قهوتنا على الانترنت
صفحة 7 من 10 الأولىالأولى ... 345678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 70 من 96
  1. #61
    تاريخ التسجيل
    21 - 5 - 2009
    ساكن في
    المنصورة
    المشاركات
    1,329
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي

    جميلة كالعادة
    في انتظار البقية
    بارك الله فيك وجزاك كل الخير
    سبحانك اللهم انى ظلمت نفسي ظلما كثيرا فاغفرلى فانه لايغفر الذنوب الا انت
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    يارب ان ضاقت قلوب الناس عن مافيا من خير فعفوك لايضيق

    البحث على جميع مواضيع العضو قطقوطة

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطقوطة مشاهدة المشاركة
    جميلة كالعادة
    في انتظار البقية
    بارك الله فيك وجزاك كل الخير
    شكراً لكي ياسمين على متابعتك الجميلة والطيبة
    جزانا الله واياكي وبارك الله فيكي
    وان شاء الله هنزل حلقة او اتنين الأن

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    الحلقه الثالثة عـــــــشر

    بقلم \يمنى حسن حافظ






    جلست غاده تقضم اظافرها بأسنانها وفى حركه عصبيه ظلت تهز قدميها..وتنتقل بين اصابع اليدين قضما ....



    فى حين ظلت هيام تعبث بمفاتيحها وتلعب فى الميداليه المتدليه منها ....وتلفها حول اصابعها ...

    وجلست ساره بجوار هدير تسألها وتستفسر منها عن حاتم ولكن بطريقه غير مباشره وتشكرها على موفقه معها بالامس بشأن سيارتها المعطله ...وقد كانت "هدير" تجيب اسئلتها دون ادنى شك فى نواياها ....

    فى حين اخبرتها "هدير" عن موقفها مع "باسم" وانها نفذت ما اتفقت عليه مع "حاتم"...
    فى حين جلست لميس امامهن واضعة ساق فوق الاخرى تستخدم جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص بها وتختلس النظرات لكل من الفتيات الثلاثه فى قائمة الاتهام ...
    قطع صمت الفتيات و حديثهما هدير وساره رنين هاتف "ساره" بصوت اغنية اجنبيه صاخبه ...فأخذت الهاتف وانتحت جانبا لتجيب...
    فتأففت لميس فى ملل ومالبثت ان نهضت وقالت لغاده..: دودى تعالى معايا الكافيتريا...
    لم تنتبه غاده فصرخت لميس فى وجهها مره اخرى بصوت عالى بدون مراعاة لانهن فى ساحة الجامعه:هااااااى انت يا ........يا غاده..
    وسبتها بلقب يدل على الغباء فانتبهت وانتفضت غاده وقالت :ها؟؟ نعم لميس ..حالا
    فالتفتت لهيام واعطتها جهاز الحاسوب وقالت: لا اريد العبث فيه يا فضوليه...
    ابتسمت هيام قائله بعبارة انجليزيه عن الفضول الذى قتل القطه : كيريوزوتى كيل ذا كات ..
    فى حين هزت لميس راسها موافقه و اشارت بسبابتها وهى تمررها امام رقبتها فى حركه تهديد مازحه مع هيام..
    تباطأت لميس ذراع صديقتها وسارت كل منهن بهدوء وتمايل كعادتهن..وهن تلقين السلام والمزحات والضحكات هنا وهناك طوال الطريق الى المطعم.
    فجأه قالت لميس بصوت جدى :غاده...واحده من البنات سرقت ذهب من علبة والدتى من منزلى أخر مره كنتن عندى...
    فتحت غاده عيونها عن آخرها وقالت بذعر :مااااااااذا؟؟
    قالت لميس بهدوء: اهدئى ...لا اريد لفت الانظار ..لانك فقط صديقتى التى اثق بها اخبرتك...انا اشك بساره..ما رأيك؟؟
    قالت غاده:ساره؟ معقول؟؟ظننتكم مقربتين اكثر من ذلك؟
    قالت لميس بلهجه ساخره:هه وانا ايضا ولكن لاحظى معى انها دائما ما يكون معها نقود طوال الوقت ثم تخبرنا ان زوج والدتها بخيل معها فكيف ذلك؟؟
    هزت غاده راسها وقالت وهى شبه شارده:نعم ...معك حق...
    فاكملت لميس :ثم انى لاحظت ان المرات التى تحضر فيها بمفردها دائما تختفى الاشياء ...حقا لم تكن اشياء ثمينه ولكن يحدث.....اذن من غيرها يسرق؟؟
    جحظت عينا غاده بشده وهى تنظر الى لميس التى تضيق الخناق على صديقتهما ..وتضع دلائل الاتهام لها..فى تعجب..وقالت بلهجة نافيه :لا لا يا لميس لا أصدق هذا ...لم لا تكون هيام؟؟
    نظرت لها لميس بتعجب وقالت :نعم...لم لا تكن هيام؟؟
    ثم اردفت بقوه وقالت : ولكن ما دليلك؟؟؟
    وضعت غاده اصابعها فى فمها وشردت قليلا ..ثم قالت: لا أعرف ...ولكن الموضوع كله غريب جداً..!!!
    قالت لميس وهى تشد يد غاده من فمها : كفاكى ....لننهى الكلام الان ...ولنكمل حديثنا فى الهاتف حتى لا نلفت الانتباه ...
    كن قد وصلن الى الكافيتريا ووجدن بعض الاصدقاء من الشباب فوقفن يتحدثن ويضحكن معهم ثم جعلت غاده احدهم يدفع لها ثمن مشروبها وهى تضحك وتمزح معه بهذا الشأن..
    وفى طريق عودتهن لمكان جلستهن اعادت لميس تحذيراتها على مسامع غاده بعدم ذكر غاده هذا الموضوع مع اى من البنات لانه سر بينهن فقط ...ووافقت غاده وهى تنظر الى صديقاتها الجالسات بنظرة مختلفه تماما ...نظرة شك..
    وكما فعلت لميس مع غاده اعادت الكلام على مسامع كل من "هيام " و"ساره" وفى كل مره تشير باصابع الاتهام لاحداهن ...فقد كانت خطتها تسير فى المسار الذى وضعته تماماً...
    وبالفعل اتفقت مع الثلاث فتيات على ان يكملن الحديث فى الهاتف ...
    وهى تشعر انها اقتربت كثيرا من كشف تلك السارقه بينهن.





    .................................................. ........




    دخل "حاتم" الى شركته مهرولا ليلحق الموعد الخاص بالاجتماع فيرتب اوراقه ويعطيها لرئيسه الذى سيناقش تلك الاوراق اما اللجنة القادمة من جانب الشريك الاجنبى للشركه...


    وما ان دلف الى الدور الخاص بادارته التى يعمل فيها فالتف حوله معظم الزملاء يستفسرون عن صحته وعن حالته بعد الحادث ...وكيف حضر اليوم الى العمل؟؟ وكيف سمحت له الشرطه بمغادرة المستشفى وعدم الذهاب الى النيابه؟؟




    فتعجب وهو يرى ان المعلومات التى وصلت الى الجميع كالعاده مبالغ فيها بل وزائده عن الحد..

    وظل يخبرهم انه ليس هو الذى ارتكب الحادث...وان ابن خالته هو الذى يقصدون...
    ضاق"حاتم" كثيرا ...وهو يرى الناس تترك عملها وتلتف حوله وكأنه نجم سنيمائى ..
    فى حين خرج مديره على الضوضاء فى الممرات وامام مكتبه وقال بتعجب: حاتم؟؟؟
    كيف حضرت؟؟
    ضرب "حاتم " كفا بكف وهو يهز راسه يمينا ويسارا فى حركه تدل على شدة التعجب...
    وتوجه لمكتب مديره دلف الى الداخل..واخبره بحقيقة الموقف وانه ليس المسئول عن تلك البلبله فى الخارج..
    تعجب المدير وقال: لقد اخبرتنى السكرتيره بغير ذلك..!!
    واتضح الموقف انه ما الا التباس مع بضعه تكهنات وتوقعات وعبارات زائده ..واحداثا خياليه اضافت للموضوع بعدا غير حقيقى ..وهو ما يحدث عادةً فى اى مجتمع ..
    قال المدير بحزم: وكأنى اعمل فى روضة اطفال بحق..!!
    قال حاتم: اعتذر يا أ\جمال لقد حضرت لانى اعلم ان اليوم الاجتماع الخاص باللجنه المشكله من قبل الشريك الاجنبى..ولا تقلق سيادتك لقد اعددت الاوراق والنسخ الخاصه للمناقشه خاصة فيما يتعلق بموقف الشركه الحالى والارباح والـــ....
    قاطعه مديره وربت على كتفه وقال:انت رجل يعتمد عليه حقا يا حاتم..لقد طلبت تلك الاحصائيات منذ شهر مضى ولم احصل عليها ...ولكنك انهيتها فى اقل من اسبوع...سأطلب لك مكافأه من رئيس الشركه ولكن بعد ان ننهى الاجتماع على خير...
    قال حاتم:اشكرك يا فندم هذا واجبى ..سأحضر الاوراق فوراً ..هل ستحتاجنى معك فى اثناء الاجتماع ام..
    قال المدير بثقه: طبعا يا "حاتم" اريدك معى ..واريد منك فى خلال ساعه تجهيز بريزنتيشن



    لعرضها على الحضور قبل بدء المناقشات...هل تستطيع ذلك؟؟

    هز حاتم رأسه وقال : بأذن الله ..ولكن..

    قاطعه المدير مره اخرى وقال : بعد الاجتماع اذهب فانا اعلم ان لديك موضوع الحادثه وان اردت خذ الغد اجازه ايضا ...ما رايك؟؟
    ابتسم حاتم ابتسامه رضا وسعاده على تقدير مديره للموقف وقال : اشكرك ..بارك الله فيك...سانهى المطلوب واعرضه على حضرتك...
    وخرج من المكتب وهو يشعر ان الله بجانبه ويقف معه وفى عقله ترددت عبارة لطالما احبها



    "ان الله فى عون العبد مادام العبد فى عون اخيه"
    .................................................. ...




    كان باسم يجلس حزينا ..فى مكان جلسته المعتاد فى كلية التجاره... يعزف بيده على الجيتار الخاص به ويغنى فى حين التف حوله اصدقاؤه من الجنسين يستمعون له وهو يدندن تلك الاغنيه الحزينه للمغنى الشاب المشهور ويتمايلون مع الالحان ويرددون الكلمات بتأثر شديد..متناسيين انهم فى ساحه الجامعه...مكان العلم ...مكان الثقافه ...فتحول المشهد الى لقطه من حفلة غنائيه شبابيه ...


    لم يكن باسم يمتلك صوتا غنائيا ولا يتقن العزف المتمكن على الجيتار ولكن لم يهتم احد لاى من ذلك.... كانت الكلمات تمس قلوبهم وتحرك مشاعرهم فكل منهم لديه جرح يؤلم..او حبيب هجره...او حبيبة لا تدرى بحبه...

    كانوا مجموعه تقليديه من شباب الجامعه الخاوى...المثير للشفقة .

    انهى "باسم" اغنيته..واتبعها بحركه مسرحيه حين القى راسه فوق الجيتار وصمت برهة ومسح عينيه...وهز رأسه اسفاً...
    فى حين هلل الجميع وصفق وصفر ..واسمعوه كلمات الاستحسان والمدح ...ثم انفضوا من حوله فى حين جلس بجواره وليد قائلا: غنى يا عندليب الجامعه
    تافف باسم بشده وقال:انا مخنوق بجد يا وليد...
    قال وليد بتعجب ساخرا: لا تخبرنى انه موضوع "هدير " هذا؟؟ وانا كنت فاكرك فلانتينو؟؟
    واطلق ضحكه عاليه وهو يضرب باسم على كتفه



    اغتاظ باسم من كلام وليد فقال له فى قصد ان يهينه :على الاقل لم تقف لتهزأ بى وسط ساحة الجامعه مثلما فعلت بك "ساره"
    وقف وليد متحفزا وقال بلهجة غاضبه :هو انت معرفتش ترد عليها هاتتشطر عليا انا ولا ايه؟؟

    وقف باسم بتحد امام وليد فى حين تدخل باقى الاصدقاء حين وجدوا الحوار مشتعلاً فقال ميلودى هازئاً: بيس يا رجاله...هنتخانق عشان شوية ..... واطلق على الفتيات لفظاً يشير الى انهن غير محترمات ...

    فتدخل كيمو فى الحوار وقال :صحيح يا شباب...خرجتونا من المود يا....وسبهم بلفظ يدل على الحماقه..
    فأخذ باسم الجيتار الخاص به وقال : انا غلطان ...سارحل من هنا ..
    تجمع حوله الشباب يمنعونه من الرحيل ثم اعتذر له وليد وقال :اسف يا سيدى..بيس؟؟
    فقال ميلودى:هيا يا شباب ...لنذهب الى كلية الاداب حيث الجمال والدلال والبنات الفاتنات
    ضحك الجميع وتحركوا فى مجموعه لعبور الطريق للجهه المقابله حيث كلية الاداب...




    حيث كانت شلة ساره تجلس هناك...

    واثناء عبور الطريق تحدث وليد وميلودى جانبا واتفقا على شئ ما بخصوص باسم ...
    وفى سرعه وفى نشاط وهمه ...دخلوا من البوابه واسرعوا نحو الشله وقد نظر كل من وليد وميلودى لبعضهم البعض .....وسرت الهمهمات بين باقى اعضاء الشله وعندما وصلوا عند مكان جلسة ساره تقدم ميلودى نحو ساره وهمس لها بطلب ما..!!
    وما لبثت ان همست هى الاخرى فى اذن صديقاتها والضحكات تعلوا من افواه الجميع ماعدا هدير وباسم الذين لم يفهما ما يحدث الا بعد ان التف الجميع حولهم فى دائرة مغلقه وقال ميلودى بصوت ضاحك : هدير علمنا انك ترفضين الحديث مع باسم وقد قررنا نحن ...ان تتحدثوا سوياً تحت تهديد السلاح...
    ضحكت غاده بصوت مرتفع وهى تقول: تحفه...فكره رائعه .
    فى حين قال وليد :صفوا خلافاتكم هنا بيننا ...مفيش اسرار
    احمر وجه هدير خجلا...وارتفعت نبضات قلبها اضطرابا وهى ترى الدائره المحكمة حولها وقد شعرت بالاختناق والغضب والتوتر فى آن واحد..
    فى حين ابتسم "باسم" نصف ابتسامه وهو بنظر لاصدقاءه وقد اسره موقفهم فى محاولتهم لاصلاح الموقف بينه وبين هدير بهذه الطريقه التى اعتقد انها رومانسيه بشكل رائع...
    فتقدم نحو هدير خطوه فى حين تراجعت هى للخلف خطوتين..
    قال بصوت هادئ: هدير...ارجوك اعطينى فرصه لنتحدث...
    قالت هيام: هيا يا دودو الولد هايموت ...حرام عليكى...
    فى حين ضحكت لميس وهى ترى هدير تفرك يديها وتمسح جبينها بمنديلها عدة مرات متتاليه...
    غمز وليد لباسم وقال له : قول يا عندليب...
    شعرت هدير بالحصار ...اختنقفت كلماتها فى حلقها...تصببت عرقا ...
    التفتت حولها ووجدت الوجه جميعها تنظر اليها...يبتسمون....يهمهمون بكلمات غير متضحه...
    ورات باسم يحاول الاقتراب منها ...احتضنت حقيبتها بشده ...وتحسست يدها المجروحه ...وشعرت بان الجرح ينبض الما شديدا...
    غامت الرؤيا امامها ...وشعرت انها تعرضت للخديعه...فهاهن صديقاتها يمزحن ويلتففن حوالها دون ادنى مراعاة لمشاعرها او لرغبتها ...وكانها فريسة ..
    ما كان منها الا ان دفعت غاده ولميس محدثة ثغرة فى تلك الدائره الحقيره التى طوقوها بها وهرعت تهرول وهى لا ترى امامها من دموعها التى انهمرت فوق وجنتيها من احساسها بالسخريه...وشعورها بان باسم خان وعده لها بالا يخبر احدا عن علاقتهما ..وها هى الشله كلها تعرف ...بل ان الان الجامعه كلها تعرف.
    ومن خلفها انطلق الضحكات والتصفيق ...وصوت باسم يسب اصدقاءه الذين جعلوا موقفه اسوأ مما كان .....ولم تفق الا على يد ساره تجذبها وتقول : هدير؟؟
    ارجوك لا تغضبى انا لم اكن اعرف انهم سيفعلون ذلك....هديييييير...
    لم تجبها هدير التى ظلت تسرع الخطا نحو البوابه..وهى تهرول خلفها تحاول اللحاق بها ...
    وبالفعل لحقت بها وقالت محاولة اثبات حسن نواياها : دعينى اوصلك الى المنزل ...هيا يا هدير .



    ولم تتركها ترحل بسهوله .....بالفعل ركبت معها السياره واسندت راسها الى الخلف وهى تشعر جديا انها لم تعرف صديقاتها جيدا طوال السنوات الماضيه.....ام ترى انها هى التى تغيرت ؟؟؟
    .................................................. ..........

