قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. افتراضي الفارس وفتاة الأحلام

    هذه اول مشاركه ليا فى المنتدى اتمنى ان تعجبكم . انشاء الله
    -- الحلم --
    برغم وجود القمر كانت السماء مظلمه . و برغم وجود النجوم كانت السماء مظلمه
    ولكن حينما ظهرت الجنيه شبيهة الملائكه لم تعد السما مظلمه .
    فأرسلت احجار القمر اضوائها وأعلنت النجوم احتفالاتها و اطلقت الأزهار رائحتها العطره
    هنا . في تلك الجزيره البعيده...
    التي تقع بعد كل البحار و خلف كل الجبال في مكان من الصعب ان يصل اليه انســـــــــــان
    وكان الفارس واقفا" تملء وجهه الحيره و الدهشه !!! فلا يعلم كيف اتى الي هنا ؟
    . انه لا يتذكر شيء !
    وقد تسللت الي انفه رائحة الزهور و تعلقت عيناه بتلك الفتاه شديدة الجما ل التي اخذت قلبه اخذا" بسحر جمالها الخاص ... فلم يعد يهتم بأي شيء اخر الان الا الفتاه و جمالها و سحرها .- ابتسمت الفتاه فائقة الجمال الي الفارس صاحب الوجه المذهول
    وقالت بصوت مسموع : هل تعلم من اكون ؟
    قال الفارس : لا اعلم شيء ، الا انك فائقة الجمال .
    ولكن اين هذا المكان ؟ اين نحن نكون !!؟؟
    فقالت بصوت ذات رنين يملئه الغموض: هذه بلاد ما بعد نهاية العالم
    فطريقك مليء بالمخاطر ان كنت تريد الوصول!!!

    التفت النجوم المتلئلئه بشكل دائري حول القمر و اخذت تدور
    و غادرت الارض الزهور . و ظلت تدور و تدور .. و جاء طائر ذهبي اللون ذات صوت يمتع القلوب ظل ينشد اغانيه وسط الزهور . حتى استقر فوق كتف الفتاه ساحرة العيون
    صاح الفارس غير مصدق ما يراه : انا احلم ... هذا حلم وما اراه لن يدوم !!!
    قالت الفتاه و هي تبتعد : بالطبع هذا حلم و كل هذا سوف يزول !!!
    و لكني سأظل هنا بأنتظارك ان كنت تريدني حقا"
    فقال و هو يشعر بفقدانها و فقدان كل شيء حولها : اريد الوقت ان يمتد
    اريد ان اراكي الي الابد.
    قالت و كادت ان تتلاشى بل كل شيء كاد ان يتلاشى : ان كنت تريديني . فعليك ان تحررني
    فهل تستطيع !؟ سأظل وحيده . حزينه ، حتى تأتي . اشعر بأنك سوف تأتي
    اتبع قلبك و ستجدني .............
    ظلت الفتاه تكرر جملتها الاخيره و الفارس ينظر اليها بشغف و يشبع عينيه بجمالها لأخر اللحظاات .
    فقد علم بأنه بعد ثواني او دقائق قليله سيجد نفسه على فراشه في منزله في حياته مره اخرى .
    ولكن ليست بيده حيله ...

    اشرقت شمس الصباح و انتشرت اشعتها الناعمه التي داعبت الفارس الهمام الي ان استيقظ من نومه ليبدأ يوما" مختلف تماما" . .




