ذات ليله .. بحثت في قاموسي عن الذكرى ..
وجدتهـا .. آلمـــا" .. وجدتهـا دموعـا" .. وجدتهـا حزنـا" قبع
تحـت ركامـ السنين ولونته اتربة الدهـــر .. وجدتهـا .. صفحات ..
تظـل من بين ثنايـا مخبئها سفينة الحيـاه التــي ودعت مرفأها ..
وشقت باشرعتهـــا بحــر الايـامـ .. ` ورحلــــت ` هاربه وراء
آلافــق البعــيد .. صفحــات دثـــرت بمــداد القلــوب ..
فملئت سطورهــا بمشـــاعر وأحاسيــس تضــرب بأمواجهـا
شــواطئ الاعمــاق .. تعلــو صيحاتهــا الخرساء التي تهــز
أوتار النفــوس .. ولمـ تجد سوى هزاتها تلكـ صـــدى
بـاكـ حـزين !!
وجدتهـا ..
طفلـه صغيره تتطلع بمقلتين الى المستقبل .. الى ذاكـ الطيف
الجميــل الذي ينتشلهـا من تجاريحهـا وآلامهـا .. يحملها على كتفيه
ليحلق بها في سمــاء الامنيـات الباسمه والاحـلامـ الضاحكـه ..
وتتوالى اللحظــات تذيب بحرارة قسوتهــا عمــرها ..
فيـذوب طيفــه .. وتضيـع ملامحه بين زحامـ واقعها المـريـر !!
وجدتهــا ..
أحرفا" وكلمات .. بعثرتها رياح السنين .. لتتطاير فوق أشجار
خريف الحيـاه .. تعانق غصونهـا العاريه .. لتحتل مكان أوراقهـا
المتسـاقطه على أرض مشـاعري !!
وجدتهـا ..
فصـول حكايا بكـاء لمـ تكتمل .. وستائـر مسرحها مكبله بكبرياء
الصمـود والسكون .. ولن تشرف على النهايه الا حين توسد الاتربه على
قبـــري المظلــمـ !!
وعنـدها أكون وحيـد كما عشت حياتي كلهــا ..
قد أجد معنى جميـلا" واحـدا" للـذكــــرى .. !
هو أنني عشـت ولمـ أكن يوما" من الايـام .. أنـا !!