قهوتنا على الانترنت
صفحة 4 من 10 الأولىالأولى 12345678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 96
  1. #31
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    معلشي ياجماعة اانا كان عندي مشكلة فى النت والله
    سامحوني
    شكراً لمروركم الجميل ده
    واحنا مابنتهددش ياقطقوطة
    وكبري الخط شوية

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    الحلــــــــــــــــقه الخــــــــــــامسه
    بقلم\يمنى حسن حافظ


    كان النهار قد انتصف وقاربت الساعه على الواحده ظهراً وفى حرم الجامعه حيث تجمع كل الطلاب هنا وهناك.... يقفون يتجمعون ..... يجلسون على الارائك الخشبيه التى امتلاءت بها ساحة الجامعه ...او حتى يفترشون الارصفه الداخليه للجامعه.... .وتصاعدت الاصوات المتداخله ... والضحكات العاليه والعبارات المتناثره ......فى الاجواء ....معلنة انه يوم دراسى عادى جدا فى الجامعة.....
    وتحت شجره من اشجار الجامعه العتيقه...والتى حفر على جذعها الاف الاسماء ورسمت القلوب والاسهم وحروف باللغه الانجليزيه فى منظر مشوه لجمال الطبيعه........ جلس اربعة شباب يستندون الى الجذع الباهت.... يرتدى كل منهم البنطال من الجينز الازرق ... وعليها التى شيرت القطنى ذو الالوان الصاخبه والتى تداخلت فيها التطريزات ذهبية اللون حتى تجعل من يراها يتساءل اهى حقا ملابس تخص الرجال؟؟
    وبجوارهم وقفت تلك الفتاتين تتحدثان معهم وتتبادلن الضحكات العاليه .... والمزاح ......وقد ارتدت احداهن بنطالا من الجينز الضيق جدا ...وعليه بودى يكاد يتمزق ...وتتدلى من رقبتها قلاده ضخمه ....تناسب لون البودى بالطبع ... واطلقت خصلات ملونه فى شعرها .....اما الاخرى فتشبهها فى ملابسها الا انها ترتدى الحجاب الملون فوق رأسها !!!
    فجأه وقف شاب من الجالسون ارضاً .. وهو يشير الى بوابة الجامعه وقال بصوت عالى...:بااااااااسم وصل يا عيال ...زغرتى يا بت...هههههه
    التفتت الفتاتين ولوحتا بدلال لباسم الذى كان .... يمشى بثقه شديده وهو يحمل الجيتار بين يديه ويضع بعض الاوراق الملفوفه فى الجيب الخلفى لبنطاله ..........فاخذ يلوح لهم بيديه فى حركه استعراضيه وكأنه يحى الجماهير...
    كان مشهدا يومى متكرر.....فهذا هو مكان جلسة شلة "باسم" المعتاد....وهؤلاء هم اصدقاءه .....وهنا يتحرك ويتصرف على حريته على عكس ان ذهب عند هدير فى كلية الآداب....فيضطر لان يتحدث ويتحرك و حتى يتنفس بحساب....
    وقف يتكلم مع اصدقاءه ومن خلفه ظهرت "ساره" بخطواتها المتهاديه.....وشعرها الاصفر ذو الخصلات الذهبيه....وقرط اذنيها الكبير المتدلى حتى رقبتها.......بوجهها الممتلئ بمساحيق التجميل التى حتما لا تناسب الصباح.....وبعيونها الزرقاء بفضل عدسات لاصقه......وما ان وصلت خلف باسم حتى ضربته على كتفه بكلتا يديها ضربة اصدرت صوتا مكتوما .....وهى تقول: انت جيت يا منيل..هههههههههه
    لم يهتم "باسم"بهذا الضربه الشديده ..بل قال فى سرعه : اين انت منذ الصباح؟؟ ها ماذا فعلتى...؟؟
    ساره بخبث : تريد ان تعرف؟؟ قبل يدى وقل ارجوك عشر مرات......
    اخرج باسم من محفظته ورقه ماليه بخمسون جنيها ولوح بها لساره وهو يبتعد قائلاً: يبدو ان احدا سيضيع عزومه رائعه اليوم......لقد اخذتها من امى هذا الصباح لشراء كتاب المحاسبه هههههههه
    لا تتكلمى وكما يحلو لك يا ساره!!
    هرعت ساره تجرى خلفه وهى تشده من طرف ملابسه :لاء....ارجوك....لقد وعدتنى يا نذل....تعالى ساحكى لك كل شئ.....ولكن لنجلس فى مكان بعيد ....نستطيع فيه ان نتحدث...............
    وتحدثا.............وابلغته برسالة "هدير" فما كان منه الا ان قلب شفتيه وقال بامتعاض : حسنا يا ساره اعطينى رقم منزلها وساحدثها انا بنفسى اليوم ....ولنر الى اين سنصل...
    وبالفعل اعطته ساره هاتف منزل هدير ..........دون اى تفكير فى العواقب او النتائج..........دون اى اكتراث بما سوف يحدث...............
    ****************************************

