قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 43
  1. #21

    افتراضي

    شكرا كتير الك
    لاتجادل الاحمق فقد يخطىء الناس فى التفريق بينكما


    لست مجبره ان يعرف الاخرين من انا!!!

    فمن لديه مؤهلات القلب ! والعقل ! والروح
    !سأكون امامه كالكتاب المفتوح

    البحث على جميع مواضيع العضو شيري العسولة

  2. افتراضي

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اشكركم على الرساله الجميله التى ارسلت الي ولاكن عم وجودى معكم الفطره الماضيه لانى كنت مسافر فى شغل وان شاء الله اكون معاكم على طول كل الشكر لاداره المنتدى على حسن الستضافه لكم منى كل الحب والاحترام

  3. #23

    افتراضي

    ان شاء الله تكون موجود على طول
    وشكرا الك كتير

  4. #24

    افتراضي



    نتكلم اليوم عن سيرة عالم من علماء هذه الأمة وملك من ملوكها العظام ..

    إنه لا ينتمي لعصر الوحي فحسب ، بل إنه الرجل الذي حاول نقل عصر الوحي بمُثُلِه وفضائله إلى دنيا مائجة هائجة ،

    مفتونة مضطربة، متلفعة بالظلم والقهر، متعفنة بالتحلل والترف،
    ثم نجح في محاولته نجاحاً يبهر الألباب ،
    فهل تدهش وتذهل لأنه بمفرده حاول تحقيق هذا المستحيل ؟!..
    أم تدهش وتذهل لأنه بمفرده قد حقق هذا المستحيل فعلاً؟!..
    ليس في عشرين سنة ، ولا في عشرة أعوام ، بل في عامين وخمسة شهور وبضعة أيام.

    قال فيه بعض الكتاب:
    " الخليفة الكامل".
    وقال بعضهم :" أريد منكم أن تأخذوا الأقلام بأيديكم وتجمعوا أذهانكم وتكتبوا كل صفة تتمنون أن يتصف بها الحاكم في نفسه، وفي أهله، وفي أمانته وسياسته، وفي لينه وشدته، حتى إذا اكتملت الصورة الخيالية التي صورتها أمانيكم وآمالكم ، جئتكم بحقيقة واقعية بملك من ملوكنا تعدلها وقد تزيد عليها .

    ألا وهو : عمر بن عبد العزيز

    أولاً : اسمه ونسبه وولادته

    هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية،


    ألقابه

    الإمام الحافظ، العلامة المجتهد، الزاهد العابد، السيد أمير المؤمنين حقاً، أبو حفص ، القرشي الأُموي المدني ثم المصري، الخليفة الزاهد الراشد، أشجُّ بني أمية
    وأمه : هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب

    ولادته :

    ولد سنة : ثلاث وستين

    وقيل: سنة إحدى وستين،
    وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنهما بمصر ..
    وقيل: سنة تسع وخمسين


    ثانياً:
    نشأته وتربيته




    كان عمر رحمه الله ابن والي مصر عبد العزيز، وكان يعيش في أسرة الملك والحكم، حيث النعيم الدنيوي، وزخرف الدنيا الزائل، وكان رحمه الله يتقلب في نعيم يتعاظم كل وصف، ويتحدى كل إحاطة..
    إنّ دخله السنوي من راتبه ومخصصاته، ونتاج الأرض التي ورثها من أبيه يجاوز أربعين ألف دينار ..
    وإنه ليتحرك مسافراً من الشام إلى المدينة، فينتظم موكبه خمسين جملاً تحمل متاعه..

    وكان يلبس أبهى الثياب وأغلاها .. ويضمخ نفسه بأبهج عطور دنياه، حتى إنه ليعبر طريقاً ما، فيعلم الناس أنه عبره، وكان رحمه الله يتأنق في كل شيء ..
    حتى المشية .. التي انفرد بها وشغف الشباب بمحاكاتها وعرفت لفرط أناقتها واختيالها بـ"المشية العمرية"

    ثم إنه رحمه الله مع هذا كله كان فيه نبوغ مبكر فلم تنسه هذه الدنيا وزخرفها الله تعالى والدار الآخرة، بل إنه رحمه الله كان فيه حب للعلم وأهله كما سيأتي …

