جزاكم الله خيرا ونفع بكم
...ثم صعدا صاحب الحوض الأصفى(صلى الله عليه وسلم)إلى سدرة المنتهى(شجرة نبق عظيمه ضخمه مهوله ينتهى إليها كل من يصعد من الأرض من أعمال وأرواح فيقبض عندها)وقبل وصولهم إليها رأى صاحب الكوثر(صلى الله عليه وسلم)نهر الكوثر ونهر الرحمه ودخل جد الريحانتين(صلى الله عليه وسلم)إلى الجنه فوجد ترابها من المسك وجبالها من اللؤلؤ وإستقبلته جاريه وسأل جارية من؟قالت جارية "عمر بن الخطاب" وشاهد (صلى الله عليه وسلم)أنهار من لبن وعسل مصفى وأكل من رومانها الذى كان كالدلو من الكبر ورأى طيرها كأنه الإبل ثم خرج(صلى الله عليه وسلم)من الجنه ورأى ملك عبوس الوجه رحب بالنبى لكنه لم يبتسم له فسألعنه فقيل له هذا مالك خازن النار لم يضحك لأحد قبلك أو بعدك. ثم علقت بأنف رديف الجود(صلى الله عليه وسلم)رائحه زكيه فكانت لماشطة بنت فرعون(أنها كانت ذات يوم تمشط شعر إبنة فرعون فوقع المشط بالأرض فأحضرته وهى تقول بإسم الله فسألتها بنت فرعون أهو أبى قالت لها لا إنه ربى وربك ورب أبيكى فأمر فرعون أن تلقى هى وأولادها فى نار جباره فألقى فيها كل أولادها فأمرها فرعون أن تلقى بنفسها أولا فتقاعست قليلا فنادها الرضيع قائلا يا أمى قعي فى النار ولا تقاعسى فإنك على الحق فإنطلقت إلى النار وتلك رائحتها في الجنه) .
.. وهنا بلغا إلى سدرة المنتهى عندها رأى حبيب الحق(صلى الله عليه وسلم)جبريل بصورته الملائكيه له ستمائة جناح له رفرفا أخضر يسد به ما بين المشرق والمغرب يرى السدره وقد غشيها نور الخالق وإذا بفراش من ذهب يتناثر عليها وهنا قال جبريل لحبيبه إنى لو تقدمت لأحترقت لكن أنت سمحها لك الله فظل يسمو خل الصدق (صلى الله عليه وسلم)علوا إلى أن كلمه الله وقال له سل يا محمد ماذا تريد؟ فعندها تفوه قائد الأنبياء(صلى الله عليه وسلم)قائلا:-
إنك إتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما وأعطيت داوود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكا وسخرت له الجن والأنس والشياطين والرياح وجعلت له ملكا لا ينبغى لأحد من بعده وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرىء الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذنك وأعذته وأمه من الشيطان فبما فضلتنى؟ فقال الله:-
...إتخذتك خليلا وأرسلتك للناس كافة بشبرا ونذيرا , وشرحت لك صدرك , ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت معي وجعلت أمتك خير أمه أخرجت للناس وجعلت أمتك أمة وسطا وجعلت أمتك هم الأولين وهم الآخربن لا تجوز لهم خطبه حتى يشهدوا أنك عبدى ورسولى وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا وأولهم يقضى له وأعطيتك سبعا من المثانى لم يعطها نبي قبلك وأعطيتك خواتيم صورة البقره من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك الكوثر وأعطيتك ثمانية أسهم الأسلام , والهجره , والجهاد , والصلاه , والصدقه , وصوم رمضان , والأمر بالمعروف , والنهى عن المنكر وجعلتك فاتحا خاتما .
... فكان وفى الوفاء (صلى الله عليه وسلم) يقول فضلنى ربى بست: أعطانى فواتح الكلم وخواتمه , وجوامع الحديث , وأرسلنى للناس كافه هاديا وبشيرا , وقذف بقلوب أعدائى الرعب من مسيرة شهر , وأحلت لى الغنائم , ولم تحل لأحد قبلى , وجعلت لى الأرض كلها مسجدا طهورا.
وحينئذ فرض الله على أمة المسلمين خمسين صلاه فنزل(صلى الله عليه وسلم) للسماء السادسه وقابل سيدنا(موسى) فنصحه بأن يرجع لربه للتخفيف لأن أمته لن تقدر(لمعاناته مع بنى إسرائيل) فظل سيدى يمطتى من سدرة المنتهى للسماء السادسه لطلب التخفيف إلى أن جعلها الله خمس صلوات(خمس فى العمل خمسون فى الأجر)ونزل الى السماء الدنيا فوجد دخانا وسمع أصواتا فسأل غالى الجوهر(صلى الله عليه وسلم)جبريل عنهم فقال له أنهم الشياطين تحوم بقلوب بنى أدم لكى لا يتفكروا بملكوت السماء والأرض ثم هبط حلو المنطق(صلىالله عليه وسلم)إلى الأرض حيث المسجد الأقصى فوجده ملىء بالأنبياء فحان وقت الصلاة فأمهم حبيب الرحمن(صلى الله عليه وسلم)فى الصلاة وغالبا كانت صلاة الصبح وفي هذا سمو وتشريف لمكانة مراد قلبى(صلى الله عليه وسلم).
...ثم عاد النبى الى مكه فى دمس الليل واهلها نيام وعندما لاحت طباشير يوما جديد وصحت الشمس من ثباتها قص قلب عقلى(صلى الله عليه وسلم)كل ما دار بالرحله عليهم فكذبوه إلى أن طلب(المطعم بن عدى)من عين ضميرى(صلى الله عليه وسلم)وصف المسجد الآقصى إليهم فرفع الله لبصره وبصيرته فظهر له واضحا فوصفه وصفا دقيقا ووجدوا الوصف صحيحا لكن لم يؤمنوا وزادوا كفرا وإنتهت هذه الرحله الجليله لقائد الأنبياء وقائد البشر(صلى الله عليه وسلم)وعرف مكانته عند اهل السماء بعد إهانة أهل الطائف فقراء العقل مساكين المنطق.
"""أسأل الذى جمعنا في دنيا فانيه ان يجمعنا ثانيه في جنه قطوفها دانيه"""
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)