كيف تمكن الكلبُ من تفريقِ اهل القرية وجعلهم يخسرون قريتهم
بدون ان يدفع مقابل؟!
ولا ان يكلف نفسه اي عناء
اليكم الحكاية
+++++++++++++++
كان الكلبُ يوماً
في الحقلِ بحريةٍ وكبرياءٍ يرتعْ
وكان هناك ديكٌ عجيبٌ لا يصيح
ومن حوله تجمعت دجاجتان وبضع كتاكيت
سأل كتكوتٌ الديكَ متعجباً ....
لماذا الكلبُ في الحقلِ وحده يعيشْ؟!
ولماذا نحنُ عنه بعيد
ولماذا لا نأكلُ كما يأكل
ولماذا هو عنا متكبرْ ؟!
ولماذا بعين الغدر والحقد الينا ينظر
ولماذا ....
هنا صاح الديك بصوت ضعيف مبحوح
قف يا هذا وكف عن السؤال
فانك لن تجد عندي اجابه
ارضى بما ولدت عليه
يكفيك انك تاكل وتشرب وتعيش
وهنا نظرت الدجاجة بحزن الى الديك
و قالت بكبرياء
تعال يا بني اخبرك الحكايه:
كان الحقل يوما ملكاً لرجل شريف
وكنا في ظله بكرامة نعيش
وكان الديك كل يوم يصيح
يوقظهم للصلاة وللعمل
وكانت للديك كل الاهمية
قدم الكلب للقريه ولم يعجبه الحال
فالجميع منتظمون
بهمة عالية وامانة يعملون
متفقون
لا يفرقهم شيء
اقوياء
على انفسهم معتمدين
وعلى صلاتهم محافظين
فكر الكلب ملياً
ثم بخبث نحو صاحب الحقل توجه
قال له اراك لا تملك شارباً طويلاً
لم لاتعتني بشاربك ؟!
فالرجولة بطول الشارب تُقاس
سمع الرجل كلام الكلب ونظر الى شاربه القصير
وقال
نعم نعم
طول الشارب للرجولة مقياس
ويجب ان اهتم بشاربي
ومن اليوم ساخصص اهتماماً كبيراً به
قلد رجال القرية صاحب الحقل
واصبح الجميع بشواربهم يهتمون
توجه الكلب للرجل وقال
شاربك ليس بطويل بعد
ولك عندي وصفة للشارب تطيل
ساله الرجل باهتمام كبير
هيا قل يا هذا
ما وصفتك
قال الكلب:
كلما انخفض صوت الديك زاد طول شاربك
تسائل الرجل
وكيف اخفضه؟!
اجابه الكلب بخبث ولؤم:
تمنعه من الصياح ويوماً بعد يوم يختفي صوته
فتعيش
ويطول شاربك
..........
وهكذا كان
منع الرجل الديك من ان يصيح
وما عاد الرجال لاعمالهم ولا لصلاتهم يستيقظون
ويوما بعد يوم عمت الفوضى البلاد
وانتشر فيها الفساد
فلا عمل ولا صلاة
للرجال
الا قياس طول الشوارب
والتسابق في الاعتناء بها
اما شئون البلاد فلا احد يلتفت اليها
ثم احضر الكلب معه حسناوات
تشجع اصحاب الشوارب الطويلة
فزاد حماسهم وتقاعسوا عن اعمالهم
فاصبحوا يبيعون كل يوم مقداراً من الحقل كي يعيشوا
وهكذا
افاق اهل القرية وهم لا يمتلكون شيئاً
ولا يجدون ما يأكلون
اسرعوا للديك كي يصيح
فيجمعهم علهم يصلحون بعض ما تبقى لهم
لكن هيهات هيهات
فما عاد للديك صوتاً به يصيح
اصبح الرجال يتراكضون
واتجهوا نحو الكلب معاتبين
نظر اليهم بازدراء وضحك وقال
قد تنفعكم الشوارب
ها هي الان طويلة
فلتبيعوها
وتعيشون
ولتبحثوا عن معنى الرجوله
في شيء آخرسواها
وهيا غادروا حقلي سريعاً
فانتم لا تستحقوه
غادر الرجال القريه
منخفضو الرؤوس ذليلون
من انفسهم خجلون
وهكذا اصبح الحقل ملكا للكلب
ولم يعد للديك صوتاً
طيف عابر