    لقد جمع القرآن وهو صغير، تحدث هو عن نفسه وطفولته فقال :
    " لقد رأيتني بالمدينة غلاماً مع الغلمان ثم تاقت نفسي للعلم، فأصبت منه حاجتي " .. ورغب إلى والده أن يغادر مصر إلى المدينة ليَدْرُس بها ويتفقه، فأرسله إليها وعهد به إلى واحد من كبار معلمي المدينة وفقهائها وصالحيها وهو: صالح بن كيسان رحمه الله،

    ثم لا يكاد ينزل بها حتى يلوذ بالشيوخ والعلماء والفقهاء، متجنباً أترابه ولِدَاته ..
    وأقبل على العربية وآدابها وشعرها فيستوعب من ذلك كله محصولاً وفيراً .


    يتبع بإذن الله


  5. #25

    افتراضي

    ورعه منذ صغره :



    بكى و هو غلام ، فأرسلت إليه أمه : ما يبكيك ؟؟ قال : ذكرت الموت ، فبكت أمه معه .


    وعظه للخلفاء بالحق :


    لما نظر سليمان بن عبد الملك إلى عسكره و جنده و ملكه ،
    التفت إلا عمر : كيف ترى ما ها هنا ؟؟
    قال : أرى دنيا يأكل بعضها بعضا ، أنت المسؤول عنها و المأخوذ بما فيها !!


    و بينما هما معا عند عرفات ، إذ برقت السماء و أرعدت رعدا شديدا ، ففزع سليمان و التفت إلى عمر فإذا هو يضحك !
    قال : يا عمر ، أتضحك و أنت تسمع ما تسمع ؟؟
    فقال: يا أمير المؤمنين !!! تلك رحمة الله أفزعتك ،
    فيكف لو جاءك عذابه ؟؟
    ثم نظر سليمان إلى الناس من حوله و قال مزهوا : ما أكثر الناس !!!
    ( أي رعيته ) ،
    فقال عمر : خصماؤك يوم القيامة يا أمير المؤمنين !!!!!!!!



    مذكور في الإسرائيليات :



    كتب في التوارة أن الأرض و السماء تبكي على عمر بن عبد العزيز أربعين سنة !!



    ملخص ما جاء في وصوله للخلافة :



    كان سليمان ابن عبد الملك جالسا أمام مرآته ، و كان حسن الوجه ، فأعجب بنفسه
    و قال : أنا الملك الشاب .
    فمرض من يومه مرضه الذي مات فيه .
    فدخل عليه وزيره رجاء بن حيوة – رحمه الله و جزاه عن الأمة خيرا – وقال : يا أمير المؤمنين ، إنه مما يحفظ به الخليفة في قبره أن يستخلف الرجل الصالح .
    فقال : فمن ترى ؟
    قال رجاء : عمر بن عبد العزيز ،
    فقال عبد الملك : هو والله ،
    و لكن لئن وليته لتكونن فتنة في ولد عبد الملك ، و لا يتركونه أبدا يلي عليهم إلا أن أجعل أحدا بعده ، فأجعل يزيد بن عبد الملك بعده ،
    فقال رجاء : هذا الرأي .



    لما علم أبناء عبد اللمك :



    لما ذكر عمر بن عبد العزيز ، نادى هشام بن عبد الملك : لا نبايعه أبدا ، فقال رجاء : إذا و الله أضرب عنقك ، قم فبايع .
    فقام يجر رجليه إلى عمر و هو يسترجع لأنه أراد الإمارة ،
    و عمر بن عبد العزيز يسترجع لأنها صارت إليه !!!



    عمر يخلع نفسه !!!



    لما دخل المسجد ، صعد المنبر و اجتمع الناس إليه
    فقال :
    أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني ، و لا طلبة له ، و لا مشورة من المسلمين ، و إني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي ، فاختاروا لأنفسكم ” .
    فصاح الناس صيحة واحدة : قد اخترناك يا أمير المؤمنين و رضينا بك !!! فلما رأى ذلك قام يخطب ، فحمد الله و أثنى عليه و قال :


    ” أوصيكم بتقوى الله ، و اعملوا لآخرتكم ، فإنه من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه … ثم رفع صوته : من أطاع الله وجبت طاعته ، ومن عصى الله فلا طاعة له ، أطيعوني ما أطعت الله ، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم ” .