    صدمــــــه............. الكلمه المناسبه والوحيده التى قد تصف حاله ""هدير" حين آتاها صوت "باسم" عبر الهاتف يهمس بصوت خافت وكأنه يخاف ان يسمعه احد :هدير؟؟؟ كيف حالك يا هدير؟؟
    فانتفضت بشكل لا ارادى......وان اقتربت من جبينها لتمكنت من رؤيه نقاط العرق الصغيره وهى تخرج من مسام بشرتها ...لتتحول الى حبيبات كامله تنحدر على جانبى وجهها......لو إقتربت اكثر لاستطعت ان تلاحظ تلك الاختلاجات العصبيه التى اصابت بعض عضلات وجهها بكل وضوح......
    شعرت بثقل فى انفاسها وكان الهواء صار لزجاً......وصار حلقها جاف بشده .......شعرت ان اقدامها لا تستطيع ان تحمل ثقل جسدها.....كأنها تغوص فى ارضية الحجره.......
    كل هذه المشاعر انتابتها فى لحظات..............نعم لحظات ولكنها لحظات فاصله بالنسبه لها........
    جالت بعيونها فى كل الوجوه الموجوده بالصاله حولها ...شاهدتهم يتحدثون....ولكن لم تسمع صوتاً...عدا صوت دقات قلبها المتسارعه.....توقفت عيونها عند "حاتم" الذى كان يتحدث والتقت عيناه بعيناها فى التفاتة منه لم تتجاوز جزء من الثانيه ......رأى النظره المرتسمة على وجهها فايقن بان هناك خطباً ما.....فاطال النظر اليها......
    هنا انتبهت "هدير".......و هنا فقط واتتها الشجاعه ليخرج صوتها الواهن المرتجف وتجيب على الهاتف بكلمات معدوده...محدوده.. : عفواً لقد اتصلت بالرقم الخاطئ...
    وأغلقت الهاتف....ووضعت يدها التى ترتعش على السماعه الموضوعه وكأن لسان حالها يقول:ارجو ان صمت...ولا تدق مره اخرى.
    وبالفعل ..لم يدق الهاتف مره اخرى......
    نادتها "منى" وهى تقول بصوت اخترق افكارها واخرجها من شرودها: "دودو" انهيت مكالمتك فى الهاتف؟؟ هيا الان ...تعالى سابدأ الحديث وستفوتك اهم لقطه فى الفيلم..هههههههه
    وتبعتها "نهال" : يبدو ان "هدير" فقدت الرغبه فى سماع حكاياتك الممله يا "منى"....ههههه اليس كذلك يا هدير؟؟
    أخذت هديرنفساً عميقاً وقالت بصوت منخفض وهى تهز رأسها :لا ..بالعكس ...سأحضر بعض الماء وآتى حالا....ثم سالت الجميع بصوت اعلى....من يريد بعض الشاى؟؟
    وآتاها رد الجميع......فتوجهت الى المطبخ مسرعه عسى استجمعت اعصابها مره اخرى........نعم قابلته من خلف ظهر اهلها.....نعم جلست معه فى الحديقه .....ولكنها فى النهايه لم تكن من تلك االفتيات ذوات القلوب الحديديه والاعصاب الفولازيه......لتستقبل مكالماته وهى فى المنزل!!
    فهى حتى لم تجرؤ على اعطاؤه رقم هاتف منزلها.....فمن اين أتى به يا ترى؟؟؟
    وأى جراءة تلك التى يتمتع بها ليتصل بها اليوم و بعد ما حدث؟؟
    هل يعتقد انه بذلك يبرهن على حبه لها؟؟؟؟ الم يكتفى بمصيبة واحده؟؟
    كانت مشاعرها كلها مختلطه.....فهى لن تنكر بينها وبين نفسها انها تكن له كثير من المشاعر البريئه...والاحاسيس الرقيقه......نعم تفتقده حين يغيب ....تتلهف لرؤياه كل يوم حتى ان لم يتبادلا الحديث ....تنتظر رناته القصيره على هاتفها المحمول...وكانت تحب ان تتحدث عنه مع "ساره"...لكن الان لم تشعر بالغرابه هكذا؟؟
    لم استشعرت الخطر بمجرد سماع صوته؟؟
    هديــــــــــــــــر!!!
    انتفضت ...والتفتت بسرعه حتى انها افلتت الصينيه الفارغه من بين يديها ....لترتطم بالارض مصدرة صوت عال مزعج ...كان حاتم..يقف خلفها مباشرةً....
    حاتم: هدير...ما بك ؟؟ كل هذا الوقت تعدين الشاى؟؟
    اجابت هدير بارتباك شديد:لاء انا....اقصد....لقد انتهيت....
    وظلت تتحرك امامه فى توتر واضح وهى تضع الاكواب وتضع السكر ...فى حين مد حاتم يده نحو باب الثلاجه ليأخذ زجاجة من الماء البارد... مدت يدها لتمسك البراد الساخن............. قال لها حاتم ويده تسبق يدها نحو البراد : اتركى لى هذه المهمه ...وصبى بعض اكواب الماء .....وخذيهم للخارج...
    هدير: ها؟؟ حاضر....
    خطت خطوه وهى تحمل الصينيه الممتلئه باكواب الماء .... ثم عادت مره اخرى الى المطبخ ...وضعت الصينيه على طرف المنضده وقالت فى صوت أقرب الى الهمس : حـــاتم!!! انا.... اريد ان اخبرك بشئ ....تعرف انى لن اخفى عليك شئً ....ولذلك اريد ان اخبـــــ......
    قاطعها حاتم وربت على كتفها قائلا: مارايك ان تتركى هذا الحديث الان..؟؟ ولنكمله فيما بعد... حين يكون الظرف مناسباً.... الن يكون هذا احسن؟؟
    وابتسم ابتسامة رقيقه واشار بيده للخارج لينبهها الى وجود ضيوف لديهم.....
    ابتسمت هدير ابتسامة راحه...وهزت رأسها موافقه وحملت الصينيه المحمله بالماء ومن خلفها حمل "حاتم" صينية الشاى وخرج الاثنان نحو الصاله كانت تشعر انها بالتأكيد احسن حالاً............ما اجمل ان تشعر ان لك شخصا تستطيع ان تحدثه وتستشيره....ما اجمل الشعور بالراحه.......
    **************************************
    مد المهندس حمدى قدميه فى استرخاء كامل امام شاشة التلفاز دون ان يعيراى من الحاضرين اهتمام...حيث كان يتابع مبارة معاده لكرة القدم بالدورى الانجليزى ....
    وبين لحظه واخرى ينسى نفسه تماما ويندمج فى التشجيع بصوت صاخب ....:شوت يا اااااااااااااا غبى...ما هذا التهريج......
    فتصمت على صوته كل الاصوات المتحدثه..ثم ينفجر الجميع ضحكا ...فالمهندس حمدى مشهور عنه عصبيته الشديده لكرة القدم كما يعرف عنه قلة الكلام والحديث الا ان كان الموضوع يختص بالكره واللاعبين ......
    مصمصت "منيره"شفتيها وقالت "لنجوى": ايه ده ياختى؟؟ امازال زوجك مهووس بالكره؟؟
    "نجوى" : ياااااااااه بالطبع..ولكنى تعودت على ذلك.....وعلى طقوسه الخاصه ايام المباريات الهامه...
    "هناء": احمدى ربك انه يشاهد المباريات فى المنزل بدلا من جلوسه على القهوه او ما يسمى كافى شوب
    "منيره" : ايه ال كوف شرب ده؟؟
    يتدخل ابنها أكرم فى الحديث معلقا على والدته: شرب ايه بس ياحجه "منيره" ........ دايما فضحانا كده..هههههههه
    وفى حركه تلقائيه وسريعه مدت يدها لتضربه على ظهره حين جرى سريعا من امامها ضاحكا وهو يسمعها تقول : ولد...عيب ..والله انت ناقص تربيه....اترين ما يقول هذا الولد...
    "هناء" :جيل هذه الايام....اكانت واحده منا تستطيع الجلوس هكذا مع والدتى وخالتى يرحمهما الله فما بالك بالتدخل فى احاديثهن؟؟
    "نجوى" : كانت امنا الله يرحمها حين ياتى زوار للمنزل بنظره واحده فقط نفهم وندخل لنجلس فى حجرتنا .....حتى لو كانت والدتك يا "منيره" الله يرحمها ..كانت خالتنا وليست غريبه عنا.....ولكن كانت هكذا التربيه.....اما الان.....!!
    "منيره" : آآآآه وانا بالنسبه لاولادى عدم وجود اب خصوصا مع دخولهم على مرحلة الشباب مؤثر بشكل سئ جدا عليهم...لابد ان احدث "مدحت" اخويا حتى ينصحهم قليلا....لقد تعبت بمفردى....
    ردت "هناء " وقالت بحماس: نعم ..حدثيه....انه خالهم ويحبون كلامه وسوف يطيعونه بالتأكيد..
    ظلت كل منهن تشكو للاخرى همها وتعبها فى تربيه الاولاد وتذمرهم وعدم جدية هذا الجيل...... فى حين ظل المهندس "حمدى" يتابع الكره بشغف لا مثيل له...غير مشترك فى حوار باقى الرجال عن الاعمال والنظم فى الشركات التى لها شريك اجنبى بمصر مثل شركة "حاتم" التى يعمل فيها محاسباً

    فى حين اختفى الشباب الصغير فى الشرفه يلعبون بالاوراق ..ويتبادلون رنات الهواتف المحموله الاحدث......
    اما حجرة "هدير" فكانت الجلسه البناتى اللطيفه والتى شاركتهم فيها "سالى" والصغيره سلمى حيث كان للحديث باللغه الانجليزيه النصيب الاكبر من الحوار ......عن حب "سالى " لمصر وانتقادها لبعض للعقليات الرجعيه كما تراها خصوصا فيما يحدث لها كلما ذهبت لمكان عام او لشراء بعض الحاجيات....طلبها الوحيد هو الطابور.....والالتزام بالدور والنظام......ومعاناتها مع "حامد" فى عدم وجود نظام فيما يتعلق بمواعيد نوم طفلتهما مبكرا يوم الخميس بحجه انه نهاية الاسبوع .... وما بين ذلك وذاك.....تعالت الضحكات..حتى انتصف الليل تقريبا............فحان موعد رحيل الجميع.....عدا العمه و اولادها الذين اعتادوا قضاء يوم الجمعه ايضا ..ويشدون الرحيل يوم السبت مبكرا....
    **********************************************
    دق الهاتف عند باسم فى منزله حين كان يجلس مع اربعه من اصدقاءه يتابعون فيلما من الافلام العنيفه ...ويدخنون السجائر حتى امتلاء المكان بعبق الدخان الثقيل .......
    قفز احدهم يلتقط السماعه ويجيب الهاتف فكانت "ساره" فنادى على "باسم" بصوت مازح قائلاً : كلم يا روميو.....
    ثم غمز بعينه لباقى الاصدقاء وعض على شفتيه وقال بصوت خافت: ايه ده؟؟ صوتها يجنن...
    فتعالت الضحكات والتعليقات والكلمات البذيئه.....فى حين اخذ "باسم الهاتف واسرع الى الداخل وهو يلوح لهم ويتوعدهم بعقاب شديد ....
    باسم: هاى ساره
    ساره: هاى باسم...عاملها غرزه!! هههههههه
    باسم: ابدا والله ...مجرد سهره بريئه....ماتيجى؟؟
    ساره:هههههههههه بعينك ...عايز الواد بتاعى يقطع رقبتى....ها كلمتها؟؟
    باسم: وكان لديهم ضيوف وضوضاء ..فاغلقت الهاتف دون ان نتحدث....
    ساره: وماذا ستفعل؟؟ لست ادرى لماذا هدير بالذات؟؟؟
    ليست مثل باقى الفتيات الروشه!!!
    باسم ضاحكا: القلب وما يريد.....وانت ال فى القلب يا جميل ههههههههههه
    ساره: ههههههههههه ده اتوبيس مش قلب ...
    كان حوارا مملا....سخيفا ....مبتذلا......يدل على فراغ العقول ...وانحدار الاخلاقيات....
    وفى نهايته اقترحت ساره اقتراحا غبياً....ولكنه لا يصدر الا من عقليه فارغه مثل عقليتها.......
    اقترحت على باسم ان يذهبا سويا بسيارتها الخاصه تحت منزل هدير....فتصعد هى وتقنع هدير بالخروج معها دون اخبارها ان هناك من ينتظرهما فى السياره....فتضع هدير امام الامر الواقع........وتيسر لباسم رؤية هدير بسهوله..!!!!
    فكره رائعه...........هكذا أعتقد باسم..........
    فكره جهنميه..............هكذا اعتقدت ساره
    ولكن ترى ماذا ستعتقد هدير؟؟؟؟؟

