|





الإسماعيلية - أحمد سعيد
"هل لديك أمورا هامة الليلة؟ لأن شرح هذا المخطط سيتطلب ساعات كثيرة" هكذا رد توماس نورنبرج المدرب المساعد لمنتخب شباب ألمانيا على سؤال من FilGoal.com حول سر هيمنة منتخبات بلاده على بطولات أوروبا للناشئين والشباب ومدى استعدادهم لنقل هذه السيطرة إلى مستوى الكبار.
ولكن قبل التطرق إلى المخطط الألماني، ربما ترغبون في معرفة نتائجه أولا.
توج منتخب ألمانيا تحت 17 عاما بطلا لأوروبا في مايو 2009 بعد الفوز على هولندا – أحد القوى العالمية التقليدية في هذه المرحلة السنية – بهدفين مقابل هدف في النهائي.
وفي يونيو من العام نفسه، حصل منتخب ألمانيا تحت 21 عاما على بطولة أوروبا أيضا بعدما فاز برباعية نظيفة على منتخب إنجلترا، المدجج بلاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز أمثال ثيو والكوت، ولي كاترمول، وآدم جونسون وآخرين.
أما في يوليو 2008، انتزعت ألمانيا كأس أوروبا تحت 19 عاما بعد الفوز على إيطاليا 3-1 في النهائي، وهو الفريق الذي انضم بعض من عناصره لقائمة ألمانيا للشباب التي احتلت قمة مجموعتها في كأس العالم المقام في مصر حاليا.
ويؤكد نورنبرج أن النتائج الأخيرة لمنتخبات ألمانيا للشباب والناشئين لم تأت عن طريق الصدفة بل هي نتائج برنامج دقيق.
ويضيف بابتسامة عريضة "نعمل على هذا البرنامج منذ عشر سنوات، وبدأنا منذ العام الماضي في حصد نتائجه".

سوكوتا-باسو
تنمية المواهب
ويحتوي البرنامج الذي وضعه الاتحاد الألماني لكرة القدم للنهوض بالمنتخبات الوطنية على عشرات من التفاصيل الدقيقة التي لم يكن في وسع نورنبرج شرحها كاملة، ولكنه لخص الأمر في خطوتين هما العثور على المواهب صغيرة السن، والعمل على تطويرها لبناء لاعب محترف يتمتع بعقلية الفوز.
وأوضح "أنشأنا عشرات المراكز التي تتركز وظيفتها اكتشاف المواهب وتنميتها. تتواجد هذه المراكز في جميع أنحاء البلاد بدءا من المدن الشهيرة وحتى المدن الصغيرة .. واتخذت بعضها من أكاديميات الأندية الكبيرة مقرا لها".
وتتولى هذه الأكاديميات الإشراف على برامج يخضع لها اللاعبون الواعدون وتتضمن فقرات تدريبية متخصصة ومختلفة عن التدريبات التي يحصلون عليها في أنديتهم الأصلية.
ويواصل من يثبت مهاراته وقدراته على استيعاب هذه التدريبات مشواره ضمن المراحل السنية المختلفة للمنتخبات الألمانية، حتى بات أغلبهم يشكلون العمود الفقري لمنتخب ألمانيا للشباب، وقريبا المنتخب الأول وعدد غير قليل من أندية الدوري الألماني الممتاز.
ولم تعمل هذه الأكاديميات على إمداد المنتخبات الألمانية بالمواهب الصغيرة فحسب، بل كان لها دورا في فتح الباب أمام أبناء المهاجرين للانخراط في صفوف الفرق الوطنية، وهو أمر جديد على الكرة الألمانية.
سوكوتا-باسو
وربما يكون ريتشارد سوكوتا-باسو أحد أفضل النماذج الدالة على نجاح المخطط الألماني. فاللاعب ذو الاسم الإفريقي الواضح والبشرة السمراء النادر تواجدها بين لاعبي المنتخب الألماني يعد أحد أهم النجوم الصاعدين في صفوف الماكينات حاليا.

نعمل على هذا البرنامج منذ عشر سنوات، وبدأنا منذ العام الماضي في حصد نتائجه

توماس نورنبرج
وينحدر اللاعب المولود في عام 1990 من أصول كونجولية، وتدرج في المراحل السنية المختلفة من خلال مركز باير ليفركوزن للتفوق الرياضي، حتى بات عضوا في فريق ألمانيا تحت 17 عاما الذي لعب في كأس العالم في 2007 ثم تألق في كأس أوروبا تحت 19 عاما العام الماضي.
ويلعب سوكوتا-باسو حاليا مع المنتخب الألماني الذي ينافس في كأس العالم للشباب في مصر، وسجل لفريقه هدفين في ثلاث مباريات في الدور الأول من المسابقة.
اللاعب الذي ينتظر بفارغ الصبر فرصة المشاركة مع الفريق الأول لباير ليفركوزن، لا يشعر بفارق بينه وبين زملائه أصحاب العيون الملونة والشعر الأشقر.
ويوضح "تعرضت من قبل لبعض المضايقات (بسبب لون البشرة) ولكنني أنساها سريعا. أنا ألماني وأردد السلام الوطني في كل مباراة لأنني ولدت في ألمانيا ولم ألعب كرة القدم سوى فيها".
وتعقد ألمانيا على سوكوتا-باسو وزملائه من الجيل الصاعد أمالا كبيرة في استعادة عرش الكرة العالمية، التي لم تعتليه منذ 19 عاما.
ويعود آخر تتويج لألمانيا بكأس العالم إلى عام 1990 في إيطاليا، فيما فازت بآخر لقب أوروبي على مستوى الكبار إلى عام 1996.
ومنذ النصف الثاني من التسعينات فشلت الأجيال الألمانية المتعاقبة في الفوز بأي لقب كبير، وكان الإنجاز الأفضل هو الحصول على المركز الثاني في كأس العالم 2002 ثم المركز الثالث في كأس العالم 2006.
وعلى الرغم من الخبرات التي اكتسبها لاعبو ألمانيا الناشئين والشباب عبر الأشهر الماضية، والتطلعات والآمال التي يبنيها عليهم المسؤولون عن الكرة الألمانية، فإن نورنبرج يحذر من الإفراط في التفاؤل.
ويقول: "رغم كل شئ لا نستطيع أن نضمن الفوز بكأس العالم للشباب في مصر، لايزال الوقت مبكرا"