- حملة وداعا للمنقول و نعم للابتكار -
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
قلبي و قلمي و أنــا
الحلـــ ( 1 ) ــــقـة
"قلبي و قلمي و أنا عبــارة عن خـواطـر تناقش أمـر موضــوع مهم خــاص بكل شخـص منــا، موضـوع فهمـه البعـض خطـأ و الآخـر لم يفهـمه أساسا .. تقـوم هذه الخـواطر علي 3 حلــقات حيـث يكمــل بعضهـا البعـض، و أثنـاء الخـواطر نتطرق إلي هذا الموضوع من كــل جانب إلي أن يتم نشــر رسـالة الخــواطر كـاملـة صحيحة"
أمسكت بقلمي و نظرت إليه .. تبادلنا نظرات عميقـة و كأننا نجري حوارا حول ماذا سأكتب من موضوع؟ تناثرت من حولنا الكلمــات و تهنا في بحـر من الأفكــار، تنازعت أنا و قلمي بسبب الاختيــار ... تنازعت أنا و قلبي لحسن الاختيـار ... كيـف التنازع و قلبي و قلمي بشريكين؟ و لمــاذا التنــازع أصلا؟ ... نظرت بنظرة حزينــة لقلمي و قلت حــزني يمنعني من الكتــابة.
سمعني قلبي و حدثني بكلمات رقيقة جــافة، كلمات ضعـف قــويـة، كلمـات باردة ملتهبة ، يحدثني قلبي و أنا منصت و ما بيدي من حيلـة غيـر الإنصات، يحدثني قلمي و أنا حزيـن و ما بيدي من حيلة غير الحـزن، سألني قلمي لما الحــزن؟ نظرت له و علي وجهي نظرات حزينة و ابتسامة متصنعة تحاول ان تخفي أحزاني، حدق قلمي بي طويلا و علي حين غرة سألني متألما ما هذا؟!!
كانت دمعــة قد شردت مع أحزاني و سلمت نفسها لأحاسيسي، أطلقت نفسها لتعلن رفضها عن الواقع المريــر، ضحت بنفسهـا لتطلق ما أبغي من كلمــات ... و يراقبــها قلمي و هي تحتضــر، يشـعر بها قلبي و هي تــزول، فكــرت سريــعا هل سأضيع مثل هـذة التضحيــة؟.... و بسبب دمعــة شاردة، انفجــر بركـان كلمات في داخلي و نبض قلبي سريــعا، نبض كمثل لم أري من قبـل، أستطيع أنا أتخيله و هو ينبض سعــيدا .... سأبدأ في الكتــابة مــرة أخــري!!
و مـا أن أمسكت بقلمي و شعرت به و هو مسرور، و رأيــت الصفحــة الناصعة البياض أمــامي تبــدو كطفــل برئ في مهـده نــائم يخشي أن يوقظـه أحــد، أمسكــت بقلمي و أيقظت الورقـة أمـامي و تحمســت لأكتب موضوعا لسبب حــزني الدائم، و ما أن لامس القلم الورقــة حتي توقفت .... سألني قلمي ماذا؟ نظـرت اليه بنظرة حانية مبتسما قائلا: أحــزاني فاضت من مواضيع كثيـرة ... مواضيع شغلتني و سرقت النوم من جفوني، سألني قلمي أكتب منها أي شئ .. أي شئ ....
أخــذت نفسا طويــلا و رددت عليه قائلا:
هــل أكتـب موضوع عن الفســاد الأخلاقي الذي اجتــاح الشارع المصــري العريــق؟ أم أكتــب عن موضـوع الغطــرسة الأمريكيــة؟ و مــاذا عن تـدهـور الحيــاة الثقافيــة في مصــر؟ و موضــوع أرتفــاع الأسعــار؟ هــل أكتب عن أشقائي الفلسطينيين و العراقييــن؟ أم أكتـب عن موقف العـالم من منطقة الشرق الأوسـط؟ هـل أشـرح مـاذا حل بالأغنيــة العربيـة؟ أو قــد أتســأل عن أبناء جيــلي؟
هــل أتحـدث عن كــرة القــدم المصـرية و ما بها من نكسات؟ أم أتحدث عن باقي الرياضات المظلومة في مصــر؟ و لعـلني أتحــدث عن مشاكل الجـواز العرفـي؟ و ربمــا مستــوي التعليـم في مصــر؟ و أيـضا العلاقـات علي الانترنت؟ أو ربمــا استخدام التكنولوجيا بصـورة سيــئة؟ مــاذا عن فــرص العمــل للشباب الخريجين؟ و لمــاذا زاد عدد المقاهــي علي مستوي أنحاء مـصر؟ أم أتحــدث عن نيــة هدم الحرم الجــامعي في الإسكندرية؟
أو أتحــدث عن الانحبــاس الحراري و ارتــفاع درجـة حرارة الجــو؟ أم ظـاهـرة التدخيــن التي انتشرت بين الشباب؟ هـل أتكلم عن الأمـراض الجديـدة التي اجتـاحت البلاد من أنفلونزا للطيور و غيــرها و أمراض جلدية و أمراض نفسية و أمراض المناعـة؟ أم ربمــا وضـع محدودي الدخــل الآن؟ .... بعــد حــالة من الإنفـعال و الإبحــار في بحــر عميق من المواضيع الهـامة أخرجني قلمي منها و اخبرني بصوت هادئ رزين: أتبع قلبك و هو دليــلك دائمـا.
سألت قلبي ما رأيك؟ أي المواضيع أكثـر أهميـة؟ مرت لحظات قليلة و شـعرت بانقباض غريب في صــدري، و سمعت له أنيـن بكـاء .. سألته ماذا هنــاك؟ مرت لحظـات و هدأ صوت الأنين و خاطبني قلبي بصـوت حزيــن، قال لي: تكــلم عن شئ فقــده العــالم، تكلم عن شئ تــاه بين الطمع و الجشع و الحقــد، تكـلم عن سبب بـقاء أو زوال البشــرية. تكلــم عن الحــب.
إندهشـت و قلت له الحـب؟!! سمعت قلبي يتنهـد و قال لي: لو انتشــر الحـب بين البشـر، لخـاف كل منهم علي الآخـر، لراعي كل شخص ضمــيره، لقل الكـذب و الغش و الخــداع، لاستطعنـا أن نشعـر من جديد بأشعـة الشمس الدافئــة، لما وجدنــا مثل هـذة المواضيع و لمـا كنت تحـزن بهـذا الشكــل ... أكتب و أنشــر رسالة غــاب عنها معظمــنا، اجعلهم يتذكرونها، أكتـب عن الحـــب !!!!!!
سمـعت كلام قلبـي و شردت بعــيدا، أفكــر بما قيـل و أخيــرا ابتسمت ابتسامة غابت عني كثيــرا، إنهـا ابتســامة مـوضوع جديـــد ............... إنــه موضــوع الـحــــب.!!
إنتظـروا الحـلقات القـادمة و مــوضوع الحــب
الموضـوع الذي فهمـه البعـض خطـأ و الآخـر لم يفهـمه أساسا
AhMeD El Za3eEm