قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    24 - 11 - 2007
    ساكن في
    Damanhûr, Al Buhayrah, Egypt, Egypt
    العمر
    38
    المشاركات
    458
    Egypt

    افتراضي كتاب المذيع اللامع احمد منصور (الفلوجة الاسم الاخر للموت)

    نشرت جريدة المصرى اليوم من فترة على اربع حلقات كتاب المذيع اللامع بقناة الجزيرة القطرية بعنوان الفلوجة الاسم الاخر للموت و يسرد فيه ما حدث فى الفلوجة للجيش الامريكى و اعيد نشرها هنا على المنتدى اتمنى ان تحوز على اعجابكم
    أحمد منصور يروي في كتاب جديد شهادته عن المدينة العراقية التي أصبحت عقدة بوش ورجاله.
    سيظل اسم «الفلوجة» عالقاً لفترة طويلة في أذهان إدارة الرئيس الأمريكي بوش ورجاله من المارينز، الذين كانوا يحلمون بانصياع أبناء العراق الكامل لهم عندما ذهبوا إليهم منذ أربع سنوات في «رحلتهم الشهيرة لنشر الحرية في بلاد الرافدين»، لكن سرعان ما تبدد حلمهم، واستحال كابوساً عندما غامروا بالتعامل مع مدينة يشهد التاريخ علي بأس ومقاومة أهلها للمحتل.
    صارت الفلوجة عقدة حقيقية لأكبر وأقوي جيش في العالم.. وأضيفت معركة الفلوجة التي دارت رحاها في أبريل عام ٢٠٠٤ إلي غيرها من المعارك التاريخية التي تؤكد الرفض المطلق لكل ما يندرج في خانة الغزو. ولأن جانباً من سطور التاريخ تكتبه روايات شهود العيان فإن صدور كتاب أحمد منصور «معركة الفلوجة..
    هزيمة أمريكا في العراق» يصبح أمراً لافتاً يتعين الوقوف عنده، فالمؤلف «كان هناك» يقود فريق قناة «الجزيرة» لتغطية الحدث وشاهد بعينيه ما يستحق أن يحكي. وتنفرد «المصري اليوم» بنشر عرضاً لبعض ما رآه منصور وضمه في كتابه قبل طرحه في الأسواق وذلك للذكري التي قد تنفع من أراد أن يتذكر أو أراد دليلاً علي أن فصول المقاومة العربية المشروعة لم تنته بعد.
    سلام عليك يا فلوجة التاريخ يكرر نفسه
    كان أحمد منصور محقاً، عندما بدأ مقدمة كتابه بسرد بعض من ردود الأفعال التي نتجت عن مقاومة أهالي الفلوجة للقوات الأمريكية بعد اندلاع المعارك الشرسة فيها بين الطرفين. ففي ١١ أبريل عام ٢٠٠٤خاطب الرئيس الأمريكي جورج بوش، الابن، بعض عائلات القتلي الأمريكيين في العراق في قاعدة «فورت هود» في تكساس وقال لهم: «لقد واجهت قواتنا أسبوعاً..
    وأنا أصلي كل يوم من أجل أن تتراجع الخسائر».. وقال في اليوم نفسه، في خطابه الإذاعي الأسبوعي، مخاطباً أبناء أمته بحزن: «هذا الأسبوع في العراق واجهت قوات التحالف تحدياً ونقلت القتال إلي ساحة العدو» وأضاف: «وإن إرادتنا الدفاعية سوف تستمر خلال الأسابيع المقبلة».
    توقف المؤلف عند توصيف بوش الأخير لوضع قواته يقول: «أصبح الأمريكيون في إطار الإرادة الدفاعية وليس الهجومية، أي إرادة المنهزم» وهو ما أكده تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية أشارت فيه إلي أن معركة الفلوجة أفقدت الأمريكيين منزلة المقاتلين، الذين لا يقهرون، حيث عجز أقوي جيش في العالم عن تحقيق انتصار علي مقاتلين يقاومون بأسلحة خفيفة، مثل الفلوجة. الثابت إذن مما سبق أن القوات الأمريكية قد خسرت معركة الفلوجة التي سنعود لها تفصيلاً. والثابت أيضاً أن هذه المدينة يشهد لها التاريخ بعبقريتها في مقامة من يدخلهاً غازياً. فعلت ذلك من قبل مع البريطانيين أيام إمبراطوريتهم عندما احتلوا العراق عام ١٩٢٠، وكان طبيعياً أن يمتدح شاعر العراق معروف الرصافي،
    كما ينقل لنا منصور، مقاومة أهل الفلوجة للاحتلال البريطاني: «أيها الإنجليز.. لن نتناسي.. بغيكم في مساكن الفلوجة (...) فثناء للرافدين وشكراً... وسلام عليك يا فلوجة». الشاهد أن التاريخ يكرر نفسه، فقد مثلت الفلوجة منذ بداية الاحتلال الأمريكي للعراق في أبريل ٢٠٠٣ مدينة «عصية علي القوات الأمريكية» وكانت مسرحاً لمعارك ومواجهات كثيرة بين المقاوم والمحتل. ويشير المؤلف الي أكبر عملية وقعت بها ولفتت أنظار القوات الأمريكية، ففي ٢٧ مايو ٢٠٠٣،