    --العراف—
    كان الفارس في حاله من السعاده و الحزن . الحيره و الفرح
    فأخذت الدنيا في عيونه شكلا" مختلف لم يراه من قبل . حيث شعر ولأول مره بنبضات الحب في قلبه
    الذي لأول مره يعلن عن وجوده وعن امكانيته للحب
    لكن ما حدث كان مجرد حلم . هذا لا يعني شيء فلماذا اذن و كيف احب ؟؟؟؟؟
    هكذا تساءل لكنه كان يميل الي فكرة ان ماحدث ليس مجرد حلم
    و تلك الفتاه فائقة الجمال هي حبيبته التي لابد ان يبحث عنها فى كل مكان غابات بحار او حتى ادغال ؛
    فهذا ليس مجرد حلم ...... هذا ليس مجرد حلم .
    يملك الفارس وجه جميل وجسد معافه سليم وهو فى مقتبل العمر لكن اوقاته كانت دائما تمر دون هدف او امل
    دائما كان الملل مجرد الملل .
    فكان البعض يصفه بأنه شاب منحوس وان جائته من ناحيه فلوس تأتى من الناحيه الاخرى اللصوص
    ويقولون بأنه صاحب قلب محبوس وراء وجه ميؤس فلم يحظى يوما بحب ,
    لكن هذا ببساطه لأنه لم يجد من يحب ومن بسببه يدق القلب
    فمنذ سنوات غير بعيده فى سن الظهور كان يحلم دائما بعلاقه حب حقيقيه تدوم ,
    وكلما كان يحاول كلما جاء الجواب .. .. لا هذا غير مقبول
    فكان فى نظر الاخريات صغير السن غير مرغوب .
    والان وبعد مرور الاعوام اصبح فى السن غير صغير وأكتملت الاركان واصبحت الفتيات من مجرد رؤيته تدوب . ولكنه لم يرى ابدا ما يريد . وكلما اردا ان يحب حب حقيقى نابع من القلب فلا يستطيع الصمود
    وهذا لأنه لم يجد ما يريد .
    اما الان وفى هذا الصباح وبعد هذا الحلم الغريب العجيب
    وجد لأول مره ما يريد فى فتاه لا يعلم حقيقه ان كانت من الواقع ام من الخيال من الانس ام من اهل الجان .....
    لكنه احب مهما يكن من تكون ..
    ولأنها اول مره يحب رأى ان الفكره تستحق العناء والهدف اسمى من اى بلاء فقرر ان يبحث عن حبيبته
    فى كل مكان فى اى مكان ...
    فعزم على اعداد العدة ومغادره البلاد وسرعان ما انتقل الخبر من لسان الى لسان عن الفارس الذى ينوى مغادره البلاد فى رحله الى مابعد نهايه العالم باحثا عن فتاه فائقه الجمال لا يعلم ان كانت من الانس ام من اهل الجان
    فنصحه صديق ان يذهب الى العراف ليعلم من سيواجه وكيف يكون الطريق ...
    وعلى الفور ذهب الفارس الى حدود المدينه ودخل بيت العراف . واخبره عن الحلم وعن فتاه الاحلام
    وقال الفارس بأنه ليس متأكد بأن هذا مجرد حلم بل يظن انه واقع وفوق حدود الخيال ولهذا يعزم على تحرير الفتاه والذهاب الى نهايه العالم لأجلها .. ولكن اريد ان اعلم من هذه الفتاه ؟ وكيف اصل الى هذا العالم البعيد ؟؟
    كان العراف العجوز صاحب الذقن الابيض الطويل وغطاء الرأس والجلباب البالى القديم
    منتبه لكل الكلام وانتظر حتى انتهى الفارس من السؤال وقام من جلسته واقترب من الفارس ببطىء
    وأخد يدقق بملامحه قبل ان يقول بصوت بارد عميق
    : صف لى كيف كانت تلك الفتاه ؟
    اجاب الفارس : انها شديده الجمال وكانت ترتدى رداء ابيض ناصع البياض وقد سحرنى جمالها
    واسرتنى بحبها
    فتمتم العراف مقاطعا : نعم نعم اذن مازالت محبوسه
    : اذن هذا حقيقى هى موجوده بالفعل
    : نعم هذا صحيح
    : ولماذا اتتنى فى الحلم وكيف حدث هذا ؟؟
    : اعتقد انها تريدك انت لتحررها من سجنها .. لقد اختارتك انت لذلك
    : وانا اريد ذلك ايضا ولكن اخبرنى كيف استطيع
    قال العراف وهو ينظر الى جسد الفارس الهزيل : لا لن تستطيع
    قال الفارس بأصرار : من هى على اى حال
    قال العراف : ارى فى عينيك انك احببتها وهذا امر خطير ......
    الفارس : لماذا ؟؟؟ من هى تكون ...
    جلس العراف على كرسيه وقال بصوته المخيف : هذه الفتاه هى اميره فتيات اهل الجان
    : محبوسه فى جزيره مليئه بالاقزام داخل قصر مرصود بالكثير والكثير
    من العيون فالطريق عليك صعب وان استطعت الوصول لن تستطع الصمود
    فكثيرا قبلك من الشداد ارادو الوصول الى تلك البلاد والفوز بفتاه الاحلام
    ونظر العراف الى الفارس وقال بنبره نحظيريه : لكن مصيرهم جميعا كان الهلاك ....
    قال الفارس : هل تعنى انها جائت فى احلام احدا من قبلى
    العراف : وجميعهم اغرموا بحبها وجميعهم احكموا قلوبهم لا عقولهم ..
    ولا زال الشرود يملىء عقل الفارس لأنه لايعلم كل الخطوط
    : هل هى من الجنيات ولماذا هى محبوسه ؟؟؟
    فأخبره العراف بأنها من اب من الانس وام من اهل الجان ولغضب ملك الجان لتزاوج الانس من الجان قتل الاب والام وعزل الفتاه فى جزيره فى اخر بلاد العالم بعد بحر الظلام ..
    ارتعد جسد الفارس بعد ان سمع جمله العراف الاخيره فقد كان يعلم بأن بحر الظلام هو الفاصل بين عالم الاحياء والعالم الاخر . والان قد ادرك خطوره ماينوى القيام به .....
    امسك العراف قلم وكتب على ورقه عنوان شخصا ما وأعطى الورقه الى الفارس
    وقال ان نويت ان تحرر الفتاه فعليك ان تذهب الى هذا الرجل فربما يفيدك فى شىء
    الفارس : من يكون هذا الرجل
    العراف انه سيفيدك أأكد لك ذلك .. ربما تذهب اليه ومن ثم الى بحر الظلام وجزيره الاقزام
    وتحرر الفتاه وتعيش فى سلام وربما لن تحررها ويكون مصيرك مثل من سبقوق
    وربما تعود الى بيتك الان وتنسى الحلم تنسى الفتاه تنسى كل ما حدث ......
    لم يهتم الفارس لتلميح العراف الاخير وقبل ان يخرج شكره ممتنا للمساعده
    وقرر الذهاب الى العنوان الذى اعطاه اياه .
    فكان هذا العنوان بعد خمسه اميال فى مدينه من اجمل مدن البلاد
    وتساءل الفارس فى نفسه ماذا سيعطيه هذا الرجل وبماذا سيستفيد ؟؟
    ووجد اجابته بع ان قطع الخمسه اميال ودخل المدينه الجميله ذات النهر الواسع والمساحات الخضراء فكانت السماء صافيه والشمس على وشك الرحيل والاشجار الجميله المثمره من قوه الهواء تميل ووجد فى اخر الطريق جبل عالى شهيق فعلم بأن هذا هو مقصده ودخل القصر
    وتقدم اليه احد الخدم وسأله الفارس : اريد ان اقابل صاحب هذا القصر
    فأجاب الخادم قائلا : صاحب هذا القصر مريض وملازم للفراش منذ وقت طويل
    ولكن دعنى اسأله ربما لا يمانع
    كان بناء القصر عالى الذورق فالفناء به حديقه واسعه تنمو فيها كل الثمرات الشهيه واخد الفارس يقلب نظره بالفناء والحديقه والقصر ووجد على الاجناب تماثيل لأسود ونمور ممتده حتى باب القصر ....
    خرج الخادم الى الفارس وطلب منه الدخول وقاده الى داخل القصر المزخرف الثمين والى احدى الغرف بالدور العلوى للقصر ورأى الفارس رجل كبير السن ممدد على الفراش
    فعلم بأنه صاحب القصر فاشار اليه الرجل المريض بثقل شديد
    و قال : اقدم يافتى اجلس من فضلك ........ اذن ماذا تريد
    وقال الفارس بأدب شديد : اريد من حكمتك ان استفيد ..
    الرجل : ماذا يستطيع عجوز مثلى ان يقدم لك
    فحكى له الفارس كل شىء بدء من الحلم وفتاه الاحلام وعزمه على انقاذها من سجنها حتى زيارته الى العراف وكان الرجل العجوز يتأثر مع كلمات الفارس بشكل ادهشه
    فكان يبتسم طاره ويغضب طاره اخرى كانه يخفى سرا خطير
    فأمر الرجل خادمه ان يساعده على النهوض ووضع وساده ناعمه ليسند عليها ظهره .
    وأخذ نفس عميق وبدء بالحديث وقال للفارس اريد ان اقص عليك شىء خطير
    وربما هذا ما قصده العراف حين ارسلك الى هنا ..