    تحركت الاستاذه نوال نحو الصف الذى تقف من خلفه "ندى" وحين وصلت واشارت اليها بيدها ان تحضر الى امام الصف ....تحركت ندى بكل نشاط وهى ترسم الجديه على وجهها وتقف امامها وتقول :السلام عليكم استاذه نوال

    فى حين عقدت نوال حاجبيها وقالت بعنف مقصود : استاذه "ندى" الا تعرفى قواعد احترام تحية العلم؟؟؟



    هزت ندى راسها وقالت : بلى استاذه نوال اعرفها جيدا ..

    قالت لها فى صوت مرتفع :لا يبدو لى انك التزمتى بها يا ندى.... بعد انتهاء الطابور تعالى الى المكتب لاستلام لفت النظر الذى ساحرره بحقك بسبب عدم التزامك بهذا القواعد والتى يجب عليك التزام بها لانك قدوه لهذا الصف الذى تقفين خلفه...



    ابتلعت ندى كلماتها ...ثم قالت فى ثقه:استاذه نوال ...لقد كنت اقف خلف الصف كمكا اقف كل يوم ولم يصدر منى ما يسئ او اخل باى قواعد...

    لم تكن استاذه نوال تستمع لها .... لانها ببساطه التفتت وغادرت المكان اثناء حديث ندى.... بكل تعالى وقلة ذوق

    فى حين بدأت الصفوف فى الصعود على صوت المارش المعروف وكل مدرس يصعد مع صفه ...

    وقف رامى هناك ...ينظر باسى وحزن من اسلوب والدته المتعجرف ...وهو يعلم جيدا انها قد اعلنت الحرب على ندى....
    فتقدم نحو ندى بكل ثقه وبجرأه لم يكن يتخيل ان تواتيه....
    فى حين التفت المدرسات حول ندى يستفسرن منها عن سبب موقف استاذه نوال منها...




    فقالت ندى : ساعرف كل شئ حين اذهب لمكتبها ...رجاء يا جماعه ان تنتبهن لصفوفكن حتى لا تتعرضن للاذى بسببى...

    والتفتت وخطن خطوات فى طريقها لمكتب الاستاذه نوال



    ولكنها سمعت من يناديها :أستاذه "ندى".....من فضلك..!!

    التفتت فكان رامى يقف بعيدا بخطوات ويشير لها بيده ان تنتظر ...
    توقفت ندى وهى تنظر فى الاتجاه الاخر وقالت بصوت جدى: افندم؟؟
    قال رامى بصوت خافت: استاذه ندى...طبعا تعرفين من انا ...اليس كذلك؟
    هزت ندى راسها وقالت بجديه: طبعا استاذ رامى ...اى خدمه؟؟
    قال اريد ان اتحدث معك قليلا ان كان هذا ممكناً...



    قالت بكل صرامه: تتحدث معى.؟؟ بأى شأن؟؟

    قال خجلاً ومتردداً: الموضوع الذى حدثت به والدتى بالامس.... واعتقد انها اساءت توصيله لـــ....

    قاطعته ندى :لقد ابلغتها ردى استاذ رامى ولا اعتقد ان هناك اى حديث آخر سيدور بيننا...
    قال بسرعه:لكن...اريد ان اوضح لك شئ...




    قالت وهى تتأهب للحركه :اعتقد انه موضوع غير مناسب لان نناقشه فى فناء المدرسه...

    استاذ رامى..انا لا اخوض فى هذا النوع من الحوارات ابدا ....علاوة على انى لا اتحدث الى الزملاء الرجال الا فى اضيق الحدود وهى ايضاً لابد ان تكون حدود العمل..غير ذلك فأعتذر بشده...بعد اذنك..

    همت بالرحيل ففاجأها بان قال :اذن ساطلب مقابلة والدك....واعتذر حقا عن كلام والدتى...

    هذا الموضوع يخصنى وقد اخطأت بان جعلت فيه وسيطا... واتمنى ان تعطينى فرصه لعرض الموضوع بطريقة لائقه .....تليق بك وبى .......السلام عليكم استاذه ندى..


    وتحرك هو وابتعد فى حين صعدت هى الدرج وصولا الى حجرة المدرسات الخاصه بالقسم الابتدائى وهى لا تنفك تفكر فى حديثه معها...ما تلك الجرأه التى واتته ليحدثها....لا بل ما تلك الجرأه التى واتتها هى لتقف هكذا تتكلم معه؟؟؟

    ولكن يبدو لها محترما ...وانه مختلف عن والدته المتعجرفه....كما انه يبدو لها بالفعل انه مصمم على فتح ذلك الموضوع مره اخرى ويريد مقابلة والدها ...تسارعت كل الافكار فى راسها..
    ولك يخرجها منها الا صوت استاذه زينب المساعده للاستاذه نوال تطلب من ندى سرعه الحضور الى حجرتها....
    وما ان دلفت الى الحجره فوجدت استاذه نوال تجلس امام مكتبها وتقدم لها ورقة خط عليها بالخط الاسود العريض "لفت نظر"..وقد دون فيها اسم ندى...
    فقالت لها:اريد توقيعك بالعلم على هذه الورقه...ولن اسمح بتكرار ما حدث مره اخرى ..
    ظلت ندى صامته تنظر اليها بتعجب ...
    ثم مالبثت ان ابتسمت وقالت بهدوء: كما تشائين استاذه نوال ...حضرتك والدتنا هنا فى المدرسه ولا اتحرج ان تعلمنى امى ..او ان توبخنى...
    تغيرت لهجة نوال وحدتها وقالت بتعجب:هه؟؟ ماذا؟؟لكنك اخطئتى وانا لا اتسامح مع المخطئين مهما كانت مكانتهم عندى...وكـــ
    قاطعتها "ندى" برقه وقالت وهى تأخذ الورقه وتخط عليها توقيعها بمنتهى السلاسه : معك حق...يبدو انى اخطأت ولكن لم انتبه ....واشكر حضرتك ان نبهتينى لخطأى....
    حارت نوال فى كلمات ندى...اهى تحاول ان تطويها بكلماتها الرقيقه المصطنعه؟؟
    ام انها تتحدث الصدق ولا تجد ضررا فى ان يلفت نظرها بورقة مثل هذه على موقف استاذه نوال نفسها تعرف انه لا يستدعى هذه الزوبعه؟؟
    لم تفهم...ولكنها وجدتها فرصه رائعه لتحدثها قليلا عن انجازاتها وهى مدرسه ...وعن حب مديرتها لها وتقدير الموجهين من وزارة التربيه والتعليم لمجهوداتها ....كل ذلك وهى ارملة تعول ثلاث اطفال..وهذا ما جعل منها مديره بسرعه ...وان تعطيها النصائح الذهبيه لتصبح معلمة متميزه...و...
    لم تكن ندى تستمع الى الكلمات لانها سمعتها من قبل الاف المرات ..فاستاذه نوال لا تضيع فرصة اجتماع او جلسة مناقشه للمناهج او حفله او مناسبه ما الا واسمعت الجميع سيرتها الذاتيه ...
    ولكن ندى كانت بحق مشغوله الفكر بما سيحدث حين تعرف استاذه نوال ان ابنها تصرف من خلف ظهرها ..ويريد فتح موضوع الخطبه الذى اغلقته هى من قبل؟؟؟
    ...............................................




    كان صوت آذان الظهر ينطلق من مسجد كلية البنات جلست نوران فى ساحة المسجد

    فى انتظار اكتمال صفوف المصليات ...لصلاة الجماعه
    وبعد الانتهاء من الصلاه جلست فى هدوء تسند ظهرها على الجدار...تقلب فى كشكول محاضراتها وتخط فيه بعض الملاحظات لتسال فيها الدكتوره فى حين ظهرت بعض زميلاتها فى القسم وجلسن بجوارها يحدثونها....
    فقالت غاليه :هل صحيح يا نوران اخذ منك رجل الامن على البوابه البطاقه الخاصه بك؟؟
    قالت نوران وقد بدا عليها انها تذكرت : نعم...ولا ادرى لماذا؟؟ اتعتقدون لموضوع المظاهرات دخل؟؟



    اضافت نشوى :ومالنا نحن قسم اللغه الانجليزيه باحداث المظاهرات تلك شعبة اللغه العربيه والمشهور عنهم اثارة تلك النوعيه من المشكلات....
    قالت نوران : لا يا نشوى لا تظلمى فئه بعينها ثم ان احداث المظاهره السابقه لم تكن فقط تخص قسم اللغه العربيه...فكان فيها قسم اجتماع ...واسرة قسم التعليم الاساسى وتاريخ...بمعنى ادق معظم الاقسام ..
    هزت غاليه راسها وقالت:يريدون كتم انفاسنا...لا يريدون ان نعبر حتى عن استياءنا مما يحدث لاخواننا فى فلسطين...لعنة الله عليهم يعاملوننا كما يعامل اليهود الفلسطينيين...
    ربتت نوران على كتف صديقتها وقالت :لا تحزنى...ان الله معهم ..
    ثم صمتت ...ثم اردفت وهى تطلق زفرة قلق وتهمس وتقول:ومعنا نحن ايضاً...
    خرجت الفتيات من المسجد متوجهات نحو قاعة معمل اللغات فى حين ظلت نوران تنظر الى ساعتها التى تقترب من الواحده فقررت ان تذهب لمكتب ذلك المدعوا "شريف متولى" بعد محاضرة الصوتيات فى معمل اللغات بالكليه...
    وظلت تدعوا الله ان يمن عليها من فضله وان يسبغ عليها هدوء وسكينه حتى تستطيع ان تتغلب على خوفها وقلقها الذى انتابها منذ الصباح...فمجرد ذكر اسم ذلك الضابط اعاد الى ذاكرتها مشهد الفتاه المنقبه التى خلع عنها نقابها فى المظاهره....واثار ذلك غضبها وتقززها فى آن واحد..
    بعد انتهاء المحاضره ...ذهبت نوران...تقدم خطوه وتؤخر خطوه ...فهى لا تعرف حتى مكان مكتب ضابط الامن...لم تضطرها الظروف خلال ثلاثة اعوام ونصف الى الذهاب هناك....
    فكان من المعروف انه مكتب المشبوهات...من اتهمت بسرقة من صديقاتها...من تشاجرت مع زميلاتها...ولم يكن مجرد مكان للتنزه.
    وصلت الى المكان والذى كان عباره عن حجره صغيره من قواطيع الالوميتال وكانه كوخ صغير وسط المبانى الشاهقه للكليه...وبه مكتب صغير متسخ من وضع اكواب الشاى عليه وامامه كرسيين خشبيين متهالكين... وتناثرت الحقائب والكتب والاوراق هنا وهناك ...وقفت نوران امام الباب فسمعت صوت يناديها :انتى يا ...اسمك ايه؟؟ تعالى هنا؟؟
    خطت الى داخل المكتب بتثاقل وقد تملكتها رهبة ....
    وجدته يجلس خلف مكتبه مشبكاً ساعديه خلف راسه وقال لها بتكاسل: عايزه ايه؟؟
    قالت بصوت خافت: حضرتك ...من طلبت رؤيتى .. انا نوران ..رابعه انجليزى ....لقد اخذوا منى البطاقــ....
    قاطعها وقال :امممم انتى منهم؟؟
    اعتدل فى جلسته وقال :من بتوع المظاهره ولا التانين؟؟
    قالت فى حيره :لا ...لم اشارك فى المظاهره و....
    قال: نعم نعم ....فهمت
    فتح الدرج الخاص بمكتبه والقى امامها كومه من البطاقات الخاصه بالكليه وقال لها فى غطرسه:اخرجى بطاقتك من هنا واعطنى اياها....اجلسى يا....ما اسمك مره اخرى؟؟
    جلست نوران على طرف الكرسى القريب من الباب وقالت بصوت يكاد لا يظهر :نوران
    ابتسم ابتسامة اظهرت اسنانه الملونه بفعل السجائر والقهوه والشاى اضفت عليه مظهرا مقززا بحق..
    كانت يد نوران ترتعد من التوتر...فهى لا تعرف لم هى هنا؟ وماذا يريد منها ذلك الضابط؟
    وجدت البطاقه الخاصه بها فاشارت له بها فمد يده واخذها وادخل باقى البطاقات فى الدرج واغلقه بمفتاح صغير وقال لها : اغلقى الباب يا نوران ...
    ترددت نوران ونظرت له وقد فتحت عيناها بتعجب...
    قال وهو يضحك ويهم بالنهوض :لا تغلقيه...ساغلقه انا...
    وقفت نوران بسرعه وقالت وهى ترسم الشجاعه :لا لن اغلق الباب ومن فضلك اخبرنى لم انا هنا... وماذا تريد منى؟؟

    قال وهو يبتسم :نعم ...احب ان ارى شراستك...وجرأتك ...لا انكسارك وخوفك ورهبتك...

    لم تفهم نوران ما يقصد ولكن قلبها نبئها بان قصده حتما ليس مهذباً..
    قالت فى عصبيه : من فضلك....ان لم تخبرنى لم انا هنا سامضى لحال سبيلى ...انا لا اهتم بان معك بطاقتى....انا لم افعل شئ من الاساس...يبدو اننى اخطأت ان حضرت هنا بمفردى و.....
    قال بسرعه وقد كست الجديه ملامحه :نوران....انا احتاج اليك فى مأموريه هامه...ان استطيعت ان تقومى بها فاعتبرى نفسك ناجحه هذا العام بتقدير امتياز...



    زفرت نوران فى ضيق وهى لا تفهم ما يريد فقال لها وهو يخرج من الحجره : اجلسى دقيقه واحده ...
    ثم نادا بصوت عالى وقال :عم محمد.....يا عم محمد....هات شاى مظبوط وحاجه ساقعه...وشوفلى سماء الوكيل فين!!
    ثم عاد يدخل الحجره :وجلس فى الكرسى المقابل لها وقال : لنتفق فى البدايه....لقد اخترتك لعدة اسباب ....انك فى السنه الاخيره....ولانك محجبه وغير مثيرة للشبهات....ولان هناك فتيات من قسمك يعملن معى فالتواصل سيكون بينك وبينهن..ولانــ.....
    قاطعته نوران وهى تقول :لا افهم...واى مأموريه تلك...ومن اخبرك انى سأوافق اساسا؟؟

    ضحك ضحكة عاليه واهتز كتفيه بشده وهو يضع يده على المكتب ...

    لحظتها دخل العامل عم محمد حاملا الصينيه التى بها كوب الشاى وزجاجه المرطبات وهو يقول : خير يا بيه ...ربنا يحلى ايامك ...اى اوامر تانيه؟؟
    اشار له بان ينصرف...وقال مقدما الزجاجه لنوران :اشربى الاول ثم نكمل الحديث..
    زفرت مره اخرى فى ضيق وتململت فى جلستها ..وهى تفكر جديا ان تخرج من الحجره راكضه ..
    همت بالوقوف فكانت الفتاه المسماه سماء الوكيل والمعروفه بنشطاتها الفنيه فى المسرح الخاص بالكليه تدخل الحجره وهى فى كامل زينتها وتقول للضابط : ها يا شريف باشا؟؟ اى اوامر؟؟



    قال مشيرا لنوران:ايه رايك فى البنت دى؟؟
    نظرت لها سماء بتفحص وقالت :مش بطاله ...قسم ايه يا....اسمك ايه؟؟
    وقفت نوران وقالت فى تحد لم تدرك كيف واتتها الجرأه لتتحدث به : من انت؟؟ وماذا تريدون منى؟؟؟ما هذه السخافات والالاعيب ؟؟
    دخلت سماء وهى تغلق الباب و تقول لها :اهدئى ...انه موضوع حساس وان لم تشاركى كما طلب منك شريف باشا للاسف اما معنا اما علينا...فهمتى؟؟
    هزت نوران راسها نفيا فهى بالفعل وصلت لحاله من الملل الشديد والضيق البالغ والعصبيه بحيث لم تكن تهتم باى شئ ...لا انها فى مكتب ضابط الامن ولا ان هناك خطرا ما يتهددها لا تعرف نوعه ...




    جلس الضابط مكانه فى حين جلست سماء امام نوران وبدات تتحدث بكل جرأه وتقول: نوران...طبعا تعرفين كشك عم عشم الخاص ببيع المرطبات الذى يقع امام باب الكليه؟؟

    هزت نوران رأسها وهى لا تفهم ما المقصد وراء السؤال الغريب.
    اكملت سماء: عم عشم قواد...ونحن لنا ثلاث سنوات نريد القبض عليه متلبسا ولكنه حريص جدا بشكل يسهل له الافلات كل مره..
    فتحت نوران عينيها عن آخرهما ولم تتكلم...
    فى حين اكمل الضابط شريف كلامه وقال : هناك فتيات كثيرات من الكليه تعملن معه وللاسف كل رواده من الشخصيات الكبيره والرتب العاليه ...فيتم تأمين الحمايه المطلوبه له...
    اكملت سماء: لن نستطيع ان نقبض عليه الا فى حاله واحده فقط...
    اردف الضابط شريف: ان تكون من ضمن الشبكه الخاصه به فتاه تابعه لنا تخبرنا بتفاصيل العمليات التى تدار ..وتوافينا بالاخبار اول باول لتحين اللحظه الحاسمه...
    وهناك فرصه سانحه لادخال فتاه جديده ضمن الشبكه عن طريق سماء التى تصادق واحده من تلك الفتيات والتى لها نشاط فى المسرح ...

    قالت سماء : قد استطيع ان اعرفك عليها بحجة انك تريدين التمثيل فى المسرح ...ومن هنا تدخلين معها ...

    قال الضابط: هى تنتقى الفتيات الاتى لا تثيرن الشبهات ...مثلك...
    كانت نوران تسمع وكانها تحلم...احمرت وجنتاها وشعرت بحرارة تخرج من اذنيها وارتعدت فرائصها وتقلصت معدتها ....

