مساء الخير اعضاء المنتدي والمشرفين الكرام
اليوم يوم غريب جد ا تابع
يلا غير كل يوم
قصه حقيقيه حدثت لعائلة لبنانيه تعيش في مدينة طرابلس اللبنانيه, وهي حدثت من زمن بعيد أيام الحرب الأهليه التي اندلعت رحاها مابين 1975 وحتى 1990 لاأعادها الله انه هو السميع العليم.
أبطال قصتنا هذه هي عائلة بسيطه مكونه من أب و أم وأربعة أولاد في عمر الزهور,
يعيشون في حي فقير داخل بيت متهالك يشكي همه الى الله, هذا البيت هو كل ماتملك هذه العائله وقد ورثه أبو رضوان عن والده الحاج الذي توفي من أشهر ليست ببعيده (على فكره نسيت أن أخبركم أن رب العائله اسمه أبو رضوان وزوجته أم رضوان وأولادهم رضوان 9سنوات راضي 7سنوات رضا (فتاة) 5سنوات و آخر العنقود بشرى 3سنوات)
لابد أن اشير الى وضع العائله الاجتماعي والمادي الذي سيعطيكم فكره أشمل سوف تساعدكم لاحقا بتسلسل الاحداث, فالوالد طبعا ليس بأمي ولكن تحصيله العلمي متواضع جدا فما ان تعلم القراءة ةالكتابه حتى ترك المدرسه ليلتحق بمدرسة الحياة وعمل في أحد أفران الحي ومازال حتى يومنا هذا يعمل في أحد المخابز,
أما عن أم رضوان فأنها كانت أوفر حظا من زوجها وتلقت تعليمها حتى المستوى المتوسط وشاء القدر أن توقف علمها بداعي الزواج من أبو رضوان وهكذا كان,
فمن هذه المقدمه تستطيعون أن تستنتجوا مستوى العائله المادي والذي هو تحت خط الفقر بمراحل والامل يعقد على الله وعلى الأولاد عسى أن يحصلوا من العلم مالم يحدث للأهل مع ملاحظة الفارق البسيط بين التحصيل العلمي لأم رضوان وأبو رضوان,
وكما تعلمون أيها الأعزاء فان الحروب تأكل الأخضر واليابس وتجعل الحياة صعبة على أصحاب الأمور الميسره فمابالك بحالة عائلة أبو رضوان المسكينه, فكم من أيام كان الخروج من البيت مستحيلا بسبب القصف المدفعي المتبادل بين الحزب الفلاني والحزب العلاني وكم من مرة عاد أبو رضوان من عمله قبل الموعد بكثير بسبب اشكال بين رامبوات الحاره وكل رامبو محسوب على حزب معين أو طائفه معينه أو حتى أضيق من هذا مذهب معين.
برغم كل هذه المصائب والمصاعب ومازال الوضع مدبرا ومقنعا فهذه هي الحرب وهذه هي تركاتها
فاذن أتفقنا لحد الآن كل شيء طبيعي وعادي (في ظل حرب أهليه) وكالعاده وكما كل يوم يرجع أبو رضوان من عمله في الساعه الواحده ظهرا ولا يغادر الا على الساعه الواحده ليلا اوصباحا بالأحرى,
وكما كل مساء تقوم الأم بتحضير الأولاد لكي يناموا وذلك باطعامهم من حواضر البيت و مع حلول الساعه السابعه مساء يقرع جرس النوم فيتسابق الأطفال كل الى مكانه أي الى المساحه المحدده له في الغرفه الوحيده المخصصه للأولاد ففيها ينامون و فيها يلعبون ويدرسون ومنها واليها يرجعون,
وكما كل يوم فبعد أن ينام الأولاد بحوالي الساعه تذهب أم رضوان الى زوجها لكي توقظه فماهي الا ساعات قليله سيتعين عليه أن يذهب الى عمله المضني المفني والا مغني الا عن سؤال الناس فالله هو الغني,
وهكذا كان أيقظت أم رضوان زوجها وأسرعت تضع له ما تبقى من طعام لكي يسد بها جوعه المزمن واستقبلها بابتسامته المعهوده الودوده وكأنه يشكرها على صبرها وجهادها ودعمها له,
أكل طعامه سريعا وجلس يحتيس كوبا من الشاي ويفتح حوارا مع الزوجه الصابره ويتحاورون عن مستقبل الأيام ومايمكن أن يخبء القدر لهما ولأولادهما وقال لها ممازحا أتظنين أن يأتي يوم نرى فيه أبننا رضوان دكتورا أو محاميا وأرتسمت على جهه ابتسامة ملؤها الأمل والترجي فبادرته الزوجه بقول أنها تريده أن يصبح مهندسا مدنيا فالبلد مدمره وتحتاج الى هكذا اختصاص وأخذت تمني نفسها بأمن قادم ومستقبل واعد ولكن هيهات هيهات, قدر لأبن آدم ماقدر وماقدر الله شاء فعل
وبينما هم في كلام متبادل وأحلام يقظه ورديه فاذا الساعة تعلن الثانية عشر ليلا, وفجأة وبدون مقدمات قرع الباب قرعا والله من شدته وهوله لظننت أن ألف يد و يد تقرع على هذا الباب بنفس اللحظه, قرع جعل القلوب تصل الحناجر وأيقظ من كان نائما, فماكان من أبو رضوان الا أن......
يتبع