4– ( المؤمن ) هو مَن يجير المظلوم :
أيها الإخوة الكرام ، المؤمن هو الذي يجير المظلوم من الظالم ، وتروَى في هذا قصة رمزية : أن ملِكًا في القديم توعد شيخ النجارين بوعيد لا يحتمل ، طلب منه مئة كيس نشارة خلال ساعات ، يعمل سنتين لا يخرج معه كيس نشارة ، وشيخ النجارين مثل نقيب الآن ، أيقن هذا الشيخ أنه مقتول لا محالة ، فودع أولاده ، ودع زوجته ، كتب وصيته ، أنهى كل شيء ، بعد الفجر جاء أتباع الملك ليأخذوه إن لم يؤدِ هذا العدد ، فقيل له : مات الملك تعال فاصنع لنا تابوتاً .
أحياناً يجير الله المظلوم من الظالم ، هذا معنى اسم ( مؤمن ) ، الدليل :
﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾
( سورة المؤمنون الآية : 88 )
من الذي يجير ؟ هذا الذي هدم 70 ألف بيت في غزة ، هذه السنة الثالثة ما مات ، والله يمد بعمره ، الله عز وجل إذا أخذَ كان أخذُه عزيز مقتدر ، وإذا أخذ الظالم لم يفلته .
﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾
( سورة هود )
الخاتمة :
أيها الإخوة الكرام ، اسم ( المؤمن ) اسم دقيق جداً ، لكنه يتصل أشد الاتصال بالحياة الدنيا ، هو ( المؤمن ) الذي يؤمنك ، علاقتك معي يا عبدي :
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾
لو أنه أسلمك إلى غيره كيف يأمرك أن تعبده ؟ مستحيل ! قال لك :
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾
حياتك بيده ، والرزق بيده ، والأقوياء بيده ، والضعفاء بيده ، ومن فوقك بيده ، ومن تحتك بيده ، وزوجتك بيده ، وأولادك بيده ، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقَد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء .
نحن في أمسّ الحاجة إلى هذا الاسم ، الناصر الذي يجيرنا من الظالم ، نحن في أمسَ الحاجة إلى أن نطمئن إلى وعد الله ، الله عز وجل أنشأ لنا حقاً عليه إن عبدناه كانت المكافأة ألاّ يعذبنا .
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
( سورة الأنفال )
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