يجتذب الملعب الأوليمبي في العاصمة الإيطالية روما أنظار عشاق كرة القدم حول العالم عندما يستضيف مواجهة شديدة الندية بين فريقي برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا مساء الأربعاء.

وتمثل المباراة لكثير من المتابعين مواجهة بين مهارات وإبداع البارسا من جهة والكرة الحديثة والمنظمة هجوميا ودفاعيا لدى شياطين مانشستر يونايتد.

ويجمع اللقاء بين مديرين فنيين في قمة التناقض إذ وصل أحدهما وهو سير أليكس فيرجسون إلى قمة النضج في موسمه التدريبي الخامس والثلاثين وفاز مع فريقه الحالي بـ25 لقبا متنوعا، بينما بدأ الثاني وهو جوسيب جوارديولا مدرب برشلونة مسيرته المهنية الموسم الحالي فقط بكل عنفوان الشباب الذي أعاد الاستقرار والألقاب إلى كتالونيا.

حلم الثلاثية

وبنهاية المباراة يدخل أحد الفريقين التاريخ ليس لصعوده منصة التتويج فقط بل سعيا خلف تحقيق حلم الثلاثية التاريخية، إذ يضيف الفائز اللقب الأوروبي إلى لقبين محليين.

وفاز برشلونة هذا الموسم بلقبي دوري وكأس إسبانيا بينما فاز مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي وكأس رابطة المحترفين إضافة إلى كأس العالم للأندية في اليابان في ديسمبر الماضي.

وقال فيرجسون في تصريحات لوسائل الإعلام قبل اللقاء: "هذه فرصة لا تعوض لندخل التاريخ من أوسع أبوابه، فريقنا يستحق مكانة متقدمة بين الأندية العظيمة التي فازت باللقب مرات عديدة، وهذه هي فرصة الجيل الذهبي الحالي".

ووضع فيرجسون في اعتباره تفوق أندية من نوعية ليفربول الإنجليزي وميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني في المسابقة أكثر من الشياطين الحمر.

وكان الفريقان قد التقيا الموسم الماضي في البطولة ذاتها في الدور نصف النهائي وتعادلا ذهابا في ملعب "كامب نو" بدون أهداف قبل أن يحسم مانشستر المواجهة في ملعبه "أولد ترافورد" بهدف للمخضرم بول سكولز، ليصعد الشياطين إلى النهائي عن جدارة واستحقاق نتيجة سيطرتهم على أغلب فترات المباراتين.

والمؤكد أن تفوق مانشستر الموسم الماضي قد لا يتكرر الموسم الجاري لأن الفريق الكتالوني كان وقتها في نهاية عهد مدربه فرانك ريكارد وقبل مرحلة إعادة الاكتشاف بواسطة جوارديولا.

وقال مدرب برشلونة الذي يصغر فيرجسون بـ29 عاما: "لقد قدمنا موسما رائعا لكن قد ينتهي بصورة سيئة إذا خسرنا هذا اللقاء، أنا محظوظ للغاية بقيادة مثل هذه التشكيلة من اللاعبين، وفي هذا اللقاء علينا إظهار قدراتنا الحقيقية".

ولا تقتصر مواجهة البارسا مع الشياطين على تحد يجمع فيرجسون بجوارديولا بل تتجه الأنظار إلى منافسة من نوع خاص بين الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر وهما أفضل لاعبين في العالم حاليا، ويلعب كل منهما في الجبهة اليمنى لفريقه.

قائمة الغيابات

وعلى صعيد الغيابات لا يفتقد الفريقان سوى اللاعبين الذين خسروهم في معركتي الدور قبل النهائي ضد أرسنال وتشيلسي.

ويلعب مانشستر يونايتد مكتمل الصفوف بعد تأكد مشاركة قلب دفاعه الأمين ريو فرديناند رغم غيابه عن آخر لقاءين في الدوري الإنجليزي، فيما يغيب لاعب الوسط الإسكتلندي دارين فليتشر بسبب طرده في لقاء أرسنال.

29 عاما هو فارق العمر بين فيرجسون وجوارديولا

أما في برشلونة فقد تأكدت مشاركة المهاجم الفرنسي تييري هنري وإندريس إنيستا صاحب هدف الصعود في مرمى تشيلسي لكن يبقى الخط الخلفي هو أكثر ما يقلق عشاق الكتيبة الكتالونية لغياب ثلاثة من عناصره الأساسية وهم المكسيكي رافايل ماركيز للإصابة والبرازيلي داني ألفيش والفرنسي إريك أبيدال للإيقاف.

ومن المنتظر أن يلعب جوارديولا بالبرازيلي سيلفينيو أو المالي سيدو كيتا في مركز الظهير الأيسر بدلا من أبيدال وبكارليس بويول قائد برشلونة في مركز الظهير الأيمن بدلا من ألفيش ليترك موقعه كقلب دفاع، ويلعب بجيرار بيكي في قلب الدفاع وهو مركزه الأصلي بينما يعيد الإيفواري يايا توري من ارتكاز الوسط إلى قلب الدفاع الثاني.

هجوم غادر ودفاع حكيم

ولعل هذه التعديلات غير العادية هي ما دفعت مديرا فنيا مخضرما بحجم الفرنسي أرسين فينجر مدرب أرسنال ليقول إن الدفاع قد يحسم نهائي دوري الأبطال في تلميح صريح لأفضلية مانشستر يونايتد الذي يستطيع الدفاع ببراعة واستغلال الفرص الهجومية.

لكن لا أحد يمكنه ضمان فوز مانشستر حتى فيرجسون نفسه الذي صرح في وقت سابق من الموسم الجاري قبل انطلاق دور الثمانية من البطولة قائلا "برشلونة هو الخطر الأكبر على حملة دفاعنا عن اللقب لأنه أفضل فريق يقدم كرة هجومية حاليا".

ولعل الدرس الذي قدمه برشلونة لتشيلسي في الدور نصف النهائي خير دليل على قدرة البارسا على التسجيل في أي لحظة بفضل قدرات لاعبيه الهجومية وحتى لو بتسديدة واحدة بين الخشبات الثلاث على مدى 90 دقيقة.

ويرتدي مانشستر يونايتد الزي الأبيض بالكامل فيما يرتدي برشلونة ألوانه المميزة بالأحمر والأزرق لتفادي إصابة الحكم أو المشاهدين بالارتباك أثناء سير اللقاء.

وعلى الصعيد التاريخي يأمل مانشستر يونايتد في الحفاظ على نسبة فوزه بـ100 % من أصل المباريات النهائية التي وصل إليها إذ توج بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات في كل مرة بلغ فيها الدور النهائي أعوام 1968 و1999 و2008، ويبحث ليلة الأربعاء عن مرة رابعة، فيما بلغ برشلونة النهائي خمس مرات فاز فيها مرتين فقط الأولى أمام سامبدوريا عام 1992 والثانية على حساب أرسنال عام 2006.


اقرأ أيضا عن المباراة النهائية

هنري ينتظر التساوي مع فان نيستلروي واستعادة ذكريات "أوليمبيكو"

قلق في صفوف مانشستر بسبب اصابة رونالدو

ميسي نادم على تصرفاته "الغاضبة والهوجاء" بعد نهائي 2006

يوفا يحذر من تذاكر مزورة في نهائي أوروبا

نهائي روما يعيد فتح باب المقارنات بين ميسي ورونالدو