    أي قبل انتهاء الشهر الذي أعلن فيه بوش نهاية العمليات العسكرية في العراق، نشبت معركة استمرت عدة ساعات من المقاومة بقيادة الشهيد نور الدين الزوبعي، وسرية من القوات الأمريكية علي نهاية الجسر العلوي، الذي يربط الفلوجة بالطريق المؤدي إلي مدينة الرمادي فوق نهر الفرات وأدت الي مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود الأمريكيين وتدمير طائرة هليكوبتر بمن فيها.
    ولم تكن المواجهة التي حصلت هذا اليوم إلا «بداية لانطلاقة كبيرة للعمليات العسكرية التي قادتها المقاومة في الفلوجة ضد القوات الأمريكية». وشعر الأمريكيون بأن الفلوجة مركز الخطر الذي يتهددهم في العراق، وبدأت القوات التي كلفت بتأمين الوضع فيها تتعامل مع السكان «بإهانة وغلظة وازدراء»، وكانت «تطلق النار علي كل من تشك به، وتهين شيوخ العشائر وتدنس حرمات البيوت». باختصار، وكما روي لمنصور كثير من أهل الفلوجة، استحل الأمريكيون كل شيء في المدينة وأصبحت تسيطر عليهم روح الانتقام، وكانوا يحطمون الأثاث ولا يعيرون حرمة لامرأة أو طفل أو شيخ مريض. كل ذلك تم قبل أن تقع المعركة الكبري*
    المرتزقة كانوا هناك .. والأشباح أيضاً
    كانت المشكلة الحقيقية التي واجهتها القوات الأمريكية في الفلوجة، هي كراهية أهلها الشديدة لهم.. كراهية اشتعلت صدورهم بها، لسبب بديهي: ليس فقط أن الأمريكيين غزاة ومحتلون، لكنهم قساة ومنزوعو الرحمة أيضاً. فقد أفرط جنود الولايات المتحدة الأمريكية في استخدام القوة، ووقعت عمليات القتل للمدنيين الأبرياء كان أولاها في أبريل ٢٠٠٣، حينما قتل الأمريكيون - حسب تقرير نشرته رويترز وأورده منصور في الكتاب - ستة عشر مدنياً بعد تجمهرهم أمام بيت مواطن يدعي مثني صالح، أصابه الأمريكيون في قدمه فبتر جزء منها. وبعد الحادث لم تعد القوات الأمريكية وحدها.. أصبح ثمة أشباح تقض مضاجعهم وتجعل الموت يلوح في أفقهم..
    أدي الحادث إلي «عدم توقف المقاومة في الفلوجة بكل أشكالها من الكمائن والعبوات الناسفة والهجمات علي نقاط التفتيش». ولم يكن الأمريكيون - يضيف المؤلف - يستطيعون تجنب المرور بالمدينة، فهي تربط بين قواعدهم العسكرية وأماكن رئيسية يستخدمونها مثل قاعدة الحبانية، لذا كانوا عرضة دائماً للهجمات، وبقيت الأمور تتصاعد يوماً بعد يوم حتي وقع الحادث الكبير الذي هز البيت الأبيض والإدارة الأمريكية كلها.
    ويوضح أحمد منصور ماهية هذا الحادث الذي وقع يوم ٣١ مارس ٢٠٠٤ بالتفصيل عبر روايتين: الأولي لمصدر رسمي في الشرطة العراقية وصف بداية ما حدث قائلاً: «قامت مجموعة مسلحة في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي بإيقاف سيارتين لونهما أبيض كانتا تمران وسط الفلوجة وبدأوا بإطلاق النار علي الأشخاص الذين كانوا داخل السيارتين،
    ويعتقد أنهم أجانب مما أدي إلي مقتلهم ثم قام المهاجمون بعد ذلك بإضرام النار في السيارتين ولاذوا بالفرار». أما الرواية الثانية فكانت لبول بريمر الحاكم العام للعراق في ذلك الوقت يقول: تعرضت قافلة صغيرة من سيارات الحراس الأمنيين التابعين لشركة بلاك ووتر إلي كمين في مركز الفلوجة، أمطر المسلحون مركبة أمريكية بوابل من طلقات الكلاشينكوف فاحترقت. أخذ رجال البلدة يرقصون فرحاً وسحبوا الجثث المحروقة من بين الحطام (...) ثم علقت جثتان متفحمتان ومقطعتا الأوصال علي الحاجز المعدني للجسر الرئيسي للبلدة فوق النهر.
    ويحلل أحمد منصور الحادث من وجهة نظره، حيث يري أن مثل هذا الحادث يقع كثيراً في أماكن متفرقة من العراق، لكن الذي لا يحدث عادة أن يتصادف وجود كثير من مصوري وكالات الأنباء والمحطات التليفزيونية لتصوير الحادث فور وقوعه بكل تفصيلاته، والذي لا يحدث عادة كذلك هو أن أهل الفلوجة،
    الذين كان يمارس الأمريكيون عليهم كل أشكال الانتقام طوال عام من الاحتلال، خرج العامة منهم والمراهقون الصغار ليعبروا عما يجيش في صدورهم، فقام بعضهم بالتمثيل بالجثث المحروقة وسحلها في الشوارع ثم تعليق أجزاء منها علي جسر قديم بناه البريطانيون في المدينة، وكل ذلك تم تصويره وبثه في العالم.
    وكان أول انطباع لدي جميع المحللين هو أن شبح الصومال قد خيم علي ما حدث في الفلوجة مما سبب رعباً غير مسبوق لدي الإدارة الأمريكية.