    لم تكن نوران تعتقد ان الموضوع بهذا الحجم....قواد؟

    ما معنى قواد؟؟
    اهو ذلك الرجل الذى يسهل الرزيله؟؟
    احقا ما تسمع؟؟ ام انها تحلم؟؟
    ولم هى ؟؟ وكيف ؟؟



    افاقت على يد سماء تهزها وتقول :ها يا نوران ايه رايك؟؟

    ترى بماذا ستجيب نوران؟؟




    ...............................................

    يتبع باذن الله


  4. #64
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي


    الحلــــقه الرابعة عـــشر
    بقلم\ يمنى حسن حافظ



    جلست الاستاذه نوال داخل مكتبها الفخم فى تلك المدرسه الخاصه التى تعمل فيها ناظره للمرحله الابتدائيه .....تفكر...وتتعجب من رد فعل ندى على الانذار الكتابى الذى حررته فى حقها دون اى ذنب الا انها مغتاظة منها لانها لفتت نظر ابنها المحبوب رامى...
    احتارت حقا حين عاملتها ندى بكل ادب واحترام ولم تعترض او تتبرم او تتخذ موقفا عدائيا ...بل العكس اقرت انها لابد واخطأت دون ان تدرى.... وانها تعتبر الاستاذه نوال امها وانها لا تتحرج ان توجهها وان تؤنبها حتى....
    دقت نوال بيديها على المكتب وزفرت فى ضيق شديد فقد تخيلت ان تلك المعامله التى تعمدت ان توجهها لندى كفيله بان تجعلها تتذمر وتخطئ فى كلماتها او حتى ان تعترض فتعطى نوال الفرصه التى تنتظرها لتحولها للتحقيق.
    ولكن لم يحدث اى من هذا ....بمنتهى البساطه تحطمت خطة الاستاذه نوال امام اخلاق ندى.
    نهضت .....تجولت فى الحجره كنمر حبيس ...تزمجر وتزفر وتتأفف ...
    انطلق صوت نقرات على باب الغرفه يخرجها من افكارها فجلست مره اخرى على مكتبها وانشغلت بالعبث فى بعض الاوراق وقالت بصوت حاد : ادخل...
    فدخلت الاستاذه جيهان رئيسه قسم اللغه الانجليزيه للمرحله الابتدائيه بملابسها التى اشتهرت بها ...فستان ذو رسومات ملونه ...وشعرها القصير الملون بالخصلات الذهبيه ...وبكم لا باس به من الحلى المتكدسه فى يديها وعنقها ويتدلى من اذنيها قرط ذهبى طويل ....دخلت متهاديه ..يصدر عن كعب حذائها تلك الدقات المعتاده للحذاء ذو الكعب العالى الذى لا يتناسب حتماً وعملها داخل مدرسه ...
    ابتسمت نوال وقالت : بنت حلال يا جيجى لقد كنت احتاج الى رؤيتك بشده...
    ضحكت جيهان بصوتها الحاد وقبلت نوال قبلات ذات صوت قالت بلكنتها التى تقطر دلال: نوال يا قمر.. واتس اب دير؟
    خلعت نوال النظاره ووضعت قبضتيها تحت ذقنها وقال : ايه رأيك فى "ندى"؟؟
    جلست جيهان امامها على الكرسى المقابل واضعة ساق فوق اخرى وحكت مؤخرة راسها بأظافرها الطويله الملونه وقالت بكلمات انجليزيه وعربيه ممتزجه : "ندى" هووو؟؟
    ثم اردفت :"ندى عبد الرحمن" ذا انجليش تيتشر؟؟
    هزت نوال راسها من فوق قبضتيها وقالت : نعم...ندى مدرسه اللغه الانجليزيه لمرحة الابتدائى يا جيجى...
    قالت جيهان : نطلب الكوفى بقى ونشرب سيجاره اعدل بيها دماغى ..ونتكلم
    ضحكت نوال وهى تدق على الجرس الصغير الموجود على طرف المكتب والخاص بالكافيتريا قالت : ولا على بالك....اريد رايك فى موضوع مهم يا جيهان...
    اخرجت جيهان علبه السجائر المستورده والتقطت منها واحده ذات لون بنى ....طويله ورفيعه واشعلتها بولاعتها الذهبيه الصغيره ونفثت منها دخان برائحه النعناع...
    وقالت ضاحكه : قولى يا نونه...باموت فى الرغى معاكى دايما عندك جديد..
    حكت لها نوال كل شئ....وهى تدق بعصبيه على المكتب تاره وهى تأخذ قطعه شيكولاته صغيره من درج المكتب تاره اخرى....وتقلب فى اوراق امامها مره ....او تقلب فنجان القهوه الذى انتهت منه فوق طبق الفنجان مرة اخرى...
    وما انتهت من الحديث كانت جيهان انهت هى الاخرى سيجارتين كاملتين وفنجان من القهوه الساده
    فتناولت فنجان نوال المقلوب ونظرت بداخله وقالت بطريقتها فى الحديث : امممم قمر منور....وكام نقطة نكد ويل جو اواى...
    فقالت نوال : القمر ده رامى طبعا ....ماذا افعل يا جيجى انت صديقتى قبل ان نعمل سوياً ...اخبرينى...رامى متعلق بها وقد اخبرتنى المشرفه ساميه ان رامى وقف يتحدث معها اليوم بعد انتهاء الطابور...
    قالت جيهان : هذا يعنى انه "انسستينج "ومصر و لا يزال يريدها حتى بعد ان اخبرتيه انها رفضته.....
    زفرت نوال وقالت بغيظ: نعم أتصدقى؟؟؟ كيف يفكر رامى؟؟وكيف لا تعجبه شيرى؟؟ سأجن يا جيجى....
    قالت جيهان :رامى ليس صغيرا يا نونه ولن يستسلم بسهوله خاصة انها تعجبه...وانتى تهاجميها فتبدو وكأنها ضحيه مسكينه...
    قالت : نوال وماذا افعل؟؟؟ ارحب واخبر رامى انها مناسبه؟؟
    لا يا جيهان انا لن اوافق واكرر خطاى مثلما فعلت مع "عمرو" حين وافقته فوضعنى امام الامر الواقع واتفق على كل شئ مع اهل زوجته واضطررت ان اقبل وضع سخيف...
    قالت جيهان بضحكات ماكره : ولكنك اخذتى حقك ..الم تذهبى الفرح وقلبتيه الى مأتم ؟
    قالت نوال: والى الان لم ادخل اليه بيت ولم ارحب بمكالماته....ليس بعد كل ما فعلته من اجلهم ...ليس بعد ان جعلتهم شاغلى الاول والوحيد يخرج على كل من ابنائى بقرارات لا اوافق عليها...
    قالت جيهان بجديه: كفاكى يا نوال ....لقد كبر الصغار ولن تستطيعى ان تتحكمى فيهم الان....شخصيتك القويه هذه ستجلب لك التعاسه ...صدقينى...الا ترين حالى ؟؟
    لا زوجى تحمل شخصيتى ...وحتى ابنتى ترفض الحياه معى وتريد الحياه مع ابيها ...وامى تقاطعنى وتقول انى لا اسمع نصيحه احد ...ولا اجد آخر اليوم الا جهاز الكومبيوتر وقطى العزيز سلواى....احترسى حتى لاتجدى نفسك وحيدة مثلى...
    نظرت نوال بأسى شديد لصديقتها وقالت:الوضع مختلف يا جيجي ....انت مسيطره وتحبى ان تكونى قائده ولا تقبلى ان يفرض عليك اى رأى...اما انا فاتحدث عن حقى كأم...لابد ان اخطط لهم مستقبلا ارضى عنه..واستطــ......
    قاطعتها جيهان وقالت وهى تغمز لها : وماذا تسمى هذا؟؟... متسلطه....وشخصيتك مسيطره...
    هزت نوال راسها واعادت نظارتها وقالت فى قسوه:وسأحارب من يقف فى طريقى ولن ارحم من يعصانى...تعرفين ...نحن مدرسه خاصه ولنا نظم تختلف كثيرا عن المدارس الحكوميه التى بدانا حياتنا المهنيه فيها...واستطيع ان ببساطه ان اقضى على مستقبل ندى هنا فى المدرسه ...وكذلك كل المدارس التى قد تحاول ان تعمل فيها....تعرفين علاقاتى وقدرتى على فعل ذلك ....
    نهضت جيهان ونظرت لصديقتها وقالت : حبيبتى...اعصابك... حدثى رامى مره اخرى...ماى بى!!!!
    دق باب المكتب دقات متسارعه ودخلت استاذه زينب المساعده للاستاذه نوال وقالت بسرعه : استاذه نوا ل...ندى الان فى فصلها وقد بدأت الحصه فى موعدها وانا ابلغك كما طلبتى...
    وقفت نوال وقالت لجيهان :هيا معى...سنحضر عند ندى الحصه باكملها....واريد ان اجعلها تشعر بالتوتر والقلق وان احاصرها ...وستفاجأ بك ايضا معى ...
    هزت جيهان راسها فى سخريه وقالت ضاحكه :حركات زمان....عينى عليكى يا ندى..
    وبالفعل فوجئت ندى بباب الفصل يفتح دون استأذان ... ودخول كل من الهيئه ثلاثية الاركان المتألفه من زينب المساعده...رئيسة قسم اللغه الانجليزيه استاذه جيهان ...وعلى راسهم ناظره المرحله ..الاستاذه نوال ....وهم بالتأكيد يخططون لشئ ما ...ولكن ترى ما هو؟
    .................................................. .......

    انهى حاتم الاوراق التى ارداها مديره ...وعرضها عليه ودخل معه الى الاجتماع الهام الذى يناقش فيه ماليات الشركه مع الشركاء الاجانب وهو اجتماع هام جدا وعلى اساسه يتحدد مستقبل العام الجديد من حجم الاستثمارات وتحدد على اساسه حجم الارباح ...
    طلب منه المدير ان يناقش هو تلك الاوراق بنفسه ...فى حين اعترض ايمن المساعد للمدير بحجة ان حاتم لا يرتدى الملابس الرسميه للاجتماع فلا يرتدى البدله ورابطة العنق كما هو متبع...
    فما كان من الاستاذ\ جمال الا واخرج جاكيت ورابطة عنق من حاجياته الشحصيه والتى اعتاد ان يحتفظ بها فى مكتبه احتياطياً واعطاهم لحاتم وهو يقول : اريدك اليوم ان تبهرهم...
    شكره حاتم وقد شعر بالاحراج الشديد ..والامتنان له فى نفس الوقت..
    فهاهو مديره يعرض عليه فرصة لا تعوض ويساعده ويعطيه ملابس لائقه لينقذ الموقف لصالح حاتم...سبحان الله ...شعر حاتم ان الله معه ويقف بجانبه فى كل خطواته...
    فدخل الاجتماع بثقة فى الله ..وهو يردد الادعيه والايات القرانيه قبل ان يبدأ ....وبدأ حاتم مناقشة الخبراء الاجانب بكل ثقة وتمكن...
    وهو يصحح المعلومات الغير دقيقه التى تم اعطاءها لهم من قبل ....
    ويعرض عليهم العرض الذى اعده عن المنحنيات الصاعده لحجم الاعمال ويشير الى النقاط الهامه....
    وكان مديره استاذ \جمال يشعر بالفخر والاعجاب الشديدين من تمكن حاتم للمناقشه بهذا المستوى العالى والمتميز
    فى حين جلس أستاذ\ ايمن يهز قدميه بعصبيه واضحه ...وهو ينظر لحاتم بغيظ وحنق شديدين...
    فهذا الاجتماع وهذه المناقشه كانت فى الاصل من اختصاصاته...وليس من اختصاصات حاتم الا ان الاستاذ\ جمال طلب من حاتم ان يقوم بهذا الدور لثقته الشديده فيه ولمعرفته ان ايمن من ذلك النوع الغير لبق فى محادثاته ولطالما اثار المشاكل فى اجتماعات مماثله....
    فما كان منه الا ان بدأ فى الهجوم على حاتم ومحاصرته بالاسئله الغير منطقيه والتى لم تظهر حاتم بمظهر سئ على قدر ما أظهرت عدم فهم أيمن للاجرائات المتبعه فى الشركه...حتى ان كبير الخبراء الاجانب طلب منه بمنتهى الصراحه عدم مقاطعة حاتم اثناء الحديث لانه كما وصفه :على درايه كامله ودقه متناهيه فى عرض الموضوعات ..واشار الى ان ايمن يخرج دائما عن الموضوع ويسبب تشتيتاً لا داعى له.
    هؤلاء الاجانب لا يهتمون حقا لتزين الكلمات او لوضعها فى قالب محبب...
    اثار ذلك غيظ ايمن مره اخرى ...
    فما ان انتهى الاجتماع حتى مال على حاتم الذى انشغل بجمع الاوراق والمستندات ..وقال له بلهجه عجز ان يخفى فيها غيظه: مبروك....واضح انك ستزيح الاستاذ جمال قريبا وتجلس على مقعده...
    فالتفت له حاتم وقال بهدوء: شهادة افخر بها استاذ ايمن..فانت استاذى ...ولا انكر فضلك وتوجيهاتك الدائمه لى ....واستاذ جمال ثقل فى مكانه لا يضاهيه احد...
    صر ايمن على اسنانه وزفر بضيق وهو يربت بيده بشده على كتف حاتم فى حركه لا اراديه قال وهو يطلق ضحكه عصبيه :هه علمناهم الشحاته...سبقونا على الابواب يا استاذ حاتم..
    لم يرد عليه حاتم لان ببساطه تجاهله ..فى حين خرج ايمن من حجرة الاجتماعات وقد انتفخ وجهه واحمرت اذنيه من الغيظ..
    وما ان خرج من الحجره حتى شعر حاتم بذبذبات الهاتف المحمول الذى حوله الى وضع الذبذبات قبل دخول الاجتماع فنظر الى الشاشه ووجد رقم هاتف الدكتور عماد...
    فاجاب وقد كان الدكتور عماد يخبره انه ذهب الى المستشفى وجد ان الفتاه المصابه قد تم نقلها بناء على طلب والدها الى مستشفى آخر ..وانه عاين سامح وان حالته فوق الممتازه...
    فشكره حاتم بشده..واغلق معه الهاتف واتصل برقم والد الفتاه الحاج منصور العال
    اجابه الرجل بكلمات مقتضبه فقال: نعم...استاذ حاتم من؟
    قال حاتم : لقد تحدثنا اليوم صباحا بشان ابنتك يا حاج انا قريب الرجل الذى اصــ..
    قاطعه وقال: نعم ...لقد نقلت ابنتى الى مستشفى اخرى..ولست فى حاله تسمح لى بالحديث الان...
    تردد حاتم حين سمع صوت انين عالى بجوار صوت الحاج منصور فقال : عسى كل شئ بخير ...باذن الله
    رد عليه الحاج منصور فى صوت اكثر حزنا : لقد كسر الاطباء فى المستشفى ضلع لابنتى اثناء نقلها ...فالنتحدث فى وقت آخر...
    واغلق الخط.......
    تاركا حزن شديد يكتنف حاتم ..يالها من فتاة مسكينه...ياله من اب مصاب...
    اكانت الحاله تحتاج لكسر آخر يضاف الى قائمة اصابتها؟؟
    ما لهؤلاء الاطباء الذين يتعاملون مع الحالات بشئ من عدم الاحساس؟؟
    فى سرعه تحدث الى والده فى الهاتف ليطمئن على الوضع فى المستشفى وحالة سامح...الذى احاط به الجميع حتى العمه منيره حضرت من المنصوره على عجل حين اخبرتها هناء والدة حاتم بالحادث...
    فتوجة حاتم لمكتبه لينهى باقى الاوراق المطلوبه وليعد تقريرا طلبه منه الاجانب بنسخه معدله عن التى كانت معهم ...
    وانشغل حاتم حقا طوال اليوم بتجهيز الاوراق والمستندات....غير منتبهاً للوقت الذى كان يمر بسرعه .....
    وان هناك من يجلس عند استاذ \جمال و يخطط بغضب لالحاق الاذى بحاتم....
    انه ايمن الذى يشعر ان البساط يسحب من تحت قدميه وقد قرر انه لن يترك لحاتم المعركه بسهوله...فماذا يخطط يا ترى؟؟

    .................................................. ...............

