الرسالة 11
الجوهرة المصونه
والدره المكنون
زوجتنا فاطنه احمد عبد الغفار
يوصل ويسلم ليها
فى منزلنا الكاين فى جبلاية الفار
احنا يا فاطنه اللى لا عرفنا قرايه ولا كتابه
غلابه.
لما عرفت كده يا فاطانى زعلت الزعل الواعر..
عمر يا فاطنه ما فكرنا فى الدنيا..
ولا قلنا جايه منين رايحى على فين..؟
غير كلمة ربنا يسترها معانا دنيا وآخره..
والآخره.؟
آدى العمر اللى دبل على عوده فى تراب الجبلايه.
ياما لولا حسين العكرش قاللى السد..
كنت زمان باتعتر وأقف واتنفض وامشى تانى
فى طريقى المتسد.
السد يا فاطنه..
فتح عينى ع الدنيا زى ما كون
طلعنى للنور من بير.
علمنى كتير..
ويوماتى بيعلمنى كتير.
"والباشلمهندس طلعت" دوما يحكى لى حديته
المسحور.
دايما يملى الدنيا ف عينى نور
ويخلينى أشوف الحاجة من تانى.
يعرف جبلاية الفار..وكإنه عايش فيها..
يعرفها أكتر منى.
طول ماحنا فى الشغل يكلمنى
واد عال وأمير..من أصل..
وليه ناس..
ولو انه قاللى ف مرة:
"يا حراجى..
سيبك م البدلة
انا ابوى زيك راجل صاحب فاس.
من تحت عرق رجله اتعلمت.."
وحكاية الأستاذ طلعت دى يا فاطنه حكايه..
طبعا شافنى هوه مرة ف مرة ف زرع الدلاميت..
باشتغل الشغلانه غاويها
اجرى من حرصى على عمرى..
مش خوف
ولا عمرى اتكفيت.
واصله جات مده هناك بقى كل الخلق تقول يا
حراجى..
وانا كنت كمان عاجب نفسى.
أمشى مفروط إذا رحت أو لما اجى.
وانا نازل مرة من فوق التبه .جرى ومسكنى
قاللى عاوزك يا حراجى.
سيب الشغل اللى وراك وتعال.
رحت له فى المكتب..مكتبه فى الخيكه..بره..
فى الشمش
خدنى من يدى وقعدنى وسقانى الشاى..
(طلعت افندى) أول افندى فى الدنيا يا فاطنه يطلب
لى واحد شاى.
وشربت وهوه بيتكلم.
طبعا هو قال..
بس انا فى الوقت ده كنت ضلال فى ضلا
قاللى فى الآخر كيف الحال..؟
أنا قلت له مبسوط..
وانتى عارفانى مؤدب ولما أرد سؤال.
هوه كان مبسوط منى انا مش عارف ليه
خدنى..ومررنى فى منطقته
لسه يا فانه ساعتها لا كان سلك ولا انفاق..
كنا يادوبك بنكسر صخر ونشيله.
هوه كان عنده عدد.
وكمان كان فيه حواليه عمال
لابسين لبس افندى وحاطين..برانيط..
كنت أنا لسة بشاشتى وطاقيتى.
قاللى إيه رأيك يا حراجى..؟
قلت له شغلك صعب وعاوز فهم.
قاللى تيجى معايا.؟
إتخبلت يا فاطنه ..قلت له لا..
قال ليه يا حراجى..؟
قلت يا طلعت افندى انا راجل صاحب فاس..
أنقل حصى معقول.
أزرع دلاميت واجرى معقول.
لكن أبقى وسط أفندياتك دول مش معقول.
مش حافهم حاجة..
وتانى ما منه يمكن ناوى تشغلنى..
أجيب الشاى للرجال.
قاللى يا حراجى دول عمال.
عاوزك تبقى واحد من دول..وحتبقى..
وحتبقى واحد عال.
إتبرجلت يا فاطنه عين فى الجنه وعين فى النار
قلت لنفس:
وماله لما تعافر ياخى..
وافرض ماتعلمتش..
مش عار.
أنت لازم تعرف إنك جيت اسوان..
مش قاعد فى الدرا.
وماتتعلمشى ليه؟..ده انت تتعلم تبقى سيد الكل.
بس حكاية فرى المواسير دى.
كل يومين حتبوظ منى المواسير وحتتنى المسامير.
قاللى الاستاذ طلعت.. الله يخليه لشبابه يارب
إدعى له يا فاطنه كتير..
قاللى بس انتت انوى وانا عارفك يا حراجى نبيه
قلت ايه؟
قلت له بلا حاج بخيت..بلا دلاميت..
حاجى معاك.
وده برضه اللى خلى يا فاطنه جواباتى تتاخر.
لسه يا فاطنه الرحلة طويله
والأيام جايه..
بس حراجى خلاص
بقى يغوى الإيام..
بيخاف على عمره زى النسوان لما تعجز..
أصل يا فاطنه يا مرتى فى إيديا مسكت الخيط.
وانتى عارفه..
النور فى الضلمه ليه قيمه..
حتى لو كان جاى من خرم صغير فى الحيط.
الورقه خلصت يام عزيزه..
وقلبى مليان.
ومع الظرف حتستلمى فلوس.
......................
بخصوص "نظله"كتر خيرك.
وهو يا فاطنه فيه فى الدنيا واحده بتفهم رد جميل الناس..
غيرك؟
وسلامى لكل الجبلاية واحدا..واحده
زوجك
لوسطى حراجى