    : منذ عشرون عاما كان لى صديق كان صديق الطفولة وكنت احبه كثيرا ، احدنا ملازم لاخر دوما نفعل كل شيئا سويا .
    وفى ذات يوم كنت وصديقى فى رحلة صيد خارج حدود البلاد وهناك قابل صديقى امرأه فى غاية الجمال فتن بجاملها وطابعها الخاص واغرم بحبها وبادلته نفس الشعور وظلوا يتبادلون لحظات الحب والسعادة حتى اصبحت له اهم شىء فى الحياة وقرر ان يتزوجها .
    وجاءته يوما بسر خطير وقالت انها ليست من البشر بل انها من اهل الجان وانها تحبه كثيرا ولكن هذا فى عالمها وعرفها خطأ كبير .
    وقلت لصديقى ان يتركها خوفا عليه وعليها ولكن صديقى كان شديد العناد ولم يعير لرأيى اى اهتمام فخرق كل القوانين وعبر كل الحدود وتزوج منها وجعلها تترك عالمها وتعيش معه وعاشا لفترة فى سلام ... حتى علم ملك الجان فقد كانت تلك المرأة حفيدة ملك الجان .
    اخذ الرجل العجوز يحدق بالنافذة كأن يستمد منها الطاقة ليتذكر الاحداث .
    وأكمل وهو ينظر فى عين الفارس : وفى يوم جأه ملك الجان بحشد عظيم
    وقال بغضب شديد : ان اردت البقاء على حياتك فعليك ترك الفتاة انى اترك لك الخيار
    ولكن لم يتبقى لصديقى اى خيار فبعد ايام علم أن زوجته تحمل له طفل
    فكان الفرار هو القرار والحفاظ على زوجته وطفله وسافر من مكان الى مكان
    ليبتعد عن حكام الجان حتى رزق بطفل جميل ولم يختبأ الخبر طويلا حتى علم ملك الجان بمكانه وعثر عليهم وقتلهم وابقى على حياة الطفلة الصغيرة .
    واعتبر انها من مزيج لا يستحق الا العذاب فعزلها عن عالم حتى الان .
    انهى الرجل كلامه والفارس لا يعلم ماذا يقول وظل يراقب الرجل وهويحدق من النافذة مسترجعا الذكريات المؤلمة
    والتفت الى الفارس وقال بصوت رقيق : اذن هل تريد انقاذ هذه الفتاة حقا ... لا اريد ان اقول لك ان تفعل ذلك انى اعلم بأنه امر خطير ان تغامر وتتحدى العالم الاخر
    ولكنى ايضا اريد ان تتحرر تلك الفتاة المسجونة طول عمرها فليس لها اى ذنب فى ما جرى .
    لعل احد يستطيع انقذها !!!
    قال الفارس دون تفكير : انا استطيع ان كان الامر على عبور بحر الظلام ومواجهة الاقزام اعتقد بأنى استطيع .
    الرجل : ليس الامر كما تعتقد يا فتى لن يكون الامر سهلا هكذا
    الفارس بحماس : سأتدبر امرى انى احب هذه الفتاة واريد انقاذها وتحريرها من سجنها وبعد ما قلته الان اشعر بأن حبى اليها قد زاد واوعدك بأنى سأعود اليك بها ذات يوم
    انتقل حماس الفارس الى الرجل العجوز وظهرت ابتسامة واسعة على وجهه
    وقال : ان نجحت فى هذا سوف اكافئك مكافأة كبيرة .
    ثم استدار الى خادمه وامره بأن يأتى بشء ما وات الخادم حاملا بصندوق كبير وفتحه الرجل واخذ منه سيفا لامع طويل مطرز بالفضة والذهب واعطاه الى الفارس .
    وقال : هذا السيف منذ عصور وعصور استخدمه اعظم المحاربين ضد قوة الشر
    ولكن ... لن يستطع اى شخص بإستخدامه ... فكان معى دون قيمة واشعر بانك تستطيع اطلاق قوته الحقيقية لكن اولا لابد ان تبحث بداخلك عن تلك القوة .
    مسك الفارس السيف وشعر للوهله الاولى برهبه فتخيل كم من المحاربين العظماء استخدمو هذا السيف وهل سيستطيع استخدامه واطلاق قوته ...
    قال الرجل : سوف ارسل معك بعضا من رجالى ليؤمنو لك الزاد ويدلوك على الطريق حتى بحر الظلام .
    جاء الصباح وقرر الفارس الرحيل وترك القصر وابتعد عن المدينه الهادئه ومعه ثلاثه من الرجال . وسار من بلاد الى بلاد وعبر صحراء وبحار وغابات وغابت شمس واشرق جديد وهو يسير من طريق الى طريق حتى جاء اليوم الرابع وفى منتصف النهار توقف الثلاث رجال بعد ان رأو على مرمى البصر جبل شهيق فقال احدهم للفارس وهو يشير تجاه الجبل
    : اذن هذا هو المكان ..
    : حسنا هذا هو
    : ااعبر هذا الجبل وستجد بحر الظلام .
    : شكرا لكم يارجال
    : حظا موفقا لك ايها الشجاع
    وتحرك الثلاث رجال ذاهبين فى طريق العوده تاركين الفارس بمفرده
    اقترب الفارس من الجبل الضخم ولم يتسلقه فقد وجد معبر فى احد الاركان فعبره
    وهنا رأى بحر الظلام كان بحر شديد الظلام فأقترب ..........




    - المتمرد
    - كانت الرياح عاتيه والضباب كثيف والسماء تملأها الغيوم تتصارع مسرعه كأنها تنوى الهروب . وسمع رعد ذو صوت عميق اثار فى قلبه الجمود .
    - شعر الفارس ولأول مره بالخوف فبعد ان يعبر هذا البحر سيغادر عالم البشر ويدخل عالم اخر ملىء بالصعاب لا يعلم من سيواجه وكيف ..
    - لكن شىء واحد اعاد للفارس ثباته فبعد هذا البحر المظلم – وبعيدا عن عالم الاحياء – داخل الخطر فى قلب الصعاب توجد حبيبته التى تحتاج الى وجوده الان
    - فهناك توجد فتاه الاحلام .........
    فنظر تجاه البحر بتحدى والقى بجسده داخل المياه وأخذ يضرب بساعديه ويسبح فى البحر ذو المياه الثقيله . وحدث شىء غريب .
    فبمجرد ان سبح الفارس فى تلك المياه شعر بأن هناك شىء يسحبه الى الداخل فبأقل مجهود كان يسبح امتار . كأن هناك شىء ما يحرك تلك المياه . كأن هناك شيئا ما يريد للفارس ان بعبر هذا البحر . وهذا ما كان يريده الفارس ايضا فضاعف مجهوده وأخذ يضرب المياه بقوه ....
    ووجد فى مرمى بصره جزيره كبيره لكنها لم تكن الجزيره المقصوده فالجزيره التى بها الفتاه بها قصر كبير اما هذه كانت شبه جرداء
    فظن انه ضل الطريق !!!!
    اقترب من الجزيره وترك البحر وأخذ يسير فى الجزيره ببطىء ورأى مجموعه من الصخور تشكل ممر صخرى طويل يحجب رؤية ما حوله . سار فى الممر الصخرى وقارب ان يصل الى نهايته . وهنا سمع صوتا مخيفا .. صوت صرخات يقشعر لها الابدان وظل الصوت يتكرر ويتردد صداه بين الصخور .. فأشهر الفارس سيفه وهو يسير بحذر وقد اقترب من نهاية الممر الصخري .
    ومره واحد . ظهر شخص امام الفارس واخذ يقترب وهو يصرخ ويحرك يديه وجسده بطريقه مختله كان وجهه شاحب وجسده هزيل ... ليس من البشر ... كان مخلوقا اخر .
    اشاح الفارس بسيفه يمينا ويسارا مهددا هذا المخلوق وهو مازال يصرخ .
    وسمع الفارس الصرخات تزداد وتزداد ورأى المزيد مثل هذا المخلوق يأتون ناحيته من كل الاتجاهات .من كل مكان ..
    كانت رؤسهم بيضاويه شديده الضخامه وعيونهم واسعه ولون بشرتهم رمادي شديد الشحوب كأنهم تعرضوا للحرق انهم مثل الموتى يتحركون ببطىء لا يتكلمون فقط يصرخون
    وأقتربوا من الفارس وشكلو حولهو دائره وظلو يقتربون وكلما اشاح الفارس بسيفه بقوه يبتعدون ثم يعودون مره ثانيه
    والفارس يشيح بغضب يمينا ويسارا وخلفه . انهم فى كل مكان الان .
    وجاء صوت قوى يصيح : توقفو ارجعو ابتعدو ايها المختلون
    وظهر من الخلف شخص يهرع تجاههم ..
    انه مثلهم لكن وجهه اقل شحوبا - يافع - قوي
    وأخذ يصيح فيهم بقوه : ابتعدو ..... ابتعدو ..
    وخلال ثوانى ابتعدو جميعا خائفين . ولم يتبقى مع الفارس الا هذا المخلوق القوي
    وجها لوجه ..
    ونظر الى الفارس وقال بلهجه حاده : انت من البشر ما الذى تفعله هنا ؟؟
    : لم يأتى احدا الى هنا الا ان كان الامر خطير .
    قال الفارس بهدوء وهو يضع سيفه جانبا
    : لم اقصد هذا المكان لقد ضللت الطريق سأرحل الان
    قال المخلوق القوى بفضول وحده .مكررا
    : ما الذى يجعل بشري ان يترك عالمه ويعبر بحر الظلام
    الا ان كان الامر خطير ؟؟؟
    اجابه الفارس بصوت شجاع :جئت قاصد جزيرة الأقزام لتحرير اميرة فتيات اهل الجان
    استرخى الشاب قليلا" و اخذ يتمتم : اميرة فتيات اهل الجان .. نعم
    ثم قال : علي ان اعترف بأنك شجاع لتقوم بتلك المغامره
    وسأل الفارس : ما هذا المكان
    فقال :هذا سجن من سجون الجان
    قال الفارس : اذن انت من الجان .
    فقال : نعم من الجان وألقب بالمتمرد
    الفارس : لكن سجن دون اسوار او حراس !!!
    قال المتمرد : كل من فى هذا المكان لا يستطيعون الهروب ... لقد القيت عليهم لعنه
    : أتلفت عقولهم
    الفارس : لعنه .. ومن الذى اطلق عليهم هذه اللعنه ؟؟؟
    المتمرد : ملك الجان ....

