة تميز بها الحب ؟ ..
وقبل الإجابة هيا ننظر فى حال المحبين :
ـ الحاسدون :
كم يحاول الحاسدون والوشاة أن يفسدوا ما بين المحبين ، ولكن كل محاولاتهم تبوء بالفشل !
فأمام الحب الحقيقى ينهار الحاسدون ولا وجود للوشـاة المفسدين ، فالماء مادام يجرى لا يفسد ، وإنما يفسده توقفه ، وركوده ، وإن سكن حبٌّ وركد فهو غير صادق ، فقد نهشته أنياب الوشاة ، وشوهته حِرابُ الحاسدين ، وفتكت به أسلحة المفسدين .
العُذال :
وليس الحاسدين فقط الذين ينالون من الحب ، بل أيضًا العُذال واللائمون ، الذين يرتـدون ثياب الرحمة والشفقة على المحبين ، فيخرجون بمسوح العُبَّاد ، يقدمون المواعظ بلا طلب ، والنصح بلا حاجة ، أقنعوا أنفسهم بإرادة الخير وتحقيق المصالح ، وهو نوع من الخداع الخفى والتلبيس السقيم ، لفراغ عقولهم من الفهم ، وقلوبهم من الحب ، فأنّى لأرواحهم أن تتذوق .. وهؤلاء العُذال كالحاسدين خاسرون ، فالماء الجارى لا يتأثر بقذف الحجر ، والرداء الواحد لا يتأثر بأقذار الطريق ، لأنه يطهر بعضه بعضًا :
ما بال العاذل يفتح لى
باب السُّلوان وأوصدُه
ويقول تكاد تجنّ ُ به
فأقول وأوشِك ُ أعبدُه
ــ عقبات من الداخل :
وأخطر العقبات هى التى تكون من الداخل ، فإن كان الحاسدون والعُذال خاسرين أمام الحب ، فهل العقبات التى فى نفس المحب وقلبه هى أيضًا خاسرة ؟!
ولا تعجب حينما أقول : نعم ، هى أيضًا منهارة وخاسرة لسبب واحد : أن الحب الحقيقى تُقَدَمُ فيه التضحيات ، وأعزُّ هذه التضحيات الروح ، فماذا بعد الروح ؟! والكل يهون وقد ملّكته روحك ! والكل يصغر بجانب التضحية بالروح !
ثم إن الحب الصادق متجرد فى حبه لا يخطر بقلبه سوى محبوبه ، فالحركة لا تهدأ ، والحرارة دائمًا متقدة ، بصفاء الحب ، وروح اللقاء ، وتقديم حبيبه بالحال على كل شيء .
ما خنت هواك ولا خطرت
سلوى بالقلب تبردُّه
فكيف بالله عليك يتأثر هذا الحب وفق هذا المعنى بشائبة أو لوثة ؟!
فالثـبات على الحب عنوان مواصلة النجاحات ، هنالك ينطلق المحبان يهتفان :
( ما لروحينا عن الحب غِنى )