ب برأسى من خلال باب المجلس كطفل يسترق النظر والمح فوزى يتحدث الى ابى يلتفت ليرى رقبتى ممدودة كزرافة تقترب من غصن لتأكله فتضحك عينيه بأبتسامة من كلمة واحده اخيرا ظهر قمرى ........
واخيرا وعلى صوت ابى ادخلى يا فافى تخلصت من لحظات خجلى ودلفت للداخل..... نظرة تحمل ضياء الف شمعه تلك التى التمعت فى عينانا معا لا تحمل غير .....مرحبا
وابى يجلس بيننا ليرقب النظرات المضيئه ويبتسم فى خبث كنت لسه بقول لفوزى يتغدى معانا النهارده بس هو عايز ياخدك تاكلو بره ايه رايك يا فافى
(اشطه جداااا هتغدى مع بعلى بره لاول مره فى حياتى ) كدت اقفز من على الكرسى فرحا ولكنى اخفيت عيناى فى الارض كي لا تفضحنى نظراتى واجبت .... اللى تشوفه يا بابا ....
خلاص على بركة الله بس متاخرهاش عن المغرب وبنظره تحذيريه اطلقها ابى مع جملته كاد فوزى ان يقف ليؤدى القسم امام ابى انه سيعيدنى فى الوقت المحدد![]()
وبعد افطار خفيف غادرنا انا وزوجى الحبيب نزل هو لتأدية صلاة الظهر فى مسجد قريب بينما كنت ارتدى ثيابى واصلى ووافيته عند السيارة بعد الصلاه وتهلل لرؤيتى قادمه وفتح الباب لى اولا
كم هو مهذب فوزى يقف كأنه سائقى الخاص ياللروعه احذر حتى لا اعتاد هذا ودلفت الى السياره وركب فوزى امام عجلة القياده وانطلقنا .........
تحبى نروح فين يا فافى
(ايه ده اشطه ده بيسألنى ) يعنى اختار اى مكان يعجبنى ؟؟
طبعا انتى تأمرى يا .....حبيبتى![]()
(حبيبته كمان يادى الهنا اللى انا فيه ) وبابتسامة سعيده اجبته اى مكان تختاره هيبقى حلو (ايه اللى انا بقوله ده)
وسعد فوزى كثيييرا بتجاوبى البسيط بعد جمودى معه ليلة امس هو لا يصدق اننى اقول هذا الان
واخذنا نتجول بالسيارة فى شوارع القاهره المزدحمه حتى صلاة العصر وانا لا اشعر اننى فى وسط الزحمة المروريه وانما وكأننا نتجول فى طريق فارغ لا يسير فيه غيرنا ...
واوقف فوزى السيارة امام مسجد ونزلنا لتأدية الصلاه وعدت فوجدت السياره مفتوحه وفوزى ليس موجودا فجلست انتظر
وجعلت اتأمل سيارته لماذا اشعر ان ممتلكاته اصبحت ممتلكاتى انا ايضا وتذكرت كيف تمنيت ان اركبها قبلا ....بجوارهواخيرا عاد زوجى الحبيب وانطلقنا...
وهكذا اصطحبنى بعلى العزيز لاول مكان نقشنا فيه زكرياتنا السعيده كان مطعم فى احد الفنادق واعتاد فوزى التردد عليه احيانا مع اصدقائه كانت مائدتنا بجوار واجهة زجاجيه تطل على اكثر الشوارع صخبا فى القاهره كان منظرا جميلا الناس يملئون الشارع ونراهم ولا يرونا
كم اعشق الزحام ....قلتها بعفويه جعلت فوزى يتاملنى طويلا ثم يسألنى .......حقا تحبينه؟؟
اجل كثيرا ........ولكن انتى هادئة جدا ونظرت اليه فوجدته يتفحصنى ........وابتسم لى
اننى اذوب وسط الصخب اشعر اننى صرت قطرة ماء فى بحر الزحام ما اجمل ان تكون قطرة صغيرة تختفى وسط الكتل البشريه لا يلاحظها احد
فهمت ......يقولها وقد اتسعت ابتسامته جميل هو حين يبتسم لى اشعر بأنه فقط راضى وارجو لو تبقى ابتسامته هذه ....دائما
ويأتى النادل ليحضر مغلفين انيقين بقوائم المأكولات ويغادر هتاكلى ايه يا فافى .........من اللى هتاكل منه قلتها كما تقول طفله احد المسلمات (اخص عليا)![]()
وابتسم فوزى ابتسامته المميزه (من الودن للودن) وطلب وجبة من الدجاج والبطاطا المقليه وارزا بالخلطه ومقبلات بأختصار طلب وجبه ضخمه للغايه على شخصين
وجاء الطعام وانا اتأمل زحام الشارع وفوزى يتاملنى انا وانا انظر له من طرف بعيد .....
وبدأ فوزى يمسك ملعقته و....كلى يا فافى ....حاضر وامسك بملعقتى وانا لا ادرى من اين سأمتلك القدره على ان اكل امام عيونه التى ترصدنى ...
والعجيب ان فوزى كان ياكل بنهم اكثر من اى وقت أكل فيه معى وكان يتحدث عن عمله واصدقاءه وانا استمع له وهذه المره حان دورى لاتفحصه![]()
كنت اتظاهر بالاكل ولكن كانت معدتى تتقلص وترفض الطعام ولا ادرى كيف ياكل هو ولكنى استمتعت بحديثه كثيرا كان جميلا ومرحا لابعد الحدود
و......فافى طبقك بحاله يقولها فوزى مدهوشا فقد قضى هو ماشاء الله على طبقه واغلب الاطباق الاخرى و لولا ان طبقى بعيدا لالتهمه ايضا على ما اعتقد......![]()
معلش يا فوزى شبعت ......شبعتى ازاى كلى عشان خاطرى انا سديت نفسك ولا ايه يقولها وقد عبس وجهه (لا ارجوك لا تعبس لا احتمل ان اراك تعيسا بسببى )![]()
انا والله مش قادره وطبعا انت مسديتش نفسى![]()