    في ذكر أنه من الخلفاء الراشدين المهديين :




    يقول أحمد بن حنبل : يروى في الحديث أن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يصحح لهذه الأمة دينها ،
    فنظرنا في المائة الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز ، و نظرنا في المائة الثانية فإذا هو الشافعي .
    و روي عن سفيان الثوري قوله : أئمة الهدى خمسة : أبو بكر و عمر و عثمان و علي و عمر بن عبد العزيز .
    و سئل محمد بن علي بن حسين عن عمر فقال : أما علمت أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده ؟؟؟




    دلائل صلاحه :




    لما ولي رحمه الله ،
    قال رعاة الغنم : من هذا الخليفة الصالح الذي قام على الناس ؟؟
    قيل : و كيف علمتم ؟؟
    قالوا : إنه إذا قام خليفة صالح كفت عنا الذئاب و الأسود !!
    فكانت الشاه و الذئب ترعى في مكان واحد في خلافته رضي الله عنه .
    فبينما هم ذات ليلة إذ انقض ذئب على شاة ،
    فقالوا : ما نرى الرجل الصالح إلا قد هلك ، فسالوا عنه فكان فعلا قد توفي رحمه الله !!!


  6. #26

    افتراضي


    أويس القرني أزهد أم عمر ؟؟
    قال أبو سليمان الدارني لأبي صفوان : كان عمر بن عبد العزيز أزهد من أويس ، قال : و لم ؟ قال : لأن عمر ملك الدنيا فزهد فيها . قال : و أويس لو ملكها لزهد فيها كذلك !! فقال الدارني : لا تجعل من جرب كمن لم يجرب .

    هي لنا اليوم رشوة !!
    أهدي إليه تفاح و فاكهة ، فردها ، فقيل : ألم يكن رسول الله يقبل الهدية ؟؟ قال : بلى ! و لكنها لنا و لمن بعدنا رشوة !!!!!!!!!!!!

    آكل المال الحرام لا يستجاب دعائه ، و كل لحم نبت من سحت (حرام ) فالنار أولى به !

    في فتنة علي و عثمان رضي الله عنهما :
    لما سئل عنها قال : تلك فتنة طهر الله يدي منها ، فلا أحب أن أخضب لساني بها .

    و يشتم أمير المؤمنين !!!
    لما خرج عمر ذات ليلة و معه حارس ، دخل المسجد في الظلمة ، فتعثر برجل نائم ، فرفع الرجل رأسه و قال : أعمى أنت ؟؟ قال : لا ! فهم به الحارس ، فقال له عمر : مه ( أي كف ) إنما سألني و أجبته !!!!!!!!!

    و أساء رجل آخر الأدب معه في مجلسه فقال : أردت أن يستفزني الشيطان بعز السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا !! ثم عفا عنه .

    مع كتاب الله :
    كان لا يدع النظر في المصحف كل يوم ، و لكنه كان لا يطيل .

    ذاك الذي اجتمعت له الدنيا و هو عنها في شغل :
    كان يوما ساكتا و أصحابه عنده يتحدثون ، فقيل : مالك لا تتكلم يا امير المؤمنين ؟؟ قال كنت مفكرا في أهل الجنة كيف يتزاورون فيها ، و في أهل النار كيف يصطرخون فيها ! ثم بكى .

    رحمك الله
    رحمك الله
    رحمك الله

  7. #27

    افتراضي

    رحمك الله
    رحمك الله

    رحمك الله
    حقا .. أمة وحدك

    قرأ عمر ذات يوم ۞ و ما تكون في شأن و ما تتلو منه من قرآن و لا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه ۞ فبكى بكاءا شديدا حتى سمعه أهل الدار ، فجاءت فاطمة زوجته فجلست تبكي لبكائه ، و بكى أهل الدار لبكائهما . فجاء ابنه عبد الملك فقال : يا أبة ما يبكيك ؟ قال : خير يا بني ، ود أبوك لو أنه لم يعرف الدنيا و لم تعرفه ، لقد خشيت أن أهلك ، لقد خشيت أن أكون من أهل النار


    أين حكام اليوم من هذا ..؟؟؟!!!!

