قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    20 - 2 - 2008
    ساكن في
    AnImE wOrLd
    العمر
    29
    المشاركات
    2,314
    النوع : انثيEgypt

    سؤال سيرة أعلام الصحابة رضوان الله عليهم جميعا -متجدد -

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


    في هذا الموضوع أطرح عليكم سيرة أعلام الصحابة والتابعين رضي الله عنهم

    والأحداث التي مروا بها من إسلامهم وحتى وفاتهم

    وذلك لتعم الفائدة لجميع الأعضاء والزوار بمعرفة من أوصلوا لهم هذا الدين العظيم ( الإسلام ) وما عانوه من أجل ذلك .


    وارجو من كل الأعضاء المشاركة


    واذا تاخرت فاعذروني لانو عندي امتحانات شهر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    20 - 2 - 2008
    ساكن في
    AnImE wOrLd
    العمر
    29
    المشاركات
    2,314
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي رد: سيرة أعلام الصحابة رضوان الله عليهم جميعا -متجدد -

    الخليفة الأول

    أبو بكر الصديق رضي الله عنه


    إنه الصديق أبو بكر -رضي الله عنه فهو عبد الله بن أبي قحافة، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر.
    ولد في مكة بعد ميلاد النبي ( بسنتين ونصف، وكان رجلاً شريفًا عالمًا بأنساب قريش، وكان تاجرًا يتعامل مع الناس بالحسنى.
    وكان أبو بكر صديقًا حميمًا لرسول الله وبمجرد أن دعاه الرسول للإسلام أسرع بالدخول فيه، واعتنقه لأنه يعلم مدى صدق النبي وأمانته يقول النبي ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر
    وجاهد أبو بكر مع النبي فاستحق بذلك ثناء الرسول عليه إذ يقول : لو كنت متخذًا خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي .
    ومنذ أعلن أبو بكر الصديق إسلامه وهو يجاهد في سبيل نشر الدعوة فأسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم : عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهم جميعا.
    وكانت الدعوة إلى الإسلام في بدايتها سرية فأحب أبو بكر أن تمتلئ الدنيا كلها بالنور الجديد وأن يعلن الرسول ذلك على الملأ من قريش فألح أبو بكر على النبي في أن يذهب إلى الكعبة ويخاطب جموع المشركين فكان النبي يأمره بالصبر وبعد إلحاح من أبي بكر وافق النبي فذهب أبو بكر عند الكعبة وقام في الناس خطيبًا ليدعو المشركين إلى أن يستمعوا إلى رسول الله فكان أول خطيب يدعو إلى الله وما إن قام ليتكلم حتى هجم عليه المشركون من كل مكان وأوجعوه ضربًا حتى كادوا أن يقتلوه ولما أفاق رضي الله عنه أخذ يسأل عن رسول الله كي يطمئن عليه فأخبروه أن رسول الله بخير والحمد لله ففرح فرحًا شديدًا .
    وكان أبو بكر يدافع عن رسول الله بما يستطيع فذات يوم بينما كان أبو بكر يجلس في بيته إذ أسرع إليه رجل يقول له أدرك صاحبك فأسرع رضي الله عنه ليدرك رسول الله فوجده يصلي في الكعبة وقد أقبل عليه عقبة بن أبي معيط، ولف حول عنقه ثوبًا وظل يخنقه فأسرع رضي الله عنه ودفع عقبة عن رسول الله وهو يقول : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟! فالتفت المشركون حوله وظلوا يضربونه حتى فقد وعيه وبعد أن عاد إليه وعيه كانت أول جملة يقولها : ما فعل رسول الله؟
    وظل أبو بكررضي الله عنه يجاهد مع النبي ويتحمل الإيذاء في سبيل نشر الإسلام حتى أذن الرسول لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة حتى إذا بلغ مكانًا يبعد عن مكة مسيرة خمس ليال لقيه ابن الدغنة أحد سادات مكة، فقال له : أين تريد يا أبا بكر ؟
    فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي فقال ابن الدغنة : فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يُخرج أنا لك جار (أي أحميك) ارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع أبو بكررضي الله عنه مع ابن الدغنة فقال ابن الدغنة لقريش : إن أبا بكر لا يخرج مثله، ولا يخرج فقالوا له : إذن مره أن يعبد ربه في داره ولا يؤذينا بذلك ولا يعلنه فإنا نخاف أن يفتن نساءنا وأبناءنا ولبث أبو بكر يعبد ربه في داره.
    وفكر أبو بكر في أن يبني مسجدًا في فناء داره يصلي فيه ويقرأ القرآن فلما فعل ذلك أخذت نساء المشركين وأبناؤهم يقبلون عليه ويسمعونه وهم معجبون بما يقرأ وكان أبو بكر رقيق القلب كثير البكاء عندما يقرأ القرآن ففزع أهل مكة وخافوا وأرسلوا إلى ابن الدغنة، فلما جاءهم قالوا : إنا كنا تركنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره وقد جاوز ذلك فابتنى مسجدًا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فإنهه فليسمع كلامك أو يردَّ إليك جوارك .
    فذهب ابن الدغنة إلى أبي بكر وقال له : إما أن تعمل ما طلبت قريش أو أن تردَّ إليَّ جواري، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت رجلاً عقدت له (نقضت عهده)، فقال أبو بكر في ثقة ويقين : فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل.
    وتعرض أبو بكر مرات كثيرة للاضطهاد والإيذاء من المشركين، لكنه بقي على إيمانه وثباته، وظل مؤيدًا للدين بماله وبكل ما يملك، فأنفق معظم ماله حتى قيل: إنه كان يملك أربعين ألف درهم أنفقها كلها في سبيل الله، وكان -رضي الله عنه- يشتري العبيد المستضعفين من المسلمين ثم يعتقهم ويحررهم.
    وفي غزوة تبوك، حثَّ النبي على الصدقة والإنفاق، فحمل أبو بكر ماله كله وأعطاه للنبي فقال رسول الله له : هل أبقيت لأهلك شيئًا ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ، ثم جاء عمر -رضي الله عنه- بنصف ماله فقال له الرسول: "هل أبقيت لأهلك شيئًا؟" فقال نعم نصف مالي، وبلغ عمر ما صنع أبو بكر فقال "والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا"
    فقد كان رضي الله عنه يحب رسول الله حبًّا شديدًا، وكان الرسول يبادله الحب، وقد سئل النبي ذات يوم: أي الناس أحب إليك؟ فقال: "عائشة" فقيل له: من الرجال، قال: "أبوها".