    جلست هدير فى سيارة ساره وهى تنتفض....وتبكى بدموع لم تستطيع ان تمنعها من الانحدار على وجنتيها ....وظل هاتفها المحمول يدق بصوت الدقات معلنه انه باسم يتصل...
    فما كان منها الا ان اغلقت الهاتف ...
    فلم تكن تصدق نفسها ان باسم ذلك الحبيب الذى هامت به حبا و اخبرها ان علاقتهما سر دفين بينهم لا يتحدث به مع احد ...قد اذاع السر ..ولمن ؟؟
    لهؤلاء الشباب الفاسد والذى تعلم جيدا انهم غير محترمين لما ترى منهم كثيرا من افعال ومزاح غير مهذب....
    كيف يتركهم يلتفون حولها ويجعلونها مزحة الجامعه؟؟
    اتصور ان حركة كهذه ستجعلها تتنازل عن موقفها وان تتراجع عن وعدها لشقيقها؟؟
    فى حين ظلت ساره تهدئها وتقول لها : كفاكى يا هدير...الموقف لا يستدعى رد الفعل المبالغ فيه هذا!!!
    وهدير لا تصدق نفسها انها تعرضت بالفعل لموقف كهذا.....
    شعرت بمعنى ان ترى الاشياء الكبيره تتحول الى ذرات صغيره حقاً....ان تتغير نظرتها للاشخاص فينقلبون من اصدقاء الى اشخاص مثيرون للاشمئزاز ....
    ان يتحول الحب والولع الى احساس بالضيق والاحراج والغضب....
    ان تهبط الاشياء التى لطالما نظرت اليها عالياً لتصبح اشياء غير هامه....وغير مجديه..
    اما ساره فكان هما الاول والاخير ان تستطيع ان تحتوى صديقتها ..ليس رغبة فى التخفيف عنها قدر رغبتها فى التقرب اليها للوصول الى حاتم....
    فلم تكن تتصور ان تحدث مشكله ما تتسبب فى ابتعادها عن حلمها به...
    توقفت السياره امام الكوفى الذى تعودت ساره ان تجلس فيه مع صديقاتها..وطلبت من هدير ان تجلس معها قليلا حتى تهدأ وبعدها توصلها الى منزلها...
    وبالفعل جلست هدير مع ساره ولكن ....تعجبت من ما شاهدته...
    كل هؤلاء الشباب والفتيات يجلسون معا بهذه الحميميه؟؟
    كل يجلس بجوار حبيبته يلف ذراعه حول كتفها ...وهذا يمسك يد فتاته ..ويشبك اصابعه باصابعها فى جراه لا مثيل لها...وهذه تتحدث بهمس ودلال وهى تقترب من وجه فتاها بشكل فج....وهؤلاء مجموعة فتيات يدخن السجئر وتتبادلن المزحات بصوت عالى ملفت مع عاملى الكافي....
    مجتمع غريب.......اشخاص اقرب الى الدمى....اصوات عاليه تمتزج بصوت الاغانى الصاخبه...
    قالت لساره: مـــــــــاهذا المكان؟؟؟ سأرحل...
    ونهضت هدير وهى تشعر بالغثيان والضيق وضجر والحزن....
    وخرجت ومن خلفها مره اخرى هرولت ساره.....هذه المره اوصلت هدير الى منزلها دون مناقشه واخبرتها انها ستتحدث معها ليلا بعد ان تكون هدأت وفكرت ولديها الرغبه فى الحديث...
    صعدت هدير درجات العماره بتخاذل....
    فى حين رحلت ساره وهى تمسك هاتفها المحمول الذى كان وجدت عليه سبع مكالمات لم يرد عليها لانها ببساطه لم تسمع الهاتف حين كانت تجلس فى الكافيه مع هدير...ثلاث مكالمات من باسم...مكالمه من غاده...واخرى من لميس...ومكالمتين من شخص آخر...
    ذلك الوسيم الذى هشم مصباح سيارتها ...ذلك الذى تبادلت معه ارقام الهواتف...
    فضغط زر اعادة الاتصال ...واجابها بصوت ساحر قائلا بمنتهى اللباقه : نعم يا فندم...كيف حالك يا أنسه ساره؟؟
    فاجابت ضاحكه بصوت مرح : يافندم؟؟؟ لاء هاتكلمنى جد هازعل....يا ماجد
    ضحك ضحكة طويله وهو يقول لها من خلال ضحكاته :حقا!!! ...لم اجد امرأه تجعلنى اضحك مثلما تفعلين يا ساره...
    قالت ساره بخبث : امممم يبدو لى انها قائمه طويله يا ماجد...ولا اقول يا استاذ ماجد؟؟
    ضحك وقال : لا أستاذ ايه...انتى تقولى اى حاجه ...براحتك.
    اطلقت ضحكه تحتفظ بها خصيصا لمثل هذه الحوارات وهى تقول :لن اتنازل عن اصلاح سيارتى على حسابك...فلا تحاول ان تبدو لى طيباً...مش هاتصعب عليا ...
    ضحك هذه المره بشده وهو يقهقه ويحاول ان يلتقط انفاسه ويقول: انا؟؟ انا غلبان...
    قالت بخبث: واضح انك غلبان ....
    قال بجديه : حقا يا ساره ..متى اراك حتى اصلح لك السياره ...انا عند وعدى لك..
    قالت بسرعه: الان ...ما رايك؟؟
    قال بلهفه شديده عجز ان يخفيها :حقا.....!!
    قالت: نعم ...اخبرنى اين ستجدنى خلال ربع ساعه امامك.....
    قال : شرفينى فى مكتبى بشركتى فى الزمالك ...وسأرسل السائق بالسياره الى عم سيد الميكانيكى الخاص بى يصلح سيارتك ويعيدها لك كالجديده....ما رأيك؟؟
    قالت بخبث: شركة بجد؟؟ وفيها موظفين؟؟
    قال وقد فهم ما ترمى اليه :طبعا ...تعالى وانظرى بنفسك...لو تحبى ان احضر انا الى المكان الذى تريديـــ........
    قاطعته وقالت بمرح:لا..لا بالطبع سأتى ...حتى اراك وانت تلعب دور المدير
    واخبرها بعنوان شركته ....واتفقا على اللقاء
    وبالطبع لم تكن ساره ساذجه..فاتصلت برقم الدليل الخاص بارقام الهواتف وسالت عن هاتف الشركه بعد ان ابلغته بعنوانها....واتصلت برقم الشركه الذى حصلت عليه من خدمة الدليل وسالت السكيرتيره عن استاذ \ماجد
    وعلمت منها انه صاحب الشركه ومديرها ايضاً ....
    فذهبت ...دون تردد
    وتحت العماره التى تقع بها الشركه جلست فى سيارتها...وعدلت مرأه السياره لتضبط مساحيق التجميل وتضيف عليها احمر الشفاه وترش من العطر الفرنسى الذى تضعه فى حقيبتها وتعدل من خصلات شعرها ....وهى تعد نفسها للقاء هام....لقاء قد يفيدها بالكثير...ولكن ترى اى شئ ينتظرها فى هذا اللقاء؟؟
    .................................................. .............


    بعد ان توتر الجو فى كلية الاداب وخرجت ساره وهدير وذهب كل من الشباب فى اتجاه ..هذا وليد يقف مع احدى الفتيات .......وجلس باسم وباقى اصدقاءه يتبادلون النكات والمزحات بشأن الفتيات الاتى سبق وتعرفن عليهن فى السنوات السابقه..... و يلهون ويمروحون وكأنهم فى رحله وليس فى ساحة الجامعه....
    هناك جلست لميس وهيام وميلودى يشاهدون بعض اللقطات الفيديو المسجله على جهازالكومبيوتر النقال الخاص بلميس ويطلقون الضحكات العاليه والتعليقات الساخره ...
    فى حين جلست غاده تقضم اظافرها مره اخرى فى حركه اشتهرت بها بين صديقاتها....وهى تفكر فى حديث لميس لها .....بان هناك صديقه سارقه بين صديقاتها...وان الشك يدور حول الجميع...
    وقررت انها اليوم ليست فى حاله تسمح لها بالجلوس فى الجامعه طوال النهار او ان تخرج مع اصدقاءها كما تعودت كل يوم....فلديها فى المنزل ما يشغل بالها بشده....
    وبالفعل طلبت من احد الشباب ان يخرج معها وان يوقف لها سيارة اجرة وبالفعل توجهت الى منزلها...
    وما ان خطت داخل المنزل الا وقد دخلت بهدوء نحو الحجره التى تتشارك فيها مع باقى اخواتها الاربعه....
    ما هى الا دقائق وناداها صوت والدها...يسبها بالفاظ قذره ...لانها عادت المنزل ودخلت حجرتها دون ان تذهب اليه وتسأله ان كان يحتاج لشئ؟؟
    واسمعها عبارات كثيره ..عن انها ابنه عاقه ولا تستحق الحياة فى منزل ..بل ان حياة الشوارع هى الانسب لها...وانها مثل والدتها الفاسده التى هربت وتركت اولادها .....
    ثم طلب منها ان تأتى له بالشيشه وان تشعل الفحم وتذهب لشراء الدخان الذى يضعه فوق الاحجار المشتعله....وان تعد له الشاى الثقيل وان ترى اى طعام سيتناولونه اليوم....
    وان تقوم بغسيل الملابس الخاصه باخواتها ....
    قائمه طويله وسخيفه من الطلبات التى لاتنتهى .....ياه لكم تتمنى ان تموت وتنتهى معاناتها مع ذلك الاب المتحجر القلب والذى اصبح تعذيبه لاولاده هو الشئ الوحيد الذى يفلح فيه....فما عاد يعمل فى مصنع البلاستيك الذى يملكه ...واصبح يترك العمل لاخواته ولا يهتم بمقدار الربح الذى يجنونه نظير حصوله على مبلغ مالى ثابت شهرياً....
    واصبح يقضى وقته فى المنزل يدخن السجائر والشيشه وان خرج فيجلس على القهوه مع بعض الاصدقاء للعب الاوراق ....
    لا يهتم باولاده من غاده واخيها الاكبر الذى انهى دراسه معهد فنى ويعمل ولا يعود المنزل الا نادراً...
    والثلاث اخوه الصغار الذين يدرسون فى المراحل المختلفه من الاعدادى والابتدائى....لا يعلم احد عن مستواهم الدراسى شئ...
    اما والدتها والتى اساء لها كثيرا ...من ضرب وسب وكسر عظامها ...وشج راسها...فقد عانت من الشفاة النازفه والجسد المنهك والممتلئ بالكدمات ..والاصابع المتورمه حتى ضاقت بالحياه معه ...
    لا تنسى غاده اليوم الذى خرجت فيه والدتها بجرح فى راسها وهى تدافع عن غاده حتى لا يضربها والدها بالحزام الجلدى ...فاصابها هى وتركها وخرج ....وهرعت غاده تطلب مساعدة الجيران فوضعت الجاره البن الطازج على الجرح النازف ...فاختلط لون الدم بلون البن البنى ذو الرائحه المميزه...من يومها تكره رائحة القهوه...وتثير اشمئزازها...
    ولم تعد امها ....قال اهل والدها انها ذهبت عند اهلها فى بلد لا يعرفه احد....قالوا ان سيارة مسرعة صدمتها وماتت ....قالوا انها جنت وتعيش فى الشوارع كالمجاذيب....قالوا انها احترفت الرقص فى الملاهى الليليه...
    قالوا وقالو ..ولكن لا احد حاول ان يصل الى الحقيقه.....كم تكره والدها.....تتمنى ان تضع له السم فى الشاى ...فتتخلص منه الى الابد....لولا انها لا تعلم ما سيصيب اشقائها من بعده....انه السبب فى كل سؤ يصيب تلك العائله......لكم تكره الرجال....اشباه والدها....
    وهاهى تعيش فى الجامعه بصوره غير حقيقتها.........تضحك بقوه...تمرح بشده.....تخرج وتلهو وتغرق نفسها فى حياة من السعاده الزائفه...
    وتخبر الجميع ان والدتها توفيت...وان والدها رجل الاعمال الشهير يحضر لهن الخادمات ويغدق عليها وعلى اشقائها بالنقود ليعوض غياب والدتهم...
    تعمل ليلا فى مكتب لكتابة الرسائل العلميه والابحاث وتدخل البيانات على جهاز الكومبيوتر وتعدها للطباعه كلما كتبت اكثر كلما زاد اجرها....
    باعت واشترت كل شئ تقريبا...من الحيوانات الاليفه الى الاثاث القديم ...الى الملابس المستورده...وعملت فى كوافير لفتره ليست قصيره....كانت تستطيع ان تخرج النقود من تحت الارض....
    ان تأتى بالمال من اى مكان .....وتغدق على اشقاءها...تحضر الطعام الى المنزل.....تشترى ملابس جديده...
    ولكنها ضاقت بشده من والدها...ومن تلك الحياه الغريبه....كانوا يسكنون فى شقه فاخره وفى حى راق ولكن تحولت مع الوقت الى خراب ...فلا احد يهتم ...
    لا يوجد ام تنظم البيت وتراعى شئونه.........ولا يوجد اب واعى يتفهم حاجة ابناءه....
    اخرجها من افكارها صوت سعال والدها بصوت مختنق وذو انفاس عاليه متحشرجه....
    وهو يطلب منها كوب ماء...
    وقفت تنظر اليه........وهى تتعجب...لماذا لا تشعر باى اسف عليه؟؟
    بل تشعر ان لابد وان تتركه يعانى كثيراً....عسى سعل ففاضت روحه وصعدت الى السماء ...
    هزت راسها تنفض عنها الافكار السوداء وقالت بينها وبين نفسها وهى تتحرك لتناول والدها كوب الماء : هل اصبحت شخصيه غير سويه بالفعل....؟؟
    ترى........أى نوع من الشخصيات السويه ستخرج ظروف مثل ظروفها ؟؟
    .................................................. .................................

    خرجت نوران من مكتب شريف متولى الضابط المسئول عن الامن بكلية البنات...وقد وعدته هو وسماء بالتفكير الجدى فى العرض العجيب الذى عرضوه عليها....
    فقد كانت تلك هى الطريقه الوحيده لانهاء الاجتماع المغلق الذى انهالت فيه المعلومات المفزعه والمقززه على نوران.....كانت تلك الطريقه الاكيده لتحصل نوران على حريتها من ذلك المكتب الذى اغلق عليها بابه لاكثر من ساعتين كاملتين ...فى محاولات لاقناعها بجدوى مساهمتها فى القضاء على تلك الشبكه المتمثله فى طالبات من الكليه وبعض الشخصيات الكبيره وقائد العمليه عم عشم الذى جعل من الكشك الخاص ببيع الحلويات والمرطبات اداره لتلك الاتفاقات القذره والمعاملات المنحطه....
    ذلك الكشك الذى تقف عنده معظم طالبات الكليه ...للشراء او لاجراء مكالمات بالهاتف الارضى او المحمول الخاص بالمكان...
    ذلك المكان الذى تتجمع فيه اعداد هائله من الطالبات الغير مدركات ان الوقوف هناك قد يلصق بهن تهمة اخلاقيه حقيره...
    ظلت نوران شاحبة الوجه لفتره ليست بالقصيره....فكم مره تعاملت مع ذلك المسمى عم عشم....وتركت له باقى الحساب شفقة عليه وهى ترى انه رجل فقير يسعى وراء رزقه بذلك الكشك المتواضع ....
    كيف لم تفهم سر تلك التجمعات لفتيات معينات حول الكشك طوال الوقت؟؟
    وما المطلوب منها بالضبط؟؟
    ايريدونها ان تقف معهن؟؟
    وتمثل انها واحدة من تلك الفتيات المنحلات ؟؟
    وكيف تكون تلك الاسماء التى ذكرها الضابط تنتمى للشبكه المنحله وهن فتيات يبدو عليهن الادب والاحترام؟؟؟
    ومنهن من هى من تعيش فى المدينه الجامعيه حياة بائسه..لا يبدو عليها انها من تلك الفتيات؟؟؟
    كيف كانت بهذه السذاجه؟؟
    ماذا ستقول والدتها لو علمت ان هناك بالكليه التى استشعر الجميع فيها الامان مثل تلك الافعال؟؟
    وماذا سيفعل والدها حين يعرف بطلب ضابط الامن منها ان تتداخل وسط الفتيات الغير محترمات لمساعدته فى القبض عليهن؟؟
    اخرجها من تفكيرها صوت غاليه وهى تقول: اين كنتى يا نوران؟؟ لقد فاتتك محاضرة هامه جدا للدكتوره\راجيه...اين كنت؟
    تنهدت نوران وقالت بصوت واهن وضعيف: اشعر بتوعك شديد يا غاليه...ساذهب الى المنزل ولو تستطيعى احضرى لى كشكول المحاضرات غدا لأنقل المحاضره...
    ربتت غاليه بحنان على كتف نوران وقالت : سلامتك ....سأخرج واوصلك الى المحطه ولن اتركك الا حين اطمئن عليكى يا نوران...
    وبالفعل خرجت الفتاتين من باب الكليه وعيون نوران تنظران نحو كشك عم عشم المكتظ عن آخره بالفتيات والطالبات الملتفات حول الكشك بين بريئه لا تدرك ومتهمة تعمل معه...
    وكم شعرت بغصة فى حلقها وهى تنظر اليوم الى الصوره كلها بعيون مختلفه...عيون يملؤها الشك والحيره...
    وعادت الى منزلها ....صعدت درجات العماره بتخاذل وهى لا تستطيع ان تخرج من دوامة افكارها ...وقفت امام باب الشقه الخاص بهدير صديقتها وجارتها الحبيبه..وهى تعلم جيدا انها لابد ولاتزال فى جامعتها ولم تعود بعد...دقت الجرس فى ياس وهى تتعجب من تصرفها فهى تعلم ان احدا لن يفتح لها الباب ..ولكن...ياله من شعور خانق...ان تخنقك الافكار ولا تستطيع ان تصل الى الشخص الوحيد الذى ترتاح للحديث معه...
    كانت تكمل صعود الدرج ففاجأتها هدير تفتح باب الشقه ....
    ما ان رات الفتاتان بعضهما وكان الغريق الذى يتشبث بالحياة....نطقت كل منهما اسم الاخرى بلهفه....
    وفى نفس الوقت قالت كل منهما للاخرى بحزن: اريد ان اتحدث معك...
    ارتمت الفتاتين فى احضان بعضهما باكيتين ...حزينتين...يائستين...
    فكل منهما لديها الكثير ..كل منهما مثقلة بالهموم....
    ترى هل ستستطيع كل منهما ان تساعد الاخرى ؟؟
    .................................................. .......

