موضوعك جامد جدا جزاك الله خيرا
دموعها سبقت حروفها أخبرتني بقصتها وبكل همومها .. رتبت على كتفها ..
قلت : لها كفكفي دموعكِ عزيزتي .. فلستِ أول ولا آخر من يتعثر في طريقه ..
قالت : لا اعتقد !
أجبتها : ولِمَ ؟
قالت : أنا الوحيدة في هذه الدنيا من تتعرض للمشاكل ولكل هذه الهموم ..
قلت : عزيزتي اعتقاداتك ليست في محلها .. فالكل يعتقد أنه هو الوحيد الذي تصيبه كل تلك الهموم .. أتعلمين أنك في نعمة عند غيرك ! فغيرك محرومٌ من أشياء تافهة بنظرك ذات قيمة بنظرهم ..
قالت : محال أن يوجد أحدٌ مثلي !
أجبتها : أتريدين مثالاً ؟
كانت إجابتها بالموافقة وهي تعتقد أنني لن أغير قناعاتها ..
قلت - لها وكُلي أسى وهمٍّ لما سأذكرُه لها - :
عزيزتي .. ألم تري إلى حال الأيتام كيف هو حالهم بعد ما فقدو ربان سفينتهم ؟!
ألم تري دموع أعينهم صباح كل يوم عيد يرون من حولهم فرحتُهم مكتملة وهم لا يشعرون بما يشعر بهِ غيرهم ؟!
ألم تري إلى الفقراء الذين بالكاد يحصلون على ثمن وجبة اليوم ؟!
ألم تري تلك الدموع في أعينهم عندما تعطيهم الشيء القليل مما تملكين ؟!
بربي لن أنسى منظر تلك المرأة عندما أعطيتها ما طلبته مني .. لم تري كيف كانت فرحتها أخذته ثم أسرعت بخطاها
رغم كبر سنها .. لم تأبه لتعثر خطاها .. بل كان كل همها أن تري أبناءها تلك الأشياء التافهة بنظري وبنظرك لترسم
البسمة المسلوبة من شفاهم .. أتعلمين عزيزتي من بعد ذلك الموقف أيقنت أن ربي فضلني على غيري بنعمٍ
كثيرة ..
ألم تري إلى حال من غُيبوا وراء القضبان بتهمٍ لم يقترفوها ؟! بل راحوا ضحية كذب وغش .. ومع هذا لم يجدوا من
ينصفهم .! بل تُركوا ليواجهوا مصيرهم المجهول لوحدهم .. وليتهم سلموا كذلك من ألسنة الناس ..
ألم تري حال المطلقة ونظرة المجتمع لها وكيف هي مهانة من أقرب الناس إليها ؟!
ألم تري إلى حال من هم على تلك الأسرَّة البيضاء يتمنون ما أنتِ فيه من نعمة .. نعمة استهان بها الكثير .. ألا وهي
الصحة والعافية !
والأهم من هذا وذاك !! ألم تري حال إخواننا في فلسطين والعراق كيف هم محرومون من الأمن والحرية ؟! وكيف هو
حال نسائهم .. كرامتها وشرفها مسلوبان منها بينما أنتِ تتمتعين بها ؟! صدقيني إنك في نعمة عظيمة ..
أتعلمين غاليتي كم تعجبني ابتسامة أطفالهم رغم الخوف الذي يعتليهم إلا أنهم لم يقنطون من رحمة الله ..
نظرة إليها وقد اغرورقت عيناها بالدموع .. فقلت أتريدينني أن أكمل ؟!
قالت : أيعقل أن همومي لا شيء أمام كل ماذكرتيه !
أجبتها : لا تستغربي ياعزيزتي فما ذكرته لكِ نقطة من بحر من الهموم والمآسي ..
غاليتي .. أنتِ مازلتِ صغيرة على تلك الهموم .. انهضي واخلعي ثوب الحزن .. والبسي ثوب التفاؤل فالعمر أمامك ..
عيشي هذه الحياة واقنعي بما قسمه الله لكِ ..
واعلمي أن كل ما يحدث لكِ ابتلاء من الله واختبار .. أو ربما اشتاق إلى سماع نجواك ..
أجابتني .. أتعلمين ياريحانة أن كلامك كالبلسم فوالله من بعد هذه الكلمات اقتنعت بمقولتك :
(( اعلم أن بعد كل هذه الغيوم مطرًا يروي عطش هذه الصحراء القاحلة )) ..
بعدها مسحت تلك الدموع وحمدت الله على ماهي عليه ومضت في طريقها ..
0
0
0
0
0
ياقارئاً تلك البعثرة
اجعل من تلك العثرات سلماً ترتقي به الى قمة السعادة
تحياتى كامل الاوصاف
موضوعك جامد جدا جزاك الله خيرا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)