    وكان -رضي الله عنه- يقف على جبل أُحُد مع رسول الله ( ومعهما عمر، وعثمان-رضي الله عنهما-، فارتجف الجبل، فقال له الرسول اسكن أحد، فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان
    ولما وقعت حادثة الإسراء والمعراج، وأصبح النبي يحدث الناس بأنه قد أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء السابعة، قال المشركون: كيف هذا، ونحن نسير شهرًا حتى نصل إلى بيت المقدس؟! وأسرعوا إلى أبي بكر وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس! فقال أبو بكر: إن كان قال ذلك فقد صدق، إني أصدقه في خبر السماء يأتيه .
    فسماه الرسول منذ تلك اللحظة الصِّدِّيق كذلك كان أبو بكر مناصرًا للرسول ومؤيدًا له حينما اعترض بعض المسلمين على صلح الحديبية.
    وحينما أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة، اختاره الرسول ليكون رفيقه في هجرته، وظلا ثلاثة أيام في غار ثور، وحينما وقف المشركون أمام الغار، حزن أبو بكر وخاف على رسول الله وقال: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلي قدميه، لأبصرنا، فقال له الرسول "ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما"
    وشهد أبو بكر مع رسول الله جميع الغزوات، ولم يتخلف عن واحدة منها، وعرف الرسول فضله، فبشره بالجنة وكان يقول: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة"
    وكان أبو بكر شديد الحرص على تنفيذ أوامر الله، فقد سمع النبي ذات يوم يقول: من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقال أبو بكر: إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال له النبي "إنك لست تصنع ذلك خيلاء" وكان دائم الخوف من الله، فكان يقول: لو إن إحدى قدميّ في الجنة والأخرى خارجها ما آمنت مكر ربي
    ولما انتقل الرسول ( إلى الرفيق الأعلى، اجتمع الناس حول منزله بالمدينة لا يصدقون أن رسول الله ( قد مات، ووقف عمر يهدد من يقول بذلك ويتوعد، وهو لا يصدق أن رسول الله قد مات، فقدم أبو بكر، ودخل على رسول الله وكشف الغطاء عن وجهه الشريف، وهو يقول: طبت حيًّا وميتًا يا رسول الله وخرج -رضي الله عنه- إلى الناس المجتمعين، وقال لهم: أيها الناس، من كان منكم يعبد محمدًا ( فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، فإن الله تعالى قال: ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) الأية