    يتـــــــــــــبع بإذن الله



  3. #33
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    وعشان اتأخرت عليكم هنزلكم كمان حلقة يالا خالي الجعان يشبع
    شكراً لكم ويارب تعجبكم

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي



    الحلقــــــــه الســادســـــة
    بقلم\يمنى حسن حافظ

    كان صوت قارئ القرأن فى إذاعة القرأن الكريم يتردد صداه فى كل ارجاء منزل "مدحت" .....فى صباح يوم الجمعه مضفيا عبير روحانى جميل......وكشأن يوم الجمعه فى كل البيوت المصريه كان هناك طقوساً خاصه .... الا انها هنا تختلف قليلا ليصبح صباحاً احتفالياً بعض الشئ...
    وله مذاق خاص ....فهذا اليوم المخصص لوليمة الافطار الضخمه .....التى يتشارك فيها الجميع العمل .....
    ومع وجود العمه واولادها يصبح المنزل كخلية نحل ..لا يهدأ العمل فيها.....هذه "هدير" و"نهال" تعددن المنضده....وتضعن اقراص الطعميه الساخنه وارغفه الخبز الطازجه .... التى احضرها "حاتم" ....
    وهذه "هناء" و"منيره" وقفتا فى المطبخ تتبادلان الضحكات مع "مدحت" الذى يضيف الاضافات على طبق الفول الذى يقوم بإعداده بنفسه هذا اليوم....
    وهن تعددن قرص البيض المقلى الغارق فى الزبده الفلاحى .......وطبق السلاطه الضخم ......
    وبالطبع لن تخلو القائمه من طبقى "المش" المعهود ....والمخلل المعد فى المنزل......

    اما التوئمين فكانا يغطان فى نوم عميق على سرير "حاتم" والذى تركه لهم وفضل النوم على الاريكه .....
    دخل حاتم الحجره وهو يصيح مازحاً : هيااااا يا كسلان انت وهو....الساعه قاربت على العاشره....هيا انهض يا اكرم...كرييييييييييييم ...يالكم من كسولين...

    تمطع اكرم وتمدد وتقلب ومد شفتيه واغمض عينيه وقال فى تكاسل وخمول: يااااااااااه العاشره؟؟ اتركنى حتى آذان الجمعه.....

    قال حاتم فى دهشه: الآذان؟؟ انت بالطبع تمزح؟؟ اتفوت الخطبه؟؟
    رد كريم من تحت الغطاء : ليس دائماً....لكن حسب موعد استيقاظنا ...ولكن دائما نلحق بالصلاه .......
    رد حاتم :الا تعلما ان حضور خطبة الجمعة واجب.. ويحرم الانشغال عنها....
    نهض "اكرم" وقال فى تكاسل :تقصد ان صلاتى لا تحسب؟؟
    قال حاتم: لا... بالطبع تقبل صلاتك ولكنك تفوت على نفسك خيرا كثيرا بعدم حضور الخطبه....فكيف تفوتها؟؟

    رد كريم ساخرا من اكرم : نعم ولكنه لا يفوت بدايه فيلم فى السنيما ...فـــاشل كبيراكرم هذا.....
    تجاهل حاتم تلك الدعابه وقال بلهجة جاده : إذن هيا يا رجال...الافطار ينادينا.... ثم نسرع للمسجد سويا ما رأيكم؟؟
    كم كان يؤلمه ان اولاد عمته لا درايه لهم بأحكام صلاة الجمعه ...شأنهم شأن معظم جيلهم....ولكن النصيحه الهادئه قد تغير كثيراً....
    وبالفعل نهض التوئمين فى سرعه وتجمعت الاسره على مائدة الافطار ......التى انقض الجميع عليها بمنتهى النهم .....
    وذهب الرجال الى المسجد..فى حين لزمت النساء المنزل ..يكملن الترتيبات المعهوده ....
    ودق جرس الباب...
    نظرت هدير من عين الباب واسرعت تفتح وهى تضحك وتقول : "نوران" ؟؟ فى موعدك بالضبط .
    دخلت نوران جارة هدير بالعماره....وصديقة الطفوله ....مبتسمة بوجه هادئ الملامح رقيق الطله وعيون بنية اللون صغيره وانف دقيق ....وملامح طفوليه....زاد من جمالها ذلك الحجاب الابيض اللون الذى غلف جمالها بشئ من الشفافيه والبرائه.....
    فى حين استقبلتها "هدير" بوابل من القبلات الحاره والاحضان وكلمات الترحاب ....
    هدير: حبيبتــــــــى.....أوحشتينى جدا......كيف حالك ؟؟
    نوران بصوتها الهادئ الخافت: انت الاخرى اوحشتينى يا دودو..... ها..طنط منيره هنا؟؟
    اجابت هدير :طبعا وقد سألت عليك ..انها بالداخل
    نوران :سأشكو لها منك !! وعن انشغالك عنى !!
    منذ اجازة نصف العام وانا احاول ترتب موعدا لتحضرى عندى الكليه؟؟ ما كل هذا الانشغال؟؟؟ انها آخر سنه لى فى الكليه انتهزى الفرصه .......
    ضحكت هدير وقالت :الا عمتى!!!!!! والله .... كنت افكر في هذا الموضوع ..ما رايك فى غداً السبت؟
    نوران: جميل......غدا يوم رائع باذن الله ....واين طنط "هناء" اريد ان احييها....
    ثم اضافت ضاحكه محاولة ان تغيظ هدير:واخبرها عن موضوع العريس .....
    فتحت هدير عينيها وقالت بفرحه غامره : عريس؟؟.....مبرووووووووك
    ودخلتا تمازحان بعضهما البعض حيث كانت السيدتان جالستان تستمتعان بفنجانى القهوه المظبوطه فى الصاله.... تحت الشباك المفتوح والذى دخلت منه اشعة الشمس ونسمات من الهواء المنعش....و"نهال" ترتشف الشاى فى استرخاء .............
    جلست الصديقتان بعد شلال من القبلات والكلمات المرحبه والمطمئنه على والدة "نوران " واخواتها البنات الثلاثه...وما ان اخبرت "نوران" والدة هدير بموضوع العريس حتى كست خيبة الامل وجهها بعض الشئ ولكن سرعان ما ارتسمت البسمه مره اخرى وقبلتها مهنئه اياها قائله :ربنا يتمم بخير يا حبيبتى....انت تستحقين كل خير..
    لم يلاحظ احد هذه النظره الحزينه فى عيون "هناء" الا "منيره" والتى لم تعلم لها سبباً فظلت تفكر وتضع الاحتمالات أكانت "هناء" تتمنى من كل قلبها لو تزوج "حاتم" من "نوران"؟؟
    ام انها تعلم ان "حاتم" يكن لهذه الفتاه مشاعر ما؟؟
    وان كان كذلك ..لم لم يسارع بخطبتها؟؟
    وان كان حاتم ينوى ان يتزوج...فلم لم يفكر فى ابنتها هى "نهال"؟؟
    اسئلة كثيره ومحيره دارت بعقل منيره الذى حتما لن يرتاح وهى لن تهدأ الا ان عرفت كل الاجابات ....
    فما هو السر يا ترى؟؟؟
    **************************************