    ففي عام ١٩٩٣ تم سحل طيارين أمريكيين في شوارع مقديشيو علي يد الحشود الغاضبة، مما عجل بالخروج الأمريكي من الصومال. الحادث كشف أيضاً عن فضيحة «جيش المرتزقة في العراق»، الذي يستعين به الجيش الأمريكي للمشاركة في كثير من عملياته العسكرية وحماية وحراسة كبار رجالاته بمن فيهم الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر. ولم يثن شبح الصومال ولا فضيحة المرتزقة الإدارة الأمريكية عن نقد الذات ومراجعة النفس بل مضت تلك الإدارة قدماً في طريق واحد لا ثان له: الانتقام.<
    أمريكا تستعد للثأر.. وللهزيمة
    يروي أحمد منصور في كتابه كيف بدأت أمريكا الاستعداد للثأر من قتلة مرتزقيها ثأراً، تحول فيما بعد ليشمل مدينة الفلوجة كلها. فبدأ الأمريكيون في تكثيف تهديداتهم التي أكدت أن تلك المدينة صارت عقدة لن يحلها إلا الانتقام، يكتب: رغم الانتقادات التي وجهها خطباء الجمعة في مساجد الفلوجة لعمليات التمثيل بالجثث، فإنني أدركت من خلال متابعتي للأحداث وتطورات الموضوع السريعة (...) أن الأمر لن يمر مرور الكرام، وأن هذا الحادث سوف يتخذ ذريعة للانتقام من المدينة وأهلها ولن يكون مجرد حادث عادي، لسبب بسيط أكدته مراراً وهو أن الكاميرات كانت هناك (...) المشكلة لما حدث في ٣١ مارس ٢٠٠٤، أن كل المحطات التليفزيونية،
    لاسيما التي داخل أمريكا، قد بثت الصور، واضطرت شركة بلاك ووتر إلي أن تعترف وتنشر أسماء وصور المرتزقة، الذين اتضح أنهم جميعاً جنود سابقون في القوات الخاصة الأمريكية أو المارينز والمناوئون لسياسة بوش، يضيف منصور، لاسيما من الديمقراطيين لم يتركوا الحادث يمر دون أن يقوموا بممارسة الضغوط السياسية عليه، أصبح بوش تحت قصف الديمقراطيين وانتقاداتهم، وأصبحت الفلوجة رمزاً للمقاومة والصمود يجب كسرها، لذا «انطلقت التهديدات الأمريكية الرسمية بالانتقام مباشرة بعد الحادث». وكان تهديد بريمر الحاكم الأمريكي في الأول من أبريل واضحاً: «هذا الحادث لن يمر دون عقاب...
    لن يمر موتهم- المرتزقة - دون عقاب». وتعهد الجنرال مارك كيميت نائب القوات الأمريكية في العراق في ٢ أبريل بالرد الساحق وقال إن الانتقام «سيكون في الوقت والمكان الذي نختاره». يقول أحمد منصور: «في ظل هذه الأجواء المشحونة بالتهديدات وضرورة الانتقام، بدا أن تأثير هذا الهجوم وصل إلي مرحلة التهديد بإفشال المشروع الأمريكي كله في العراق، وبدأت المطالبة بالانسحاب بعد أقل من عام علي الاحتلال، وبدأ بوش وإدارته يفقدون القدرة علي التحكم في الوضع،
    وبدأت نذر الهزيمة تحيط بهم في الوقت الذي كان فيه الجنرالات وأركان الإدارة يتحدثون عن عملية استقرار ومشروع يقوم من خلاله الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر بتسليم السلطة فيه للعراقيين في ٣٠ يونيو ٢٠٠٤ أي بعد ثلاثة أشهر فقط من الحادث، لهذا قرر بوش الانتقام، ليس من الذين قاموا بقتل المرتزقة أو حتي العامة والأطفال والمراهقين الذين مثلوا بجثثهم وإنما من المدينة كلها، وسكانها الثلاث مئة ألف». وفي يوم السبت ٣ أبريل بدأت القوات الأمريكية بتنفيذ خطة الهجوم علي الفلوجة..
    الرد الساحق.. وأصدرت بياناً به صور بعض الذين شوهدوا علي شاشات التليفزيون وهم يقومون بسحل جثث بعض المرتزقة في الشوارع، وكان معظمهم من المراهقين والأطفال والعامة، وطالبوا بتسليمهم للقوات الأمريكية. ثم قامت تلك القوات في حصار الحي العسكري في المدينة وحدثت مناوشات عسكرية بينها وبين بعض رجال المقاومة انتهت بفك الحصار علي الحي بعد ليلة واحدة، ثم بدأت القوات الأمريكية في الاحتشاد ثانية ولم يكن أحد يتخيل الجوانب، «أن يصبح الناس في الخامس من أبريل فيجدوا المدينة مطوقة من كل الجوانب بقوات أمريكية يصل عددها إلي أحد عشر ألف جندي،
    لكن هذا ما حدث، لقد بدا أن أهل الفلوجة سحلوا بوش وإدارته في شوارعها وليس بعض المرتزقة الأمريكيين، لذا فإن بوش قرر الانتقام من المدينة وكل أهلها بنسائهم وأطفالهم وعجائزهم، مهما كان الثمن». وتبقي المشكلة التي لم يكن يدركها بوش أن ثأره سينقلب إلي هزيمة.<
    ولا تاسفن على زمنا علت فيه الكلاب..
    .. لطلما رقصت على جثث الاسود كلاب...
    فلا تحسبن برقصها تعلو اسيادها .....
    .....ستظل الاسود اسود والكلاب كلاب