    ويسرع كبار المسلمين إلى السقيفة، ينظرون فيمن يتولى أمرهم بعد رسول الله وبايع المسلمون أبا بكر بالخلافة بعد أن اقتنع كل المهاجرين والأنصار بأن أبا بكر هو أجدر الناس بالخلافة بعد رسول الله ، ولم لا ؟ وقد ولاه الرسول أمر المسلمين في دينهم عندما مرض وثقل عليه المرض، فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"
    وبعد أن تولى أبو بكر الخلافة، وقف خطيبًا في الناس، فقال:
    "أيها الناس إن قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف منكم قوي عندي حتى أريح (أزيل) علته إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، ولا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا يشيع قوم قط الفاحشة؛ إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله؛ فلا طاعة لي عليكم.
    وقد قاتل أبو بكر -رضي الله عنه- المرتدين ومانعي الزكاة، وقال فيهم: والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله ( لقاتلتهم عليه. وكان يوصي الجيوش ألا يقتلوا الشيخ الكبير، ولا الطفل الصغير، ولا النساء، ولا العابد في صومعة، ولا يحرقوا زرعًا ولا يقلعوا شجرًا.
    وأنفذ أبو بكر جيش أسامة بن زيد؛ ليقاتل الروم، وكان الرسول قد اختار أسامة قائدًا على الجيش رغم صغر سنه، وحينما لقى النبي ( ربه صمم أبو بكر على أن يسير الجيش كما أمر الرسول وخرج بنفسه يودع الجيش، وكان يسير على الأرض وبجواره أسامة يركب الفرس، فقال له أسامة : يا خليفة رسول الله ، إما أن تركب أو أنزل. فقال : والله لا أركبن ولا تنزلن، ومالي لا أغبِّر قدمي في سبيل الله. وأرسل -رضي الله عنه- الجيوش لفتح بلاد الشام والعراق حتى يدخل الناس في دين الله.
    ومن أبرز أعماله-رضي الله عنه-أنه أمر بجمع القرآن الكريم وكتابته بعد استشهاد كثير من حفظته.
    وتوفي أبو بكر ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادى الآخرة في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وعمره (63) سنة وغسلته زوجته أسماء بنت عميس حسب وصيته، ودفن إلى جوار الرسول
    وترك من الأولاد: عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، وعائشة وأسماء، وأم كلثوم
    -رضي الله عنهم وروى عن رسول الله أكثر من مائة حديث.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    12 - 11 - 2007
    العمر
    34
    المشاركات
    1,995
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي رد: سيرة أعلام الصحابة رضوان الله عليهم جميعا -متجدد -


    بارك الله فيك
    مجهود رائع
    مشكور على النفع والافاده

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي رد: سيرة أعلام الصحابة رضوان الله عليهم جميعا -متجدد -

    بارك الله فيكِ روزى على المشاركة النافعه
    مشكورة جدا واتمنى ان تستمري غاليتى


  5. افتراضي رد: سيرة أعلام الصحابة رضوان الله عليهم جميعا -متجدد -

    اللهم إنا نتوسل إليك بك ونقسم عليك بذاتك أن ترحم وتغفروتفرج كرب معدها وقارئها ومرسلها وناشرها وآبائهم وأمهاتهم وأن ترزقنا صحبة النبي في الجنة ولا تجعل منا طالب حاجه إلا أعطيته إياهافأنك ولى ذلك والقادر عليه وصلى
    اللهم على حبيبك ونبيك محمد

    أمين
    أحفظ لسانك أيها الانسان لايغرنك أنه ثعبان.....فكم فى المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب من لقائه الشجعان
    البحث على جميع مواضيع العضو moba2008

