هاتكلم عن كل حاجة ..... سيبوني اتكلم أمسكت بالقلم، لأسطر سطوراً تشكل موضوعاً جديداً لي في هذا المنتدى، ولكن...

عن أي شيء بالضبط سأتحدث اليوم؟؟؟

سأتحدث عن "المتسولة
" التي انهالت على رأسي ورأس زميلتى بالدعوات الصالحة جداً، كخراب البيوت والعمى والشلل، لأننا لم نعطها شيئاً،و...

ولكن لا، فهذا يحدث يومياً وكثيراً، وربما في بلاد آخرى غير بلدي...

لذا، لن أتحدث عنها

سأتحدث عن
سائق التاكسي
المسكين الذي يبكي على صغيره الجائع كلما ركبت معه امرأة، ويبدأ بالرثاء لنفسه الصابرة وزوجته البائسة وكيف أن البنزين الغالي لا يكاد يترك له مجالاً لتأمين الخبز للمساكين، فتبدأ النساء في البكاء وتسيل دموع الأسى والمرارة، وتناوله كل واحدة ضعف الأجرة بكل أريحية وكرم، ثم نفاجأ كلنا بخبر حجز سيارته وتكليفه بمخالفة محترمة لأن سيارته تعتمد المازوت،

ولكن، لا، فهذا موضوع تقليدي


سأتحدث عن
طبيب الأنف والأذن والحنجرة
الذي وضع المنظار في أنف زميلتى،وبدأ يتحدث بمنتهى الثقة: إنها اللوزتان ملتهبتان مهترئتان باليتان، سأجهز دخولك إلى غرفة العمليات بعد غد لاستئصالهما،
كان عبقرياً إلى درجة غير مسبوقة، حتى أن صديقتى هذه قد استجابت له قبل سنة كاملة من قدومها إليه !!!
وما زلنا إلى الآن، لا ندري ما الذي رآه في منظاره العجيب هذا، وصديقتى بلا لوزتين أصلاً..
ولكن..
لن أتحدث عنه.

وكي لا تغضب مني صديقتى، فلن أخبركم بما أصابها من دهشة وذهول، حين أمسك طبيب الأنف العبقري هذا بساقه صائحاً: آهها، معك (
فيرس
) في ساقيك، ولذلك تعاني من البلغم!!
ولن أخبركم أن صديقتى ردت عليه محنقاً: ليس معي هذا الفيرس، فسألها الطبيب: إذاً، ما سبب البلغم التي تعاني منه؟؟
ومن الطبيعي أنكم استنتجتم أن صديقتى ألقت عليه السؤال التقليدي هنا: ولماذا أنا عندك إذاً؟؟
لذا، لن أخبركم به..
ولن أتحدث عن هذا الموضوع.

لا، لن أخبر أحداً منكم بملحمة
طلب إخراج القيد،
فمن يحضر طوابع أكثر يتم إعداد إخراج القيد له فوراً، وكلما قلت الطوابع زادت فترة الانتظار هذه، أما إن لم تحضر طوابع إضافية، فعليك أن ترجع في اليوم الثاني، ثم اليوم التالي، وربما الذي بعده لتأخذ طلبك، وكأنك بصدد استيراد طائرة!!
أنا لن أخبر أحداً منكم..
فلا تخبروا أنتم أحداً..

ليكن التحدث عن
خطبة الجمعة
التي أبدع فيه الإمام في الكلام عن الفاروق وكل ما كان يفعله في الجاهلية، دون أدنى إشارة إلى إسلامه، لا في الخطبة الأولى ولا الثانية، ولا حتى في الجمعة التي بعدها،
ولا ما يليها، وما يلي ما يليها...

بل ليكن الحديث عن الخطيب الآخر الذي وقف يصيح على المنبر منفعلاً يلوح بذراعيه: (
يقولون ماجي فرح! ألا إن ماجي فرح طلطميس لا تعرف الجمعة من الخميس
!!!)، وفي الخطبة الثانية أخذ يدعو بدعاء أسال دموعنا جميعاًاللهم لا تعلق المرأة بالتلفون ولا الشيخ بالميكروفون)!!

أتعلمون أني أنوي أن أخبركم بخطيب الجمعة الذي يتحدث عن الخطأ متبعاً هدي النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا، على نحو معكوس تماماً: ارفع رأسك يا فلان، إني أتحدث عنك أنت بالذات!!
مهلاً يا جماعة، فخطباء الجمعة من أمثال هؤلاء وهم قلائل، ليسوا بالمسألة الهامة التي تستدعي الحديث عنها.

هل أترك الأمور
المحلية لأنطلق إلى العالمية، وأستعيد كلمات سائق التاكسي في السعودية حين انطلق يسب مكة وأهل مكة (الجلفين القاسية قلوبهم الذين يستحقون الحرق أحياء) لأنهم (آذوا الرسول وأحزنوا الرسول وأبكوا الرسول وأخرجوا الرسول) دون أن يصلي ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم، ودون أن يبدو عليه أدنى استعداد لتصديق أنه لا مبرر لهذا الحقد العجيب بعد مرور 1427 سنة، ثم يفاجئنا باستنكار عنيف لسؤالنا إن كان من المدينة، ويرفع رأسه قائلاً بشموخ: أنا من الطائف
!!

أما كون أهل
الطائف آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم
وأن ملك الجبال أتاه ليطبق عليهم الأخشبين فهذه شائعات يصدرها أهل مكة لغيرتهم من الطائف لأنها أجمل كما يقول السائق الألمعي!!
قد أكون شوقتكم لسماع قصته..
ولكني لن أرويها لكم..
إذ لا أنوي الحديث عنه إطلاقاً..

أمر غريب، كلما أردت الحديث عن موضوع وجدته عادياً ومكرراً ولا يستحق الكلام عنه، و...
وجدتها، سأتحدث عن حيرتي في كتابة المواضيع، و...
ولكن لا، فهي مسألة عادية جداً..

إذاً، عم أتحدث؟؟

عرفت الجواب
..

لا تخبروا أحداً..

لن أتحدث عن شيء!!!