    هيهات …

    ذاك أمة .. ثريا تتألق في سماء الجنة

    و أنى للثرى ( التراب ) أن يرقى للثريا …!!!

    انشغل ذات يوم بمناجاته في صلاته عن ضيفه ، ثم ذكره ، فأقبل إليه يعتذر قائلا : كيف يشبع رجل من الطعام و الشراب و ليس أحد من المشرق و المغرب يظلم بظلامة إلا كنت خصمه يوم القيامة!!!!!!!!!!!

    ذاك رجل أخذها بحقا .. فكانت له نورا

    من مناجاته :
    ” وجدتني قد وليت أمر هذه الأمة : صغيرها و كبيرها ، و أسودها و أحمرها ، ثم ذكرت الغريب الضائع ، و الفقير المحتاج ، و الأسير المفقود ، في اقاصي البلاد و أطراف الأرض فعلمت أن الله سائلي عنهم ، و أن محمدا حجيجي فيهم ، فخفت ألا يثبت لي عند الله عذر و لا يقوم لي مع رسول الله حجة فخفت على نفسي و دمعت له عيني ، ووجل له قلبي ، و أنا كلما ازددت لها ذكرا ، اززدت منه وجلا “

    لعمري .. كيف ينام ولاة هذا الأمر في هذا الزمان !!!!

    كيف يحشون بطونهم ، و بطون رعيتهم خواء ..

    و يتمطعون على وسائد من الريش ، و أولئك يفترشون الأرض …

    ما حجتهم عند الله ؟؟؟

    أما إنها (الإمارة ) يوم القيمة خزي و ندامة

    خزي و ندامة

    خزي و ندامة

    يوم لا تنفع ملامة و لا تغني ندامة

    ۞ كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى ۞

    ۞ هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ۞

    وفاته :
    مات رحمه الله مسموما ، و ظل مريضا لمدة عشرين يوما قبل أن ينتقل إلى رحمة الله . فلما أحس دنو أجله قال لرجاء بن حيوة : إذا وضعوني في لحدي فحل العقدة ، ثم انظر في وجهي فإني دفنت ثلاثة من الخلفاء كانت وجوههم مسودة في غير موضع القبلة .
    قال رجاء : فكنت فيمن غسله و كفنه و دخل في قبره ، فلما حللت العقدة ، نظرت إلى وجهه فإذا هو كالقراطيس(من بياضه ) ووجهه إلى القبلة !!

    في حال احتضاره رحمه الله :
    تقول زوجته فاطمة : جلست أمام باب غرفته فجعلت أسمعه يقول ۞ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين ۞ يرددها مرارا ، ثم أطرق فلبث طويلا لا أسمع له حسا ، فقلت لوصيف يخدمه : ويحك انظر ، فلما دخل صاح ، فدخلت عليه فوجدته ميتا قد أقبل بوجهه على القبلة .

    مات و له أربعون سنة رحمه الله .

    كلمة ملك الروم عنه :
    حزن ملك الروم لموته حزنا شديدا وقال : مات الرجل الصالح ، إني لست أعجب من راهب إن أغلق بابه و رفض الدنيا ، و لكن أعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها و ترهب .

    تركته :
    خلف وراءه أحد عشر ابنا ، و سبعة عشر دينارا ، كفن بخمسة و اشترى له موضع قبر بدينارين ، و قسم الباقي على بنيه ، فأصاب كل واحد تسعة عشر درهما .

    و لما مات هشام بن عبد الملك ، خلف أحد عشر ابنا ، و لكل واحد ألف ألف دينار ..

    فكان من بعد ذلك أن رأى الناس ولدا لعمر بن عبد العزيز قد جهز مائة فرس في سبيل الله

    وولد لهشام يتصدق عليه !!!!!!!!!!!