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    20 - 2 - 2008
    ساكن في
    AnImE wOrLd
    العمر
    29
    المشاركات
    2,314
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي رد: سيرة أعلام الصحابة رضوان الله عليهم جميعا -متجدد -


    بارك الله فيك
    مجهود رائع
    مشكور على النفع والافاده


    تسلمي يا يارا

    وان شاء الله تكوني استفدتي

    \\\\\\\\\\

    بارك الله فيكِ روزى على المشاركة النافعه
    مشكورة جدا واتمنى ان تستمري غاليتى


    ربنا يخليكي يا طيف
    نورتي الموضوع


    اللهم إنا نتوسل إليك بك ونقسم عليك بذاتك أن ترحم وتغفروتفرج كرب معدها وقارئها ومرسلها وناشرها وآبائهم وأمهاتهم وأن ترزقنا صحبة النبي في الجنة ولا تجعل منا طالب حاجه إلا أعطيته إياهافأنك ولى ذلك والقادر عليه وصلى

    اللهم على حبيبك ونبيك محمد

    أمين


    ربنا يتقبل منك شكرا للدعاء الجميل
    واتمنى الموضوع يكون عجبك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    20 - 2 - 2008
    ساكن في
    AnImE wOrLd
    العمر
    29
    المشاركات
    2,314
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي رد: سيرة أعلام الصحابة رضوان الله عليهم جميعا -متجدد -

    الخليفة الثاني

    عمر بن الخطاب


    إنه الفاروق عمر بن الخطاب-رضي الله عنه، ولد بعد عام الفيل بثلاث سنوات، وكان من بيت عظيم من قريش، وكان قبل إسلامه من أشد الناس عداوة لرسول الله وأصحابه، وكان يرى أن محمدًا قد فرق بين الناس، وجاء بدين جديد، فبلغ من ضيقه وكرهه أنه حمل سيفه وتوجه إلى النبي يريد أن يقتله، وفي الطريق قابله رجل، فقال له: أين تريد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدًا، قال الرجل: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة إذا قتلته؟ فقال عمر: ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك الذي كنت عليه. قال الرجل: أفلا أدلك على ما هو أعجب من ذلك؟ قال عمر: وما هو؟ قال: أختك وزوجها قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه.
    فغضب عمر أشد الغضب، وغير وجهته؛ حيث اتجه إلى بيت أخته فاطمة ليرى صدق ما أخبر به، فلما أتاهما وكان عندهما خباب بن الأرت-رضي الله عنه-، فدفع عمر الباب وقد سمع أصواتهم وهم يقرءون القرآن، فقال مستنكرًا: ما هذه الهمهمة (الصوت غير المفهوم) التي سمعتها عندكم ؟ فقال سعيد بن زيد زوج أخته: حديثًا تحدثناه بيننا.
    قال عمر: فلعلكما قد صبأتما. فقال له سعيد: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟ فوثب عمر عليه وأخذ يضربه، فجاءت أخت عمر فدفعت عمر عن زوجها فلطمها بيده، فسال الدم من وجهها، فقالت: يا عمر، إن كان الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.
    فلما يئس عمر منهما قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه، فقالت أخته: إنك نجس ولا يمسه إلا المطهرون، فاغتسل أو توضأ، وعلمته كيف يتوضأ، فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب وقرأ الآيات الأولى من سورة طه، فقال عمر: دلوني على محمد.
    فلما سمع خباب قول عمر خرج من المخبأ، وهو يقول: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله ( لك ليلة أمس: "اللهمَّ أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام" قد استجيبت، ثم خرج خباب مع عمر إلى دار الأرقم في جبل الصفا، حيث كان رسول الله وأصحابه.
    فلما اقتربا من الدار، وجدا على بابها حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- ومعه طلحة بن عبيد الله، وبعض الصحابة -رضي الله عنهم- فلما رآه حمزة قال لمن حوله: هذا عمر، فإن يرد الله بعمر خيرًا يسلم ويتبع النبي وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا، ثم خرج رسول الله حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وقال: ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة.
    فقال عمر: أشهد أنك رسول الله، وشهد شهادة الحق، فكبر المسلمون تكبيرة سُمعت في طرق مكة.
    ثم قال عمر: يا رسول الله، علام نخفي ديننا ونحن على الحق، ويظهرون دينهم وهم على باطل.
    فقال رسول الله (: "يا عمر، إنا قليل، وقد رأيت ما لقينا"، فقال عمر: فوالذي بعثك بالحق، لا يبقى مجلس جلست فيه وأنا كافر إلا أظهرت فيه الإيمان.

