بقالي فترة متردده في كتابة النكشة دي..
و كنت محتاره.. ياترى اقول اللي عندي في وسط الهوجة.. والا استنى لما الموضوع يهدى و تروح السكرة.. و بعدين نتكلم؟..
و أوقات كتير قلت لنفسي مالهوش لازمة أفتح الموضوع أساسا.. بانفخ في قربة مقطوعة!
و لكن لما لقيت الموضوع لسه شاغل بالي.. قلت مابدهاش بقى.. اكتبه عشان اشيله من دماغي خالص و انساه..
بداية.. ماباحبش أنكد على الناس... ولا حابه اكون The Grinch Who stole Christmas..
مش عيب ان الناس تفرح..
و ماحدش أبدا من حقه يزايد على مشاعر الناس و يقولهم ايه اللي المفروض يفرحهم و ايه لأ..
عشان كده باتضايق جدا سواء من بعض الدعاة و العلماء.. أو من بعض المثقفين اللي بيخاطبوا الناس في المواقف دي بأسلوب “جتكوا البلاوي مليتوا البلد! “..
عشان كده الكلمتين دول ليسوا أكتر من فضفضة... باشارك الناس في أفكاري.. جايز اقدر افهم في يوم من الأيام..
بدأت الحكاية زماااااان..
زماااااان قوي... في القرن الماضي كده يعني
و انا طفله صغير ه .. لفت انتباهي رياضة غريبة قوي بيمارسها الناس عموما..
أول مرة شد انتباهي الموضوع ده كان في يوم يظهر كان فيه ماتش مهم.. ووالدي عازم أصحابه في البيت يتفرجوا على الماتش معاه..
لحد هنا مافيش مشاكل.. انا صحيح مش فاهمه هما بيتفرجوا على ايه بالظبط!.. بس قلت مش مشكلة.. مسألة أذواق!![]()
و فجأة يا حضرات .. أفاجأ بصوت صريخ و زعيق في الصالون -(موقع متابعة المباراة المهمة)- فاتخضيت.. يظهر فيه مصيبة حصلت
و لكن طبعا مافيش مصيبة ولا حاجة.. مجرد أعراض طبيعية لأي جلسة متابعة لمباراة كرة قدم..
ووقتها مافهمتش أبدا ايه سر الحماس الرهيب ده اللي يخلي الواحد يخرج عن شعوره و هو بيتابع لعبة رياضية على شاشة التلفزيون
و دار الحوار ده بيني و بين بابايا بعدها بكم يوم:
: بابا بابا بابا بابا بابا..
: أيوة يا حبيبتي
: هو انتو كنتو بتزعقوا ليه و انتو بتتفرجوا على الماتش؟
: عشان لأهلي جاب جون ياحبيبتي....
: ايوة و فيها ايه يعني؟ هو ماجابش اجوان قبل كده؟
: لأ يا حبيبي عشان احنا كنا فرحانين..
: ايوة فرحانين ليه؟
: عشان احنا أهلاوية يا حبيبي.. بنشجع الأهلي..
: ليه يابابا؟
: عشان بيلعب كويس يا حبيبتي..
: و الزمالك بيلعب وحش يابابا؟
: أيوة يا حبيبي مابيعرفوش يلعبوا..
: طب اللي بيشجعوا الزمالك بيشجعوهم ليه؟ ليه مش كل الناس يشجعا الأهلي عشان هو بيلعب كويس؟
: مش عارف يا حبيبتي..
هنا الحوار وقف مؤقتا..
و انا عماله افكر.. و احاول افهم.. ليه الزمالكاوية بيشجعوا الزمالك!!.. ايه اللي غاصبهم على كده؟؟
فالحاجة الوحيدة اللي قدرت أوصلها.. ان ربنا بيعاقب الزمالكاوية عشان ذنوبهم.. فبيخليهم مابيلعبوش كويس.. مصداقا لقول أحد الصالحين :
إني لأرى أثر المعصية في سلوك زوجتي ودابتي و الفريق الذي أشجعهو هنا تفتق ذهني عن سؤال مهم جدا..![]()
![]()
: بابا بابا بابا بابا..