    أشار المتمرد الى الناحيه الاخرى من الجزيره
    : تعالى .... من هذا الاتجاه سأدلك على جزيره الاقزام
    الفارس : حسنا ....
    وذهب الفارس بجوار المتمرد وسط الجزيره و عبر وسط الملعونون و اقترب منهم كثيرا" .
    و كان يخشى بأن يطلقوا تلك الصرخات المزعجه مره اخرى .
    لكنهم كانو لا ينظرون تجاهه ولا يقتربون منه فقد كان كلام المتمرد كالأمر اليهم
    و قال المتمرد : كل من هنا كانوا عصااه و ناقدين لحكام الجان . فنفاهم ملك الجان و لعنهم
    و هم كما ترى الان . . .
    الفارس : و انت ايضا" . . اعني هل القيت عليك اللعنه ؟
    المتمرد : كنت في عالمي ذو منصب كبير و أعد من الأقوياء و بعد ان كشفت عن سر خطير . ارسلوني الي هنا من عدة ايام و القوا عليا لعنه . . لكنها لن تؤثر فيا فأنا اقوى من ذلك .
    :وسأعود مره اخرى لمحاربة الفساد . اني قادر على ذلك . .
    رأى الفارس امامه شيء مثير و هو يعبر وسط الجان الملعونين رأى احدهم كان جسده هزيل و شديد الشحوب . . كان يحاول عبور صخره كبيره تسد الطريق لا يتسلقها او يعبر من جانبها بل يريد العبور من خلالها و كلما يصطدم بها يسقط ارض" و يقوم مره ثانيه و يحاول مره اخرى ببلاهه شديده و يصطدم بها ويسقط ثانيا" ويحاول مره اخره .
    و سأل الفارس : ما خطب هذا الشخص .
    فقال المتمرد بنبره حزينه :هذا الذي تراه كان من اعز الأصدقاء لكن اللعنه التي اصابته اتلفت عقله كاملا و يعتقد بأنه اذا استطاع العبور من خلال الصخره سوف يصل الي بيته سالما" و سوف يشفى من الآمه .
    وصل لأخر الجزيره و الي الشاطيء ورأى الفارس بعيدا" على الشاطيء الأخر جزيره صغيره يحيطها الضباب و بالكاد استطاع ان يرى برج طويل مدبب فعلم بأن هذا هو القصر
    وهذه هى الجزيره المقصوده ....
    اذن هذا هو المكان ؟؟؟؟
    قال المتمرد : هل سترحل االان ...
    : نعم الان ..... شكرا لك على مساعدتك .....ولكن ...
    لاحظ الفارس ان وجه المتمرد وجسده يرتعشلن من وقت لأخر كأنه يحمل مرض خطير .
    فقا : ارى ان اللعنه التى اصابتك بدأ مفعولها ان يظهر عليك

    : فأن بقيت هنا على تلك الجزيره مع هؤلاء ستتغلب عليك تلك اللعنه وتصبح مثلهم يائس
    بلا أمل .... عليك ان تعود الى عالمك وتدافع عن ما تؤمن به وأن كانت حياتك الثمن ..
    والان دعنى اواجه مصيري ..
    وتركه الفارس وأخذ يفادي الصخور الصغيره المنتشره على الشاطىء ليصل الى بحر الظلام ليتجه الى جزيره الاقزام وينقذ حبيبته فتاه الاحلام ..
    صاح المتمرد : ما أسمك ؟؟
    : أسمى الفارس
    : حظا موفقا لك ايها الفارس ...
    : ولك أيضا ................
    .......................................
    .......................................
    .......................................
    .......................................

    جزيره الاقزام ....