    البحث على جميع مواضيع العضو احمد التيتى

  2. افتراضي رد: كتاب المذيع اللامع احمد منصور (الفلوجة الاسم الاخر للموت)

    مشكور احمد للمعلومات الجديده بالنسبه ليا جزاك الله كل خير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    24 - 11 - 2007
    ساكن في
    Damanhûr, Al Buhayrah, Egypt, Egypt
    العمر
    38
    المشاركات
    458
    Egypt

    افتراضي رد: كتاب المذيع اللامع احمد منصور (الفلوجة الاسم الاخر للموت)

    مشكورة مانون على مرورك و اهتمامك بالموضوع
    ولا تاسفن على زمنا علت فيه الكلاب..
    .. لطلما رقصت على جثث الاسود كلاب...
    فلا تحسبن برقصها تعلو اسيادها .....
    .....ستظل الاسود اسود والكلاب كلاب

    البحث على جميع مواضيع العضو احمد التيتى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي رد: كتاب المذيع اللامع احمد منصور (الفلوجة الاسم الاخر للموت)

    مشكور جدا احمد فعلا موضوع رائع يستحق القراءة لثراء المعلومات فيه
    ويلقي الضوء على الكثير من النقاط الغائبة عننا
    بارك الله فيك وعلى فكرة انا بحب كتير اسلوب وطريقة احمد منصور

