الحلقه الثالثه والعشرين
نظرت ندى الى الفتاة التي تقف امامها في تفحص ,وقالت.
ندى: لا انا في صيدلة مش في طب.
قالت الفتاة وهي تجر حقيبة سفر وتدخل احدى الغرف.
مروة: احسن يا بنتي, انتي الي كسبانة على فكرة,انا زي مانتي شايفة اهه طالع عيني فيه, ...تعالي هي دي اوضتنا, ....اهو انا مكنتش كده انا كنت مليانة زمان قبل ما اجي هنا, بس فيه ناس الغربة بتيجي معاهم بتخن,و ناس بتبهدلها زي مانتي شايفة كده.
تبعت ندى الفتاة للغرفة وهي تقول.
ندى: انا بقى لو خسيت اكتر من كده هختفي.
مروة: اه, هههههه, لا متخافيش فيه بنات بتتخن من السفر عشان الاكل في الغالب من برة.
ندى: اه, بس فيه تلاجة هنا مش كده؟.
مروة: ايوة طبعا بس بعد كده هنرجع من الكلية مطحونين, مفيش دماغ نطلع حاجة نقليها حتى, فبنستسهل ونطلب دليفري.
ندى: مممم,....امال اية والاء فين؟.
مروة: اهي الاء دي قمة الروقان, بتموت في التأخير , انا كنت قاعدة معاها في الاوضة السنة الي فاتت, بس هي هتعد مع اختها السنة دي, والله هنجرب , لو بقيتي انتي واختها اصحاب وحبيتو تعدو مع بعض نبقى نبدل, عادي ,انا وهي واخدين على بعض.
ندى: ممم.
ابتسمت مروة وهي تنظر اليها بشفقة.
مروة: انتي شكلك لسه مخضوضة, احنا كلنا كنا كده في الاول, متخافيش يا بنتي, هتاخدي على الجو بسرعة, هيبقى ليكي اصحاب , وهتلاقي ناس كتير زيك, الجامعة هنا لذيذة مش رخمة.
ندى: يارب .
مروة: قومي قومي,كلمي اهلك وطمنيهم انك وصلتي بالسلامة.
ندى: اه صحيح.
نذكرت شادي,فخرجت في سرعة ودخلت دورة المياة بالهاتف.
ندى: الو , ايوة يا حبيبي.
شادي: انا مش قايلك يا ندى اول ما توصلي تكلميني, طب على الاقل ردي عليا لما اتصل ,ليه تحرجيني وتخليني اكلم مامتك واسأل وصلتي ولا لأ.
ندى: والله يا حبيبي كنت ملبوخة اخر لبخة, انا لقيت مروة دي مستنياني في المحطة واخدتني وجابتني, والله لسه باخد نفسي دلوقتي .
شادي: خلاص يا حبيبتي, المهم انك وصلتي بالسلامة, شفتي يارا ولا لسه؟.
ندى: لا ,انا مش قلتلك انها هتيجي من تاني اسبوع مش من اول اسبوع.
شادي: اه صحيح نسيت,معلش,..المهم انتي مرتاحة يا ندى؟.
ندى: والله انا لسه واصلة مش عارفة حاجة لسه.
شادي: لا يا حبي متعصبيش نفسك, خليكي عادي ,هتفرق ايه عن هنا يعني, واتصاحبي على البنات عادي, وخدي بالك بس من نفسك, بطلي قلق.
تسمعت قليلا الى الضوضاء الصادرة من غرفة الجلوس, فقالت.
ندى: شكل اية والاء دول وصلو, انا هروح اشوفهم وابقى اكلمك باليل يا حبيبي.
شادي: ماشي يا حبيبتي, خدي بالك من نفسك.
ندى: وانت كمان يا شادي , بحبك.
شادي: وانا كمان بحبك اوي.
ندى: باي.
شادي: باي.
وخرجت في سرعة, فقالت مروة.
مروة: اهم يا ستي وصلو, كنتي بتسألي عليهم, دي الاء ودي اية.
سلمت عليهما ندى في حذر ,فقالت الاء لاختها.
الاء: يلا يا ستي, اهي ندى معاكي في الكلية , يعني هتروحو سوا وتيجو سوا ان شاء الله, عشان انتي كنتي قلقانة وخايفة.