    "حبيبتى ..انت تعلمين؟؟ حبيبتى كيف تهربين؟؟
    مشاعرنا تأخذنا بعيدا....هناك على الشاطئ الذهبى.....نراقب الغروب ...يدى فى يدك ....
    اسمعى دقات قلبى...تعرفى كم اذوب فيكى"

    انطلقت تلك الكلمات بصوت المغنى الاجنبى من السماعت الخاصه بجهاز الكومبيوتر الذى جلست عليه "سماح"...الاخت الصغرى لساره......فى حين كانت "ساره" لا تزال تتقلب فى فراشها ......وتغطى اذنيها بوسادتها محاولة استكمال نومها..ولكن لا فائده ....
    وما هى الا لحظات حتى شبت المعركه العنيفه بين الاختين.....تبادلتا الصراخ والعويل ....
    ساره:اغلقى هذا الشئ يا مزعجه والا حطمته فوق رأسك!!
    سماح: لا شأن لكى بى .....هذه حجرتى انا الاخرى.....افعل فيها ما يحلو لى....
    ساره وقد قفزت من سريرها وامسكت اختها من ملابسها وقالت فى تحد : تفعلى ما اقول انا .........وما آمرك به يا.................
    وسبتها بلفظ قبيح وبصوت عالى مزعج.........هرعت الام وهى تصرخ فى عصبيه : صوتكما عالى!!!! ساره....ماذا حدث؟؟؟
    تداخلت الاصوات بين ساره وسماح كل منهن تريد ان تحكى الموضوع من وجهة نظرها ....فى حين صرخت الام وقذفت الوساده عليهما وهى تنعى حظها فى ابنتيها......ثم قالت:سماح...........اسمعى كلام اختك الكبرى....كفاكى ضجيجا .....حتى يوم الجمعه ؟؟ اريد بعض الهدوء فى المنزل....ً
    فدبت سماح بقدميها على الارض فى غضب وهى تغادر الغرفه و تلوح بيديها لامها وتقول :يووووووووووه كل مره تأخذين جانبها ...الست انا الاخرى ابنتك؟؟؟؟ حسناً ساخبر ابى !!!!
    قلبت الام شفتيها وصرخت فى وجه ساره :اتمنى ان تكونى راضيه الان!!!
    لا ادرى ماذا افعل معك ؟؟

    ثم ظلت تردد نفس الكلمات التى اعتادت ان تذكرها فى كل موقف يحدث عن ان والد "ساره" النذل طلقها وتركها بمفردها بطفله لا تزال شهورا و بدون نقود....وانها كادت ان تتسول اللقمه....حتى تزوجت رجل اعمال وكيف وافقت ان تكون الزوجه الثانيه حتى تستطيع ان توفر المتطلبات لابنتها ....وان سماح هى الاخرى ابنتها وليس معنى انها من اب آخر ان تعاملها ساره
    هذه المعامله الجافه والقاسيه......وتنسى انها اختها ......
    كانت هى تتحدث فى حين انشغلت "ساره" بالعبث فى لوحة التحكم بجهاز الكومبيوتر ...... و كانت تخرج لسانها وتهز رأسها فى سخرية من حديث امها المعاد والمتكرر.....ثم قالت بمنتهى قلة الذوق :نعم نعم...سمعت هذه الحكايه الاف المرات.....لا تجبرينى ان اتحملها ....هى ابنة زوجك وهى مجرد طفله بائسه تهرع الى والدها للبكاء.....كل مره..
    رفعت والدتها حاجبيها وقالت : و اختك ايضاً!!! وهل والدها هذا لم يشترى لك سياره خاصه؟؟ الا يعطيكى المال بدون حساب ؟؟؟ الا يتركك تذهبين وتجيئين اى وقت دون قيود او حتى عتاب؟؟؟
    يالك من ناكرة جميل ....!!!
    هزت ساره كتفيها فى عدم اكتراث واضح وقالت بشئ من الخبث : نعم..هذا حقى.....فبعد ان حرمنى من ان تكونى امى لى وحدى... لابد ان يقدم لى كل شئ..... الا يكفى انى بلا أب؟؟؟ وهو ينعم بابنته بين احضانه.......

    نهضت امها ساخطة عليها تغادر الحجره وهى تردد :انت مجنونه......من التى تنعم بوالدها؟؟ تقصدين اولاده من زوجته الاساسيه .....اما نحن فلا؟؟ انت تعلمين اننا الخيار الثانى له ......ما هذا التفكير المعقد يا ساره أهذا اتفاقنا؟؟؟؟؟
    وما هى الا لحظات وعادت تدلف الحجره مره اخرى ....تحتضن ساره وتقبل رأسها وتقول لها فى همس...: انت المفضله لدى وانت تعلمين ذلك....ومادمت تحصلين على ما تريدين...فما الداعى لهذا الكلام؟؟ اعقلى يا ساره حتى لا نخسر انا وانت هذا النعيم الذى نعيش فيه ...
    هدأت ساره وقبلت والدتها فى دلال وقالت :انت تعرفين انى عصبيه وان سماح تثير اعصابى باسلوبها الساذج.....ولكن لك ماتطلبين....اعطنى مائه جنيه حتى اصلح نفسيتى المحطمه !!
    ضحكت امها وقالت: بنت امك يا لك من مصيبه....غدا أزوجك لأغنى رجل ...وسأجعلك تنعمين وتغرقين فى الاموال .....ولن تحتاجى لاحد بعدها....
    كان حوارا غريبا.....ولكن ليس بغريب على هذا البيت....فوالدة "ساره" تعتقد ان السعاده فى المال الوفير....تسعى دائما لتضخيم حساباتها فى البنك وسحب الاموال من زوجها والذى لا يعيش معهم فى نفس البيت بل فى محافظه اخرى مع زوجته الاولى واولاده ...وهو الاخر يخدع زوجته الاولى ....ويحاول ان يعوض غيابه بالاغداق بالاموال علي الزوجه الثانيه ...علاقات مركبه لا ينتج عنا الا شخصيه مثل شخصية "ساره" ......

    *************************************

    انتهت صلاة الجمعه وقارب موعد صلاة العصر ولا يزال "باسم" يغط فى نوم عميق بعد ان قضى ليلته مع اصدقاؤه امام شاشة التلفاز وانهاها بجلوسه على الكومبيوتر لمدة خمس ساعت متواصله يتحدث فى غرف الدرشه.....حتى اذا بزغ الصباح تسلل الى فراشه لينام..............
    دخلت والدته الحجره تفتح الشباك وتصرخ به ....: ما هذه القذاره؟؟ اكان اصدقاءك ساهرون هنا بالامس مره اخرى؟؟؟
    ادار وجهه واشار لها بيده ان تصمت وتغلق الشباك...فثارت بشده وهى تصرخ وتقذفه بالملابس المتناثره على الارض هنا وهناك ...ثم مالبثت ان شدته من يده وقالت :استيقظ...انهض حالا....يا باسم...