    رحلت شمس السماء وانقطع النور ... والفارس فى طريفه الى الجزيره دون قمر ولا نجوم ....
    و بالكاد يستطيع ان يرى امامه و هو يسبح في المياه الثقيله ..... فأقترب وأقترب وترك المياه و دخل الجزيره
    في مقدمة الجزيره صخور صغيره مدببه تملء الشاطيء و خلفها اشجار كثيره تشكل غابه صغيره . و على الجانب الاخر جبال و هضااب عاليه تطل مباشرة على المياه و في الوسط طريق ممهد ينتهي بالقصر العالي .
    عبر الفارس الصخور المدببه بحذر و دخل وسط الاشجار . ماسك" سيفه و يسير ببطء مسترقا" السمع منتبه مستعد لمواجه الخطر الان في اي وقت .
    توقف الفارس بعد ان رأى مجموعه من الأشجار مخلوعه من جذورها و مرصوصه بشكل شبه منظم فوق بعضهم البعض !!!
    فتسائل : هل الأقزام هم من فعلوا ذلك
    و سمع صوت خطوات قويه عاليه . يقترب و يقترب .
    فأختبئ سريعا" وراء احد الأشجار و صوت الاقدام يعلو و يعلو و يقترب
    و الأرض تهتز من قوة وقع الأقدام
    ورأى الفارس امامه مباشرة" شيء مخيف
    رأى مخلوق عملاق - ضخم جدا" اطول من الفارس ثلاثة مراات
    رأسه صغيره دون عينين دون اذنين - كان قبيح
    و اقترب من الفارس و توقف امامه و اطلق زئير كالأسد
    ما هذا الشيء هل ضللت الطريق مره اخرى
    فهذا ليس بقزم انه عملاق
    و قبل ان يحاول الفارس فعل اي شيء فوجئ بلكمه قويه كادت ان تحطم رأسه
    افقدته توازنه و اسقطته على الارض
    ان قبضة هذا العملاق اكبر من رأسه
    نهض الفارس مسرعا" يجري بأقصى سرعه لديه مبتعدا" وسط الأشجار
    و العملاق يطارده و هو يزئر بغضب .
    ورأى امامه و هو يجري عملاق اخر دون عينين دون اذنين يسد الطريق
    و ظهر عملاق اخر بل اثنان بل ثلاثه اربعه ... انهم كثيرون الان قرابة العشر عملاقه
    يقتربون من الفارس عازمون على تحطيمه بل اهلاكه .!!!
    لم يتوقف الفارس و غير اتجاهه الي اليسار ولم يتركوه اخذوا يعدون وراءه بسرعه مدهشه فكانت الخطوه الواحده من احدهم تعادل ثلاثة خطوات من قدم الفارس .
    و كان على الفارس ان يجري وسط الاشجار و الصخور و يحاورهم ليضللهم
    ولكن تلك الحيله لم تفلح انهم يجرون بغشم مندفعون تجاه الفارس كأنهم يتسابقون ليفوز احدهم بهذه الفريسه و ان اقترب احدهم من الفارس و كاد ان يمسكه يأتي اخر و يدفعه بعيدا" بعنف ليأخذ الفريسه بمفرده
    لكنهم دون عيون فكيف يرون ؟؟
    خرج الفارس من الغابه الصغيره و قد احاطه به تماما" و علم بأنه لا مفر
    فرفع سيفه متمنيا" اطلاق قوته و اخذ يشيح و يضرب و يضرب بقوه و يصيح
    و لم يكن هذا بشيء فعال مع هؤلاء . . . شكلو حوله دائره و اقدم احدهم و امسك الفارس بقبضته و رفعه عاليا" و اخذ يضغط بقوه و الفارس يتألم . .
    وكان الفارس يرى الجزيره كلها .. ورأى شخص قادم من ناحيه الشاطىء !!
    انه المتمرد اتيا مسرعا .. عبر الصخور والاشجار واقترب منهم كثيرا
    لكنه يفعل شيئا غريبا ! يغمض عينيه لثوانى ويفتحها مره اخرى ويفعل هذا مرارا وتكرارا
    وهو يجرى مموها بشكل غير مستقيم مما يجعل باقى العمالقه يتصرفوا بشكل غريب
    فكلما فتح المتمرد عينيه يقتربون وكلما اغمضهما يتوقفون صائحين غضبا .
    توقف المتمرد قريبا من مكان الفارس
    قال الفارس وهو يخفى تألمه : ما الذى اتى بك الى هنا اعتقدت انك لا تريد فعل هذا
    صاح المتمرد بعد ان اغمض عينيه : لقد فكرت فيما قولته لى فلابد ان ادافع عن ما اؤمن به فقررت ان ابدء الان من هنا واساعدك
    ضغط العملاق بقبضته عالفارس
    هل انت بخير ؟؟؟
    صاح الفارس بصوت متألم وهو فى قبضه العملاق وقد بدء العملاق يطيح به بقوه فى احدى الصخور : هل ابدو لك بخير افعل شىء .
    المتمرد : حسنا
    وفتح المتمرد عينيه وأقترب أكثر من العملاق وقفز عاليا وأخذ يضرب بقوه على رأس العملاق الصغير حتى افقده توازنه وسقط على الارض سقطو جميعا ارضا .
    ولكن لم ينتهى الامر بعد . اقترب باقى العمالقه من الفارس والمتمرد وقد ازداد غضبهم ..
    وهنا تماما أغمض المتمرد عينيه ووضع كفه فوق عين الفارس ..
    وقال : اغمض عينيك
    الفارس : لماذا ؟
    المتمرد : اغمضهما . تحرك ببطىء الى الخلف .
    وشعر الفارس بيد المتمرد تسحبه الى الوراء واخذ يبتعد وهو مغمض العينين
    : انهم يرون من خلال عيوننا ان اغمضت عينيك فلن يروك
    وابتعدا عنهم بمسافه كافيه واحتموا اسفل شجره
    : توقف هنا اظن بأننا ابتعدنا عنهم
    قال الفارس وهو لا يرى اى شىء على الاطلاق فقط يشعر بلكمات الهواء تضربه على وجهه .
    : كنت اظن بأنهم اقزام
    المتمرد : من اخبرك بذلك لم يخبرك بأنهم اقزام العمالقه
    : فهؤلاء هم من يناسبون الجزيره كحراس فأن كانو العمالقه الحقيقين وليس اقزامهم
    : فكانو سيحطمونها على الارجح . ربما يغرقونها
    قال الفارس ساخرا : وهذا لحسن حظنا أليس كذالك ما العمل الأن
    المتمرد : الطريق الوحيد لتجنبهم هو ان تغمض عينيك فلن يروك اذا ولن تتأذى
    ام يكن هذا بحل فكيف سيرى ان اغمض عينيه ! وكيف سيذهب الى القصر ويحرر الفتاه
    وهل سيطلب من الفتاه بأن تغمض عينيها لتجنب العمالقه ... لم يكن هذا بحل شجاع
    فتحسس الفارس سيفه بيده وقال هامسا ليتنى استطيع اطلاق قوتك
    وأمتلىء وجهه بالحماس بعد أن جائته فكره
    وسأل المتمرد كم يبعدون عنا
    المتمرد : ليس كثيرا قرابه العشرين متر
    الفارس : مسافه كافيه
    المتمرد : كافيه لماذا ماذا تنوى
    الفارس : سأتخلص منهم ابقى مغمض العينين لا تفتحهما الان
    المتمرد : حسنا
    ابتعد الفارس عن الشجره وفتح عينيه ليراهم امامه على مسافه غير بعيده
    وبمجرد ان فتح عينيه رأهم يلتفتون تجاه صائحين فرحا ومره واحده دون مقدمات
    أخذوا يهرعون ناحيته بسرعه فجرى الفارس مبتعدا ويجرى بقوه وهم وراءه بمنتهى السرعه فأخذ يقودهم من الطريق الممهد الى الجانب الغربى من الجزيره المليئه بالهضاب والجبال العاليه .
    ورأى مرتفع ذو سطح شبه مستوي فأقترب منه و تسلقه حتى وصل الي قمته .
    و العمالقه وراءه يتسلقون المرتفع بسهوله شديده
    اقترب الفارس من حافة الجبل الذي يطل مباشرة" على بحر الظلام وراء دومات كثيره تدور بسرعه مخيفه في المياه ومن الناحيه الآخرى كانو العمالقه كلهم فوق سطح الجبل
    يصيحون شاعرين بالأنتصار لأن فريستهم اصبحت سهله الان
    و تقدم العشر اقزام العمالقه تجاه الفارس ببطء اولا" ( ولكن كان احدهم يريد الفوز بالفريسه لنفسه فقط فأسرع قليلا" ) وهذا ما اثار بينهم التنافس بل التسابق فجروا بقوه
    و بدءوا يطيحو بعضهم البعض و يزئرون و يصيحون
    و كان هذا المشهد المريع في عين الفارس شيء لا يتكرر كثيرا" .
    فأشهر الفارس سيفه و استجمع قواه كلها من جميع اجزاء جسده الضئيل
    و انتظر وهم يقتربون و انتظر . . و انتظر و هنا تماما" وقد اقتربوا كثيرا منه .
    اغمض عينيه و القى بجسده بعيدا" عن طريقهم . . فأنقطعت وسيلتهم الوحيده للروءيه
    فأخذوا يتخبطون بعضهم البعض و يزئرون بصوت اشبه بالنواح
    و لم يستطيع احد منه تمالك نفسه من قوة اندفاعهم و تساقطو واحدا" تلو الآخر
    من فوق الجبل الي قاع البحر
    و ظل الفارس يستشعر سقوطهم و فتح عينيه ورآى اخر واحد منهم لم يسقط بعد
    كان على الحافه تماما يحاول التوازن و منع نفسه من السقوط فركله الفارس بقدمه ليسقط هو الأخر و احتضنته احد الدوامات و و ارسلته الي قااع البحر .
    قال الفارس و هو يتنفس الصعداء : اتمنى لكم حياه سعيده الأن
    كان المتمرد طوال تلك الفتره متشبسا" بين صخرتين على جدار نفس الجبل و يطل برأسه على سطح المرتفع . وكان يغمض عينيه و يفتحمها بطريقته المعتاده ليشاهد ما يحدث دون ان يفسد خطة الفارس و فور ما انتهى الفارس منهم وقف المتمرد و بدت السعاده على وجه و اقترب من الفارس و قال : هذه حيله جيده لقد قضيت عليهم هذا لم يحدث من قبل
    قال الفارس و هو ينظف وجه المليء بالتراب : لم يكن شيء انهم اغبياء على اية حال
    المتمرد : هؤلاء الأغبياء كانو يخيفون كثيرا" من الأقوياء الأذكياء
    لكنك نجحت
    الفارس : لن ننتهي بعد هي نذهب الى القصر
    المتمرد : حسنا" من هذا الاتجاه .