    وكمان عبد الباري عطوان --فعلا بحب اقرألهم لانهم ابدا لا يزيفون الحقائق


    وتبقي المشكلة التي لم يكن يدركها بوش أن ثأره سينقلب إلي هزيمة.<

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    24 - 11 - 2007
    ساكن في
    Damanhûr, Al Buhayrah, Egypt, Egypt
    العمر
    38
    المشاركات
    458
    Egypt

    افتراضي رد: كتاب المذيع اللامع احمد منصور (الفلوجة الاسم الاخر للموت)

    مشكورة طيف على مرورك الذى اسعدنى كثيرا و انشر الان الجزء الثانى من الكتاب
    ولا تاسفن على زمنا علت فيه الكلاب..
    .. لطلما رقصت على جثث الاسود كلاب...
    فلا تحسبن برقصها تعلو اسيادها .....
    .....ستظل الاسود اسود والكلاب كلاب

    البحث على جميع مواضيع العضو احمد التيتى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    24 - 11 - 2007
    ساكن في
    Damanhûr, Al Buhayrah, Egypt, Egypt
    العمر
    38
    المشاركات
    458
    Egypt

    افتراضي رد: كتاب المذيع اللامع احمد منصور (الفلوجة الاسم الاخر للموت)

    الفلوجة لمن لا يعرف اسم المدينة التي أشعلت المقاومة في كل أنحاء العراق عندما ضربت مثلاً في كيفية الوقوف في وجه المارينز والمرتزقة الأمريكيين، الذين دخلوا العراق منذ أربع سنوات بحجة تطهيره من «الاستبداد والظلم»، فمكثوا فيه ونشروا تعاليمهم «الإنسانية» الخاصة علي طريقتهم الخاصة جداً والتي شهدت الفلوجة أنها كانت قاسية إلي درجة التوحش. هنا نواصل عرض كتاب أحمد منصور الذي قدم فيه شهادته عن معركة الفلوجة. نتعرف علي طريقة دخوله إلي المدينة رغم الحصار الذي فرضته القوات الأمريكية عليها بعد مقتل و سحل مرتزقيها الأربعة، وننقل صوره التي كتبها عن الأهوال التي تعرض لها أهل الفلوجة من جراء الانتقام الأمريكي من المدينة العقدة التي تجرأت وتمردت علي «المخلص».
    كل الطرق تؤدي إلي الفلوجة
    لم يكن يوم الخامس من أبريل ٢٠٠٤ يوماً يسيراً بحال من الأحوال علي أحمد منصور الذي كان يؤدي مهمته الصحفية في تغطية الوضع المتأزم في الفلوجة.. كانت القوات الأمريكية مرتبكة مثلها مثل بوش وإدارته.. كان شبح الحرب الأمريكية الشرسة يطوف في شوارع الفلوجة مستعداً للانتقام من أهل المدينة بعد قتل وسحل المرتزقة الذين كانوا جنوداً سابقين في الجيش الأمريكي. ورغم إعلان كتائب الشيخ أحمد ياسين وهي فصيل من فصائل «المقاومة الإسلامية الوطنية - كتائب ثورة العشرين» تبنيها للعملية في بيان وزعته بعنوان «الفلوجة مقبرة الأمريكيين» قالت فيه إن العملية «هدية شعب الفلوجة إلي شعب فلسطين،
    وإلي عائلة الشيخ احمد ياسين شيخ المجاهدين الذي تم اغتياله من قبل المجرمين الصهاينة عديمي الإنسانية والأخلاق، رغم إعلان تلك الكتائب مسؤوليتها عن الحادث فإن القوات الأمريكية قد بيتت النية للنيل من أهل الفلوجة دون تفرقة فكان الهدف الحقيقي كما قال ناطقهم العسكري هو دخول المدينة والإقامة فيها بحجة تمييز العدو عن السكان. وهذا تحديداً ما جعل يوم الخامس من أبريل يوماً عسيراً فيه دلائل واضحة علي سعي الأمريكيين الحثيث لإحكام قبضتهم علي الفلوجة، وحصارها حصاراً شديداً.
    ففي هذا اليوم حاول منصور ومرافقوه دخول المدينة لكن كانت القوات الأمريكية تطوق مداخلها. يقول : «ما إن اقتربنا من مفرق الفلوجة علي طريق المرور السريع حتي وجدنا عشرات الشاحنات والسيارات المدنية تصطف علي جانبي الطريق، لكننا لم نتوقف وواصلنا السير حتي وصلنا قرب مفرق الفلوجة، فوجدنا السيارات متوقفة علي بعد ما يزيد علي ثلاث مئة متر من حواجز أسمنتية تسد الطريق،
    وتقف عليها قوات أمريكية». تقدم منصور من الجنود وطلب منهم دخول المدينة لممارسة عمله كصحفي «كانت مسافة الثلاث مئة متر التي قطعتها متجهاً صوب الجنود الأمريكيين الذين كانوا يشهرون أسلحتهم تجاهنا وفي حالة تحفز واستعداد مسافة طويلة للغاية ، وبدت كأنها ثلاث مئة كيلو متر، وليس ثلاث مئة متر (...) لم يكن أحد يجرؤ علي التقدم، و كنت أراعي وانا اقترب شيئاً فشيئاً من الجنود الأمريكيين أن أسير ويداي بجواري، وأن تكون مشيتي طبيعية لا تبعث علي أدني ريبة». طلب الصحفي الدخول للمدينة ورفض طلبه.