    ۞ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا
    فسادا و العاقبة للمتقين ۞


    __________________
    المصدر
    سيرة عمر بن عبد العزيز \ ابن الجوزي

  8. #28

    افتراضي الذي أطعمه الله وسقاه " أبو أمامة الباهلي "




    الذي أطعمه الله وسقاه

    أبو أمامة الباهلي

    إنه أبو أمامة الباهلي صدى بن عجلان -رضي الله عنه-،

    وعندما أسلم، وبعثه رسول الله إلى قومه باهلة يدعوهم إلى الله عز وجل، ويعرض عليهم شرائع الإسلام،

    فلما جاءهم قالوا له: سمعنا أنك صبوت (أسلمت) إلى هذا الرجل الذي يدعى محمدًا،

    فقال أبو أمامة لهم: لا ولكن آمنت بالله ورسوله، وقد أرسلني رسول الله إليكم أدعوكم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وأعرض عليكم الإسلام، ثم أخذ أبو أمامة يحدثهم عن الإسلام ويدعوهم إليه، ولكنهم أصروا على الشرك وعبادة الأوثان.

    فلما أطال الحديث معهم، ويئس منهم،

    قال لهم: ويحكم، ايتوني بشربة ماء، فإني شديد العطش وكان عليه عمامة،

    فقالوا له: لا، ولكن ندعك تموت عطشًا،
    فحزن أبو أمامة وضرب رأسه في عمامته ونام، وكان الحر شديدًا،

    فأتاه آت في منامه حسن المنظر بإناء فيه شراب، لم ير الناس أجمل منه لونًا وطعمًا، فأخذه منه، وشرب حتى ارتوى.

    فلما شبع من الشراب، استيقظ من نومه، فلما رآه القوم قد استيقظ

    قال رجل منهم: يا قوم أتاكم رجل من سراة القوم فلم تتحفوه (أي تعطوه ما يريد)،

    فأتوني بلبن،

    فقال له أبو أمامة: لا حاجة لي به، إن الله أطعمني وسقاني، ثم أظهر لهم بطنه،

    فلما رأوا بطنه مملوءة، وليس به عطش ولا جوع

    قالوا له: ماذا حدث يا أبا أمامة، فحكى لهم ما رآه في منامه فأسلموا جميعًا.

    وقال أبو أمامة بعد تلك الشربة: فوالله ما عطشت، ولا عرفت عطشًا بعد تيك (تلك) الشربة [الطبراني والحاكم والبيهقي].


    وكان -رضي الله عنه- يحب الجهاد في سبيل الله، وفي يوم بدر أراد أن يخرج مع رسول الله

    فقال له خاله أبو بردة بن نيار: ابق مع أمك العجوز؛ لتقض حاجتها،

    فقال له أبو أمامة: بل ابق أنت مع أختك. وظل كل منهما يريد أن يخرج مع الرسول للجهاد،

    فاحتكما إلى رسول الله في ذلك، فأمر رسول الله أبا أمامة أن يبقى مع أمه.

    وظل -رضي الله عنه- ملازمًا النبي في جميع غزواته لا يتخلف عن غزوة ، ولا يتقاعس عن جهاد. وشارك -رضي الله عنه- في جميع الحروب مع خلفاء الرسول .


    وتوفي أبو أمامة الباهلي بحمص في الشام سنة (81هـ)، وقيل سنة (86هـ)، وكان عمره (91) سنة،

    وقيل: إنه آخر من مات بالشام من صحابة رسول الله .





  9. #29

    افتراضي أمين الأمة " أبو عبيدة بن الجراح "

    أمين الأمة




    أبو عبيدة بن الجراح



    إنه الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح -رضي الله عنه-، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من أحب الناس إلى الرسول ،



    فقد سئلت عائشة -رضي الله عنها-: أي أصحاب رسول الله كان أحب إليه؟
    قالت: أبو بكر.
    قيل: ثم من؟
    قالت: عمر.
    قيل ثم من؟
    قالت: أبو عبيدة بن الجراح . [الترمذي وابن ماجة].







    وسماه رسول الله أمين الناس والأمة

    حيث قال: "لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" [البخاري].



    ولما جاء وفد نجران من اليمن إلى الرسول ، طلبوا منه أن يرسل معهم رجلا أمينا يعلمهم،



    فقال لهم: "لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين"، فتمنى كل واحد من الصحابة أن يكون هو، ولكن النبي اختار أبا عبيدة، فقال: "قم يا أبا عبيدة" [البخاري].