    يتبع بـــإذن الله
    التعديل الأخير تم بواسطة maahes ; 28 - 2 - 2010 الساعة 12:27 AM

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    الحلقه الخامســــــه عشـــــر
    بقلم \يمنى حسن حافظ



    امتلاءت حجرة المستشفى الخاصه بسامح بأقاربه يلتفون حوله والدته نجوى تجلس بجواره وهى تمرر يديها على جبينه وتقبله كل لحظه.....وعلى الطرف الاخر من الفراش جلست "منيره" ابنة خالة والدته تعيد التساؤلات التى لم تنقطع منذ لحظه وصولها للاطمئنان على صحة سامح وعلى حالة الفتاه المصابه....وجلست معهم "هناء" تشاركهم الحوار..... بينما جلس والده المهندس حمدى جانبا مع "ابراهيم" خطيب "منى" وانضم اليهم "مدحت" والد "حاتم" يتحدثون فى تلك التفاصيل الخاصه بالحادث وبينما كان يقف عند حافة السرير "مروان" الشقيق الاصغر "لسامح" يداعبه ويضحك معه....وبجواره وقفت منى شقيقته...
    ارتفع صوت دقات متسارعه على باب الغرفه وانفتح الباب دون اسئذان ودخلت ممرضتين تتحدثان سويا بصوت عالى مزعج ....وفى يد احداهما حقيبه كبيره بها كم لا بأس به من علب الدواء والعبوات الخاصه بالمحاليل الوريديه وتحمل الاخرى جهاز قياس الضغط.... ما ان دخلتا ووجدتا هذا الكم الكبير من الزوار بداخل الحجره حتى قالت احداهما وهى تتجه نحو سامح لتقيس له الضغط ...وتلوح بيدها للجميع : رجاء العدد زائد فى الحجره ...ولا داعى لهذا الزحام....

    فهمت نجوى بالحديث فسبقتها "منير" قائله بحزم :وهو فى ايه؟؟ مش بنطمئن على ابننا ؟؟

    فردت عليها الممرضه التى وقفت ترص الادويه فى الادراج الخاصه بها ...بهدوء : هذه بداية المناوبه الليليه...ولنا نظام لان الطبيب سيمر الان على الحجرات....يا حاجه.

    تدخل ابراهيم فى الحديث مطمئنا على حالة سامح بالحديث مع احدى الممرضتين متسائلا عن عدم مرور الطبيب منذ الصباح ..... وعن امكانية السماح له بالخروج اليوم ....
    لم تمر ثوانى قليله حتى دخلت الحجره فتاه ترتدى ملابس مميزه للعاملين بادارة المستشفى تطلب الحديث مع المهندس حمدى وهى تحمل فى يدها ملف مكتظ عن آخره بالاوراق ...وقالت : لقد تم صرف مجموعه جديده من الدواء ...وهناك بعض المصاريف التى نريد ان يتم تسديدها اليوم فى الخزينه ....حتى يتم توقيع الاوراق الخاصه بخروج سامح من المستشفى آخر اليوم...
    كانت الحجره بحق مزدحمه ........وكانها صالة عرض سنيمائى ..وليس حجره من حجرات المستشفيات الخاصه التى يفترض فيها الهدوء والسكينه.... واكتملت الصوره حين دق الهاتف الخاص بالحجره بدقات مرتفعه ومزعجه ....فرفعت "منى " السماعه محاوله ان تسمع المتحدث على الجانب الاخر...وسمعت....وانزعجت....وت� �جرت عيناها وقد شحب وجهها بشده ...وهى لا تستطيع ان تفتح فمها وترد....
    فقد كان صوت رجل شديد اللهجه يخبرها برساله تهديد بأن "سامح" لن يتمتع بلحظه راحه واحده ...وان لا التجمع العائلى الملتف حوله ...ولا الشرطه نفسها ستستطيع حمايته من الانتقام....وما بيننا دم....ولا يمحوه الا الدم....
    فما كان منها الا وظلت تصرخ وتردد كلمات غير مفهومه وهى تقول :من انت؟؟من انت؟؟؟؟ ماذا تريد؟؟؟
    صمتت كل الاصوات فى الحجره والتى كانت منذ لحظات ترتفع بالحديث والضجه....
    والتفت سامح بذعر الى شقيقته وجلس باعتدال على الفراش وهو يسألها بجزع :من يتصل يا منى؟؟ من؟؟ ماذا هناك؟؟
    استندت "منى" على الحائط خلفها وتركت السماعه تسقط من يدها ....والتفتت بعيون متحجره تنظر لشقيقها ...ثم التفت تنظر لجميع الوجوه المتسائله .....
    ثم وجهت كلامها لوالدها وقالت بصوت مرتعش :يبدو ان اقارب الفتاه التى صدمها سامح يهددون بــ.......لقد....قال ..
    لم تكمل جملتها التى لم تحتوى على اى معنى مفيد الا ان الذعر البادى على وجهها كان كافى لان تكون الرساله واضحه ....
    فوضعت يدها على فمها ...فى هلع....فى حين ارتفعت شهقه مكتومه من بين شفتى هناء ومنيره
    اما نجوى فقد احتضنت راس سامح فى صدرها وهى تقول :...يا ستار يارب ....يارب ...يا ستار..ده ال كنت خايفه منه...يارب سترك..
    وتوتر جو الحجره بشده ...هذا حمدى يصيح فى وجه الممرضات ويطالب بوجوب وجود حارس امن خاص على الحجره...وهذه "مروان" يقول بحماس الشباب : هى بلطجه ولا ايه؟؟
    ومدحت يحدث نفسه بصوت مرتفع :ماهذا الكلام؟؟
    وهذا ابراهيم يتحرك ويخرج الى الرواق ينادى على اى مسئول يحدثه....
    وتلك الممرضتين تحركتا بسرعه للخروج من الحجره سريعا....
    يبدو ان الاحداث داخل المستشفى لا تنتهى...مع ان الفتاه المصابه قد تم نقلها الى مستشفى آخر ..وان والدها تحدث مع حاتم بكل عقلانيه وحكمه ...الا انه يبدو ان هناك ما ينبئ بأحداث سيئه فى الطريق...........ترى ماذا سيحدث؟؟
    .................................................. ..................

    (( نعم ستشرق الشمس....... نعم ستدور الارض.....
    نعم ستأتى الموجات الى الشاطئ...نعم كل شئ سيظل على حاله........الا انا وانت
    بعدما ترحلين..............بعدما تذهبين بعيداً.............ماذا ساكون من بعدك؟؟؟))

    انطلقت تلك الكلمات الاجنبيه بصوت مغنى معروف وشهير ممتزجه بموسيقى مثيره للشجن
    من تلك الاسطوانه التى سجل عليها تلك الاغنيات الرومانسيه الشهيره .......من داخل حجرة باسم التى جلس فيها بكل ضجر .... منذ عودته الى منزله بعد يوم طويل ومحبط ايضاً انتهى نهايه مؤسفه بحق....
    تلك الاسطوانه التى يداوم باسم على الاستماع اليها كلما شعر بالاختناق او الحزن ...
    فبعد ان حاول طوال اليوم ان يحدث هدير ورفضت هى ان تتكلم معه...ومما زاد الطين بله تلك الحركه الغير محسوبه التى قام بها اصدقاؤه بالتفافهم حولها ...شعر باحباط لا مثيل له ...
    فلقد كان يرى انه موقفا فى منتهى الرومانسية لولا ان هدير ليست من ذلك النوع الذى تبهرة تلك التصرفات الشبابيه الطائشه....
    كان باسم يعرف ذلك جيدا ...ولكن تصور ان تمنعها عن الحديث معه ما هو الا طريقه ما لاشعال نيران الشوق فى قلبه.....او لدفعه لان يتخذ خطوات جديه بشأن علاقتهما....
    تجول باسم فى الحجره وهو يركل ذلك الحذاء الذى توسط ارض الحجره ......ثم ارتمى فوق فراشه بكسل...... محتضنا تلك الوساده على شكل قلب احمر كبير..
    ودس انفه فيها بشده يتشممها ...فهى هديه من هدير...وقد اصريوم اهدتها له ..... ان ترش هدير عليها من البارفان الذى تضع هى منه ...حتى اذا افتقدها استطاع ان يشم عبيرها فى تلك الوساده....
    تقلب على الفراش...وقد سرح خياله مع كلمات الاغنيه الهادئه التى انطلقت بصوت المغنى الشاب تتحدث عن هجر الحبيب وان الدنيا ما عادت تساوى شئ من بعده...... فزادت من شعوره بالاختناق الشديد ....وشعر انه حزين جداً......وعلى وشك البكاء....
    لم يشعر بتلك المشاعر الفياضه تكتنفه منذ ان ودع والده يوم سافر وتركه....ولا يتذكر انه بكى من قبلها الا يوم وفاة جدته لأبيه... حين كان وقتها فى العاشره من عمره...... فقد كانت بحق سيده طيبه... تحبه جدا وكم كان يعشقها ودائماً ما تداعبه وتناديه بلقب محبب لنفسه..حين تقول له :يا "بسمتى"
    وتذكر انها كانت تعتبرانه الوحيد الذى اعاد البسمه الى شفتيها منذ وفاة زوجها الحبيب.....
    وكم اخبرته انه دوناً عن جميع احفادها له مكانه مختلفه فى قلبها ....لانه أول حفيد لها....وانه ابن الغالى .. ابنها الذى تستند عليه....و يذكرها بزوجها الراحل فى كل شئ.....
    دفن وجهه فى القلب الكبير وترك تلك الدموع الحبيسه تخرج لتغرق وجهه .....
    ياااااه لكم يحب هدير....لكم يريد ان يأخذها الان فى احضانه وان يبكى بين يديها ..ويترك كل هذه الدنيا ويجلس فقط يراقب وجهها البرئ..يرى تلك الابتسامه الرائعه التى تذيب قلبه ...ويملاء اذنيه بكلماتها المحببة لقلبه وعباراتها الرقيقه التى تنطقها بصوتها الساحر....
    لم يكن باسم يتخيل ابداً...ان ياتى اليوم الذى يجلس فيه ليبكى مثل الاطفال على فتاه....
    ولكنها ليست اى فتاه.....انها اطيب فتاه قابلها ...تلقائيه وعفويه بشكل لا يصدق.....غير متكلفه بشكل يخطف الابصار ... بسيطه ومتباسطه.... ليست كسائر الفتيات فى الجامعه...
    اعتدل فى جلسته وتلفت حوله باحثاً عن منديل ورقى هنا او هناك.....فوقعت عيناه على صورته مع والديه...حين كانوا على شاطئ الاسكندريه وهو طفل لا يتعدا الرابعه من عمره وقد حمله والده فوق كتفيه وكانت ابتسامته تملاء وجهه ........وجلست والدته تحت الشمسيه فوق الرمال الناعمه....ايام كانت اسرته اسره عاديه.........اسره دافئه....
    يالها من ايام يفتقدها ...الان اصبح المنزل خالياً........حتى ايام الجمعه التى اعتاد منذ زمن ان يكون يوم زيارة حديقة الحيوان ...وتناول الغذاء عند جدته .....كم يشعر بالفراغ والوحده الان....ليس لديه احد يتحدث معه....يبكى على كتفيه....يأخذ نصيحته حين يحتاجها....حتى والدته التى كانت صديقته مالبثت ان اتجهت هى الاخرى الى العمل بكل طاقتها...فما عادت تلك الام التى كان يتمتع كثيرا بصحبتها......
    امسك هاتفه المحمول واتصل مره اخرى بهدير..التى لم يجب هاتفها....فاتصل بساره والتى لم تجب ايضا عليه....
    فقلب فى لائحة الارقام الطويله لديه ....يحاول ان يجد بين تلك الارقام رقم شخص واحد يستطيع ان يحدثه الان...ليته يقتل تلك الرغبه الملحه بداخله الان فى حاجته للحديث مع اى شخص....ليته ينام....ولكن للاسف ....هذا لن يحدث....وقعت عيناه على رقم هاتف والده الدولى هناك فى سلطنه عمان....وبلا وعى حقيقى منه ضغط زر الاتصال بوالده...
    دق الهاتف.........دقات طويله وسريعه ......معها كانت دقات قلب باسم تتسارع ....واجاب والده..بصوت كاد باسم ان ينساه ....
    قال الوالد :باسم...!!! ازيك يا باسم؟؟اخبارك ايه ؟؟ فى حاجه ولا ايه؟؟ انت كويس؟؟ووالدتك؟؟
    تنفس باسم انفاسا عميقه..وتحدث الى والده بصوت مهزوم : ايوه يا بابا.....ازيك ؟
    تردد ان يخبره انه يفتقده........وانه حزين وان كل افكاره غير مرتبه ...
    .فقال مغيرا الموضوع :لقد اخبرتنى امى بفرصة العمل التى وفرتها لها فى المستشفى عندك...
    فقال والده :نعم يا باسم...وكلها نصف العام وتنهى دراستك ولن تلتحق بالجيش وتأتى انت الاخر لتعيش معنا هنا ...وساحاول ان اجد لك عمل جيده عن طريق احد الصدقائى ...ولكن اريد تقدير متميز هذا العام...سأغلق الخط الان لانى فى المستشفى ولدى حاله هامه ...ابقى كلمنى تانى ...سلام
    وانهى المكالمه...دون ان يشعر بان باسم كان يريد ان يخبره بشئ....او حتى ياخذ رايه فى فكره سفره الى خارج مصر والعمل والحياة هناك...مالهم هو ووالدته يتعاملون معه على انه مازال فى الصف الخامس الابتدائى؟؟؟
    تافف وقذف بهاتفه المحمول على المكتب .........ونهض وبغضب......وقرر ان يخرج ...قرر انه لن يحمل لهذه الدنيا اى هم من الان........فالتمضى به الاحداث كما تمضى....ولن يضيع يوما فى التفكير او الحسره على نفسه......وفتح باب الشقه وخرج...وهو يعلم جيدا اين سيذهب.......
    .................................................. ...........................