    وبعد محاولات متكررة فاشلة استطاع منصور أخيراً أن يدخل الفلوجة عبر طريق ترابي بين الوديان القاحلة جد خطير، كان المهربون يستخدمونه من قبل، ولم يغلقه الأمريكيون ربما لجهلهم به، بعد تعرفه إلي رجل كان قادماً منه وأصبح دليلهم فيه: «كانت كل دقيقة تمر علينا كأنها الدهر، وكنا نتوقع في اي لحظة ان تقصفنا الطائرات أو الدبابات التي تطوق المدينة ولم نكن نراها، وفي مثل هذه الأوقات يشعر الإنسان أن قلبه معلق بين السماء والأرض».
    تقدم منصور ومرافقوه بسياراتهم وبدأت تقترب الفلوجة منهم، وأنقذهم دليلهم وكان يدعي «المسالمي» من مجموعة مسلحة اعترضت طريقهم: «مازلت اذكر وجه هذا الرجل المسالمي البسيط وملامحه وشواربه وملابسه التي تدل علي أنه أحد هؤلاء الكادحين في الحياة، ولولا أن الله سخره لنا ما استطعنا الدخول إلي الفلوجة». نزل منصور من السيارة غير مصدق أنه في الفلوجة، وعانق الرجل ولم يكن يعرف كيف يشكره.
    الرعب في المدينة
    لم يكن صحيحاً أن عدد الجنود الأمريكيين الذين أحاطوا بالفلوجة ١٣٠٠ جندي كما ذكر بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق في كتابه «عام قضيته في العراق»، فتقديرات بعض الخبراء كما يوضح المؤلف، أشارت إلي ان القوات التي أحاطت بالفلوجة وحاصرتها في المعركة الأولي كانت تزيد علي أحد عشر ألف جندي أمريكي. و كانت روح الانتقام كما قلنا هي التي تقود هؤلاء الجنود. واشتعلت المدينة. سقط عدد من الصواريخ علي أنحاء متفرقة منها، لا سيما حي الجولان مما أدي إلي مقتل ثمانية من المدنيين. قصفت الطائرات الأمريكية منزل أحد المواطنين في حي المعلمين بصاروخ أحدث حفرة كبيرة في مدخل البيت و هشمت أجزاء منه.
    ثم ينقل لنا أحمد منصور حادثاً مأساوياً، كان في طريقه إلي مستشفي الدكتور طالب الجنابي، وكانت تقع في الحي العسكري علي المدخل الشرقي للمدينة من جهة بغداد، وكان المستشفي الوحيد الذي يمكن ان يستقبل الجرحي في المدينة » كان المستشفي يري من علي الطريق العام لكنه كان علي بعد حوالي مئة متر إلي الداخل من الطريق العام. وجدنا أمام المستشفي سيارة «بيك آب» تعرضت للقصف، ومازالت سحب الدخان تتصاعد منها، لكن الدخان كان مختلفاً برائحة كأنها رائحة لحم آدمي يحترق». وكان اللحم بالفعل آدمي.. كان ثمة جسد يحترق داخل السيارة. التقي منصور الدكتور الجنابي وسأله عن تلك السيارة فقال: «إنها جاءت في الرابعة فجراً وكان فيها جريح حمله أبوه وأخوه،
    حيث وضعاه في الصندوق الخلفي للسيارة، بعدما قصفت القوات الأمريكية بيتهم، لكن ما إن وصلت السيارة إلي باب المستشفي حتي تم قصفها من قبل القوات الأمريكية التي يمكن رؤيتها علي مسافة قريبة من المستشفي،(...) حاولنا إنقاذهما لكن إصابتهما كانت بالغة فاستشهدا، أما الجريح الذي كان في السيارة فقد استشهد هو الآخر، وجثته مازالت محترقة في صندوق السيارة الخلفي». المثير أن د. الجنابي كان كما روي منصور قد أخبر القوات الأمريكية بموقع المستشفي حتي يتجنبوا قصفه وانهم ترددوا علي المستشفي عدة مرات، ويعرفون موقعه جيداً، كما أنه يرفع لافتة كبيرة و علامة مضيئة تشير إلي أنه مستشفي، ومع ذلك قامت القوات الأمريكية بقصفه». كان ثمة شاهد علي أن الرأس الأمريكي قد فقد صوابه ولم يعد مبالياً برائحة الشواء الآدمي التي بدأت تفوح في أرجاء المدينة. يواصل منصور: قصف الأمريكيون كشكاً للسجائر فنسفوه هو وصاحبه، ولم تتبق إلا أشلاء الرجل .