    - فتاة ألاحلام
    نزل الفارس والمتمرد من فوق الجبل قاصدين القصر . وبدا المتمرد متحمس للغايه
    وبدء يقص على الفارس اشياء عن عالمه قبل ان يتعرض للنفى وحكى عن أصدقائه وكيف كان يستمتع بأوقاته وعن مغامراته التى قام بها لتهديد الحكام وقال بأنها ازهلت جميع الجان .
    وحكى عن شىء اخر أثار فضول الفارس وقال : منذ قرون قليله ظهر شىء غريب على مجتمعنا مخلوقات لم يعتاد الجان على رؤيتهم من قبل . تلك المخلوقات تسمى بالمهجنين
    وهم خليط من الحيوانات والجان . وكانو هؤلاء المهجنين منبوذون من الجان
    اما الان الحكام يستخدمونه للقيام بمهامهم القذره .
    سأل الفارس : هل هم خطيرون
    المتمرد : فى غايه الخطوره .
    وظل المتمرد يحكى عن عالمه ولكن الفارس لم يستمع اليه بعد ألأن فقد رأى القصر امامه على مرمى البصر - وقلبه و عقله و بصره يتلهفه للوصول لذلك القصر الضخم المضىء اضاءه خافته ساحره بشكلها الخاص فأسرع الفارس خطاه تاركا المتمرد تاركا خوفه
    وأقترب من باب القصر وقبل ان يدخل سمع المتمرد يهتف
    : احذر ايها الشجاع لم ينتهى الامر بعد . لكنه لم يهنم وفتح باب القصر واصبح بداخله