ندى: اذا كان ع القلق متخافيش يا اية ,انا خايفة اكتر منك على فكرة, احنا هنروح نخبط بكرة سوا.
اية: لا ماهي الاء هتودينا بكرة وتعرفنا على اصحابها هناك, متخافيش ولا حاجة.
الاء: ايوة مانتي جاية باشا ومعتمدة عليا, مش انا الي جيت لوحدي معرفش صرصار هنا لغاية ما اتعرفت على المصري, الي لففني على الجامعة كلها.
ندى: مين المصري دا؟.
مروة: علي المصري دا حتة سكر, اسكندراني زيي, بس اصغر مني بسنة ,في طب اسنان بس ايه هيظبطكو متخافوش, احنا هنسلمكو ليه وهو هيتصرف.
اية: مش علي دا الي جالنا لما كنا في رحلة اسكندرية السنة الي فاتت؟.
مروة: ايوة مانتو كنتو في رحلة وانا هنا متثبتة مبنزلش, دراسة متواصلة مفيش اجازات ولا كأني في الجيش.
الاء: ايوة هو,الي كان بيغلس عليكي.
ثم التفتت الى ندى.
الاء: اهم حاجة جبتي سن بلوك ولا لأ, الشمس هنا الصبح فظيعة.
شعرت ندى بالغربة بين الفتيات على الرغم من ترحابهم الحار بها, ولكنها شعرت بالفراغ والحزن, وانتظرت بالكاد حتى جاء وقت النوم, لتحادث اختيها وشادي, وتبكي قليلا قبل ان تنام.
*******************
هالة: قالك ايه؟.
هايدي: مش لما اعد طيب, ايه قلة الذوق دي؟, هاتيلي مية.
هالة: نسمة قومي هاتيلها مية.
هالة: يعني هي طلبت منك انتي, ايه الغلاسة دي.
هالة: قومي بجد يا نسمة.
نسمة: حاضر.
هالة: هه؟, قالك ايه؟.
هايدي: قلتله دا انا معرفش عنها حاجة من زمان, قافلة موبايلها وكده, سألت ندى , قالتلي مش عايزة تفتكر حاجة من ناحية عمرو, كويس كده؟.
هالة: لا, قلتيله ان انا مرتبطة؟.
هايدي: معرفتش اقله ازاي, قلتله باين انا اسمع انها مع واحد دلوقتي.
هالة: احسن كده, وقالك ايه؟.
هايدي: قعد يزعق الاول وقال ازاي, وهو مين وعرفته منين, قلتله ايه ايه انت بتكلمني انا كده ليه؟, قام هدي شوية , وبعدين قال على العموم ربنا يوفقها ويارب تكون مرتاحة بس, وبعدين سألني هي بتحبه , كنت هضحك , عايزة اقله هو مفيش حد اصلا......
قاطعتها هالة باقتضاب.
هالة: ومين قال ان مفيش.
هايدي: بتهذري؟, ومقلتليش يا كلبة؟, مين؟.
هالة: هو مش حاجة يعني, عارفة اسلام؟.
هايدي: اسلام منصور, بتاع الجيم ؟.
هالة: اه.
هايدي: اه ايه يخرب عقلك, انتي هتلعبي بالواد يا هالة, عايزة تنسي عمرو باسلام؟.
هالة: انا مش بلعب بيه ولا حاجة, احنا بس بنتكلم على التليفون.
هايدي: بتتكلمو وانتي متأكدة انه بيموت فيكي , يبقى مبتلعبيش بيه ازاي يعني, انتي لسه بتحبي عمرو وانتي عارفة, انتي هتفضلي مربوطة بيه لحد امتى؟.
قالت هالة بحدة متوترة, دون ان تفكر.
هالة: انا برضة الي مربوطة بعمرو؟, شوفي بقى نفسك وربطتك بالسلاموني بتاعك, بيروح يروح ولما بيشاورلك بترجعيله, يعني هو خطب دلوقتي واول ما كلمك في التليفون نزلتي قابلتيه, وسبتي سامح وسبتي الدنيا عشانه, بتعيبي عليا انا في ايه اني عايزة اشوف حياتي , انا مش عايزة يعاملني زي ما حمادة بيعاملك.