    رد باسم بإستهتار شديد: ماذا هناك؟؟ ماذا تريدين؟؟
    قالت الام بعصبيه : الم اخبرك انى لا اوافق على التدخين و السهر هنا فى المنزل؟؟
    قال ببرود: يا دكتوره ....ما المفترض بى ان افعل وانت طوال الليل فى المستشفى؟؟ اكلم نفسى؟؟
    قالت وقد استعادت بعض من هدوئها: يا ابنى...انا طبيبه ومواعيد عملى ليس بيدى... انت تعلم ذلك و لم تعد صغيراً....وليســ
    قاطعها وقد هز رأسه بملل...: اووووووووف مناقشات كل يوم.....
    لم تعلق امه على اسلوبه وانما اكملت كلامها: نعم مناقشات كل يوم ..... هيا لا تتعب قلبى فى الكلام انا منهكه واريد ان انام ....
    باسم: وما المطلوب منى الان؟؟
    امه: سأخذ حماما و لتذهب واحضر لنا بعض الطعام فالثلاجه فارغه تماما....
    باسم بسخريه : الم تسمعى ابداً عن خدمة التوصيل للمنازل يا دكتوره؟؟
    ضحكت وقالت: سمعت ولكن اريدك انت ان تختار الطعام اليوم ..ما رأيك؟؟
    فهم ما ترمى اليه والدته فقال بخبث : اذن اعطنى مائه جنيها وسوف احضر لك الذ وجبه كباب وكفته..
    رفعت امه حاجبيها وقالت: هى خمسون جنيها فقط لا غير ...هيا لا تتأخر..
    وتركته وذهبت............فى حين طلب هو المحل بالهاتف وهو لا يزال فى فراشه.... وهو يفكر بغيظ ويحدث نفسه ويقول :اما زالت تعتقد انى ذلك الطفل الساذج وانى ساطير فرحاً انى آكل طعاما من الخارج؟؟؟
    يالها من ام مهمله .................هكذا يظن باسم.......ولكنها بالطبع طبيبة ناجحه .....وشريكه فى مستشفى استثمارى ضخم....
    هذا هو واقع الامر..................واقع مرير ومؤلم...... الجميع فيه ضائع؟؟
    الآبــــــــــــــــاء...... .....................و الابنـــــــــــــــــــا ء

    ************************************

    مضت الساعات ومر باقى يوم الجمعه على كل البيوت المختلفه.... هذا بيت ممتلئ عن آخره بالافراد المحبون..............وهذا بيت يمزق من فيه بعضهم البعض ...............وهذا بيت خالى الا من شخص وحيد يقضى معظم وقته مع نفسه......
    حتى اذا اصبح الصباح ليوم السبت ورحلت العمه واولادها مع "حاتم " فى سياره والده ليوصلهم الى المحطه......ثم يواصل طريقه لاكمال باقى اوراقه الرسميه التى يحاول استخراجها.......
    واتجهت كل من هدير ونوران الى الجامعه بعد ان استأذنت هدير والدها فى قضاء اليوم عند نوران بكليتها ووافق .....

    دخلت "هدير من بوابه كلية البنات وكانها تخطو الى عالم جديد مختلف..............استعادت ذكرياتها عن ايام المدرسه الثانويه بنات حيث لم يكن الاختلاط فيها ممكنا عكس كلية الاداب التى تدرس فيها الان......
    الاختلاط فيها سمه من سماتها..........فتجلس الفتيات بجوار الشباب كتف الى كتف ...فى منظر مألوف وغير منتقد....اما هنا فالوضع حتما مختلف .......
    كانت الساحه مملئه عن آخرها بالفتيات اكثرهن محجبات ...وبعضهن منقبات .......وافترشن الارض كما يحدث فى كليتها الا ان هنا تستطيع اى فتاة ان تأخذ راحتها دون الاكتراث بمن سيراها او من سينظر اليها...فكلهن فتيات..
    ياله من جو غريب ..ولكنه مريح نوعاً ما............
    نسيت هدير كل شئ عن كليتها....عن شلة الاصدقاء ...حتى انها نسيت امر "باسم" ومكالمته المزعجه .....فكانت فى حاله من التعجب.....والانبهار.
    حتى اخرجتها رنة هاتفها المحمول من افكارها وشرودها....وكانت "ساره" ...
    فى محاولة لان تعرف ان كانت هدير بالمنزل ام لا....؟؟
    فاخبرتها هدير بانها فى الخارج مع صديقه لها ..وانها لن تحضر الى كليتها اليوم ....وسوف تهاتفها حين تعود الى المنزل.............
    وبذلك تأجلت الخطه الموضوعه التى اتفقت عليها ساره مع باسم ...ولكن لم تتأجل لوقت بعيد...............فساره وباسم عزما على هذا الامر ولن يوقفهما أى شئ...

    حان وقت محاضرة هامه "لنوران" فإستأذنت الدكتوره الخاصه بمادة الادب الانجليزى فى حضور هدير للمحاضره..... وقبلت بل ورحبت بوجودها ....ومر الوقت مفيدا ورائعاً ولكن .........فى منتصف المحاضره تماما تعالت الاصوات من الخارج..... وتداخلت بصراخ حاد صادر من ساحه الجامعه فحدث هرج ومرج شديدين داخل قاعة المحاضرات.............
    وفجأه حدث ما لم يتوقعه احد..............حدث ما لم يكن ابداً فى الحسبان............؟؟؟

    يتـــــــــــبع بإذن الله

  5. #35
    تاريخ التسجيل
    21 - 5 - 2009
    ساكن في
    المنصورة
    المشاركات
    1,329
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maahes مشاهدة المشاركة
    وعشان اتأخرت عليكم هنزلكم كمان حلقة يالا خالي الجعان يشبع
    شكراً لكم ويارب تعجبكم
    احنا فينا من كدة بردو؟
    الجعان يشبع وكدة ؟
    طيب ماشي
    كل دا بس سيباه لما تخلص الحكاية
    وبعدين بقة ايه الحكاية كل مرة توقفها عند حاجة مهمة كدة
    تشويق واثارة وكدة
    ماشي ومين يقدر يغلبك
    عموما مستنيين الباقي وامرنا لله بس بسرعة بردو ماشي ؟
    وعشان انا طماعة شويتين ياريت لو كمان حلقتين
    هههههههههههههههههههه
    بس انا بجد مستغربة حال البنات اليومين دول استهتار وعدم اكتراث بالمسئولية
    عقول فاضية واهتمامات تافهة
    ربنا يسترها علينا وعلى بنات وشباب المسلمين يارب
    وبالنسبة للخط والله يامحمد انا عندى مشكلة في الكتابة لاعندى الوان ولا حجم الخط الحاجاات كدة داخلة في بعضها لو تعرفلى حل ياريت تقوله لانى مش عارفة اشارك بمواضيع للاسف
    سورى انى طولت عليك


    سبحانك اللهم انى ظلمت نفسي ظلما كثيرا فاغفرلى فانه لايغفر الذنوب الا انت
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    يارب ان ضاقت قلوب الناس عن مافيا من خير فعفوك لايضيق

    البحث على جميع مواضيع العضو قطقوطة

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    لأ طبعاً احنا بتوع كده
    ومش مخلص الحكاية لما نشوف اخرتها
    وبلاش طمع باءا مش نعطي فرصة للناس عشان تقرء بدل مانعملهم زحمة
    ياعالم يامصلحة
    أمري اى الله هقولك تعملي الالوان والخط ازاي بس ماتنسوش الجمايل دي
    بصي يابنتي لو بتستخدمي متصفح انترنت اكسبلور يبقى ارميه وحملي متصفح فايروفوكس تمام.دي اول حاجة
    اما ان كنتي بتستعملي متصفح فايرو فوكس اثناء الرد هتجدي مكتوب اسفل صندوق الرد كلمة الانتقال الى الوضع المتطور اضغطي عليه وهتلاقي نفسك امام كل اللي انتي عايزه من خط والوان ، ماسي
    كفاية كده جربي وردي عليا


  7. #37
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    لأ طبعاً احنا بتوع كده
    ومش مخلص الحكاية لما نشوف اخرتها
    وبلاش طمع باءا مش نعطي فرصة للناس عشان تقرء بدل مانعملهم زحمة
    ياعالم يامصلحة
    أمري اى الله هقولك تعملي الالوان والخط ازاي بس ماتنسوش الجمايل دي
    بصي يابنتي لو بتستخدمي متصفح انترنت اكسبلور يبقى ارميه وحملي متصفح فايروفوكس تمام.دي اول حاجة
    اما ان كنتي بتستعملي متصفح فايرو فوكس اثناء الرد هتجدي مكتوب اسفل صندوق الرد كلمة الانتقال الى الوضع المتطور اضغطي عليه وهتلاقي نفسك امام كل اللي انتي عايزه من خط والوان ، ماسي
    كفاية كده جربي وردي عليا


  8. #38
    تاريخ التسجيل
    21 - 5 - 2009
    ساكن في
    المنصورة
    المشاركات
    1,329
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي

    بقة كدة يعنى؟
    ماشي
    انا بس مش عاوزة اقولك ايه اللى ممكن اعمله عشان الناس هنا ماتخافش منى
    ههههههههههههههههه
    بس بجد قصة مشوقة جدا وانا متأكدة ان في نهايتها عظة وعبرة كبيرة لكل الشباب
    بس امرى لله هستنى شوية بس مش كتير يعنى لو ياريت كل يوم حلقة
    ومرسيه ياسيدى ع الرد عليا
    بس انا لقيت الناس تقريبا لما قرو شكوتى لقيت الدنيا متظبطة تمام بس ادينا هنجرب ونشوف
    تقبل تحياتى وفائق احترامى لشخصك الجميل
    سبحانك اللهم انى ظلمت نفسي ظلما كثيرا فاغفرلى فانه لايغفر الذنوب الا انت
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    يارب ان ضاقت قلوب الناس عن مافيا من خير فعفوك لايضيق

    البحث على جميع مواضيع العضو قطقوطة

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    يالا ياياسمين شكلك بدأتي تفهمي وتكبري خطكوكمان بألوان لأ دا احنا عدانا
    كل ده عشان قلتلك على معلومة بتنكري اني فيدتك ماشي مش عايزك منك اي شكر وتبقى حاجة لله
    يالا شكراً لمروك الجميل

    وهحاول ان شاء الله انزل كل يوم حلقة لأنها كبيرة شوية
    انا عامل بس عشان الهندسة

  10. #40
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    الحلــــــــــــقه الســـــــــابعــــــه
    بقلم\يمنى حسن حافظ



    جلست "هناء" حزينه تفكر فى "نوران" تلك الفتاه التى حلمت بها "لحاتم" بجمالها ورقتها وحيائها الفطرى..و اسلوبها الهادئ الطبيعى بغير تكلف..... وتربيتها المعتدله ...والبيت المحترم الذى نشأت فيه ...وعائلتها الاصيله التى تنتمى اليها ..انها حتماً حلم اى أم ..........بل امنية تكاد يستحيل تحقيقها ......فأين مثل هذه الفتاه فى زمننا هذا؟؟؟
    هكذا كانت "هناء" تفكر وتقلب الافكار بين جنبات عقلها المرهق منذ سمعت بموضوع ذلك العريس المتقدم "لنوران"......لم تستطيع ان تتحمل فكرة خسارة تلك الفتاه الرقيقه التى تعرف امها جيداً..........تثق فى تربيتها ...... كما انها تشعر ان هناك بعض العلامات التى لا تخطئها عين الام والتى تؤكد ان "حاتم" معجب بها ... ولم لا؟؟
    فتاة كهذه تخطف الابصار وتستحوذ على اعجاب كل من يراها....... خاصة ان كان بشخصية مثل شخصية ابنها.... بالتزامه المعتدل و طباعه الهادئه .... اما رجاحه عقله ورزانته .... فتلك صفة ورثها عن والده ... كل ذلك على الرغم من فترة صغره حين كان مثيراً للمشاكل...... وكم مرت عليه فترات كان فيها بعيدا عن اسرته غارقا فى دنيا اصدقاؤه .....الى ان هداه الله ...واصبح يقضى كثير من وقته فى حضور الدروس بالمساجد...ويحاول جاهدا الالتزام بصلاه الجماعه فى المسجد .......
    وبعد ان كان معجبا بنفسه ....ميالا لاثارة اعجاب اى فتاه تقابله ها هو تمر عليه ثلاث سنوات قضاها يعمل فى شركته ولم تلفت نظره واحدة من زميلات العمل.... ومع انهن كثيرات ومعظمهن جميلات كما ان اكثرهن من عائلات راقيه.........
    ولكن....هو الاخر ليس بموظف عادى فى شركته ..فمعروف عنه الهمه وانشاط ....كما اشتهر عنه جديته والتزامه ........الحمد لله الذى وفقه ....فشركته من الشركات التى يصعب العمل فيها الا بواسطة بطاقات التوصيه من الشخصيات الكبيره فى المجتمع ..........ولكن للعجب لم تفلح اى من بطاقات التوصيه التى احضرها والد حاتم له .........ببساطه لانه لم يستخدمها ولم يظهرها قط.....
    فكانت مؤهلاته وشخصيته ومظهره وتعامله فى المقابلات التى اجريت لاختيار موظفى الشركه .. هى فقط ما اهله للحصول على هذه الوظيفه .....
    انها تذكر يوم عاد من المقابله واخبرها بعدم تقديمه اى من البطاقات التى كانت معه قائلا: لن اطلب وساطة البشر يا امى .....فالله وكيلى.... نعم الوكيل
    وبالفعل اتصلت به الشركه فى اليوم التالى والتحق بها ومنذ اليوم الاول له اجاد عمله..... واثبت جدارته ....وأظهر تفوقه ......حتى انه ثبت فى وظيفته وبمرتب لم يكن يحلم به .............. جعله قادرا على ان يلتزم بدفع اقساط شهريه لشقة كبيره فى مدينه العبور .....مما يجعله لابد وان يفكر فى الزواج.....
    دقت بيدها على المسند الخاص بالكرسى الذى تجلس عليه وهى تزفر فى ضيق ثم تعود مره اخرى تفكر بعمق وقد سرح خيالها ..... حتى انها لم تنتبه حين دخل "حاتم" من الخارج ....فقال لها مازحا :مالك يا جميل؟؟ فيم تفكرين يا ست الكل؟؟
    التفتت اليه والدته وقالت :حاتم؟؟؟ سبحان الله كنت افكر فيك الان.!!!
    قال حاتم وهو يضحك ويهز رأسه :خير ...خير....اخبرينى يا ست الحبايب....
    صمتت لحظات ثم قالت : "نوران" يا "حاتم"........ "نوران".....!!
    لم يفهم "حاتم"قصد والدته فسألها بتعجب: "نوران" جارتنا "؟؟؟.........ما بها يا امى؟؟؟
    قالت والدته بحسره والم :تقدم لها عريس.....
    صمت حاتم قليلا............. و تغير وجهه بعض الشئ..... الا انه حاول ان يبتسم .... ثم قال ضاحكاً : عريس حقيقى ؟؟
    ثم قبل يد امه وقال لها وقد فهم ما ترمى اليه : كل شئ قسمه ونصيب يا امى .......!!
    قالها وهو ينهض ويهم بالخروج من الغرفه فامسكت والدته بيده وقالت : ونعم بالله يا بنى....
    تركها واسرع بدخول حجرته واغلق الباب عليه.....وقد ترك والدته فى حال اسواء بكثير مما كانت عليه قبل حديثهم.......فهى تستطيع ان تفهم ابنها جيدا....وقد شعرت ان ثمة خطب ما........بل انها الان اصبحت متأكده......

    ************************************
    كانت "هدير" و"نوران" تجلسان بجوار بعضهما البعض فى مدرج المحاضرات الخاص بمحاضرة الادب الانجليزى فى كلية البنات التى تدرس فيها "نوران" اللغه الانجليزيه........ شأنها شأن "هدير" فى كلية الاداب.....
    وكانت المحاضره فى منتصفها حين انفجر صوت مدوى يتبعه تحطم لنافذه زجاجيه ضخمه داخل القاعه .......
    هنا فقط تعالت الاصوات بصراخ حاد وهرعت الفتيات تتقافزن مبتعدات عن مكان سقوط اللوح الزجاجى ..وبسرعه خرجت الدكتوره تهرول فى الممر تتبعها الطالبات المرتبكات ليرين ما يحدث فى الخارج فكانت تلك هى حقاً المفاجأه.........

