الحلقــــــــه الســادســـــة
بقلم\يمنى حسن حافظ
كان صوت قارئ القرأن فى إذاعة القرأن الكريم يتردد صداه فى كل ارجاء منزل "مدحت" .....فى صباح يوم الجمعه مضفيا عبير روحانى جميل......وكشأن يوم الجمعه فى كل البيوت المصريه كان هناك طقوساً خاصه .... الا انها هنا تختلف قليلا ليصبح صباحاً احتفالياً بعض الشئ...
وله مذاق خاص ....فهذا اليوم المخصص لوليمة الافطار الضخمه .....التى يتشارك فيها الجميع العمل .....
ومع وجود العمه واولادها يصبح المنزل كخلية نحل ..لا يهدأ العمل فيها.....هذه "هدير" و"نهال" تعددن المنضده....وتضعن اقراص الطعميه الساخنه وارغفه الخبز الطازجه .... التى احضرها "حاتم" ....
وهذه "هناء" و"منيره" وقفتا فى المطبخ تتبادلان الضحكات مع "مدحت" الذى يضيف الاضافات على طبق الفول الذى يقوم بإعداده بنفسه هذا اليوم....
وهن تعددن قرص البيض المقلى الغارق فى الزبده الفلاحى .......وطبق السلاطه الضخم ......
وبالطبع لن تخلو القائمه من طبقى "المش" المعهود ....والمخلل المعد فى المنزل......
اما التوئمين فكانا يغطان فى نوم عميق على سرير "حاتم" والذى تركه لهم وفضل النوم على الاريكه .....
دخل حاتم الحجره وهو يصيح مازحاً : هيااااا يا كسلان انت وهو....الساعه قاربت على العاشره....هيا انهض يا اكرم...كرييييييييييييم ...يالكم من كسولين...
تمطع اكرم وتمدد وتقلب ومد شفتيه واغمض عينيه وقال فى تكاسل وخمول: يااااااااااه العاشره؟؟ اتركنى حتى آذان الجمعه.....
قال حاتم فى دهشه: الآذان؟؟ انت بالطبع تمزح؟؟ اتفوت الخطبه؟؟
رد كريم من تحت الغطاء : ليس دائماً....لكن حسب موعد استيقاظنا ...ولكن دائما نلحق بالصلاه .......
رد حاتم :الا تعلما ان حضور خطبة الجمعة واجب.. ويحرم الانشغال عنها....
نهض "اكرم" وقال فى تكاسل :تقصد ان صلاتى لا تحسب؟؟
قال حاتم: لا... بالطبع تقبل صلاتك ولكنك تفوت على نفسك خيرا كثيرا بعدم حضور الخطبه....فكيف تفوتها؟؟
رد كريم ساخرا من اكرم : نعم ولكنه لا يفوت بدايه فيلم فى السنيما ...فـــاشل كبيراكرم هذا.....
تجاهل حاتم تلك الدعابه وقال بلهجة جاده : إذن هيا يا رجال...الافطار ينادينا.... ثم نسرع للمسجد سويا ما رأيكم؟؟
كم كان يؤلمه ان اولاد عمته لا درايه لهم بأحكام صلاة الجمعه ...شأنهم شأن معظم جيلهم....ولكن النصيحه الهادئه قد تغير كثيراً....
وبالفعل نهض التوئمين فى سرعه وتجمعت الاسره على مائدة الافطار ......التى انقض الجميع عليها بمنتهى النهم .....
وذهب الرجال الى المسجد..فى حين لزمت النساء المنزل ..يكملن الترتيبات المعهوده ....
ودق جرس الباب...
نظرت هدير من عين الباب واسرعت تفتح وهى تضحك وتقول : "نوران" ؟؟ فى موعدك بالضبط .
دخلت نوران جارة هدير بالعماره....وصديقة الطفوله ....مبتسمة بوجه هادئ الملامح رقيق الطله وعيون بنية اللون صغيره وانف دقيق ....وملامح طفوليه....زاد من جمالها ذلك الحجاب الابيض اللون الذى غلف جمالها بشئ من الشفافيه والبرائه.....
فى حين استقبلتها "هدير" بوابل من القبلات الحاره والاحضان وكلمات الترحاب ....
هدير: حبيبتــــــــى.....أوحشتينى جدا......كيف حالك ؟؟
نوران بصوتها الهادئ الخافت: انت الاخرى اوحشتينى يا دودو..... ها..طنط منيره هنا؟؟
اجابت هدير :طبعا وقد سألت عليك ..انها بالداخل
نوران :سأشكو لها منك !! وعن انشغالك عنى !!
منذ اجازة نصف العام وانا احاول ترتب موعدا لتحضرى عندى الكليه؟؟ ما كل هذا الانشغال؟؟؟ انها آخر سنه لى فى الكليه انتهزى الفرصه .......