    ثم خرج فطاف بالكعبة، ومرَّ على قريش وهم جالسون ينظرون إليه، فقال أبو جهل لعمر: يزعم فلان أنك صبأت؟ فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله. فهجم عليه بعض المشركين، فأخذ عمر يضربهم، فما يقترب منه أحد إلا وقد نال منه حتى أمسك عمر بعتبة بن ربيعة وضربه ضربًا مبرحًا، ثم ذهب عمر إلى الرسول وأخبره، وطلب منه أن يخرج معه ليعلنوا إسلامهم أمام مشركي مكة، فخرج النبي وأصحابه، فطافوا بالكعبة وصلوا الظهر، ولقب عمر منذ ذلك بالفاروق لأنه فرق بن الحق والباطل .
    وكان عمر -رضي الله عنه- مخلصًا في إسلامه، صادقًا مع ربه، شديد الحب لله ورسوله، فلزم النبي ولم يفارقه أبدًا، وكان هو والصديق يسيران مع النبي حيث سار، ويكونان معه حيث كان، حتى أصبحا بمكانة الوزيرين له، وكان يقول: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" ويقول: "لو كان بعدي نبي لكان عمر"
    وقد بشره رسول الله بالجنة، فهو أحد العشرة المبشرين بها، قال "دخلت الجنة، أو أتيت الجنة فأبصرت قصرًا، فقلت لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله، فلم يمنعني إلا علمي بغيرتك"، قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، أو عليك أغار.
    ولما أذن رسول الله لأصحابه بالهجرة إلى المدينة، كانوا يهاجرون في السر خوفاً من قريش، وتواعد عمر بن الخطاب مع عباس بن أبي ربيعة المخزومي وهشام بن العاص على الهجرة، واتفقوا على أن يتقابلوا عند مكان بعيد عن مكة بستة أميال ومن يتخلف منهم فليهاجر الآخر، وعند خروجه من مكه نادى أمام الكعبة وقال : يا معشر قريش إن مهاجر من مكه فمن أراد أن تثقله إمه فليلحق بي إلى بطن الوادي فما استجرأ أحد على الحاق به حتى وصل المدينة فلما هاجر إليها رسول الله آخى بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك -رضي الله عنهما-.
    وتكون المجتمع الإسلامي في المدينة، وبدأت رحلة الجهاد في الإسلام، فرفع عمر لواء الحق وأمسك بسيفه ليناصر دين الله -عز وجل- وجاءت أول معركة للمسلمين مع المشركين غزوة بدر الكبرى، فأسر المسلمون عددا من المشركين، وشاور النبي أصحابه في أسرى بدر، فكان رأي عمر أن يقتلوا، وكان رأي الصديق أن يفتدوا، فاختار النبي أيسر الرأيين، ونزل على رأي أبي بكر.
    فنزل جبريل -عليه السلام- على النبي ليتلو عليه آيات القرآن مؤيدًا رأي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد عرض الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) فبكى رسول الله وبكى أبو بكر، فجاء عمر فسألهما عن سبب بكائهما فأخبراه.
    وشهد الفاروق عمر مع رسول الله جميع المشاهد والغزوات، يجاهد بسيفه في سبيل الله؛ ليعلي كلمة الحق. وفي غزوة أحد، وقف بجانبه يدافع عنه بعد أن انهزم المسلمون.
    ويلحق رسول الله بالرفيق الأعلى، فيبايع الفاروق أبا بكر الصديق، كما بايعه المهاجرون والأنصار، ويقف عمر بجانبه يشد من أزره، لا يكتم عن رأيا، ولا يبخل عنه بجهد في سبيل نصرة الحق ورفعة الدين، فيكون معه في حربه ضد المرتدين ومانعي الزكاة ومدعي النبوة، وفي أعظم الأمور وأجلها مثل جمع القرآن.
    ويوصي الخليفة الأول قبل موته بالخلافة إلى الفاروق عمر، ليضع على كاهله عبئًا ثقيلاً، يظل عمر يشتكي منه طوال حياته، ولكن من كان لهذا الأمر غير عمر، فإنه الفاروق، العابد، الزاهد، الإمام العادل.
    وحمل عمر أمانة الخلافة فكان مثالا للعدل والرحمة بين المسلمين، وكان سيفًا قاطعا لرقاب الخارجين على أمر الله تعالى، والمشركين، فكان رحيما وقت الرحمة، شديدًا وقت الشدة.
    فقد خرج مع مولاه وأسلم في ليلة مظلمة شديدة البرد يتفقد أحوال الناس، فلما كانا بمكان قرب المدينة، رأى عمر نارًا، فقال لمولاه: يا أسلم، ههنا ركب قد قصر بهم الليل، انطلق بنا إليهم فذهبا تجاه النار، فإذا بجوارها امرأة وصبيان، وإناء موضوع على النار، والصبيان يتصايحون من شدة الجوع، فاقترب منهم، وسألهم: ما بالكم؟ فقالت المرأة: قصر بنا الليل والبرد، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون (يصطرخون)؟! قالت: من الجوع، فقال: وأي شيء على النار؟ قالت: ما أعللهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر، فبكى ورجع إلى البيت فأحضر دقيقًا وسمنًا وقال: يا أسلم، احمله على ظهري. فقال أسلم: أنا أحمله عنك.
