لم تكن أحلامي منذ فترة بالكثيرة .... بل كانت أحلاماً تقليدية لدرجة أنك تستطيع رسمها دون أدنى جهد....وكان بالتأكيد في مقدمتها....حلم اي فتاة في مثل سني... بحبيبها المنتظر وما يعقب هذا الحلم من تساؤلات وتخيلات,مثل.... اين سأجده؟!.... ياترى هيبقى راكب حصان لونه ايه؟!! وغيرها الكثير والكثير من الاسئلة المتعلقة حول هذا الموضوع ...
وصدقاً انني كنت أحلم فقط.... ولكن لم أضع ابداً توقعات او خطط كما يفعل البعض للإيقاع بالعريس اللقطة.... فقد كنت مؤمنة بأن مفيش واحدة هتتجوز جوز التانية لاسمح الله...وهذا حتماً لا يستدعي الدخول في سباق لاجدوى منه....فكنت سيباها على الله...لإقتناعي التام إني هاخد نصيبي دون الحاجة مني لإستعمال خطط حربية للإيقاع بالهدف....

وتحقق فعلا ما رغبت ....ودون تخطيط مني ...بل لم أكن أتوقع الفترة التي إلتقيته فيها ....وكان أول لقاء في اجتماع عائلي ....أعترف انني لم أكن متوقعة حدوث اي شيء بيننا ....ولكن صدقونني إن قلت إني للحظة تمنيت ان يكون هو...وعلى الرغم من هذا الإحساس لم أشغل نفسي كثيراً بالتفكير فيما أشعر.... إعتقاداً مني انه لا يمكن ان تشعر بإحساس تجاه شخص ما وأنت لم تنظر اليه سوى لحظات .... فكيف ومتى سيحدث هذا إذاً؟!!!....ولكنه احساس تسلل داخلي دون الحاجة للغة العيون او حتى النظر....

وقد كـــــان ما تمنيت.... وأحسست حينها أني ملكة....شعور لايمكن وصفه ولايمكن التعبير عنه بمجرد كلمات... فما الذي يساوي شعور الفتاة عندما يتقدم لخطبتها احد من والدها وهي كالـملكة المتوجة على العرش.... وقد كان هذا الشعور الذي اتحدث عنه الان هو العائق دائماُ بيني وبين اي علاقة خارج علم اهلي وخصوصا والدي....

وبالرغم من إنه لم يكن الفارس الذي طالما حلمت به....لكني شعُرت إنه هو الذي طال إنتظاره.....وهو الحلم الذي أصبح حقيقة , مع الإختلاف الطفيف طبعا بين الحلم والحقيقة....و اعترف ايضا انني شعرت اتجاهه شعوراً مميزاً.... ربما كان حينها انجذاباً... او إعجاباً او حتى حباً من النظرة الاولى.... لا يهم....المهم انه شعوراً مميزاً له وليس لأحد سواه .
وبعد ان كان حلمي الوحيد ان القاه.... أصبح لدي طاقة كبيرة وإطمئناناً كبيراً لأحلم وهو بجانبي....اصبح لدي احلاماً كثيرة أريده مشاركتي إياها....أصبح وجوده بجانبي هو المحرك الأساسي لأحلامي...كان إحساسي بأنه السكن.... يجعلني أتمسك أكثر بالأحلام التي جالت خاطري يوماً....متحدية أحلامي, ولم لا ؟!!....وأنا اشعر بالراحة والأطمئنان والقوة لوجوده في حياتي....
ولــــــكن بدلا من تشجيعه لأحلامي وطموحاتي التي بتحقيقها سيكون انجازا له قبل كونها نجاحا لي.....اصبح وجوده هو العقبه الوحيدة في طريق احلامي....و للاسف انه لم يشعر أن وجوده كان دافعي الوحيد لكي أحلم...واليكم مدى الأسى الذي شعرت به....فالدافع لك هو نفسه الأداه المحطمة لما ترغب.... لم يشعر ان أحلامي ستصبح جزءا من أحلامه ...وكلاهما جزءا من حلمنا الكبير..... وبدأ الصراع بينه وبين أحلامي وطموحاتي...فوجوده بجانبي يتوجب مني ان أتنازل عنهما وان أطمح لما يتناسب معه...اوأن أحلم داخل إطار مايريد هو فقط....

وصدقاً فقد حاولت كثيراً بيني وبين نفسي أن أتنازل... وان يصبح هو كل أحلامي...وأن أضحي بالأحلام التي لم يأخذ هو فيها دور البطولة.... مع إنه في إعتقادي أن مجرد وجوده بجانبي ...يساندني ويدعمني وانا أحلم...هذة هي كل البطولة.....

ومرت اياماً وانا أحاول إقناع نفسي التنازل عن الاحلام و جعله هو الحلم الأكبر كما كان سابقا.... ولـــكن كوني أضحي دون سبب واضح....مجرد لأنها رغبته....وإصراره لأتنازل عن أحلامي التي لا يرغب هو فيها.... هذا ما جعلني أتمسك أكثر بها....فكان يمدني إصراره قوة و تمسك.
و قد كنت أعرف جيداً ان تمسكي بهذة الأحلام ستكون هي الحاجز الذي سيحول بيني وبينه دون ادنى شك.... ولكنها كانت ايضاً بمثابة المؤشر الحقيقي لقدر الحب الذي كان يزعم انه يكنه لي.... ومع محاولاتي المتكررة في إقناعه انه لا تعارض بين التمسك بأحلامي والتمسك به...فهي احلام مشروعة وعادية....كان موقفه واحداً لا يتغير....وهي التنازل عن ما لايرغب هو فيه... وكلي أمل انه سيحلم لي يوماً حلماً يعوضني عن الذي حطمه....

وبالرغم من حبي الشديد لوجوده في حياتي..... وبالرغم من كل ما شعرت به تجاه....كان على وللمرة الثانية لنا...الاختيار وأخذ القرار....وأُضطررت للمرة الثانية ايضا ان أستسلم أمامه عن حبي....وعنه........

ولكن أقسم بــالذي أسكن حبه قلبي...أنني لم أضعه يوماً موضع إختيارأمام أحلامي.... ولكن إيماني بأن من يحــــب يتقبل الاخر كما هو...يسانده ليحقق مايطمح.... يصبح حلمه كأنه حلمك...ان تتآزر الأحلام وتجتمع تجاه هدف واحد.... كان على التراجع....
ورغم ما أشعر به الان ....سعيده بحبه الذي اعترف انه كان حباً ناضجاً.....راضية بأنني أصبحت جزءاً من ذاكرته......