    كانت "مظاهره" تضم مجموعه كبيره من الفتيات تحملن الافتات وترددن الهتافات......."لا اله الا الله............محمد سول الله........الله اكبر .....الله اكبر"
    وفى المقابل لهن مجموعه قليله من حرس الجامعه ورجال الامن يلتفون حولهن فى محاوله لاحتواء المظاهره والتى من الواضح انها خرجت من تحت السيطره تماماً........
    فبدأت الفتيات المشاركات بالتذمروالتمرد التعبير عن سخطهن بالقاء الحجاره هنا وهناك...
    ويبدو ان هذا ما سبب تحطم النافذه الزجاجيه للقاعه.... واحداث تلك الحاله من البلبله والتوتر والهرج.....
    عادت الدكتوره للمدرج على الفور لتهدئة الطالبات و لتخبرهن بضروره التزام الهدوء....
    والحرص الشديد واخلاء القاعه فوراً .....وضروره البقاء داخل المبنى ولكن بعيدا عن اى نوافذ زجاجيه ......
    ولكن من هذا الذى يستطيع ان يسيطر على موجه الهلع المصاحبه لكل هذه الضوضاء والصراخ؟؟؟
    فانطلقت الطالبات فى ممرات المبنى تهرولن على السلم وتجرين خارج المبنى فى كل الاتجاهات دون نظام او ترتيب.....ومن بينهم كانت "هدير" ونوران" فى حالة اندهاش ....وقلق بالغ
    وفى لحظات امتلاءت الساحه التى كانت منذ دقائق هادئه جدا لا يظهر فيها اى قلق او توتر لتتحول الى ساحة تزاحم فيها الجميع من الفتيات والاساتذه ورجال الامن ....... بين خائف او ثائر.... صامت او هاتف ....منتبه ...أومندهش.........
    وبدأت الصوره تتضح اكثر فاكثر ..... فمن بعد آذان الظهر............خرجت اول الجموع من مسجد الكليه....توجهن الى الساحه........ وبدات المظاهره تتسع.....
    فبعد ان كانت مجرد مجموعه صغيره تجمعت عند باب المبنى الذى يوجد فيه عميد الكليه.... توافدت الطالبات من هنا وهناك وتجمعن وتجمهرن حاملات اللافتات المندده لسياسات الحكومه وتخاذل الحكام العرب .....
    ووصفهم بالعملاء الخونه .....مطالبين بفتح باب الجهاد وبالتحرك لوقف الاعتداءات على الابرياء والعزل من اطفال ونساء وشيوخ فى فلسطين ... فقابلهن امن الكليه مطالبين اياهم بالتزام المظاهره الصامته كما كان متفق .............
    فحدث تجاوز من هنا...........قابله تجاوز من هناك..........تحول الى صدام بين الجميع نتج عنه تلك الزوبعه التى لا يتضح لها حتى الان نهايه........ ...
    لم تكن تلك المظاهرات بشئ غريب الا انها هذه المره تجاوزت الحد .....هكذا قالت "نوران" ............. ولكن حتما كانت لحظات رهيبه وغريبه تعيشها "هدير"لاول مره .

    ****************************************
    كما كانت الاجواء عاصفه فى كلية البنات .....كانت الاجواء متوتره عن آخرها فى ساحه كلية التجاره ايضا..........
    فقد كانت "ساره" كعادتها تتعارك مع "وليد" ذلك الشاب الذى ترتبط به ....
    انها مناقشاتها الحاده التى اشتهرت بها ...فهى لا تختار الفاظها..........لا تحافظ على مظهرها .......لا تكترث بمن يسمعها تسب او تلعن......
    فقط تهتم ان يصبح ذلك الشخص الذى تناقشه اضحوكه الجميع.............محط انظار الطلبه والطالبات فى الجامعه............
    تهوى ان ترى التوتر والاحراج فى نظرات من يضايقها...........نعم تستطيع ان تنتقم اشد انتقام....
    لم تكن "هدير" ترى ذلك الجانب الغريب من شخصيتها....فقد كانت خلال عامين ونصف صديقه لطيفه ولكن قوية الشخصيه بشكل ملحوظ ....
    نعم كان يعيبها مزاحها الثقيل...و العصبيه الزائده وتقلب المزاج ولكن ابدا لم تصرخ بوجه هدير.......لم تغضب عليها.....فقد كانت تلك الثورات تخص بها فقط من هو خارج الشله....او "وليد"......

    والذى وقف يتصبب عرقاً ويقضم باسنانه طرف القلم الذى بيده وهو يستمع لكلمات "ساره" التى كادت تقفز من فرط انفعالها وعصبيتها وهى تشير بيدها فى وجهه وتقول : انت مالك اكلم مين فى التليفون؟؟؟؟
    قال بانفعال هو الاخر : يعنى ايه؟؟ انا مش طرطور يا هانم!!!
    قالت بانفعال شديد وبصوت يشبه الصراخ : مين الــــ ال قالك على المكالمه دى؟؟؟
    قال "وليد" : صاحب "باسم" ال رد عليكى...ثم انتى بتستهبلى ؟؟؟ بتكلميه نص الليل؟؟
    كان من الواضح ان مكالمتها المتأخره لباسم حين كان لديه اصدقاؤه هى سبب تلك المناقشه فلابد ان واحد منهم ابلغ وليد بهذه المكالمه ..................
    ثارت "ساره" وسبت من ابلغ وليد هذا الكلام وقالت الفاظا لا يتصور من يسمعها انها قد تخرج من بين تلك الشفتين الملونتين بعنايه باحمر الشفاه الامع ...او ان فتاة مثلها قد تكون قادرة على نطق مثل هذه الالفاظ...
    وانهت المعركه بالقاء الميداليه ذات القلوب الحمراء و التى كان قد اهداها اياها "وليد" من قبل فى وجهه قائله :طالما لاتثق بى فهذا آخر ما بيننا ...
    وتركته يقف كمن سكب عليه دلوا من الماء البارد وانصرفت .....مصطحبة معها فى سيارتها "هيام" و"لميس" و"غاده".... صديقاتها وما ان ركبن السياره حتى ادارت جهاز التسجيل بصوت مرتفع واشعلت سيجاره ...وبدأت تدخنها ....كما فعلن جميعاً.......... دون ادنى اهتمام بمظهرهن.............او بما يجب .....وبما يصح...........

    ***************************************
    كانت "هدير" تنتفض وهى تستمع الى تلك الهتافات .....كان قلبها ينبض بعنف ويدق بسرعة.....رأت الدموع فى عيون الجميع....شعرت بالقوه تسرى و تضخ فى عروقها تملاؤها حماس وثوره.......وبعد ان كانت تقف بلا حراك..صارت تتحرك مع الجموع وبدأ صوتها يعلوا ويظهر......أخذتها الحماسة اكثر حين سمعت صوت "نوران" تهتف هى الاخرى .....
    نعم فما بالقلب كثير.....يكفى ما نراه كل يوم فى نشرات الاخبار....كفانا ما نسمع كل ساعة عن وقوع ضحايا ابرياء........
    يااااااااله من شعور رائع.......لا يعادله اى شعور مر بها يوماً....
    لقد سبق ورأت مظاهرات كثيره او حتى سمعت عنها ولكن ابدا لم تكن تشارك فيها........فوالدها حذرها مرات ومرات حتى لا تصاب باذى... مثلما يحدث دوما فى ظاهرات الجامعه......... فهى تذكر جيدا تلك المظاهرة التى اغلق فيها الامن باب الجامعه على الطلبه لمنعهم من الخروج الى الشوارع حتى اظلمت الدنيا واقبل الليل عليهم ...وقاربت الساعه على العاشره...
    حينها فقط فتحوا البوابات وتركوهم يرحلون تحت الحراسه والتامين الشديد..........من يومها لا تحاول ان تتواجد اساسا فى الجامعه يوم المظاهره......ولكن اليوم؟؟؟
    الشعور مختلف.........الاحساس اقوى .......سمعت هتاف تلك الفتاه المنقبه التى التفت الطالبات حولها وسمعتها تقرأ آيات قرآنيه بصوت رخيم يخالطه صوت البكاء......تدعوا الله بحرقة شديده ان يفرج هم المهمومين وان ينصر الفلسطينين على اعداء الدين ....وكانت الفتيات تهتفن وترددن خلفها "آآآآآآآآآآآآآآمين"
    فيهتز وجدانها...بل ترتجف بالفعل ....وتنتفض كل خلية فى جسدها...ويتولد فى داخلها شعور لا يوصف......

    تحركت القائده الشجاعه لهذه المظاهره ومن خلفها تحرك الجميع يتبعونها ...توجهت نحو الباب الزجاجى الضخم الخاص بمدخل المبنى الذى توجد فيه حجرة عميد الكليه........ قابلها رجال الامن يمنعوها من عبور البوابه....وفجأه ظهر الضابظ المسئول عن الامن بالكليه بملابسه الرسميه السوداء.....وبشاربه المرسوم بعنايه......وبعيونه الصارمه التى يعلوها حاجبين حادين .......وبصوت جهورى عال تردد صداه فى الارجاء قال: اتركوها........