    فقال: أنت تحمل وزري يوم القيامة؟ فحمله على ظهره وانطلقا حتى أتيا المرأة، فألقى الحمل عن ظهره وأخرج من الدقيق، فوضعه في القدر، وألقى عليه السمن وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيته ساعة، حتى نضج الطعام، فأنزله من على النار، وقال: ائتني بصحفة، فأتى بها، فغرف فيها ثم جعلها أمام الصبيان، وقال: كلوا، فأكلوا حتى شبعوا، والمرأة تدعو له، فلم يزل عندهم حتى نام الصغار، ثم انصرف وهو يبكي، ويقول: يا أسلم، الجوع الذي أسهرهم وأبكاهم.
    وخرج الفاروق يومًا يتفقد أحوال رعيته فإذا امرأة تلد وتبكي، وزوجها لا يملك حيلة، فأسرع عمر -رضي الله عنه- إلى بيته، فقال لامرأته أم كلثوم بنت
    علي بن أبي طالب، هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ ثم أخبرها الخبر، فقالت نعم. فحمل عمر على ظهره دقيقًا وشحمًا، وحملت أم كلثوم ما يصلح للولادة، وجاءا، فدخلت أم كلثوم على المرأة، وجلس عمر مع زوجها يحدثه، ويعد مع الطعام، فوضعت المرأة غلامًا، فقالت أم كلثوم: يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام.
    فلما سمع الرجل قولها استعظم ذلك، وأخذ يعتذر إلى عمر، فقال عمر: لا بأس عليك، ثم أعطاه ما ينفقون وانصرف.
    ويروى أنه رأى شيخًا من أهل الذمة يستطعم الناس، فسأل عمر عنه، فقيل له: هذا رجل من أهل الذمة كبر وضعف، فوضع عنه عمر الجزية، وقال: كلفتموه الجزية حتى إذا ضعف تركتموه يستطعم؟ ثم أجرى له من بيت المال عشرة دراهم.
    وفي خلافة الفاروق عمر اتسعت الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، وكثرت الفتوح الإسلامية للبلاد، ففتح في عهده الشام والعراق وإيران وأذربيجان، ومصر وليبيا، وتسلم عمر مفاتيح المقدس، وكثر في عهده الأموال، وامتلأ بيت المال، فلم تشهد الدولة الإسلامية عهدًا أعظم من ذلك العهد وخلافة أفضل من تلك الخلافة.
    ورغم ذلك الثراء كان عمر يعيش زاهدًا، ممسكًا على نفسه وعلى أهله، موسعًا على عامة المسلمين وفقرائهم.
    فكان عمر لا يأكل إلا الخشن من الطعام، ولا يجمع بين إدامين (الإدامين: ما يأكل بالخبز) قط، ويلبس ثوبًا به أكثر من اثنتي عشر رقعة، لا يخاف أحدًا لعدله، فقد حكم، فعدل، فأمن فاطمأن فنام لا يخاف إلا الله عز وجل.
    وقد جعل عمر سيرة رسول الله وحياة الصديق -رضي الله عنه- نبراسًا أمامه يضيء له طريقه، ويسير على هداه لا يحيد عنه طرفة عين أو أقل من ذلك، وكان دائمًا يذكر نفسه ويذكر حوله بعظاته البالغة، فمن ذلك قوله الخالد: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.
    وكان يقول: ويل لديَّان الأرض من ديَّان السماء يوم يلقونه، إلا من أمَّ (قصد) العدل، وقضى بالحق، ولم يقض بهواه ولا لقرابة، ولا لرغبة ولا لرهبة، وجعل كتاب الله مرآته بين عينيه.
    وكان عمر شديدًا على ولاته الأمراء، فكان يأمرهم بالعدل والرحمة بين الناس، ويحثهم على العلم، ولم يكن يولي الأمر إلا لمن يتوسم فيه الخير ويعرف عنه الصلاح والتقى، ودائمًا كان يتعهدهم ويعرف أخبارهم مع رعيتهم، فإن حاد أحدهم عن طريق الحق عزله وولى غيره، وعاتبه، وحاسبه على أفعاله.
    ويروى في ذلك أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر -رضي الله عنه- فقال: يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم، قال عمر: عذت معاذًا، قال: قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط، ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم هو وابنه معه، فقال عمر: أين المصري؟
    فجاءه، فقال له: خذ السوط فاضربه، فجعل يضربه بالسوط، وعمر يقول: اضرب ابن الأكرمين، ثم قال عمر للمصري: ضع على صلعة عمرو، فقال المصري: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني، وقد استقدت منه أي اقتصصت منه.
    فنظر عمر إلى عمرو نظرة لوم وعتاب وقال له: منذ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، لم أعلم، ولم يأتني.
    وعاش عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله -عز وجل-، فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله لا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر-رضي الله عنه-، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة.
    واستجاب الله دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء (26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات.
    وأوصى الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر، وفي رحاب قبر المصطفى