    لم يكن القصر من الداخل جميل الشكل كما هو من خارجه لكن كان به رائحه خاصه فواحه ملئت انف الفارس وأشعرته بعمق وعتاقه المكان ولم يكن بها غرف او تقسيم للمكان انما كانت ساحه واحد واسعه ولى جميع الجدران انتشرت عيدان من الشموع المضيئه التى اعطت للقصر روعه وسحر خاص .
    ورأى فى اقصى اليسار فتاه متكئه على مجلس من القطن . تبدو نائمه مغمضه العين ساكنه ذات وجه ساحر ملىء بالبرائه والأمل ... انها اميره فتيات اهل الجان .. انها امامه الان ..
    اقترب الفارس منها بسعاده ولكن وقع خطوته الاولى احدث صوتا عاليا لم يتوقعه
    فأنتفضت الفتاه خائفه
    وهنا تقابلت اعينهم للمره الاولى على ارض الواقع .
    وأخذ الامر ثوانى من الاميره حتى تدرك من يكون هذا الشخص . غريب الشكل على ناظرها القريب جدا لروحها . . . فلم تكن معتاده على استقبال هذا النوع من المخلوقات فى هذا المكان .
    لم يستطع الفارس قول اى كلمه فقد غرق تماما فى اعينها السوداء نسى كل شىء الان
    وشعر بأنه فى مكان بعيد عن الارض عن الكوكب شعر بأن هناك قطعه من الجنه تدور حوله .
    ارتسمت ابتسامه على وجه الفتاه لا تخلو من الاندهاش وقالت
    : انت .. لقد اتيت لقد اتيت حقا
    تلعثم الفارس قائلا : نعم نعم لقد اتيت
    قالت ولم تستطع اخفاء السعاده الواضحه على عينها : لم اعتقد ان لم . كنت اعتقد بأنها مجرد احلام لم اظن ان كنت قد بدأت ان استسلم للأمر
    قال الفارس وهو يقترب من الفتاه : لم يكن هذا مجرد حلم بالنسبه لى
    : كنت انتظر هذا طوال حياتى انا هنا الان بجوارك
    لم يعد الامر حلم انها حقيقه الأن
    قالت : كيف اتيت .. كيف استطعت ان تتفادى الاقزام انهم فى كل مكان
    الفارس : لا تخشي شيئا لقد قضيت عليهم .
    قالت الفتاه بلهجه يملأها الخوف : قضيت عليهم أذن سيأتون الأن
    انهم يرون كل شىء لابد ان تحذر انهم قبيحون للغايه لا أريد رؤيتهم
    لم يعلم الفارس عما تتحدث لكنه أقترب منها وقال بهدوء
    : لا تخافى من اى شىء لن يؤذيكى احدا بعد الأن اوعدك بهذا
    : سوف يتغير كل شىء من الأن كل شىء ..
    الفتاه : انت اول بشرى اراه منذ وقت طويل وانا صغيره كانت توجد اسره من البشر على الجزيره احبونى واهتموا بى كثيرا وعلمونى كل شىء عن البشر وفى يوم رحلو عن الجزير
    وبعد ذلك علمت بأنهم كلنو مسجونين فى الجزيره مثلى وحينما رحلو كانو ذاهبين لينفذ بهم حكم الاعدام .
    وازرفت عين الفتاه دمعه وأكملت : لم أرى ابى او امى من قبل
    ثم أبتسمت وسألت : هل يوجد بشر كثيرون ؟
    قال وهو يضحك : ياااه انهم كثيرون جدا يوجد الكثير من البش ولكن لا يوجد بشرى واحد بهذا الجمال انتى فريده من نوعك هل تعلمى هذا ..
    : احقا أأنا كذلك .
    سمع الفارس صوت المتمرد يصيح يقول شىء لكن الفارس لم يتمكن من سماعه جيدا
    فكانت الفتاه على وشك ان تقول كلمه كان الفارس ينتظر ان يسمعها منذ وقت طويل
    ابتسمت الفتاه وهى تقول برقه : اشعر بأنى احبـــــــ
    وهنا توقف الوقت ــــــ
    اكملت الفتاه الجمله بصرخه مفاجئه أثارت الانتباه فى قلب الفارس . فقد ظهر شىء غريب
    مخلوق قبيح غير معروف النوع ذو وجه كالمسخ وقرنان فوق رأسه تشبه قرون البقره
    وله جناحان عريضان ... ظهر فى اخر الرواق فارد جناحيه طائرا بقوه مندفع تجاه الفارس وهو يصيح ويرتم كلمات غير مفهومه . ودفع الفارس بقدميه بقوه ليتطاير الفارس عبر النافذه ..... وسقط خارج القصر .
    أرتطم رأس الفارس بالأرض وسقط سيفه بعيدا عنه وشعر بطعم التراب يملأ فمه
    وأحس بألم شديد أزداد بعدما اتى هذا المسخ ووضع قدمه فوق رأس الفارس وأخذ يضغط
    بقوه .
    فأشاح الفارس قدم المسخ بغضب ونهض سريعا
    وسمع ضحكه عاليه ضحكه ساخره . ورأى مسخ اخر شديد الضخامه فارد جناحيه مرتفع عن الارض وحوله عشرات من اتباعه ينتظرون اوامره وهو يضحك بكبرياء وعظمه .
    انطلق صوت المتمرد من احد الاجناب وهو محاط بثلاثه يمسكون به .
    : أصمت ايها المهجن الملوث .
    فعلم الفارس بأن هؤلاء هم المهجنين الذى اخبره عنهم المتمرد قبل قليل ولابد ان هذا هو قائدهم .
    توقف المهجن عن الضحك ولا تخلو ملامح وجهه القبيح من النظره الساخره
    و اقترب من المتمرد و هبط على الارض و اخفى جناحيه خلف ظهره ومد يده على وجه المتمرد و اخذ يملس بأصابعه ذات الاظافر الطويله
    و قال : انت . . . امممم . . . هل تعلم كم كنت انتظر هذا كم كنت انتظر منك ان تقوم بأي تصرف احمق و ها أنت ذا غادرت سجنك و اتيت الى هنا و خالفت القانون الذي يحول بيننا .
    المتمرد : تبا" ايها المسخ الحقير .
    المهجن ببرود : بمجرد ان يعلم الجميع عن هروبك سيصرف الحكام مكافأه لمن يقبض عليك . . . . . لهذا لن اقتلك الأن ايضا"
    نظر المهجن الي الفارس و اقترب منه : اذن ماذا لدينا هنا بشري اخر في هذا المكان اليس كذالك ما سر هذا المكان ؟؟
    امم تلك الفتاه ها نعم نعم انها تستحق كم اتمنى الحصول على تلك الفتاه ... لكن الحكام يمنعون هذا .
    ودون ان يفرد جناحيه قفز قفزه عاليه ونزل امام الفارس مباشره .
    وصاح : لذلك لن تحصل عليها انت ايضا"
    و اطلق ضحكه هستيريا عاليه : انتم ايها البشريين تعتقدون انكم قادرون على فعل اي شيء . . و هذا خطأ فادح تورطون انفسكم فيما لا تستطيعون تحمله .
    و همس في اذن الفارس : انتم اقل المخلوقات نفعا" على هذا الكوكب .
    و ابتعد و هو يقول : لكنك شجاع لقد اقتربت كثيرا" عما سبقوق و قتلت الأقزام و هذا سيكلفنا كثيرا" لديك القوه لكنها ليست كافيه . لقد قضي الأمر . انت في عداد الأموات الأن
    قال الفارس في شجعاه و تحدي في نفس الوقت
    : لا اعتقد هذا ايها المهجن . . لن يحدث لن يحدث شيء من هذا الليله .
    انقض قائد المهجنين بغضب على الفارس وقبض على رقبته و رفعها عاليا" .
    انفعل المتمرد و افلت نفسه من المهجنين الماسكين به.
    و استجمع قوااه و فرد جسده و تحولت يديه الى نيران ثائره و اخرج منها كرات ناريه اخذ يقذفها بقوه على المهجنين و اصاب جناح احدهم مما اعاقه كاملا" .
    و قفز عاليا" متجها" الى قائدهم و القى العديد من الكرات الناريه عليه مما اضطر المهجن الى ترك الفارس . و استجمع قواه كلها و فرد اجنحته و فرد اجنحته و قفز عاليا" ليقابل المتمرد في الهواء . . . . و اخذ يتعاركا بعنف .
    و في ذات الوقت فرد كل المهجنين اجنحتهم و طاروا في السماء
    هبط قائد المهجنين على الأرض و سقط المتمرد متدحرجا" و هو يقذفه بجمرات النار
    لكن دون فائده . . . فكان المهجن يصد النار بجناحيه القويين .
    و انقض عليه مره واحده و ضربه بطرف جناحه بقوه و اسقطه بعيدا"
    اما الفارس فكان يشعر بقوة المهجنين ورأى باقي المهجنين قادمين من السماء متجهين اليه و هم يطلقون صيحاتهم .
    ولم يكن الفارس ليستسلم للأمر . . رغم قوته . فقد كان كلا" منهم له شيء يتحول اليه حتى المتمرد كان يخرج كتل ناريه من يديه .
    اما الفارس فقد كان انســـان لا يملك قوه خارجه او شيء يتحول اليه .
    الا شيء واحد ! !
    ان يكون انسان غاضب . .
    هجم المهجنون على الفارس و انتشرو حوله كالجراد و هم يضربوا بأجنحتهم و اقدامهم
    . . استبسل الفارس و بادلهم القتال و امسك بقدم احدهم و القى به في احد جدران القصر و لكم اخر عدة لكمات قويه في رأسه افقدته توازنه . . . .
    انضم المتمرد لفارس . وقال : انى اشعر بالأثاره الان .
    وأخذ يلقى بكرات النار ويحرق اجنحه المهجنين وأصاب قائدهم فى رأسه وكسر احد قرونه
    . . . لكن عددهم كثير للغايه قرابه الثلاثين مهجن . . . خمسه عشر مقابل الواحد منهم .
    تلقى الفارس عده ضربات متتاليه افقدته تحكمه سقط ارضا
    وشعر بالمهجنين ينهشون جسده . .
    وللحظات قليله بدت على الفارس الهزيمه المحتومه . . .
    وحدث شىء غريب . . .
    فقد رأى من وراء اقدام المسخ المحيطين به هاله مضيئه خطفت بصره . .
    انه السيف الساقط بعيدا يشع بنور لا يراه احد غيره . .
    فزحف الفارس بصعوبه بأتجاه السيف . .
    وأستطاع ان ينهض وأفلت نفسه من المهجنين واسرع خطاه وأمسك بالسيف .
    وهنا .. توقف الوقت .
    بمجرد ان لمست اصابع الفارس السيف ظهرت هاله مرئيه للجميع شديده السطوع .
    وشكلت دائره حمايه حول الفارس .
    وهنا توقف الجميع مندهشين ناظرين الى تلك الهاله الغريبه

