"ان المرء ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم"

وانت تنشدين النسيان قد تسلكين طرقا لا تزيدك الا توهان.
تسافرين كى تنسى فتعودين اكثر حزنا وتشترين ثيابا جميلة.
فلا تدرين لمن ترتدينها وتقصدين مطعما ولا شهية لك للاكل.
وماذا لو كان النسيان فى ترك ما تقبلين عليه؟
انه اقرب اليك من مكان تأخذين الطائرة لبلوغه
واشهى من طعام ما عدت تتذوقينه.
وابقى من ثوب لا ترتدينه لمن تنتظريه وقد يخذلك.
بل لرب سيراك فيه وينتظرك.
هل اجمل من ثوب لا يشترى بل يهدى؟
وحده الله يكسو به من اصطفى من عبادة فيستر به عيوبهم.
ويطهر قلوبهم ويمنحهم ذلك البهاء الاستثنائى بهاء التقوى.
الصيام رداء الاتقياء ذلك ان الانتصار على النفس لذة المؤمنين والعظماء.
لا اعرف غير الصيام فريضة توسع الصدر وتقوى الارادة وتزيل اشباب الهم .
وتعلو بصاحبها الى اعلى المنازل فيكبر المرء فى عين نفسه.
ويصغر حينها كل شئ فى عينه حالة من السمو الروحى .
لا يبلغها الا من يتأمل فى حكمة الله من وراء هذه الفريضة.
الصوم يعيد الاشياء قيمتها الاولى بحرمانك منها فمن صام طاب طعامه وعلا بين الناس مقامه.
امام كل اوجاع القلب على اختلاف انواعها واسبابها فى هذه الدنيا
امام كل مصاب اقبلى على الصيام كشئ تريدينه
لا طمعا فى الثواب فحسب
بل رغبة فى اسعاد نفسك
اقبلى عليه برغبة جارفة كمن يقصد نبعا تتدفق من عينه مياه مباركة تصنع المعجزات.
فمن خبر نعم الصيام على الجسد والروح عاش على ظمئا يستعجل قدوم شهر رمضان
يقوم ليله ويصوم نهاره ولا يرتوى من تلك السكينة والغبطة اللتين ينزلهما الله تعالى على قلوب الصائمين
اعنى الصائمين بجوارحهم وحواسهم جميعا .
هذه السكينة هى بالضبظ ما تحتاجين اليه فى محنتك مع النسيان .
لا الذى هو اضطراب نفسى وجدانى يفسد عليك الحياة لاشهر.
بالصيام يصل الصبر والرضا الى منتهاهما من قاوم جوع جوارحه استقوى بالاحتمال على كطالب قلبه.
هل خبرت فرحة الصائم حين يشق الفطر؟
كذلك هى الفرحة من فاز بالنسيان بعد حرمان وصبر