ضحكت هدير وقالت :الا عمتى!!!!!! والله .... كنت افكر في هذا الموضوع ..ما رايك فى غداً السبت؟
نوران: جميل......غدا يوم رائع باذن الله ....واين طنط "هناء" اريد ان احييها....
ثم اضافت ضاحكه محاولة ان تغيظ هدير:واخبرها عن موضوع العريس .....
فتحت هدير عينيها وقالت بفرحه غامره : عريس؟؟.....مبرووووووووك
ودخلتا تمازحان بعضهما البعض حيث كانت السيدتان جالستان تستمتعان بفنجانى القهوه المظبوطه فى الصاله.... تحت الشباك المفتوح والذى دخلت منه اشعة الشمس ونسمات من الهواء المنعش....و"نهال" ترتشف الشاى فى استرخاء .............
جلست الصديقتان بعد شلال من القبلات والكلمات المرحبه والمطمئنه على والدة "نوران " واخواتها البنات الثلاثه...وما ان اخبرت "نوران" والدة هدير بموضوع العريس حتى كست خيبة الامل وجهها بعض الشئ ولكن سرعان ما ارتسمت البسمه مره اخرى وقبلتها مهنئه اياها قائله :ربنا يتمم بخير يا حبيبتى....انت تستحقين كل خير..
لم يلاحظ احد هذه النظره الحزينه فى عيون "هناء" الا "منيره" والتى لم تعلم لها سبباً فظلت تفكر وتضع الاحتمالات أكانت "هناء" تتمنى من كل قلبها لو تزوج "حاتم" من "نوران"؟؟
ام انها تعلم ان "حاتم" يكن لهذه الفتاه مشاعر ما؟؟
وان كان كذلك ..لم لم يسارع بخطبتها؟؟
وان كان حاتم ينوى ان يتزوج...فلم لم يفكر فى ابنتها هى "نهال"؟؟
اسئلة كثيره ومحيره دارت بعقل منيره الذى حتما لن يرتاح وهى لن تهدأ الا ان عرفت كل الاجابات ....
فما هو السر يا ترى؟؟؟
**************************************
"حبيبتى ..انت تعلمين؟؟ حبيبتى كيف تهربين؟؟
مشاعرنا تأخذنا بعيدا....هناك على الشاطئ الذهبى.....نراقب الغروب ...يدى فى يدك ....
اسمعى دقات قلبى...تعرفى كم اذوب فيكى"
انطلقت تلك الكلمات بصوت المغنى الاجنبى من السماعت الخاصه بجهاز الكومبيوتر الذى جلست عليه "سماح"...الاخت الصغرى لساره......فى حين كانت "ساره" لا تزال تتقلب فى فراشها ......وتغطى اذنيها بوسادتها محاولة استكمال نومها..ولكن لا فائده ....
وما هى الا لحظات حتى شبت المعركه العنيفه بين الاختين.....تبادلتا الصراخ والعويل ....
ساره:اغلقى هذا الشئ يا مزعجه والا حطمته فوق رأسك!!
سماح: لا شأن لكى بى .....هذه حجرتى انا الاخرى.....افعل فيها ما يحلو لى....
ساره وقد قفزت من سريرها وامسكت اختها من ملابسها وقالت فى تحد : تفعلى ما اقول انا .........وما آمرك به يا.................
وسبتها بلفظ قبيح وبصوت عالى مزعج.........هرعت الام وهى تصرخ فى عصبيه : صوتكما عالى!!!! ساره....ماذا حدث؟؟؟
تداخلت الاصوات بين ساره وسماح كل منهن تريد ان تحكى الموضوع من وجهة نظرها ....فى حين صرخت الام وقذفت الوساده عليهما وهى تنعى حظها فى ابنتيها......ثم قالت:سماح...........اسمعى كلام اختك الكبرى....كفاكى ضجيجا .....حتى يوم الجمعه ؟؟ اريد بعض الهدوء فى المنزل....ً
فدبت سماح بقدميها على الارض فى غضب وهى تغادر الغرفه و تلوح بيديها لامها وتقول :يووووووووووه كل مره تأخذين جانبها ...الست انا الاخرى ابنتك؟؟؟؟ حسناً ساخبر ابى !!!!
قلبت الام شفتيها وصرخت فى وجه ساره :اتمنى ان تكونى راضيه الان!!!
لا ادرى ماذا افعل معك ؟؟
ثم ظلت تردد نفس الكلمات التى اعتادت ان تذكرها فى كل موقف يحدث عن ان والد "ساره" النذل طلقها وتركها بمفردها بطفله لا تزال شهورا و بدون نقود....وانها كادت ان تتسول اللقمه....حتى تزوجت رجل اعمال وكيف وافقت ان تكون الزوجه الثانيه حتى تستطيع ان توفر المتطلبات لابنتها ....وان سماح هى الاخرى ابنتها وليس معنى انها من اب آخر ان تعاملها ساره
هذه المعامله الجافه والقاسيه......وتنسى انها اختها ......