    اقتحم الأمريكيون البيوت خلال عملية التوغل داخل المدينة في حيي الضباط ونزال «أبلغني شخص كان بيته ملاصقاً لمسجد الخلفاء الراشدين أنه فوجئ بالجنود داخل بيته و قد نزلوا عليه من السطح ولا يعرف كيف تسلقوا و دخلوا، وكان يجلس بين أولاده فدب الرعب في نفوس الجميع، وقام الأمريكيون بتفتيش البيت بحثاً عن سلاح ومقاومين ثم خرجوا مرة أخري». خبرمؤلم آخر: قام جنود القناصة الذين كانوا يتقدمون مع القوات الأمريكية أثناء اقتحامهم شارع السد بقنص ابنة أحد جيران بيت آل حديد ( مقر إقامة منصور ومرافقيه)، و كانت تقف في شباك البيت تنظر إلي الجنود الأمريكيين الذين كانوا قد تقدموا ووصلوا إلي الحي الصناعي المواجه لنا، وحينما اقترب أبوها لمحاولة إنقاذها بعدما أصيبت أطلقوا النار عليه أيضاً فأصيب، لكن الفتاة التي كان عمره ثمانية عشر عاماً استشهدت ونقل أبوها للمستشفي.
    خبر مبهج: رغم تواصل القصف بشدة ورغم الانفجارات التي كانت تدوي في كل مكان، شن رجال المقاومة هجوماً شديداً علي القوات الأمريكية التي تغلق طريق النعيمية، و بعد معركة طاحنة مع القوات الأمريكية نجح رجال المقاومة في تدمير الموقع و أصيب عدد كبير من الجنود الأمريكيين، و جاءت الطائرات المروحية فنقلت القتلي و الجرحي و هرب باقي الجنود و أصبح الموقع خالياً، واشتعلت النيران فيه. وكان الخبر صحيحاً «وكانت هذه أول هزيمة مدوية للقوات الأمريكية التي تحاصر الفلوجة».
    ثم خبر مؤلم جداً: يقول أحمد منصور: إن الأمريكيين بدأوا يفقدون صوابهم جراء الضربات المتتالية التي يتعرضون لها من قبل رجال المقاومة في الفلوجة وما حولها، فأصبحوا يردون علي هذه الهجمات بالقصف بجنون وفي كل إتجاه فكثر الضحايا من المدنيين، ووقعت في تلك الليلة مذبحة مؤلمة ذهب ضحيتها عائلة مكونة من ستة و عشرين فرداً، لم ينج منهم سوي رجل واحد وطفل رضيع. كان الرجل الناجي يدعي خميس صالح النمراوي،
    وكان يسكن في منطقة قريبة من تواجد القوات الأمريكية في أطراف المدينة فلجأ ومعه أشقاؤه الأربعة وزوجاتهم وأبناؤهم إلي أحد بيوت الجولان ونزلوا ضيوفاً علي عائلة أخري أقارب لهم ظناً منهم أن المكان أكثر أمناً من بيتهم الموجود في أطراف المدينة. لكن البيت الذي لجأوا إليه في أول يوم لإقامتهم فيه تعرض لقصف من الطائرات الأمريكية، فهدم المنزل علي كل من فيه، و لم ينج سوي الرجل وطفل رضيع.
    ونجح أحمد منصور في مقابلة الرجل في مستشفي د. الجنابي ووجده يهذي و غير مصدق ما جري له ويقول منادياً الطفل الذي نجا، والذي كان في غرفة اخري: »أنا أعرف صوته أحضروه لي.. فقط أريد أن أشم رائحته.. أريد أن أري هذا الصغير.. أرجوك يا دكتور.. أرجوك هذا صوت بكائه أعرفه من بين ألف طفل». يقول منصور إن قصة هذا الرجل مع أكثر من شخص، فقد وجد بعد ذلك شخص نجا وحده، وقتلت عائلته اسمه صالح العيساوي، وحينما ذهب ليتحدث معه وجده «مثل المأخوذ الذي لا يكاد يعي أو يصدق ما حدث له أو ما يدور حوله». ورغم هذا الرعب هزم أهل الفلوجة «الأمريكان».
    كيف تقول عنا إننا خائفون يا أحمد منصور؟
    كان الصحفي عند دخوله المدينة غير قلق من إمكانية مساعدة الناس له في عمله «فعادة ما يسأل الناس عنا وربما كانت لديهم أخبار ومعلومات يريدون تزويدنا بها»، لكن ما لم يكن يدركه ان أهل الفلوجة غاضبون منه، ففي إحدي نشرات قناة الجزيرة تحدث أحمد منصور عما رآه للوهلة الأولي، وكان من بين ما قاله : «إن المدينة خائفة والناس خائفون وكثير من المحال مغلقة»، يقول منصور: إن وصفه لحالة الناس كان مجازياً، فالإعلام له لغته المختصرة المباشرة والمثيرة والمحفزة في الوقت نفسه، لغة تختزل أحداثاً كبيرة في ثوان قليلة.
    وبعد انتهاء النشرة جاب بعض أهل الفلوجة الأسواق بحثاً عنه، و كلما مر هو بتجمع يقول له الناس إن ثمة من يسألون عنه ثم وجده بعض من هؤلاء.. قال له أحدهم: «كيف تقول عنا إننا خائفون يا أحمد منصور؟ نحن لسنا خائفين، الأمريكيون هم الخائفون، نحن لا نقبل من أحد أن يصفنا بالخائفين،ويجب عليك ان تعتذر عن هذا الوصف الذي وصفتنا به في نشرات الأخبار القادمة»..
    واستطاع منصور ان يكسب ودهم، قال لهم: هل تقبلون أن تسجلوا هذا الكلام أمام الكاميرا وتقولوه بألسنتكم وأنا أبثه في النشرات القادمة؟» قالوا نعم. لم يجد الصحفي شخصاً واحداً يقبل أن توصف المدينة وأهلها بالخوف. وجد الجميع وبجرأة كبيرة حتي الأطفال والعجائز «يتحدون الاحتلال الأمريكي والحصارالذي فرضه علي المدينة بل ويتوعدون». وبدأ الدمار.