    ثم قال لها بصوت حازم:اعلم انك تريدين مقابلة العميد....وقد وافق .....ولكن سيقابلك بمفردك ولينتظر الجميع خارجاً.....
    التفتت بحماس للمتظاهرات ورددت بعض الكلمات وطالبتهن بانتظارها لان الحمد لله استجابت ادارة الجامعه لمطلبها بمقابلة عميد الكليه ........ فهدأت الجموع الثائره ورددن كلمات الشكر والحمد لله....
    خطت خطوات معدوده عابرةالبوابه الزجاجيه....تقدم نحوها الضابط بمنتهى الثقه وهو يرسم على شفتيه ابتسامة ذات معنى........ولكنها حتما لم تفهم....و فجأه ...........اشار بيده لرجال الامن.........وفى لحظات اغلقت البوابه الضخمه ...وشدت عليه السلاسل الحديديه..........لتحجز خلفها المتظاهرات بالخارج....
    واقترب منها الضابط اكثر ....واكثر .....وفاجأها بوابل من السباب القذر ومد يده ممزقا نقابها ومزيلا حجابها.......وجذبها من ملابسها حتى انها سقطت ارضاً.........غير مصدقه باكية منهاره .....واقترب من البوابه وقال بمنتهى القسوه : لتكن هذه عبره لكن .........لتعلمن جديا انه لا يوجد من يملى شروطه فى هذا المكان غيرى انا..........ولتعلمن ان لا يوجد من يتحدى الامن.......او يتحدى الضابط "شريف متولى" مفهوووووووووم؟؟؟؟
    كانت الطالبات تشاهد هذا الاعتداء السافر ... وتصرخن... وتحاولت تجاوز البوابه المغلقه ...ومن بينهن كانت "هدير" بدموع الهلع تملاء عيونها فصارت تدق على البوابه بعنف وبهستيريا....وهى تقول لا.لالالالالا....لالالالااص� �ق ...غير معقول.....
    وبجوارها وقفت "نوران " تبكى وتنتحب ...تكاد تختنق بدموعها........وهى تردد بصوت واهن ..مشروخ....: لاحول ولا قوة الا بالله
    كانت كلقطه من لقطات نشرات الاخبار التى تراها "هدير" ......ولكن الفرق انها هنا.....اثناء الحدث....تراه بام عينيها.....تشعره بكل حواسها.....اهذه هى طريقه فرض الامن؟؟
    اهذا هو تطبيق السلطه؟؟
    اما حدث يمت بصلة لمفهوم الرجوله؟؟؟
    ان يمد الرجل يده على الفتاه...فارضا عليها قوته ..مستخدماً سلطته؟؟؟
    لم لم يقدمها للتحقيق......او يحرمها من دخول امتحانات آخر العام.....ولكن ان يهينها....!!!
    ان يضربها...!!
    ان يخلع عنها سترها.......!!!
    هذا مالم يستوعبه عقلها..ورفضه ولم يقبله تفكيرها...
    لم يمض وقت طويل حتى فتح رجال الامن البوابات الخاصه بالجامعه وهددن بضرب الفتاه مره اخرى ...وانه سيحدث لهن مثلما حدث لزميلتهن ان لم تخرجن وترحلن فورا الى بيوتهن ........
    وبالفعل ...رحلت الفتيات منهزمات.........منكسرات.....باكي ات ...منتحبات....وقد تعلمن الدرس جيداً هذه المره........
    اما "هدير" فقد رأت اليوم لحظات فاصله بين الحق والباطل....بين العدالة والظلم.....وبين النصر والهزيمه......
    تلك اللحظات ايقظت شعورا جديدا بداخلها.........شعور مخيف حقاً...... انه شعور بالغضب والحنق الذى يصل الى حد الانفجار........

    **********************************
    جلس حاتم لمدة الساعه او اكثر على نفس الكرسى فى غرفته غارقا فى التفكير .....يتساءل لماذا شعر بخيبة الامل حين علم بموضوع عريس "نوران" ؟؟
    فعلى الرغم من ان حاتم قرر منذ فترة ليست بالقصيره ان ينحى امور القلب جانبا وان يلتزم فقط بدنيا الدين والعمل .....الا ان شعور ما تولد فى قلبه تجاه "نوران" ...
    نعم ........هذا حقيقى...فهو لن يكذب على نفسه..ولن يهرب من الحقيقه..... ولكن حيث انه بحكم تفهمه ومعرفته لامور كثيره.. فقد وضع لنفسه الحدود والقواعد بشأن معاملاته معها....فلم يكن يجلس معها ان حضرت للقاء اخته.....هى نفسها لم تكن ابدا تدخل من باب المنزل ان علمت بوجوده ....
    لم يكن ابدا يرفع عينيه للقاء عينيها........فكان كما امر الله يغض البصر ....كما كانت هى ايضاً تفعل
    وحين يجيبها مصادفة على الهاتف كان يجيب بجديه ويقصر الجمل.... ويختصر الكلمات..... ويوجز في الحديث....
    والحق يقال........انها ايضا لم تكن ابدا تمازحه اوتطيل الحديث....حتى صوتها يكاد يكون مسموعاً من حياءها وخجلها.......
    نعم لقد فكر فيها كثيرا حين رأى منها ما يجعلها زوجة صالحه....ولما رأه من فتيات مستهترات بلا خجل وفاقدات للحياء غير مكترثات بضوابط دينهن .... على مدار سنوات دراسته وحتى الان فى شركته التى يعمل بها .........فاصبح الان يرى اشياء يعجب لها .....
    ففى الماضى القريب حين كان هو من يحاول استمالة تلك الفتيات اصبح الحال الان مختلف....فلم تعد الفتاه تخجل من ان تعرض صداقتها بل وحبها عليه دون اى خوف من حديث الناس او حتى من سوء الظن بها...اصبحت كلمة "انا اثق فى نفسى ولا يهمنى رأى الاخرين" هى الكلمه المعهوده التى تتخذها الفتيات كقاعدة لهن!!!
    ولكن "نوران"...!!!
    بالتأكيد هى مختلفه تماماً......... بل يظلمها ان وضعها فى نفس القائمه مع تلك المستهترات...
    نعم تمنى ان تكن هى من يتزوج......ولكن كان ينتظر ان تنهى دراستها....ولم يفكر حتى فى مفاتحتها او عرض الموضوع عليها....واكتفى بالمراقبه من بعيد....
    أهذا عقاب الله له على استهتاره من قبل؟؟
    ان يجد فتاة احلامه ولكن لا تكن من نصيبه؟؟
    هز رأسه ينفض تلك الافكار ويستغفر الله .....
    عاد بالذاكره لايام الصبا...ياااااااه ...لقد تغير كل شئ منذ كانوا صغارا يلعبون سوياً..............حين كانت تحضرها والدتها عندهم كل يوم .....فكانوا يلعبون ويلهون ويضحكون ويمرحون ..........ايام مضت حين كان حاتم صبيا واخته وصديقتها طفلتين تلهوان بالدمى .....
    وظلت الزيارات تتباعد وتقل ..فكل منهم يكبر ...ولم يعد لائقا لهوهما سويا ....وبعدها لم يعد يهتم بزياراتها.....او حتى برؤيتها... فقد كان مشغولا بعالم آخر من الاصدقاء والفتيات .......حتى فوجئ بها شابه يافعه ....مختلفه عن كل من كان يعرفهن..........بصفاتها العذبه ....فكلت لابد ان تنال اعجابه............لابد ان تترك علامة فى قلبه.......ولكن..... ليس بعد الان...ليس بعد الا............
    قاطع افكاره دقات هاتفه المحمول بتلك النغمه الخاصه بشقيقته........
    فأجاب بسرعه. وقد ساوره القلق.....فجاؤه عبر السماعه صوت باكى منتحب ......صوت غير صوت شقيقته ولكنه صوت استطاع ان يميزه جيدا............ انه صوت "نوران".........!!!

    يتبــــــــــــع باذن الله

 

 
صفحة 4 من 10 الأولىالأولى 12345678 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حصريا أقوى تفعيل لـ [ Kaspersky 2011 ] بـأداة لتفعيل البرامج 5000 يوم
    بواسطة حلا دالين في المنتدى منتدى البرامج العام والشروحات المصورة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22 - 3 - 2012, 09:00 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25 - 12 - 2011, 11:11 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24 - 8 - 2011, 10:36 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11 - 11 - 2009, 05:06 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©