    وقد هاجر أبو عبيدة إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وفي المدينة آخى الرسول
    بينه وبين سعد بن معاذ -رضي الله عنهما-.



    ولم يتخلف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النبي ، وكانت له مواقف عظيمة في البطولة والتضحية،
    ففي غزوة بدر رأى أبو عبيدة أباه في صفوف المشركين فابتعد عنه، بينما أصر أبوه على قتله، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لأبيه، وتقابل السيفان، فوقع الأب المشرك قتيلا،
    بيد ابنه الذي آثر حب الله ورسوله على حب أبيه،



    فنزل قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وأيديهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) [المجادلة: 22].



    وفي غزوة أحد، نزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر (غطاء الرأس من الحديد وله طرفان مدببان) في وجه النبي من ضربة أصابته، فانقلعت ثنيتاه، فحسن ثغره بذهابهما.
    [الحاكم وابن سعد].



    وكان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب، وحيل القتل لذا جعله الرسول قائدًا على كثير من السرايا،



    وقد حدث أن بعثه النبي أميرًا على سرية سيف البحر، وكانوا ثلاثمائة رجل فقل ما معهم من طعام، فكان نصيب الواحد منهم تمرة في اليوم ثم اتجهوا إلى البحر، فوجدوا الأمواج قد ألقت حوتًا عظيمًا، يقال له العنبر،



    فقال أبو عبيدة: ميتة،
    ثم قال: لا، نحن رسل رسول الله وفي سبيل الله، فكلوا، فأكلوا منه ثمانية عشر يومًا. [متفق عليه].



    وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لجلسائه يومًا: تمنوا.
    فقال أحدهم: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم، فأنفقها في سبيل الله.
    فقال: تمنوا.
    فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبًا، فأنفقه في سبيل الله.
    فقال عمر: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالاً من أمثال أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعلمهم في طاعة الله. [البخاري].



    وكان عمر يعرف قدره، فجعله من الستة الذين استخلفهم، كي يختار منهم أمير المؤمنين بعد موته.



    وكان أبو عبيدة -رضي الله عنه- كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد،



    وقد دخل عليه عمر -رضي الله عنه- وهو أمير على الشام، فلم يجد في بيته إلا سيفه وترسه ورحله،



    فقال له عمر: لو اتخذت متاعًا (أو قال: شيئًا)



    فقال أبو عبيدة:
    يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلِّغنا المقيل (سيكفينا).



    وقد أرسل إليه عمر أربعمائة دينار مع غلامه،
    وقال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- ثم انتظر في البيت ساعة حتى ترى ما يصنع، فذهب بها الغلام إليه،
    فقال لأبي عبيدة: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك.



    فقال أبو عبيدة: وصله الله ورحمه،
    ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها. [ابن سعد].



    وكان يقول: ألا رب مبيض لثيابه، مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات. [أبو نعيم وابن عبد البرازق ].



    وفي سنة (18) هـ أرسل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشًا إلى الأردن بقيادة أبي عبيدة بن الجراح،
    ونزل الجيش في عمواس بالأردن، فانتشر بها مرض الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر،
    فكتب إلى أبي عبيدة يقول له: إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غني بي عنك فيها، فعجل إلي.



    فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون، فتذكر قول النبي "الطاعون شهادة لكل مسلم" [متفق عليه].



    فكتب إلى عمر يقول له: إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك، فإني في جند من أجناد المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم.
    فلما قرأ عمر الكتاب، بكى،
    فقيل له: مات أبو عبيدة؟!
    قال: لا، وكأن قد (أي: وكأنه مات). [الحاكم].



    فكتب أمير المؤمنين إليه مرة ثانية يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله،
    فذهب أبو عبيدة بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين، ومرض بالطاعون، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل،



    ثم توفي -رضي الله عنه- وعمره (58) سنة،
    وصلى عليه معاذ بن جبل، ودفن ببيسان بالشام.
    وقد روي أبو عبيدة -رضي الله عنه- أربعة عشر حديثًا عن النبي .




    التعديل الأخير تم بواسطة شيري العسولة ; 8 - 9 - 2009 الساعة 09:28 PM

  10. افتراضي

    جزاكى الله خيرا

 

 
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©