    جلست السيده العجوز تفرك عينيها امام شاشة التلفاز المفتوحه على المسلسل العربى وبصوت عالى ومزعج.........وامامها طبق ملى بالفاكهه وفى الارض جلس طفل يلعب بالسيارات الصغيره على الارض العاريه من السجاد ....فظلت تنادى بصوت بح من كثره النداء:يا امال ...يا امال...انتى يا اماااااااااااااال ...انتى يا ولد يا محمد روح نادى ماما من جوه...يا محمد قوم من على البلاط ...هاتبرد ........محمددددد..ولد....تعبتوا قلبى ...
    ثم التفتت مره اخرى للتلفاز لان لا امال اجابتها ولا محمد سمع كلامها او تحرك من مكانه...او حتى التفت اليها....
    خرجت بعد برهه امرا ه شابه تحمل طفلا رضيعا لا يتوقف عن البكاء تهزه تاره وتربت عليه تارة اخرى وتوجهت لمحمد الجالس على الارض وامسكت به من يديه تشده وتقول :هيا لتستحم...كى تتناول العشاء و..تنام...هيا..!!
    فى حين ظل الطفل يتهرب منها وتشبث بالارض وما هى الا لحظات واطلق صراخ لا يتوقف ودب فى الارض بقدميه ....
    فخرجت من الحجره امراه وهى تشير باصبعها على فمها تقول بصوت منخفض : ششش محمد....جدو نايم....فى ايه يا حنان؟
    فهرع الطفل يتعلق برقبتها وهو يهرب من بين يدى والدته ويقول بصوته المتهدج من البكاء :تيته "امؤوم"...ماما نان.. واوا..ماما نان لاء..
    فضحكت الجده وقبلته فى رقبته فظل يضحك ويقهقه بلا توقف ...فى حين وقفت حنان امه وكانها ستبكى وهى تقول فى غيظ :ماما...انا امه....لابد ان يتعلم ان يسمع كلامى...
    قالت الجده :كفايه عليكى الى فى ايدك ده...شوفيه شكله عايز يغير...
    فى حين كانت السيده العجوز تنظر اليهم دون كلام...ومالبثت ان قلبت شفتيها وقالت بصوت عالى : سمعتى صوت محمد بس يا أمال؟؟ انا صوتى راح وانا بنادى...
    فنظرت امال لها نظره تعجب ومالت برقبتها وقالت : اكنت تريدين شئ هام ؟؟
    فأشارت العجوز لطبق الفاكهه امامها وقالت :عايزه موزه مستويه عشان اسنانى...
    فاقبلت عليها امال واختارت لها ثمرة طازجه من الطبق وقشرتها واعطتها لها واخذت ثمره اخرى واعطتها لمحمد فى يده ..ودخلت به الى الداخل وهى تحدثه وتداعبه ....
    فى حين جلست حنان فى حزن باد عليه وهى تتفرس ملامح طفلها الصغير الذى يبكى على يديها ...ثم ما هى الا دقائق وسمعت صوت باب المنزل يغلق بعنف...فوقفت لترى من الذى حضر...
    فقلبت شفتيها وقالت بامتعاض شديد :شرفتى يا ست هيام؟؟ مابدرى؟؟
    دخلت هيام بكل غطرسه وهى تنظر اليها بتعالى ووتدخل الى الصاله بعدم مبالاه شديده ولا ترد عليها ...
    فقالت لها مره اخرى :الا احدثك ....
    فقالت لها هيام بصوت مرتفع :ماذا تريدى؟؟
    ونشبت بينهما مناقشه حاده خرجت على اثرها والدتهما وهى تحمل الصغير محمد ...وتقول:ماذا حدث؟؟
    فقالت هيام بكل عنف :لا اعلم اساليها كل يوم اعود من الجامعه لابد ان تسمعنى كلاما سخيفا عن انى اتاخر وانى لا اذهب للجامعه....يبدو انها بالفعل معقده...
    نزلت الكلمه على سمع حنان كالصاعقه ..فالتفتت نحو هيام وجذبتها من شعرها وهى تقول :قليلة الادب ولم تجدى من يعلمك الادب ...يا حقيره
    فصرخت هيام ..وصرخ الطفل الصغير وصرخت الام فيهما ان يتوقفا فى حين كانت الجده الجالسه على المقعد امام التلفاز تنظر اليهم وتقول كلمات لتهدئهن :كفايه يا بنت انت وهى ...كفايه.
    خرج من الداخل كل من والد الفتاتين...ووقف وسطهن ودفعهن بعيدا عن بعضهن و قال هدوء: لا اريد ان اسمع صوتاً...هيا يا هيام اذهبى لتتناولى الغداء ...
    اما انت يا حنان فاعتقد انك كبيره على هذه التفاهات.....هيا
    كانت حنان تتأفف وهى تنظر بعنف وكراهيه لشقيقتها هيام...فهى دائما ما كانت تشعر ان هناك فرقا فى المعامله بينها وبين شقيقتها ....كما انها من النوع العصبى والمندفع والمتهور احيانا ..ولا تضع حدودا فى تعاملاتها مع الاخرين ......وقد كان هذا سبب طلاقها وعودتها محملة باطفالها لتعيش فى منزل والديها ...مع جدتها..وهيام وشقيقها احمد الذى يعمل فى شركه كبيره لانظمة المحمول...ولا يعود الا فى منتصف الليل...
    كانت حنان الابنه الكبرى ولكنها كم كانت متعجلة للزواج من اول عريس يتقدم لها حتى ان والدها لم يكن يوافق كليا على هذه الزواجه التى تمت فى شقه مؤجره....
    وكانت هى مندفعه فى الحديث ومتسرعه فى الحكم على الاخرين ..ويسبقها لسانها فحدثت المشاكل معه ومع كافة افراد عائلته ...حتى غضبت وتركت المنزل فقال لها انها لا تحترم زوجها وطلقها...
    وفشلت كل محاولاتها للعوده اليه فهو لا يريد زوجه لا تحترمه وتهين اهله على حد قوله...
    كانت عودتها صدمه بالنسبه لها..فاصبحت تتدخل فى كل شئ ..بشكل ازعج الجميع.....تريد ان تتحكم فى نظام المنزل بما يناسبها هى فقط ...وانصب اهتمام الجميع على اولادها فوالدتها تهتم بمحمد ووالدها ايضا حتى شقيقها كل يوم يحضر له الهدايا ...فشعرت انها اصبحت كائن مهمل..فزادت عصبيتها امام ملابس هيام الجديده وحياتها المنطلقه فكانت غيرتها الشديده منها...اصبحت هى اول المشاكل بينهن...
    دخلت هيام الى حجرتها التى تتشاركها مع جدتها ....غير مكترثه بما حدث منذ لحظات بالخارج ..غيرت ملابسها و....اتصلت بلميس على هاتف المنزل تستفسر منها عن موضوع سرقة الخاتم الذى تحدثوا عنه فى الكليه ....فقالت لها :هاى لميس ..ازيك...قولى تفتكرى ممكن تكون غاده؟؟

    قالت لميس بخبثها المعتاد ومفاجاتها لهيام : وليه مايكونش انتى؟؟؟
    صرخت هيام وقالت :ماذا؟؟ انا؟؟ انتى بتهزرى يا......؟؟ وسبتها بلفظ قبيح..
    ضحكت لميس وقالت :طبعا باهزر ولو انا اشك فيكى ليه اكلمك فى الموضوع ده؟؟
    ضحكت هيام هى الاخرى وقالت : اعرف انك تريدين اللعب باعصابى ....ولكنى اشك فى غاده..ارايت ارتباكها لحظة اخبرتينا بموضوع السرقه....كما انها ذهبت الى منزلها مبكرا اليوم على غير عادتها ..يبدو انها تفكر فى حل لهذه المصيبه التى وضعت نفسها فيها...اليس كذلك؟؟
    قالت لميس:انا لن افكر ...هل ذهبتى عند غاده المنزل من قبل؟؟ ما وضعهم المادى يعنى؟؟
    قالت هيام بتردد :اممم.. نعم نعم ذهبت مره منذ عام بيتهم مستواه عالى وراقى جدا ..تعرفين والدها رجل اعمال ولديهم خادمه فلبينيه ...
    قالت لميس :يبدو انها ساره اذن ..لانها الوحيده التى شاهدت الخاتم الجديد..سأتصرف ولكن مازال الموضوع فى طى الكتمان بينى وبينك ..اتفقنا؟؟
    اغلقت هيام الهاتف مع لميس ..واخرجت هاتفها المحمول وكلمت ساره وابلغتها بالحوار الذى دار بينها وبين لميس وانها تشك فيها ...
    مشعلة بين الصديقتين .....ولكن ترى لماذا فعلت ذلك؟؟
    .................................................. ........................

    كانت ساره منهكة فى الحديث مع الاستاذ \ماجد فى مكتبه الفخم فى شركته التى كانت تخص استيراد وتصدير بعض المنتجات الخاصه بصناعه اجهزة الكومبيوتر..
    وبعد ساعتين كاملتين قضتهما فى الضحكات والحوارات وتناول العصير البارد وتبادل المعلومات بينها وبين ماجد....
    اعاد لها مفاتيح سيارتها وقال فى ابتسامه واسعه : مفاتيح سيارتك....ولكن ليس معناها ان زيارتك انتهت..اليس كذلك؟؟؟
    قالت ساره فى ضحكات عاليه تقظر دلال :بتطردنى بالزوق؟؟ عايزين تقفلوا ولا ايه؟؟
    ضحك ماجد ولف بالكرسى الجلدى الكبير لفه كامله وهو يقول لها من خلال ضحكاته :مش باقولك...انتى رائعه...كل شئ تجعلينه مرحا ومصدر ابتسامه...
    ثم قال لها بجديه مفاجأه :ساره.....ما رايك؟؟
    قالت وهى تنظر اليه نظره ماكره وقالت :ارجوك يا ماجد ..اعلم احببتنى فى هذا الوقت القصير ولكن لا استطيع ان اوافق و اتزوجك....
    فقال والابتسامه ترتسم على وجهه : ولماذا..لا؟؟
    قالت بضحكات :معنديش وقت فراغ خالص هههههههه
    ضحك هذه المره بشده حتى انه امال راسه على مكتبه وقال بصوت متهدج :كفايه ..حرام عليكى..الموظفين سياخذون عنى فكره سيئه...انا جدى ..اريد ان اعرض عليك موضوع...
    اعتدلت ساره فى جلستها وقالت بجديه مفتعله :ايوه يا فندم...
    قال :هل تعرفين ما يعجبنى فيك حقاً...ولا اعتقد ان هناك من اخبرك من قبل بما سأخبرك الان...
    قالت بمرح: عيونى ..ام ابتسامتى الساحره؟؟
    قال بثقه : يعجبنى فيك شئ أخر .....شئ تحاولين انت ان تخفيه.......
    ارتسمت نظره بلا معنى على وجه ساره وهى تحاول ان توقع ما سيقوله ماجد وما سيكون رد فعلها ان كان كلامه كلام خارج عن الحدود الائقه...
    فقال : ماذا تتوقعين؟؟
    قالت وقد قطبت جبينها ونظرت له بتساؤل : اخبرنى انت...
    فقال :عقلك يا ساره......يعجبنى ذكاءك جدا...على فكره قد تعجبنى المرأه الجميله ولكنى اقدر اكثر المرأه الذكيه...وانت تحملين الصفتين ...
    ارتسمت ابتسامه ثقه وغرور على شفتيها وهى تقول محاولة ان تسمع المزيد :لا...لا تبالغ يا ماجد..
    فضحك وقد فهم ما ترمى اليه فوقف...وقال :اريد اوصلك الى سيارتك...اتسمحين لى؟؟
    قالت :بكل سرور ....وبعد ان توصلنى لسيارتى اعود انا واوصلك ..وهكذا..
    ضحك الاثنين وهما يدلفان خارجين من باب المكتب ...متجهين نحو الساحه الخلفيه الخاصه بالشركه حيث وضع السائق سياره ساره بعد ان اعادها من عند الميكانيكى...
    وما رأت ساره السياره حتى شهقت.......
    فقد كانت ملفوفه بشريط ضخم للف الهدايا على شكل هديه كبيره ...ومن داخلها ظهرت البالونات الملونه التى تكدست بداخلها تملاء المقعد الخلفى ...وقد تم تلميع السياره بالشمع الملمع فعاد الطلاء وكأنه جديدا ....
    وقفت ساره تشاهد السياره وكانها ترى سياره جديده ...وتقدمت نحوها وفتحتها فرأت الاضافات التى تم اضافتها على السياره ...هذا حامل للهاتفها المحمول ...هذا دبدوب صغير بلون السياره يتدلى من مرأتها ....ورائحة المعطر المستورد الخاص بقاعات الفنادق يعطر سيارتها ...حتى المقود تم اضافه غطاء جلدى جديد ورائع عليه ...
    لم تستطع ان تتحدث بل وقفت تبتسم بدلال وهى تشعر بثقة لا حدود لها فى انها اصابت التقدير حين قررت اخذ رقم هاتف ماجد المحمول منذ البدايه....منذ يوم الاصطدام....
    رحلت ساره وهى تلوح لماجد وتودعه على وعد بلقاء قريب لمعاينة بعض اجزاء الكومبيوتر الحديثه التى يستوردها والتى يتصل الى الشركه على نهاية الاسبوع....
    فى حين وقف يراقبها وهى ترحل ثم اخرج هاتفه المحمول الذى يقترب فى شكله الى الكومبيوتر الصغير .. وضغط ازراره وتحدث الى صديقه وشريكه المصرى فى قطر ...وهو يعبر له عن اعجابه بتلك الفتاه التى اخبره عنها ...وانه يرى انها الوحيده المناسبه للوظيفه التى يريدها وانه لم يعرضها بعد عليها ....
    ترى ما هى تلك الوظيفه.......وما السر الحقيقى وراء اهتمام ماجد بساره؟
    .................................................. ...............

    جلست كل من هدير ونوران فى حجرة هدير تتحدثان بكل ما يضايقهما ...
    فتكلمت هدير وحكت لصديقتها عن علاقتها بباسم...وكيف انها خافت ان تخبرها بهذه العلاقه حتى لا تخسر صداقتها لانها تعلم جيدا رأى نوران فى العلاقات من هذا النوع....
    كانت نوران تنظر الى صديقتها بعيون ملاتها الدموع....فلم تكن تصدق ان هدير ....تخفى عنها شئ مثل هذه العلاقه.....او انها تدخل فيها من الاساس....وكم تألمت لما حدث لها بداية من رؤية حاتم لها ووصولا الى حالها اليوم بعد ان التف حولها شباب الجامعه وتصرفوا معها تلك التصرفات السخيفه....فما كان منها الا ان ربتت على كتف صديقتها وقالت بهدوء : هدير انا لن اخبرك بكلام سبق انت وذكرتيه فى حديثك....ولن اقوم بتوجيه كلمات اللوم والعتاب ..فقد تصرفت تصرفا واخطأت خطأ ....وقد جاءتك النتيجه سريعه ...لتعلمى فى اى مكان تضعين قدمك ..واشكرى ربك فهذا ستر الله....ورحمته ان رايت جزء من التصرفات التى كنت تغفلين عنها....
    والحق يقال ان حاتم تعامل مع الموقف بشجاعه وحكمه وهدوء رائع...بارك الله فيه ...بارك الله فيه.

    وحان دور نوران لتروى جانبها من الحديث...والذى كان صادما ...مرعبا...غريبا جدا بالنسبه لهدير...فهى لا تتخيل ان نفس الحرم الجامعى الذى نشبت فيه المظاهرات وسمعت فيه الصوت الرخيم بآيات الله من القرأن الكريم ....قد يحوى بين جنياته شخصيات بهذه الاخلاقيات الوضيعه والنفوس الضعيفه والمخطئه بهذه الدرجه.....
    وما لم تصدقه اكثر ان نوران جلست وجها لوجه مع ذلك الضابط الذى بغضته هدير منذ اللحظه الاولى ....
    فتحت هدير فمها عن آخره....وجحظت عيناها ...وهى تضع يديها على قلبها الذى دق بعنف وهى تسمع من نوران ما كان يشبه الكابوس...وحتى بعد ان انتهت نوران من الحديث جلست هدير دقائق فى صمت ...لا تعرف ماذا تخبر صديقتها؟؟
    كانت نوران تبكى....وتهدج صوتها بالكلمات وتحشرج صوتها بالحديث.....
    فلا هى تعلم ما تفعل ولا ماذا يتوجب عليه ان تفعل....ويبدو ان هدير الاخرى لا تستطيع ان تساعدها....فماذا تفعل؟؟
    قالت بصوت اختنقت فيه وبهدوئها المعتاد :ماذا افعل يا هدير؟؟انا طوال سنوات الكليه لم ادخل فى اى نوع من المشاكل ...واجد الان فى نصف تلك المصيبه وبهذه الصفه الغير اخلاقيه؟؟
    لن اوافق ابدا ان ااشارك فى مثل هذه النوعيه من المؤامرات...وكذلك الرفض قد يسبب لى مشكله مع ذلك المدعو شريف متولى ....وانت تعرفين من هو...
    ااخبر ابى؟؟ اطلب منه الحضور معى للجامعه؟؟
    قد يقابله ذلك الضابط باسلوب ارفض ان اضع والدى فيه....
    وامى ان علمت ستخبرنى بضرورة عدم ذهابى للجامعه نهائيا...,هذا غير ممكن....هذا عامى الاخير فى الكليه ولدى محاضرات عمليه كثيره.....

    قلبت هدير شفتيها وقالت بصوت يائس وقد شردت عيناها :لست ادرى يا نوران....لا اعلم..!!
    انهارت نوران...فقد كانت فى حاله من الانفعال الشديد ولم تكن قد اخذت وقتها لتفرغ تلك الشحنه
    افاقت على صوت حاتم الذى وقف امام باب الحجره ويقول بصوته الهادئ :هدير ..ماذا حدث؟؟
    فقد عاد من شركته بعد ان انهى الاجتماع بنجاح حتى ان استاذ جمال طلب منه الذهاب..على عكس ما اعتقد ايمن ان حديثه الجانبى معه سيجعله يستدعيه ويسمعه كلام سخيفا....
    فعاد حاملا الجاكيت ورابطة العنق الذين يخصون استاذ جمال ليرسلهما الى التنظيف الجاف...
    ودخل المنزل الذى ظن انه خاوى لانه يعلم ان الجميع فى المستشفى عند سامح...وهدير فى كليتها ..وسمع صوت البكاء بداخل الحجره التى كانت الفتاتين قد نسيتا اغلاق بابها ....فخاف ان تكون هدير شقيقته تعانى من الام فى يدها المصابه او ان شئ ما قد حدث...
    رفعت نوران وجهها وقد كانت الدموع تغطيه ....وما ان رأت حاتم ..فنظرت فى الاتجاه الاخر بسرعه...ثم هبت واقفه...وقالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..هدير... لابد ان اعود المنزل الان
    تراجع حاتم سريعا حين اكتشف ان هدير ليست بمفردها فى الحجره واعتذر بصوت خافض :آسف لم اكن اعلم ان معك احدا يا هدير...انا فى حجرتى..السلام عليكم
    وكأن هدير قد وجدت طوق النجاه ...وكأنه حضور حاتم فى تلك اللحظات هو الحل الوحيد لجميع المشكلات...
    فقالت بدون تفكير :حااااااااااتم...الحمد لله ...
    والتفتت لنوران وقالت لها :حاتم يا نوران......ساخبر حاتم ونأخذ رايه....
    التفتت نوران وقالت بشرود :حاتم؟؟
    ولم لا؟؟
    فعقله كبير وهى تحترم كل اراءه..فقررت نوران بالفعل ان تلجأ الى حاتم ولكن معا لاى من مشاعر الاعجاب التى تجيش بصدرها نحوه...فقررت ان تترك موضوع ابلاغ حاسم بتفاصيل الموضوع لهدير...وعلى ان تبلغها هدير رأى حاتم ...
    ورحلت نوران...ودخلت هدير
    الى حجرة حاتم لتخبره
    كل ما حدث...وليس فقط موضوع نوران..ولكنها قررت ان تخبره ايضا بما حدث لها اليوم فى الجامعه.....ترى ماذا سيكون رد فعل حاتم؟؟؟
    مسكين يا حاتم.....فالى جانب مشكلته مع استاذ ايمن بالشركه وموضوع حادثة سامح الراقد فى المستشفى....ستضاف الى قائمه المشكلات التى تحاول ان تحلها مشكلتين جديدتين ولكنهما تخص اقرب شخصين الى قلبه..........هدير...........ونوران
    .................................................. .......
    يتبع باذن الله