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    18 - 11 - 2007
    ساكن في
    الاردن
    العمر
    32
    المشاركات
    14,186
    النوع : انثيJordan

    افتراضي رد: سيرة أعلام الصحابة رضوان الله عليهم جميعا -متجدد -

    يجزيكى اخير احلى روز

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    26 - 1 - 2008
    العمر
    54
    المشاركات
    613
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي رد: سيرة أعلام الصحابة رضوان الله عليهم جميعا -متجدد -

    هؤلاء هم القدوة

    ياشاببا المسلمين

    يامن قدوتكم من يلعب بالقلوب

    ومن يتفاخر بالثياب

    ومن يقلد الغير بلا تفكير

    فمن يقرأ ومن يتعلم ومن يتعظ

    ويأخذ العبرة

    من هنا سيأتي النصر

    ان طلبناه


    اللهم نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أعلمت به خلقلك أو استأثرت به في علم الغيب عندك
    أن ترحم وتغفروتفرج كرب معدها وقارئها ومرسلها وناشرها وآبائهم وأمهاتهم وأن ترزقنا صحبة النبي في الجنة ولا تجعل منا طالب حاجه إلا أعطيته إياها
    أنك ولى ذلك والقادر عليه وصلى

    اللهم على حبيبك ونبيك محمد


    أمين

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    12 - 11 - 2007
    ساكن في
    Ismailia, Egypt
    المشاركات
    4,772
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    جزاك الله كل خير

    وبارك الله فيك

    ينقل لمكانه الصحيح
    تنبيــــه هـــــــــام
    على الأعضاء ذوي التواقيع ذات الصور النسائية العارية وكلام الحب عدم التواجد في القسم الإسلامي لأنه يسئ لهذا القسم

    وحان الرحيل
    وأرحل في موكب الراحلين
    وحول الركاب الطيور تحوم
    استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

    البحث على جميع مواضيع العضو Ahmad Misk

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اكبر تجميعة سيريلات يعرفها المنتديات txt من غير كجين او كرك
    بواسطة beast4ever في المنتدى منتدى البرامج العام والشروحات المصورة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30 - 5 - 2010, 08:52 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©