: نعم ياحبيبتيايه تاني؟
: هو الزمالكاوية هايدخلوا النار؟
: ايه ده؟؟؟؟ بص يا حبيبي الديناصور اللي ماشي هناك ده؟
خلصت الحكاية هنا؟؟
أبدا!..
زي ما توقع بابايا... بنته عندها عاهة مستديمة.. و يبدو انها نادرة جدا.. ربنا ابتلاه بابنه “معوق كروياً“
حكمتك يارب
و تمر الأيام.. و تمر السنين.. و حوارات كتيرة زي الحوار ده بتتكرر معايا..
من كم شهر.. واقفه في كوفي شوب لا بيا ولا عليا.. باحسب الكاشير..
و إذ يا حضرات بميكروفون ضخم انبثقت عنه الأرض و لقيته في وشي.. أبص.. الاقي مذيع مبتسم و حاشر الميكروفون في بقي و جنبه الكاميرا مان...
خير اللهم اجعله خير
: هلا فيكي اختي
: أهلا و سهلا
لحد هنا مافيش مشاكل..
المشكلة في اللي جاي..
تخيلوا من بين أسئلة الدنيا كلها.. أخينا ينقي و يختار و يسألني عن ايه؟؟ .. شطار..
: :اختي.. وش تتوقع بتكون نتيجة مباراة الغد؟
: هو فيه مباراة بكرة؟
: إي.. نهائي بطولة كأس آسيا..
: و فيه كاس آسيا كمان؟
: إي.. غدا النهائي بين العراق و السعودية..وش تتوقع بتكون النتيجة؟
: الحقيقة مش متابعه الكورة..
: أجل مايخالف.. وش بتتوقع النتيجة؟
: انتي مصريه يعني؟
: إي طبعا.. ايش توقعاتك للنتيجة؟
: .. توقعاتي ان في حالة فوز السعودية.. هاتمتلئ الشوارع بالمجانين بكرة و هايتوقف المرور.. عشان كده أنصح الناس يأجلوا مشاويرهم لبعد بكرة.. و في حالة فوز العراق.. هاتفضل برضه محتلة..
![]()
: تبا لك سائر اليوم
..طراخ (صوت قفل عدسة الكاميرا)
و تمر الشهور.. و في نفس نفس المكان..
ماشيه في أمان الله لا بيا ولا عليا..
و فجأة.. الاقي كل اللي يعدي من جنبي و ماهواش مصري.. يبصلي و يبتسم.. و يقول لي بانشكاح “مبروك“
غريبة. هو النهاردة كم في الشهر بالظبط؟
صو صو صو صو ترلم ترلم.. صوصو صوصو صوصو ترلم ترلم <———صوت الموبايل
: السلام عليكم
: و عليكم السلام و رحمة الله.. مبروووووووووك ياباشا...
: الله يبارك فيك.. خير؟.. هو النهاردة عيد ميلادي والا حاجة؟
: مصر أخدت الكاس يابت!..
: لا حول ولا قوة الا بالله.. مصر بتشرب خمرة يعني؟
: خمرة ايه؟؟؟ كاس أفريقيا يابني..
: يالهوي.. أفريقيا كلها بتشرب؟؟
: يابني ارحمني.. مصر أخدت كاس بطولة أفريقيا!
: يابني ركز.. أخدو الكاس والا البطولة؟؟
: أخدو كاس البطولة..
: ماشاء الله.. و ده غير الدوري؟
: تبا لك سائر اليوم!.. طراخخخ..
تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت تيت
ظاهرة هوس الكورة ..
من الظواهر الطبيعية الغريبة اللي بحاول دايما افهمها.. و باعجز بسبب الإعاقة الكروية اللي عندي (و ماحدش يتريق.. دي خلقة ربنا) ..
