رجل أمن دولة
رواية
بقلم د. أحمد مراد
>>>>>>>>الحلقة الثالثة <<<<<<<<<<
تذوقت ايمان رشفة من الحساء الذي تعده وأعادت الغطاء الى الآنية وهي تهتف قائلة في نشوة
.. ( الله .. رئيسة قسم المطبخ في كلية الاقتصاد المنزلي هي بنفسها لن تستطيع اعداده بأفضل مما فعلت أنا )
وانهمكت في بقية أعمال المطبخ حتى دخل عليها أخوها د. عمرو المعداوي وهو يلهث قائلا
.. (( ها قد أتيت اليك بالبهارات التي طلبتها
متى سنتناول غدائنا ؟؟ .. أقسم بالله أني قد أحسست بمعاناة أطفال المجاعات في أدغال أفريقيا
أسألك الرحمة ولتنتهي .. ))
وقفت في مواجهته ووضعت يديها على خصرها وهي تقول في تحد وعناد
.. (( أولا يا سيد أنا لست الخادمة التي تأمرها وتنهاها مقابل الملاليم التي تلقيها اليها في آخر الشهر .. ثانيا .. وجبة واحدة من يداي يمكنك أن تعيش بها أعواما .. ))
لوح عمرو بيديه ولم يفه بحرف وانطلق
منتظرا اياها
فهو يعلم جيدا بأن الجدال معها لن يجدي بشيء
فهي أخته وهو أدري الناس بها
تمتاز بالشخصية القوية وحب السيطرة وتريد أن تكون هي دائما الآمر الناهي
وأن تكون كل نواصي الأمور بيديها
حتى أنها بالرغم من أنها أخته الصغرى و تعيش معه في شقته بالقاهرة لأجل دراستها بكلية الصيدلة بجامعة عين شمس .. بالرغم من أنها هي الأصغر
إلا انها تطلب منه مرتبه كاملا وتخبره بانها ستعلمه ما هو الاقتصاد وطرق الادخار وسبل تقنين مصاريفه الشخصية
وتلك نعم سيشعر بقيمتها فيما بعد حينما تبتعد عنه
ستكون قد تركت له أثرا يحيي عليه ويقسم أنها كانت أروع أيام حياته
عمروا بالرغم من أنه يحب مشاكستها ويستمتع بها
الا أنها تأتي في لحظات وتسبب له الضيق الشديد
فعنادها الشديد وعدم سماعها للرأي الآخر تتسبب أحيانا في مشاكل تجعله على وشك أن يضربها رغم أن سنها ومكانتها لا يسمحان بذلك
لا ينسى أبدأ حينما دعا عشرون من زملائه لتناول وجبة افطار بعد صيام يوم الاثنين
حينها اعترضت
وقالت .. (( انت دخلك لن يسمح بهذا ولست من الاثرياء .. كيف ستدعوا عشرين من الأطباء دفعة واحدة ))
قال لها بأنهم سيأكلون طعاما بسيطا غير مكلف وهم أصدقائه وستقبلون منه أي شيء
تقول له لا أنت عضو هيئة تدريس ويجب أن تقدم لهم ما يليق بمكانتك
حاول اقناعها بشتى الطرق ولكنها لم تقتنع وأقسمت بانها لن تعد لهم طعاما لو أتي بهم فعلا
ووقتها اضطر أن يشترى لهم طعاما معدا من أحد المطاعم المنتشرة بالقاهرة
وبالرغم من ذلك لا تخلو معاملات عمرو معها من بعض الألاعيب النفسية التي يجيدها بحكم تخصصه
هو يعلم بأنها تفرض قائمة الطعام التي سيتناولونها ولكنه حينما يود تناول صنف معين
يقول لها
استحلفك بالله ألا يكون طعام الغد هو كذا
فيحفز احساس العناد عندها وتقول له ما دمت قد اعترضت لن تتناول غيره لمدة ثلاثة أيام عقابا لك
فيقول .. (( رضيت بحكمك الديكتاتوري الظالم ))
وذات يوم قسى عليها بالتأنيب وأغضبها وحينما أراد مصالحتها بطريق غير مباشر حتى لا يعتذر عن خطأ لم يترتكبه
عند خروجه ذاهبا الى المستشفى أحضر قميصين له مختلفي اللون وذهب اليها قائلا
.. |(( من وجهة نظرك أي القميصين يناسبني اليوم ؟؟ ))
ابتسمت وقالت (( أرأيت ها أنت لا تستطيع الذهاب أو الاياب دون مشورتي ))
وعلى الفور ولأنه أعاد اليها احساس السيطرة نسيت ما مر بها
لا ينكر طيبتها وتدينها ولكن صفاتها الشخصية هذه حاول تغييرها أكثر من مرة
ولم يفلح أبدا ..
أتت اليه ايمان تحمل صينية الطعام وهي تقول له
.. (( أقسم لك لو تزوجت من هي بمثل براعتي سيكون ذلك من رضا والديك عليك .. تناول الآن واستمتع بأفضل وجبة ستتذوقها لمدة شهر ))
ضحك عمرو وقال
.. (( لماذا هل ستعتزلين المطبخ أم أنك ستطبخين باهمال لمدة شهر ؟؟ ))
شدت الصينية من أمامه وهي تقول .. (( هااا .. ))
ضحك وقال .. (( أعتذر .. ))
وتناولا طعام الغداء وهما لا يكفان عن الثرثرة
يتبع