    وأدرك الفارس بأنه يستطيع الان التحكم بالقوه الموجوده بهذا السيف التى اصبحت
    بداخله الأن .
    ترك الفارس السيف الذى دخل من تلقاء نفسه الى الجراب الخاص به .
    وتجمعت الهاله المحيطه به الى بلوره صغيره طائفه بالهواء وتوقفت امام الفارس الذى اخذ يشكلها بيديه ببساطه شديده . فى حين كان الجميع مندهشين
    حتى المتمرد كان غير مصدق ما تراه عيناه .
    اقدم قائد المهجنين القبيح وقال بصوته الجسور الى اتباعه
    : اقتلوا لا تخشوا هذا هذا مجرد سحر انه مجرد بشرى لا يستطيع فعل اى شىء .
    قال الفارس بثقه وهدوء : ليس هذه المره ايها المهجن .
    ونظر الفارس الى البلوره التى اطلقت قطره زرقاء صغيره للغايه وأندفعت تجاه المهجن بقوه وأصتدمت بصدره .
    صرخ المهجن بقوه متألما وتراجع جميع المهجنين التابعين خائفين وهم يرون قائدهم يتألم
    انتشرت القطره الزرقاء على جسد المهجن وفى لحظات قليله تئاكل جسده كالورقه التى تحرقها النيران . . . .
    وهنا انطلقت صرخات الهلع والرغب من باقى المهجنين وظهرت على وجوههم غريزتهم على البقاء فضربوا بأجنحتهم فى الهواء هاربين .
    ولم يرد الفارس ان يتركهم احياء فدفع البلوره الزرقاء ذات القوه الخارقه
    لتنطلق خلفهم ويخرج منها قزائف صغيره من القطرات الزرقاء وتصيب جميع المهجنين وتحول اجسادهم الى عدم . . .
    وبعد لحظات قليله انتهى الامر وأصبح كل شىء هادئا ساكنا . . .
    وتنفس الفارس الصعداء . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .








    برغم ظهور القمر كانت السماء مظلمه . وبرغم ظهور النجوم ظلت السماء مظلمه
    ولكن بعد ظهور الفتاه فائقه الجمال لم تعد السماء مظلمه .
    فأرسلت احجار القمر أضوائها وأعلنت النجوم احتفالاتها
    واطلقت الأزهار رائحتها العطره . هنا . فى تلك الجزيره البعيده عن كل مكان . . . .
    أقتربت الفتاه فائقه الجمال من الفارس ذو القلب الشجاع وملئت وجهها بأبتسامه مضيئه
    وقد أرتفعت عن الأرض وطافت برشاقه وشجاعه وسعاده . وكأنها تخدع الجاذبيه الأرضيه بجاذبيتها هى .
    وقالت : حبيبي لاول مره فى حياتى بأكملها أشعر بالحريه
    والفضل يعود لك هذا اسعد يوم فى حياتى .
    ألتفت النجوم المتلألئه حول القمر وأخذت تدور وغادرت الأرض الزهور وظلت تدور وتدور وجاء الطائر الذهبى وأنشد اغانيه وسط الزهور .
    لفت الفتاه ذراعيها حول جسد الفارس وعانقته .
    وقالت برقه : هيا نترك هذا المكان
    وشعر الفارس بنيران من الغربه والوحده تنطفىء داخل جسده .
    وكرر : نعم هيا نترك هذا المكان . . .
    وخرجا من الجزيره سويا وعبرا بحر الظلام بواسطه مركب صغير صنعه المتمرد
    وسرعان ما انتقلا الى العالم الاخر عالم البشر . ومع رؤيه الفتاه لأى شىء حى تبدو سعيده وهى تشعر بالاحاسيس البشريه تتسلل الى قلبها
    وكلما رءاها الفارس تبتسم يبتسم هو الاخر وكلما يشعر بأنها سعيده يشعر بالسعاده
    فكان هكذا يرى الحب .
    وذهبا الى قصر الرجل العجوز الذى كاد ان يموت فرحا من فرط سعادته برؤيه الفتاه
    وبعد ان سمعت الفتاه روايه الرجل عن ابيها وامها والبدايه التى انتهت بوجودها داخل الجزيره . قررت بأن تتخذ الرجل العجوز ابا روحيا لها
    وبعد ايام تزوج الفارس والفتاه واقام لهم الرجل الثرى حفل زفاف اسطورى واهدى لهم نصف القصر الشمالى بجانب الحدائق والمزارع الذى طلب من الفارس ان يقوم بأدارتها .
    وعاشا فى سلام .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    حروف
    بلاغه فوق بلاغه
    واعجاز
    في الوصف يفوق
    الادراك
    فتلثمه اهداب الناظرين
    الى لوحه
    لم تخط احرفها والقها سوى
    يداك
    لينهكني الركض بين الدهشة
    والاعجاب
    فتحت للدنيا صفحاتك
    فدخل ابداعك من أوسع
    الأبواب
    فهنيئا لابداعك بعدد الحروف
    والحساب
    لك
    خالص تقديرى
    واحترامى




 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©