كانت هى تتحدث فى حين انشغلت "ساره" بالعبث فى لوحة التحكم بجهاز الكومبيوتر ...... و كانت تخرج لسانها وتهز رأسها فى سخرية من حديث امها المعاد والمتكرر.....ثم قالت بمنتهى قلة الذوق :نعم نعم...سمعت هذه الحكايه الاف المرات.....لا تجبرينى ان اتحملها ....هى ابنة زوجك وهى مجرد طفله بائسه تهرع الى والدها للبكاء.....كل مره..
رفعت والدتها حاجبيها وقالت : و اختك ايضاً!!! وهل والدها هذا لم يشترى لك سياره خاصه؟؟ الا يعطيكى المال بدون حساب ؟؟؟ الا يتركك تذهبين وتجيئين اى وقت دون قيود او حتى عتاب؟؟؟
يالك من ناكرة جميل ....!!!
هزت ساره كتفيها فى عدم اكتراث واضح وقالت بشئ من الخبث : نعم..هذا حقى.....فبعد ان حرمنى من ان تكونى امى لى وحدى... لابد ان يقدم لى كل شئ..... الا يكفى انى بلا أب؟؟؟ وهو ينعم بابنته بين احضانه.......
نهضت امها ساخطة عليها تغادر الحجره وهى تردد :انت مجنونه......من التى تنعم بوالدها؟؟ تقصدين اولاده من زوجته الاساسيه .....اما نحن فلا؟؟ انت تعلمين اننا الخيار الثانى له ......ما هذا التفكير المعقد يا ساره أهذا اتفاقنا؟؟؟؟؟
وما هى الا لحظات وعادت تدلف الحجره مره اخرى ....تحتضن ساره وتقبل رأسها وتقول لها فى همس...: انت المفضله لدى وانت تعلمين ذلك....ومادمت تحصلين على ما تريدين...فما الداعى لهذا الكلام؟؟ اعقلى يا ساره حتى لا نخسر انا وانت هذا النعيم الذى نعيش فيه ...
هدأت ساره وقبلت والدتها فى دلال وقالت :انت تعرفين انى عصبيه وان سماح تثير اعصابى باسلوبها الساذج.....ولكن لك ماتطلبين....اعطنى مائه جنيه حتى اصلح نفسيتى المحطمه !!
ضحكت امها وقالت: بنت امك يا لك من مصيبه....غدا أزوجك لأغنى رجل ...وسأجعلك تنعمين وتغرقين فى الاموال .....ولن تحتاجى لاحد بعدها....
كان حوارا غريبا.....ولكن ليس بغريب على هذا البيت....فوالدة "ساره" تعتقد ان السعاده فى المال الوفير....تسعى دائما لتضخيم حساباتها فى البنك وسحب الاموال من زوجها والذى لا يعيش معهم فى نفس البيت بل فى محافظه اخرى مع زوجته الاولى واولاده ...وهو الاخر يخدع زوجته الاولى ....ويحاول ان يعوض غيابه بالاغداق بالاموال علي الزوجه الثانيه ...علاقات مركبه لا ينتج عنا الا شخصيه مثل شخصية "ساره" ......
*************************************
انتهت صلاة الجمعه وقارب موعد صلاة العصر ولا يزال "باسم" يغط فى نوم عميق بعد ان قضى ليلته مع اصدقاؤه امام شاشة التلفاز وانهاها بجلوسه على الكومبيوتر لمدة خمس ساعت متواصله يتحدث فى غرف الدرشه.....حتى اذا بزغ الصباح تسلل الى فراشه لينام..............
دخلت والدته الحجره تفتح الشباك وتصرخ به ....: ما هذه القذاره؟؟ اكان اصدقاءك ساهرون هنا بالامس مره اخرى؟؟؟
ادار وجهه واشار لها بيده ان تصمت وتغلق الشباك...فثارت بشده وهى تصرخ وتقذفه بالملابس المتناثره على الارض هنا وهناك ...ثم مالبثت ان شدته من يده وقالت :استيقظ...انهض حالا....يا باسم...
رد باسم بإستهتار شديد: ماذا هناك؟؟ ماذا تريدين؟؟
قالت الام بعصبيه : الم اخبرك انى لا اوافق على التدخين و السهر هنا فى المنزل؟؟
قال ببرود: يا دكتوره ....ما المفترض بى ان افعل وانت طوال الليل فى المستشفى؟؟ اكلم نفسى؟؟
قالت وقد استعادت بعض من هدوئها: يا ابنى...انا طبيبه ومواعيد عملى ليس بيدى... انت تعلم ذلك و لم تعد صغيراً....وليســ
قاطعها وقد هز رأسه بملل...: اووووووووف مناقشات كل يوم.....