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    21 - 12 - 2009
    ساكن في
    في عالم العجايب
    المشاركات
    1,317
    مقالات المدونة
    4
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي

    جزاك الله الف خير اخي محمد علي الحلقات الممتعه
    ونحن في انتظار المزيد


    اللهم اقذف في قلبي رجاءك و اقطع رجائي عمن سواك حتي لا ارجو غيرك يارب اللهم انى اسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمت منه ومالم اعلم واعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ماعلمت منه ومالم اعلم واسالك ان تجعل كل قضاء قضيته لى خير يارب العالمين
    البحث على جميع مواضيع العضو هبةالله

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    21 - 5 - 2009
    ساكن في
    المنصورة
    المشاركات
    1,329
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي

    في انتظار المزيد
    بارك الله فيك
    قصة جميلة بجد
    سبحانك اللهم انى ظلمت نفسي ظلما كثيرا فاغفرلى فانه لايغفر الذنوب الا انت
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    يارب ان ضاقت قلوب الناس عن مافيا من خير فعفوك لايضيق

    البحث على جميع مواضيع العضو قطقوطة

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبةالله مشاهدة المشاركة
    جزاك الله الف خير اخي محمد علي الحلقات الممتعه
    ونحن في انتظار المزيد
    جزانا الله واياكي هبة الله على حضورك الطيب والمتميز ومتابعتك الدائمة للقصة
    بارك الله فيكي ودمتي بحفظ الله ورعايته


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطقوطة مشاهدة المشاركة
    في انتظار المزيد
    بارك الله فيك
    قصة جميلة بجد
    مش هطول عليكي ياسمين وسأنزل الحلقة التالية بعد شوي ان شاء الله
    جزاكي الله خيرا وبارك الله فيكي
    والأجمل هو مرورك الطيب

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    1 - 7 - 2009
    ساكن في
    فى قلب من تستحق
    العمر
    43
    المشاركات
    1,778
    مقالات المدونة
    11
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    الحلقه الســـــــــــادسة عشــــــــــــــــــــر
    بقلم \يمنى حسن حافظ

    جلس باسم على شاطئ النيل فى تلك البقعه التى امتلأت عن آخرها بهمسات العشاق وضحكاتهم...بعد ان خرج من منزله تملؤه الحيره والحزن....فكر كثيرا اين يذهب...
    ايذهب لوالدته فى المستشفى فتفاجأ به ثم تخبره بمنتهى اللاهتمام بان لديها حلات طارئه وتتركه يجلس فى انتظارها ثلاث ساعات ...ثم تخبره انها مشغوله جدا فالنؤجل الحديث لحين حضورى المنزل....
    كما سبق ان حدث من قبل....!!!
    ام يذهب الى الكافيه ليمرح ويلهو مع اصدقاؤه الفاشلون ويخرجون لمعاكسة الفتيات هنا وهناك طوال اليوم...!!!
    ام يأتى هنا......!!
    الى هذا المكان المحبب الى قلبه........هذا المكان الذى بعد ان كان ملجأ محبى الهدوء وعاشقى المناظر الخلابه...وتحول الى ملجأ لكل اثنين يريدان اختلاس اوقاتا حميمه بعيدا عن صخب المدينه وعيون المراقبين....تلك الضفاف الدافئه....
    كان باسم يشعر بالاختناق وفكر ان لا يوجد مكان على سطح الكره الارضيه قد يتسع لحزنه مثلما تتسع صفحات نهر النيل لكل مهموم...لو كان يحمل نقودا كافيه لكان سافر الى شاطئ الاسكندريه فهناك ايضا تغسل الموجات همومه على الشاطئ هناك عند ذلك التمثال الابيض الكبير....
    ولكن هنا ايضا مكانه المفضل فى القاهره.....كم من مرات هرب من وحدته فى المنزل الى هذا المكان..!!
    وكم من مرات حاول ان يقنع هدير بان ترافقه هنا ليتمتعا سويا بمشاهدة ضوء الشمس المتلألئ على صفحات الماء المتموج...ولكنها كانت دائما ترفض.....
    يااااااااه هدير.....
    تلك الفتاه ذات الابتسامه الخلابه....والكلمات الهادئه....حتى غضبها رقيق...
    التفت بوجهه هنا وهناك....وشرد بخياله وسط تعابير الوجوه امامه بين فتيات وشباب كلهم يتميزون بشئ واحد....بريق الحب يلمع فى العيون....همسات العشق ..تخرج دافئة فياضه...
    ماذا سيفعل؟؟
    ايتقدم لخطبتها ؟؟
    هل ستوافق والدته على اتخاذه خطوة كهذه؟؟
    هل سيوافق والدها عليه وهو لا يزال طالبا فى الجامعه لم ينهى عامه الاخير ولم يعمل بعد؟؟
    هل ستوافق هدير نفسها على قبول تلك الفكره بعد ما حدث فى ساحة الجامعه من اصدقاؤه؟؟
    ثم ماذا تعتقد نفسها هدير هذه؟؟
    تضغط عليه بشده وهى تعلم جيدا مدى حبه لها وارتباطه بها...!!
    ولكن هل كان صادقا معها من البدايه؟؟
    كــــــــــاذب
    كاذب ...انا واستحق كل ما يحدث لى.!!
    كلمات تردد صداها فى عقل باسم حين تذكر انه لم يكن فى البدايه يكن اى مشاعر حقيقيه نحو هدير
    كانت مجرد واحدة من الفتيات التى سيضيف اسمها فى لائحه المغرمات به..والاتى استطاع ان يحصل على حبهن ...
    لم يكن يتصور ان تتحول اللعبه عليه....وبدلا من ان يكون الصائد...يصبح الان الضحيه...
    بدلا من ان يكون الطرف الاقوى ...صار الاضعف والاوهن...
    كم يتعجب من قلبه هذا.....كيف استطاعت هدير ان تتسلل اليه بهذه القوه؟؟
    ولم تكن مقابلاتهم كثيرة...او حتى مكالماتهم....ولكنها اشعلت شيئا ما بداخله...لا يستطيع ان يطفئه...
    اللوعه والشوق واللهفة والحب....
    أفاق على كلمات شاب يقف امامه بغضب..ويقول له بعنف : بتبص على ايه يا..... وسبه بلفظ قذر
    لم يدرك باسم ان هذا الشاب يوجه له الحديث الا حين اكمل كلامه وقال بتحد :اتريد ان افقأ لك عينك تلك التى نتظر بها لخطيبتى ؟؟؟

    هز باسم راسه وقال باندهاش: انا؟؟ اتكلمنى انا؟؟
    اثار ذلك غضب الشاب فامسك به من ملابسه وقال بعنف وسوقيه :ايوه انت يا ......ولا مش واخد بالك ....!!
    وسبه بلفظ يمس شرف الام بمنتهى الفظاظه...
    افاق باسم على هذا اللفظ ولم يدرك ما يفعله...لكم الشاب فى انفه ...وظل يكيل له اللكمات دون توقف ...وكأن غضبه وحزنه تحول الى طاقة وقوة عضليه....فما عاد يعى ما يحدث امامه ..ولا كيف ان الناس تجمعت وحملوه بعيدا...
    وكيف ان ذلك الشاب النازف من كل وجهه تكوم على الارض ...وهو يتلوى ويغمغم من بين تأوهاته ..هو الذى تسبب فى جروحه...
    فجأه ...ايقن باسم انه هالك لا محاله حين ارتفع صوت تلك الفتاه التى كانت مع الشاب منذ دقائق بالصراخ وهى تنادى الشاب الجاثم فى الارض وتقول للناس المتجمعين مستنجده بهم :حاول معاكستى ...وضرب خطيبى....الحقونى يا ناااااس.....
    تجمع الناس اكثر....لم ياخذ باسم فرصه كى ينفى الاتهام عن نفسه....فهو حقا لم ينظر اليها...يبدو ان شروده جاء فى اتجاههم وهم يقفون سويا...ولانهم على ما يبدو لا تربطهم علاقه الخطوبه كما يدعون ولانهم يختلسون الدقائق ويسرقونها ...فتوهموا ان باسم ينظر تجاههم...
    ولكنها جرأة يحسد عليه ذلك الشاب ...ان يندفع لتعارك مع باسم لمجرد انه ظن انه ينظر للفتاه التى معه..!!!
    مبدأ غريب لم يفهمه باسم.......ولم يكن مدرجا فى قائمة تصرفاته....
    ولكن المهم الان كيف يهرب من هذه المواجهه التى على ما يبدو ستكون مميته....
    دفع الناس بعيدا بكل قوه..وقفز مبتعدا واطلق ساقيه للريح صاعدا ذلك الدرج المؤدى الى أعلى الكوبرى .....و فوق الكوبرى المزدحم بالسيارات المتكدسه .... قفز فى سياره اجره اسعده حظه ان توقف سائقها له بسهوله ويسر غريبين... ....واختفى عن الانظار وابتعد لاهثا ....وهو يشعر براحة غريبه....
    فقد اخرج شحنة الغضب كلها فى لكماته ...وهذا الشاب كان يستحق اللكم...فهو بذئ وسوقى...
    ابتسم باسم وهو يسترجع مشاهد المعركه.....
    هز راسه فخرا بنفسه...فهذه اول مره يتجرأ ويلكم احدا....منذ كان فى الثانويه العامه فى تلك المعركه التى كانت بسبب تلك الفتاه حبيبة صديقه....والتى خرج منها ملفوفا بالشاش والاغطية الطبيه والجبائر....ولكنه اليوم لم يصب بخدش واحد....
    ولكن مازالت هناك غصة فى قلبه...لابد ان يصل لحل فى موضوع هدير...وسوف يجد الحل....لابد من ان يجده مهما كلفه الامر...حتى ان كان الحل ان يخرجها نهائيا من قلبه ومن تفكيره ....وان ينغمس فى اللهو الذى كان يجيده تماما من قبل ان يتعرف عليها.......

    .................................................. .................

    دخل حاتم حجرته وهو يحمل البدله التى اعطاها له استاذ \جمال مديره فى الشركه
    وقد كان يشعر بالاضطراب الشديد....فتلك الدموع التى رآها على وجه نوران...حركت بداخله مشاعر رقيقة ...مشاعر لم تتحرك فى قلبه من قبل........
    فهو يذكر تماما كم كانت دموع الفتيات تثير حنقه وتضايقه....
    يذكر ان دموعا كثيره اريقت بسببه...ولم تكن تؤثر به او تلمس فيه اى احساس...
    ولكن دموع نوران...!!
    دموع مختلفه ....وهو يعرف جيدا لماذا هى مختلفه..!!
    هز راسه ينفض افكاره التى خاف ان تأخذه بعيدا فى عالم لا يمت للواقع بصله....فنوران صديقه هدير...وسيعتبرها اخت له خاصة وانها ستخطب ....
    فلا يصح ان يفكر فيها ....
    تحرك بتوتر فى الحجره يرتب ملابسه ليأخذ حماما سريعا ويغير تلك الملابس التى يرتديها منذ يومين .....ويهرع لسامح فى المستشفى ..خاصة بعد ان اتصل به ابراهيم يخبره بتلك المكالمه المريبه من اقارب الفتاه المصابه.....
    ثم ان هناك ايضا المحامى المتخصص الذى اعطاه رقمه زميله .. بالشئون القانونيه بالشركه ...
    ولابد الا ينسى ان يرسل بالجاكيت ورابطة العنق للمغسله ....
    رفع سماعه الهاتف فى حجرته واتصل برقم المغسله ...وطلب منهم سرعة الحضور لاخذ البدله ورابطة العنق واتمام غسلها وكيها ....ليستطيع اعادتها لمديره جديده نظيفه تماما ....
    كانت الافكار تتراقص بداخل عقله ....كثيره ومتشابكه....
    ويتعين عليه ايضا ان يفكر فى طريقه ليشكر بها استاذ جمال على وقوفه بجواره فى اجتماع اليوم...
    ولان حاتم لم يكن من هؤلاء المقدمين الهدايا والمسرفين فى المجاملات...خاصة للمديرين ...حيث انه لا ينوى ابدا ان ينضم لقائمة المنافقين .... فلا يعرف ماذا يفعل؟؟؟
    لم يكن شابا غير مجامل ولكنه كان يحتفظ بمجاملاته للمناسبات الجماعيه ....حيث يتم جمع المال من الجميع لشراء هديه مشتركه تقدم باسم موظفين الاداره جميعا ...فيخرج نفسه من دائرة ان يكون مقدمها شخص بعينه...لهدف ما....
    ولكن ..موقف استاذ \جمال اليوم يستحق عليه الشكر....فماذا يـــ......
    قاطع تفكيره دقات رقيقه على باب الغرفه..فقال:تفضلى يا هدير...
    دخلت هدير واجمه...بوجه شاحب..وعيون ارهقتها الدموع....تمسك بيدها السليمه يدها المجروحه..
    وجلست على الكرسى بجوار الفراش.....وهو تنظر لحاتم نظرة فهم معناها ...نظره استنجاد وطلب مساعده...
    جلس حاتم على طرف الفراش وقال وهو يربت على راسها :ما بك حبيبتى؟؟ امازال الجرح يؤلمك؟؟
    نظرت ليدها ثم قالت بحزن :لا يا حاتم ...الحمد لله ..اريد ان اخبرك بشئ..
    قال حاتم بهدوء...: شئ يخص موضوع الشاب زميلك فى الجامعه؟
    هزت راسها وقالت ليس هذا فقط...
    قال حاتم بحب واهتمام :كلى آذان صاغيه يا هدير....ماذا حدث؟؟
    تكلمت هدير....حكت كل شئ عن موقف باسم ومحاولته الحديث معها....وصولا الى موقف اصدقاؤه الغير مهذب....حتى عودتها الى المنزل ولقائها بنوران...وموضوع ضابط كلية البنات ما يطلب من نوران ان تفعله....كل شئ..........كل كل شئ...
    وانهت حديثها بدموع تركتها تنساب على وجنتيها ...وهى تقول بصوت باكى....: ماذا سنفعل يا حاتم؟؟
    كان حاتم يسمع الحديث وتتغير تعبيرات وجهه كل دقيقه من تعجب الى ذهول الى وجوم الى غضب...
    كان يشعر بالحزن والغضب ....حزن على اخته وما حدث لها...وغضب من هؤلاء الشباب
    وحزن على حال نوران ...وغضب من ضابط الكليه الفظ ....
    قال بهدوء:هدير....فيما يتعلق بما حدث لك...تصرفك مع الشاب كان فيه قوه وثقتى فيك تزداد يوما بعد يوم.......اما بالنسبه للشباب الاخر فهذا له اسباب كثيره لن اخوض فيها الان وانت تعلمين جيدا ما اعنى....اليك ما تفعلين....ابتعدى يا هدير عن شلة البنات الغير مهذبات .....المرؤ على دين خليله يا هدير.....
    اخبرينى من تصادقين ....اخبرك اى نوع من الفتيات انت...هذه حكمتنا نحن الشباب...
    حين نرى الفتاه تقف وسط صديقاتها يتبادلن الضحكات وتمايلن وتهاون فى ابسط قواعد الالتزام بالحدود... يجعل ذلك اى الشاب يتجرأ..وتواتيه الشجاعه ويقوم بخطوات يختبرك بها....فيمزح معك...يحاول ان يعرف الى اى مدى من التجاوز ستقبلين....
    ابتعدى عن ما يشوه الصوره الراقيه للفتاه المحترمه والتى بتشوهها تشجع اى شخص للتجرأ عليك...لست انت هذه الفتاه يا هدير....

    كانت هدير تستمع لكلمات حاتم وهى تريد ان تخبره انها تفتقد باسم...ولكن بالطبع خجلها منعها من ان تتكلم...ففاجاها بان قال: وانا اعلم جيدا ان مشاعرك الان متخبطه...ولكن يا حبيبتى ثباتك على مبدأك فى علاقتك بذلك الشاب اهم خطوه ...وان كانت مشاعره صادقه مثلما اخبرك...ولن كان يريد ان يتوج علاقته بك بشكل مقبول فصدقينى انا على استعداد للتحدث معه..والوقوق الى جانبه ايضا....تعلمين انى جاد ....ولكن ليس قبل ان يثبت حسن نواياه وجديته ورجولته ...اتفهمينى؟؟
    هزت راسها متفهمه لحديثه ...وابتسمت ابتسامة رضا ....بعد ان طمئنها شقيقها ...
    اردف حاتم يقول: اما بالنسبه لموضوع نوران....فأتركينى افكر ما الحل الامثل لهذه المشكله ...فكما تعلمين قد انصحها بان تتجاهل هذا الضابط نهائيا ....
    ...ولكن يبدو لى ان هذا الضابط يائس لدرجه جعلته يلجأ لتلك الطريقه الرخيصه لطلب المساعده....فلن يرتكها لحال سبيلها بسهوله...وطبعا اعلم ان نوران ايضا لابد وانها تخاف على موقفها ...وسمعتها كفتاه .....خاصة وانها مقبلة على موضوع خطبه قريب ....!
    قالت هدير بعفويه :لا يا حاتم هذا.... فلقد اخبرت والدها بانها لا توافق على تلك الخطبه ....ورفضت العريس المتقدم لها ...لكنها تخاف ان اخبرت والديها عن موضوع الضابط منعوها من الذهاب للكليه ...وهذه آخر سنه لها وحضورها المحاضرات هام جدا.....
    لم يتمالك حاتم نفسه بان قال بلهفة لا اراديه :حقاً...!!!رفضت العريس....!!
    ثم تنبه للهجته الفرحه فقال محاولا اضافة معنى آخر لسؤاله : اقصد انها بالفعل فى آخر عام لها؟؟ ظننتها مثلك فى السنة الثالثه..!!
    دق جرس الباب ....فنهضت هدير لتفتحه فى حين هب حاتم ممسكا بالبدله ليخرج بها فهذا ولابد العامل المرسل من المغسله ....وتحرك يخرج من الغرفه بهمة ونشاط بالغين فهو لم يتمالك نفسه ان شعر بالفرح الشديد بداخله...فهاهى نوران ترفض الارتباط بذلك الشاب المتقدم لها...وهذا معناه انها عادت الان فى مجال تفكيره فيها كزوجة....عسى كتبها الله له....وكانت له خيرا...وكان لها خيرا..!!
    وبمجرد ان خرج نحو باب الشقه التى كانت هدير قد سبقته اليه وفتحته ...يقول لها ان تترك له هذه المهمه ....فهذا ولابد فتى المغسله......فكانت المفاجأه فى انتظار كلا منهما ....تقف هناك على باب الشقه المفتوح.................