دايما باحاول أفهم.. و بتنتهي محاولاتي بالفشل الذريع!..
و سبب حيرتي و عجزي عن الفهم.. هو اني اتعودت اني ما اعملش حاجة إلا و انا عارفه كويس باعملها ليه.. وواخدلها نية.. و محدد الهدف منها..
عشان كده مش قادره افهم.. على أي أساس الواحد بيختار انه يكون أهلاوي أو زملكاوي أو غزل محلاوي؟
هل هي وراثة؟ والا هو اختيار مبني على اقتناع ووضوح رؤية؟
و هل يجوز شرعا ان الأهلاوي يتزملك في يوم من الأيام أو ان الزمالكاوي يتأهول؟
كمان مش قادره افهم.. حتة سجود الشكر في المباريات ده!
الأصل ان الكرة رياضة.. ده بالنسبة للي بيلعبوا.. و ترفيه.. بالنسبة للي بيشجعوا..
لو قلنا رياضة.. فهل الفريق الفايز استفاد على المستوى الصحي من ممارسة الرياضة أكتر من الفريق الغير فائز؟
و لو قلنا ترفيه.. فما الفضل و المنة و النعمة الربانية في فوز فريق على آخر في “لعبة“ الهدف منها الترفيه..
و هل يقابل سجود الشكر من الفريق الفائز بأن يتوب الفريق الخاسر إلى الله و يرجع عن خطاياه و يصلوا ركعتين بنية التوبة ؟
ماهو لو الفوز في المباراة نعمة.. يبقى الخسارة ابتلاء و غضب من الله
مش عارفه ليه بدأت احس ان الموضوع مابقاش لا رياضة ولا ترفيه أبدا.. بل أصبح دين.. أصبح عقيدة..
و كثيرا ما يسرح بي الخيال .. لأتخيل الحوار الذي دار بين فريقي المعركة بعد غزوة أحد بهذا الشكل..
- أُعلُ شيكابالا..الكأس لنا و لا كأس لكم
![]()
- مصابونا في الجنة و مصابوكم في النار!
لأ و كله كوم.. و موضوع الفراعنة ده كوم تاني
أنا سمعت كلمة “الفراعنة“ دي اليومين اللي فاتوا يمكن أكتر مما سمعتها طول عمري!.. لما خلاص بقيت حاسه ان المنتخب المصري عبارة عن 11 مومياء
زي ماقلت.. الموضوع لا يعدو مجرد تساؤلات ناتجة عن عدم استيعاب حقيقي.. لا عن استنكار و استكبار على الآخرين..
فلا يحق لأحد محاكمة الآخرين بناءا على مشاعرهم.. فمن حق الناس أن يفرحوا.. و لا يحق لأحد أن يملي عليهم ما الذي يجب أن يفرحهم و ما الذي يجب أن يحزنهم..
و لكن الظاهرة في حد ذاتها مؤشر خطير في نظري.. عندما ننظر إلى الصورة الأكبر..
هذا المؤشر لا يكون علاجه أبدا بالنقد المستمر و نبرة التعالي على الناس و اعتبارهم غوغاء .. مغيبين.. تافهين..
بل بالاعتراف بحقهم في أن يفرحوا.. و مشاركتهم فرحتهم.. و تصحيح الأطر التي ينظرون منها إلى الأمور من خلال نفس المصدر الذي يمتعهم و يسعدهم..
و هذا ما بدأنا نراه في السنوات الأخيرة.. من نماذج للاعبي كرة القدم.. ليسوا مجرد نجوم.. بل نجوم أصحاب قضية.. أصحاب رسالة.. مثل أبو تريكة.. ومتعب .زززو نادر السيد.. والحاضري..
و هادي خشبة.. و غيرهم.
كدا كلامي انتهي ومستنيه ردودكم وأرأكم في كلامي ده ياتي صح ولا غلط؟؟؟؟
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)