اربعة احرف.....


أربعة أحرف .......ولكنهم هم سر النجاح,سر الابداع,وسر التفوق
أربعة احرف ........ولكنهم الحد الفاصل بين نجاح شخص وشخص,ابداع شخص عن شخص, وتفوق شخص على شخص اخر.
دعني الان اطرح عليك سؤالا......ورجاءا لا تسخر من نفسك .........
مالذي يميز زويل والباز ومحفوظ عنك؟!......قلت لك رجاءا لا تسخر من نفسك........
فالاجابة في غاية البساطة.......
اعتقد انه و في المقام الاول وبغض النظر عن اي ملكات خاصة يمتلكها ايا منهم.....هو ان........
زويل طمح ان يكون زويل,والباز اراد ان يكون الباز,ومحفوظ حلم ان يكون محفوظ.......
طمحوا جميعا ان يكونوا وقد كانوا.......

اظنك الان عرفت ماأقصده.....وأظنك ايضا وضعت هذه الاربع احرف معا ...لتصبح
"طموح"

تخيل معي انه كان لدى احدهم الموهبة ولكن لم يكن لديه طموح استغلالها اوحتى اكتشافها.....؟؟؟!!!!
اقسم لك انه لن يكن هناك لا زويل ولا الباز او حتى محفوظ.....
لانه بمجرد" معرفة ان لديك ملكة خاصة تميزك عن غيرك"- فهذا وفي رأيي- اول درجات الطموح,بل انه اصعب خطواته ايضا.....,فهي سلسلة متتابعة اولها ان تعرف ان لديك ملكة خاصة(وخاصة دي يعني انت وبس).
اما الدرجة التالية من درجات الطموح ....
هي ان تبدأ وعلى الفور بعد معرفة ما لديك من قدرات "بتحديد اهدافك"....
"كيف يمكن استغلال هذة الملكة؟" ........
ثم ان تسير في هذا الطريق وكلك طموح بانك سوف تصل الى ماتريد وتحقق ماترغب.......

اما الداعي وراء كتابة هذه الخاطرة مع العلم انها اول تجاربي مع الورق.....هي جلسة عميقة ثرية بالمعلومات
الثمينة عن تحليل الشخصية وتحديد الاهداف واشياء اخرى كثيرة من هذا القبيل مع احد اصدقاء والدي .....
ولكن ليس بالطبع كل مادار في الحديث اثار فضولي واهتمامي, وانما ما اشعل ثورة شديدة السخونة بداخلي ......
سؤال بسيط جدا وممكن ان يكون عاديا....الا انه وفي حقيقة الامر جعلني اشعر بضرورة التوقف مع نفسي...... سؤال تعرض له معظمنا .....بل كلنا في الصغر ......ولكن الان له منظور اخر وبعد اخر .....وهاهو قد عاد وبعد طول غياب ,وفي وقت لم اكن اتوقعه صراحة......اوعلى الاقل لم اكن قد اعددت له اجابة منطقية......

(طبعا دماغكوا راحت وجت وودت وجابت ميت مرة......)