    ولا تاسفن على زمنا علت فيه الكلاب..
    .. لطلما رقصت على جثث الاسود كلاب...
    فلا تحسبن برقصها تعلو اسيادها .....
    .....ستظل الاسود اسود والكلاب كلاب

    البحث على جميع مواضيع العضو احمد التيتى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    18 - 11 - 2007
    ساكن في
    الاردن
    العمر
    32
    المشاركات
    14,186
    النوع : انثيJordan

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    29 - 12 - 2008
    ساكن في
    الدقهلية
    المشاركات
    2,633
    مقالات المدونة
    12
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    بامانة شديدة
    موضوع مميز
    لكاتب مميز
    ومن الفلوجة
    هبت
    نسائم
    الصمود والنصر
    دمت بالف خير







    والله يامصر من شرقك لغربك
    قلبى هواك وحبك

    البحث على جميع مواضيع العضو hadede

  9. افتراضي

    مبارك لاحول له ولاقوة انا لله ولنل اليه راجعون

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. برنامج تستطيع تحويل جوالك إلى ري موت مع الصور
    بواسطة أبوإلياس84 في المنتدى برامج الموبيلات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29 - 10 - 2011, 08:55 PM
  2. صور طريفة للحوت الأبيض وهو يلعب بالفقاقيع
    بواسطة نور الشمس في المنتدى صور
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 3 - 1 - 2011, 07:46 PM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10 - 7 - 2009, 01:42 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16 - 10 - 2008, 07:56 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©