بسم الله الرحمن الرحيم
الناس كلها تعمل كدة !
العادة و الإبداع
كثيرا ما تتضمن أحاديثنا جملة مثل ( الناس كلها بتعمل كدة ) !
وهي جملة تثبت العادة وتنفي الإبداع .
بل ولعلي أقول أنها أقرب ما تكون إلى صفات العبودية
وأبعد ما تكون من صفات الحرية
مع ذلك فهي جملة نكررها ولمرات عدة في نهارنا وليلنا
وبذلك نحن نتصرف وكأننا عبيد للعادة و التقليد
أو أننا وبهذه الجملة
نثبت بعدنا عن الحرية وبعدنا عن الإبداع .
وقد قيل عن التقليد :
أننا لا نستطيع أن نجعل من مقلدا مجتهدا
أي أننا لا نستطيع الإبداع طالما نحن مقلدون .
وجملة ( الناس كلها تعمل كدة )
فيها تغييب للعقل ونفي للتفكير وسلب لحرية الإختيار , وهي صفات أقل ما يقال
عنها أنها صفات سلبية
مع أن المطلوب منّا أن نكون إيجابيين في قولنا وفعلنا !
كذلك في هذه الجملة مبالغة وتبرير
فالمبالغة في قولنا كل الناس ؟؟ فهل نحن قمنا بمسح لتصرفات الناس ؟
وبذلك حكمنا بأن كلهم يفعل ذلك !؟
و التبرير هو في القول نفسه
لأنه يصعب بطبيعة الحال نفي أو تأكيد المقولة وقت الحوار
الأمر الذي يتكئ عليه المتحدث لتبرير فعله
والذي هو في الغالب فعل غير مبرر أو غير مقبول , لذلك فهذه المقولة هي شماعة
نعلق عليها أخطائنا .
الدعوة هنا هي دعوة لإستعادة حريتنا و الانفكاك من العبودية , والتحول نحو الإبداع .
أخيرا :
قال تعالى
( وإذا قيل لهم : اتبعوا ما أنزل الله , قالوا : بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا )
سورة البقرة آية 170
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)