لم تعلق امه على اسلوبه وانما اكملت كلامها: نعم مناقشات كل يوم ..... هيا لا تتعب قلبى فى الكلام انا منهكه واريد ان انام ....
باسم: وما المطلوب منى الان؟؟
امه: سأخذ حماما و لتذهب واحضر لنا بعض الطعام فالثلاجه فارغه تماما....
باسم بسخريه : الم تسمعى ابداً عن خدمة التوصيل للمنازل يا دكتوره؟؟
ضحكت وقالت: سمعت ولكن اريدك انت ان تختار الطعام اليوم ..ما رأيك؟؟
فهم ما ترمى اليه والدته فقال بخبث : اذن اعطنى مائه جنيها وسوف احضر لك الذ وجبه كباب وكفته..
رفعت امه حاجبيها وقالت: هى خمسون جنيها فقط لا غير ...هيا لا تتأخر..
وتركته وذهبت............فى حين طلب هو المحل بالهاتف وهو لا يزال فى فراشه.... وهو يفكر بغيظ ويحدث نفسه ويقول :اما زالت تعتقد انى ذلك الطفل الساذج وانى ساطير فرحاً انى آكل طعاما من الخارج؟؟؟
يالها من ام مهمله .................هكذا يظن باسم.......ولكنها بالطبع طبيبة ناجحه .....وشريكه فى مستشفى استثمارى ضخم....
هذا هو واقع الامر..................واقع مرير ومؤلم...... الجميع فيه ضائع؟؟
الآبــــــــــــــــاء...... .....................و الابنـــــــــــــــــــا ء
************************************
مضت الساعات ومر باقى يوم الجمعه على كل البيوت المختلفه.... هذا بيت ممتلئ عن آخره بالافراد المحبون..............وهذا بيت يمزق من فيه بعضهم البعض ...............وهذا بيت خالى الا من شخص وحيد يقضى معظم وقته مع نفسه......
حتى اذا اصبح الصباح ليوم السبت ورحلت العمه واولادها مع "حاتم " فى سياره والده ليوصلهم الى المحطه......ثم يواصل طريقه لاكمال باقى اوراقه الرسميه التى يحاول استخراجها.......
واتجهت كل من هدير ونوران الى الجامعه بعد ان استأذنت هدير والدها فى قضاء اليوم عند نوران بكليتها ووافق .....
دخلت "هدير من بوابه كلية البنات وكانها تخطو الى عالم جديد مختلف..............استعادت ذكرياتها عن ايام المدرسه الثانويه بنات حيث لم يكن الاختلاط فيها ممكنا عكس كلية الاداب التى تدرس فيها الان......
الاختلاط فيها سمه من سماتها..........فتجلس الفتيات بجوار الشباب كتف الى كتف ...فى منظر مألوف وغير منتقد....اما هنا فالوضع حتما مختلف .......
كانت الساحه مملئه عن آخرها بالفتيات اكثرهن محجبات ...وبعضهن منقبات .......وافترشن الارض كما يحدث فى كليتها الا ان هنا تستطيع اى فتاة ان تأخذ راحتها دون الاكتراث بمن سيراها او من سينظر اليها...فكلهن فتيات..
ياله من جو غريب ..ولكنه مريح نوعاً ما............
نسيت هدير كل شئ عن كليتها....عن شلة الاصدقاء ...حتى انها نسيت امر "باسم" ومكالمته المزعجه .....فكانت فى حاله من التعجب.....والانبهار.
حتى اخرجتها رنة هاتفها المحمول من افكارها وشرودها....وكانت "ساره" ...
فى محاولة لان تعرف ان كانت هدير بالمنزل ام لا....؟؟
فاخبرتها هدير بانها فى الخارج مع صديقه لها ..وانها لن تحضر الى كليتها اليوم ....وسوف تهاتفها حين تعود الى المنزل.............
وبذلك تأجلت الخطه الموضوعه التى اتفقت عليها ساره مع باسم ...ولكن لم تتأجل لوقت بعيد...............فساره وباسم عزما على هذا الامر ولن يوقفهما أى شئ...
حان وقت محاضرة هامه "لنوران" فإستأذنت الدكتوره الخاصه بمادة الادب الانجليزى فى حضور هدير للمحاضره..... وقبلت بل ورحبت بوجودها ....ومر الوقت مفيدا ورائعاً ولكن .........فى منتصف المحاضره تماما تعالت الاصوات من الخارج..... وتداخلت بصراخ حاد صادر من ساحه الجامعه فحدث هرج ومرج شديدين داخل قاعة المحاضرات.............
وفجأه حدث ما لم يتوقعه احد..............حدث ما لم يكن ابداً فى الحسبان............؟؟؟
يتـــــــــــبع بإذن الله