واليكم السؤال.....والذي اجد نفسي عاجزة عن الاجابة عنه,وانا المعروف عني في عائلتي وبين اصدقائي انني اجيد فن النقاش واساليب الحوار لابل والهروب احيانا من مآزق الكلام.......
وكان السؤال"طموحك ايه يا ترى يا آية؟"
صدقا لم اكن قد عرضته على نفسي وبهذه الجدية من قبل...حتى وان كان قد جال بخاطري احيانا وبيني
وبين نفسي .....فقد كنت لا أشغل بالي بالاجابة ابدا مقتنعة بـــــ... "كل الي يجيبو ربنا كويس." او
"هما يعني الي فكروا عملوا ايه؟".....
اتفقك معك تماما ولك كل الحق ان قلت "غريبة" ........
فهي فعلا غريبة بل وعجيبة ايضا ان ترى شابة في سن العشرين تحاول الهروب من الاجابة على مثل هذه الاسئلة المهمة لا بل الخطيرة ايضا.
واعذرك كل العذر ان اعتقدت انني سطحية لدرجة ان مثل هذه الامور الهامة لا اجد لها اجابة عندي او انها لا تشغل حيزا من تفكيري.......
لكن لا والله...... بل كان خوفي هو دائما الحاجز بيني وبين هذا السؤال وليس سطحية مني.
نعم الخوف.....تتساءل اي خوف هذا......واجيبك هو خوف من الظروف المحيطة بي وبك وبغيرنا الكثير من امثالي وامثالك من الشباب....... الظروف التي كما اعتدناها- طبعا- تقف سدا منيعا امام حلمي وحلمك .... وهدفي وهدفك....وطموحي وطموحك.......
وان نضطر تغييره ونقبل غيره او نتجاهله تماما (وبلا طموح بلا كلام فاضي) ........
وذلك كله لان (الدنيا عاوزه كده وبلدنا هي كده)..........
فكنت دائما ارى ان الحل الامثل هو الهروب من احلامي لعلها تتحقق دون ان ادري او بمحض الصدفة......وقس على هذا المبدأ جميع جوانب الحياة, ليس فقط على الجانب العملي او حتى العلمي وانما على الاحلام العاطفية ايضا وغيرها الكثير والكثير.........
ولكن عندما فاجئني صديق والدي بسؤاله وفي اجتماع عائلي يحضره الكثيرون.....وعندما كان لابد من الاجابة على سؤاله والجميع ينظر الي عيناي مباشرة منتظرين الرد.....فكان علي ان اجيب لا محالة......وبكل الم اضطررت الاجابة مستخدمة كلمة "معرفش" .....وقد كانت هذه الحروف اثقل حروف كلمة نطقتها في حياتي....
كلمة لا تأخذ في نطقها سوى لحظات وانما احسست آن ذاك انها تحتاج الى سنين لأتمكن من لفظها.....
ولتتخيل معي مدى المرارة والألم التى احسست بها بعد اجابتي هذه, والذي اضاف الى مرارتي مرارة هي نظرات الدهشة التى ارتسمت على عيون كل من حولي وكانهم ينتظرون اجابة "بنت الشاطىء" مثلا "وطلعت بنت الترعة" .......(وعلى رأي المثل من بره ها الله الله ومن جوة يعلم الله) ماعلينا......

أما اكثر ما ألمني هي نظرة والدي لي وكأنه لم يرني من سن العاشرة.....وهي تقريبا المرة الاخيرة التي سألني فيها هذا السؤال....وكانت اجابتي طبعا حينها زي كل العيال
"دكتورة يا بابا".
ومر الوقت ثقيل جدا حتى عودتي الى المنزل وكأنه سنوات وليس مجرد ساعات قليلة.....ولأول مرة أرى حاجتي الماسة للكتابة وهو طبعا حدث تاريخي لأني من اعداء القلم .
كان سؤال بسيطا جدا "مجرد سؤال".....ولكن جعلني انظر الى" آية" بشكل جديد.....محاولة ان ارى ملكاتها....
محاولة رسم طريق لها....طريق تعشقه وتبدع فيه....لا طريق تعبره لتصل فقط او لأن عليها المرور به والسلام.
اعرف انني الان في اصعب مراحل الطموح.....وهي ان تجد مايجب ان تطمح من اجله.....ولكن ما اعرفه جيدا
الان واحسه بداخلي هو انني قادرة على ان احلم بلا ادنى خوف من الظروف او العواقب.....
ويحضر الان في ذهني كلمات اغنية لمحمد منير كنت احب أن أدندنها ولكن الان احس ان كلماتها لها وقع اخر مختلف علي تماما.... "لو بطلنا نحلم نموت." .....
فعلا صدقت يا منير........