اتسعت عينا هايدي في صدمة.
هايدي: قصدك ايه يا هالة؟, قصدك ان حمادة بيلعب بيا؟.
هالة: ماهو الي ميشوفش دا يبقى اعمى يا هايدي.
هايدي: انتي عارفة ومتأكدة ان حمادة لولا باباه كان زمانه خاطبني انا.
هالة: دا بقى الي هو بيقولهولك وانتي لسه بتصدقيه, وانا مكنتش بحب اجرحك, بس انتي لازم تشوفيه على حقيقته بقى, مش معقول كل الناس شايفة وانتي لا.
دخلت نسمة في هذه اللحظة بالمياة والفاكهة.
نسمة: اتفضلي يا ستي, مية وموز كمان, مش حارمينك من حاجة.
فلاحظت الوضع المتوتر بينهما ,فقالت هايدي لهالة بغضب.
هايدي: انتي عشان سبتي عمرو, عايزة كل الناس تفركش زيك ولا ايه؟.
هالة: هو انا عشان خايفة عليكي, ابقى عايزاكي تفركشي؟.
هايدي: انتي عارفة انا بحب حمادة اد ايه.
هالة: بس هو مبيحبكيش, وواخد باباه حجة, بقى بالله عليكي واحد كانت كل مشكلته انا ظروفي متسمحليش اخطبك معلش سامحيني ويسيبك, وبعدها بشهرين يكون خاطب, دا كلام يرضي مين يارب, وبعد كده يجي يقلك انا بحبك بس بابا خطبلي غصب عني, هو فيه راجل بيخطب غصب عنه دا البنات مبيعملوهاش, وبعدين خاطب واحدة بنت عيلة غنية, وجايبلها شيء وشويات , يبقى مشكلته ظروفه منين, واشتغل عند باباها, دا واحد وصولي مايتلككش في باباه بقى.
احمر وجه هايدي غضبا من الكلام.
هايدي: خدي بالك انتي بتغلطي فيا وفيه, وانا مش هستحمل حاجة زي كده, فانا همشي بدل ما ارد عليكي.
فتدخلت نسمة بسرعة.
نسمة: لا تمشي تروحي فين, عيب يا هايدي,انتي لسه جاية, اعدي استني.
وحاولت ايقاف هايدي عن جمع اشيائها.
هايدي: معلش يا نسمة, اصل هالة مبقاش يهمها مشاعر الناس خلاص.
نسمة: يا بنتي سيبك منها دا بيتك.
هايدي: منا عارفة انه بيتي ,ابقى اجي وقت تاني.
اشارت نسمة لهالة في الخفاء ان تقول شيئا فلم تفعل,فعادت تقول لهايدي.
نسمة: طب استني معانا داحنا كنا لسه هنكلم ندى , نشوف عاملة ايه هناك في الغربة.
هايدي: هبقى اتصل بيها انا لما اروح, باي باي.
وانصرفت رغم الحاح نسمة,فعادت نسمة لهالة بعد توصيلها هايدي لباب البيت.
نسمة: ينفع كده ياهالة؟, عيب صاحبتك تخرج من بيتك بالشكل دا.
هالة: سبيها دي غبية مش عايزة تفهم, الواد بيستقفاها عيني عينك, كل ما يجيله مزاجه يتفسح او يسافر ياخدها وبعد كده يرميها, ولا بيحبها ولا بيتنيل من يومه, وكل الناس شايفة دا وعرفاه وهي بس الي مش شايفة , الواحد كان فاكرها صغيرة وهبلة, بس عيب يعني دي كبرت , المفروض تفهم, ايه؟, لما يتجوز برضه هيفضل يكلمها كده, مش بعيد تتجوزه عرفي بالشكل دا بعدين.
نسمة: برضه مكنتيش تسيبها تمشي من بيتك غضبانة, دي مش اصول.
هالة: سيبك انتي من الاصول والكلام الفارغ دا, هاتي التليفون يا بنتي نكلم ندى لحسن واحشاني, بدل الفقعة الي فقعتهالي هايدي دي, اما بنت غبية صحيح