    .................................................. ..............................
    جلست ندى على مائدة الغذاء ...واجمة الوجه.......مهمومه ومشغولة البال.....فقد كان يوم من الايام الثقيله على النفس حقاً......
    فى حين وضعت نوران باقى الاطباق على المائده وهى ايضا صامته....فقد كان كل منهما تفكر فى يومها ....نوران وموضوع الكليه .........وندى وموقف مديرتها منها اليوم.....وتلك التصرفات المستفزه التى تقوم بها استاذه نوال ...بسبب رغبة رامى ابنها فى الاقتران بندى...
    حتى انها اليوم فاجأتها بزياره للصف مع استاذه جيهان والمساعده زينب وظلوا طوال الحصتين المتتاليتين يهمهمون ويدونون الملاحظات عنها....وقد كانت ندى من تلك المدرسات الملتزمات بالجدول الزمنى للشهر وبالخطه الاسبوعيه للمنهج....وبالنظام الداخلى للتدريس....فلم يجدن اى خطأ او تجاوز منها ...فما كان منهم الا ان وجهوا الاسئله المحيرة للتلاميذ...غير عابئين بانها من داخل المنهج ام من خارجه....
    تنهدت ندى....للمره الخامسه على التوالى دون ان تدرك ان والدتها ووالدها ينظرون اليها بقلق....
    فسمعت صوت اختها الصغيره هنا...وهى تقول : يا وحشه يا ملك .....كده ؟؟؟
    فى حين قالت نوران بهدوء :ملك ؟؟ وبعدين...لا تضايقى اختك....
    انتبهت ندى لحديث اختيها الصغيرتين فقالت لهنا: ماذا حدث يا هنا ؟؟ ملك ماذا فعلتى لاختك؟؟
    قالت ملك بصوتها المبحوح وضحكتها الطفوليه : مش باحب الطماطم....وضعتها فى طبق هنا..
    قالت هنا بصوت باكى :ماما....انا كنت قربت اخلص طبقى ....!!
    ابتسم والدهما وقال :بنات...كفاكما ....ملك خذى ما وضعتيه فى طبق اختك....نحن لا نقول على نعمة ربنا "لا أحب"...ثم ان الطماطم تجعل وجهك بلون الطماطم يا ملوكه....هيا يا هنون يا شاطره
    اكملى طعامك فى هدوء ...تذكرن.... آداب الطاعم يا بنات؟؟
    هدأت الضوضاء فى حين ضحكت ندى وهى ترى هنا تضع وجهها فى الطبق وتغمغم فى همس وتقول لاختها :يا وحشه يا ملك....زعلانه منك.!!
    ضحك والدهما هو الاخر وقال:الحمد لله ضحكت اخيرا يا ندى؟؟ يبدو ان يومك كان يوما سخيفاً...
    قالت ندى بتعجب:هه؟؟ هل كان ذلك واضحا يا ابى؟؟
    قال الاب وهو يبتسم : واضح جدا ...لم اسمع منك كلمتك المعهوده اليوم...لقد نسيتينى اليوم يا ندى...!!

    قالت ندى وهى تعتذر :آسفه...حقك عليا يا حاج عبد الرحمن...يا أبويا...
    ضحك الوالد وقال بصوته المميز :سماح هذه المره...
    فتدخلت والدتها وقالت:ماشاء الله...وكأنى لست هنا...اليس كذلك..
    ضحكت ندى وقالت :انتى ست الكل يا اجمل ام فى الدنيا ...
    قالت نوران: ياسلام ....كل ده لندى ..وانا فين يا بابايا؟؟
    ضحك ابوهما وقال :وانا لن اقدر عليكما يا بنات قلبى ...
    والتفت لزوجته وقال :انتى ...قلبى نفسه..يا ام البنات...
    ضحكت الام وقالت بمرح :ربى يبارك فيكم ونفرح بهن فى بيوت ازواجهن...
    فاضاف الاب :نفرح بهن ملتزمات بشرع الله يا ام البنات ..بارك الله فيكن..
    وانتهى الغذاء ونهضت كل من ندى ونوران لغسيل الصحون وترتيب المطبخ ومساعدة والدتهما فى شئون المنزل ثم دخلت حجرتهن ...كل منهن مشغوله البال...
    وكعادتهن ...جلستا على الفراش يناقشن امور يومهن...ودخلت عليهما هنا الصغيره حاملة الهاتف المحمول الخاص بنوران والذى ظل يدق برقم غريب غير مسجل...
    فتحت الخط.فسمعت صوت فتاه لم تتعرف عليه بسهوله ...صوت لم يحدثها من قبل..وشحب وجهها حين سمعت الفتاه فى الجهه الاخرى تعرفها بنفسها........فقد كانت سماء الوكيل بنفسها... ..
    من اين حصلت على رقم هاتف نوران...؟؟؟
    وماذا تريد يا ترى؟؟؟

    .................................................. .....
    خرجت ساره من المركن الخاص بالشركه ...وهى تقود سيارتها تغمرها السعاده والفرحه.......فذلك الشاب ماجد كريم بشكل جنونى....رائع فى لباقته واسلوب حديثه....راقى حتى فى نوع العطر الذى يضعه....
    انه حتما من الاغنياء المكدسة نقودهم فى ارصدة مكتظه داخل البنوك....
    لقد اصلح سيارتها واضاف عليها اضافات تفوق ثمن العمره الكامله للموتور التى اجرتها منذ عام ياله من مجامل ...
    وكيف لا يهاديها...وهى الجميله الفاتنه....لقد تعلمت كيف تستخدم عقلها جيدا....تعلمت ان تأخذ ماتريد وقتما تريد....مثلما تريد.....تفرض طريقتها الخاصه على الاخرين...تسيطر على عقولهم وتسلبهم الاراده...تماما امام شخصيتها...
    هى تعلم جيدا ما هى عليه....ثقتها بالنفس لا تحدها حدود....ولا تقف امامها اى موانع...
    حتى انها تراهنت مع نفسها ان ماجد حتما لن ينتظر مكالمتها لتحديد موعد مناسب لزيارتها لشركته ..بل سيسبقها هو ويتصل متعللا باى حجة فقط ليسمع صوتها.....ولن يمر شهر والا سيبوح لها بشوقه وولعه وغير بعيد حبه ايضا....
    ولكن ستدع كل ذلك جانبا ......حاتم هو الاهم....
    حاتم هو من دق قلب ساره له....بعث في اوصالها الدفء ببعض كلمات قليله.....اثار فى قلبها زوابع العاطفه من اسلوبه المهذب الراقى...
    لم تتعود ان تنتظر...حين تشعر بحاجتها لاى شئ.....لم تتعود ان ترضخ للظروف مهما كانت قسوتها....
    تناولت الهاتف وقبل ان تتصل بهدير ارتفع رنين الهاتف فى يدها وظهر اسم هيام.. التى كانت تريد ان تخبرها بحديثها مع لميس و بشكها فيها لسرقتها الخاتم...
    لم تبالى ساره حقا بهذا الاتهام....فقالت لهيام بكل قلة ذوق :عايزه تفتنى على حد تانى فى حاجه تانيه يا حريقه؟؟؟
    صمتت هيام لحظه .... ثم اطلقت ضحكه عصبيه وقالت :لا يا ساره انا كده ولعت الحريقه طفيها انتى بقى ههههه...
    واغلقا الهاتف ...وبسرعه تحركت اصابعها على الازرار وهى تختلس النظرات للطريق تاره ولشاشة المحمول تارة اخرى....لتقف عن رقم هاتف هدير....وتتصل بها عدة مرات ولكن فى كل مره كانت الاجابه واحده ..."هذا الهاتف ربما يكون مغلقا".....

    لم تتمالك ساره نفسها....فهى تريد الحصول على رقم هاتف حاتم باى ثمن.....حاولت ان تأخذة اليوم من هدير فى الكليه وكانت على وشك ان تطلبه حين حضر باسم بفرقته العجيبه وقاموا بذلك العرض الهزلى ....والمثير للشفقه ....
    فتسببا فى تعكر الجو نهائيا.....كم هو غبى باسم هذا.......والاغبى منه وليد.......بل الشله كلها مجرد حفنه من الاغبياء....ماذا يكونون بجوار رجل مثل ماجد...او رجل بروعة حاتم؟؟؟
    غيرت مسارها تماما ...وتوجهت نحو منزل هدير....
    نعم فالتذهب هناك بدون موعد....عسى كان حاتم متواجدا......ستقوم بعمل تمثيليه محبوكه عليه....وتطلب منه مساعدتها فى امر ما.....
    او تطلب رقمه من هدير بحجة انها تريد ان تتقدم للعمل فى شركته كمتدربه...فى قسم الترجمه...
    او..!!!
    او...!!
    او حتى تختلس النظر فى محمول هدير وتسرق رقم هاتفه من بين الارقام المحفوظه بذاكرة هاتف هدير ..ولم لا ؟....فكل شئ مباح.....فى الحرب والحب....
    وبالنسبه لساره...حاتم الحرب و الحب فى حياتها الان...........
    وبالفعل وصلت ساره لمكان مسكن هدير.....وصعدت درجات السلم بثقه ....وضغطت على جرس الباب....ووقفت تنتظر........
    فتحت لها هدير ...وقد ارتسمت نظره تعجب على وجهها فى حين اقبل من خلفها حاتم وهو يحمل البدله ويقول :لابد وانه فتى المغسله....ادخلى انتـــ.........
    قطع جملته حين رأى انها ساره....تحمل فى يدها حفنه من البالونات الملونه ....وقالب من الشيكولاته الفاخره والتى وجدت علبه كامله منها فى درج سيارتها ويبدو انها من الهدايا التى تركها لها ماجد فى السياره ....وقفت ....و ابتسمت ابتسامة واسعه ...وهى ترى كم كان حظها سعيدا حقا ان حاتم بالمنزل......
    دون مقدمات ...دخلت بثقه وهى تحتضن هدير بحنان مفتعل وتقول بصوت مطمئن نجحت فى اضفاء الهدوء المصطنع عليه :حبيبـــــــى .....لم استطيع الذهاب للمنزل دون الاطمئنان عليك يا هدير.....
    افاقت هدير من شرودها وقالت :اهلا ساره..اتفضلى...
    قدمت لها ساره البالونات والشيكولاته وهى تختلس النظرات لحاتم وتقول :هاك حبيبتى ...هذا من اجلك انت ..!!
    فى حين التفت حاتم فى الاتجاه الاخر وقال : السلام عليكم ....
    وهم بالانصراف فقفزت خلفه ساره بطريقه غريبه وقالت ببسرعه : حقا ً يا حـــــــــــاتم ...
    لقد تذكرت .....اريدك فى امر عاجل ....الحمد لله ان وجدتك ..... فلم اتوقع وجودك نهائياً....
    التفت لها حاتم متعجبا وقال بهدوء :خيرا انشاء الله..؟؟ اهى سيارتك مره اخرى؟
    قالت فى تردد : لاء...ولكن.....انه موضوع شخصى نوعا ما .... وطويل نوعا ما ...بالاحرى خدمه اطبها منك ....وانا متعجله الان فهل استطيع ان احصل على رقم هاتفك واخبرك فيما بعد..!!
    قال حاتم برزانته المعهوده وبلهجه اذابت قلب ساره : لا مانع ...هدير اعطى رقم هاتفى لصديقتك عسى استطعت ان اقدم لك الخدمه باذن الله......
    ضحكت بدلال وقالت :اكيد....يكفى شهامتك....وذوقك يا حاتم...
    لم تكن تستطيع ان تصدق السهوله التى حصلت بها على رقم الهاتف......كادت تطير فرحا...
    فالتفتت لهدير واحتضنتها مره اخرى...بشده...وهى تقول :ها هدير كيف حالك الان؟؟
    وفى الواقع لم تكن تهتم بما ستقوله هدير او حتى كانت تستمع لاى من كلماتها....ولا حتى تراها فقد سرح عقلها فى حاتم....وهى ترتب افكارها ...وتخطط للخطوه القادمه.....ترى ماذا يدور فى عقلك الان يا ســــــــــــــاره؟؟؟؟

    .................................................. .......................

    دخل رامى الى المنزل متثاقلا ....وضع مفاتيحه وهاتفه على المنضده ...وجلس على اول كرسى قابله ...فقد كان لايزال فكره مشغولا بندى............
    تلك الفتاه الفائقه البرائه...الرقيقه وبالرغم من رقتها .... فانها تستطيع ان تتحدث بجديه شديده....تستطيع ان تضع الحدود للاخرين.....فهاهى تقف امامه بحزم شديد وتخبره انه يخطئ حين يقف يتحدث معها فى موضوع لامجال للحديث فيه فى العمل...
    فتاه غيرها كانت وقت وتحدثت وتناقشت...او حتى سبته بعد ما حدث من والدته ....
    لم يكن رامى يتخيل ان الدنيا مازال فيها هذا النوع من الفتيات.... كاد يفقد الامل فى ان يجد من تصلح زوجه له وام لاولاده....
    فقد عرف كثيرات فى كليته ...ومع ان كليه علوم من الكليات العمليه وتتطلب الجديه والعمل الدئوب الا انها كانت تكتظ بالفاتنات....
    وكم تعرف عليهن .......ولكن لم تكن اى منهن تستطيع ان تخطف قلبه القوى...الا "أمانى"
    ياااااااه تذكر امانى وايام مرت منذ اعوام...
    نعم احبها ..فقد كانت النموذج المثالى للفتاه المحترمه....وكان والدها دكتور وهبه الاستاذ الفاضل فى كليته مثال الاب الرائع ....كم تمنى ان يحظى باب مثله.....
    لولا ان ظروف وفاة والدتها واضطرارها للسفر مع والدها خارج البلاد مبتعدين عن مصر تماما .. بعد ان انهت السنه الاخيره للكليه........ ولم تكن تستطيع ان تعارض والدها....كانت فى حالة صدمة لا مثيل لها....فقررت ان تنهى قصه حبهما البريئه ....وتضع كلمة النهايه بخطاب قصير لازال يحتفظ به حتى الان........"رامى.....لن استطيع ان اكمل الحلم الذى بدأناه سويا...ويبدو انك ستضطر لبدء حلم جديد بدونى....اتمنى لك التوفيق....وداعاً"
    انهت الحلم بكلمات قليله..... عام كامل لم تحاول الاتصال به .... ثم علم انها عادت هى ووالدها ...بعد ان عرض عليه مركزا كبيرا فى شركة من الشركات الاجنبيه بمصر لصناعة الادويه ....وقد استطاع ان يوفر لها فرصة عمل معه ....ثم تزوجت زميلا لها فى الشركة وانجبت الان...
    كم تحطم قلبه...حين علم بعودتها.....ولم تحاول ان تحدثه ولو مره واحده.....لم يفهم حتى الان ما حدث....ولكن يبدو انه لم يكن ذلك الحب القوى الذى يدفع الطرفين لتكليله بالزواج مهما كانت الظروف........
    وبعدها توافدت عليه العشرات من الجميلات فى مجال عمله السابق كمندوب لشركة ادويه ....وراى التجاوزات منهن فى التاخر خارج المنول لبعد منتصف الليل بحجة انهن ينتظرن الاطباء حتى ينتهى موعد الكشف العادى ويبدا موعد استقبال المندوبين للشركات....وكم قدمت له امه لائحه بكل المرشحات للزواج من المعارف هنا وهناك وكل واحده منهن لها احلام تفوق بكثير حلمه البسيط فى بيت دافئ يغمره الحب ...والاستقرار..
    حتى رأى ندى........وسمع عنها كثيرا من زملاء العمل فى المدرسه ما بين من يمدح اخلاقها ومن يذم غرورها وتعاليها ...واليوم علم جيدا انها محترمه....كما تخيلها ...كما لفتت نظره...كما تمناها...كمـ........
    قاطعه صوت والدته تصرخ وتقول بعصبيه شديده : كم مره اخبرتك ان هذا لا يصح يا نسرين؟؟
    وسمع صوت شقيقته تصرخ فى امها بكل جرأه : انا حره......انا مش عندك فى المدرسه زى زمان...كفايه تحكم بقى.....
    هرع يدخل الى حجرة والدته التى كانت تقف بتحفز وتشير بيدها تتوعد نسرين التى اشارت بيدها لامها بان تصمت .... وهى تقول :خلالالالالالاص بس بقى....
    لم تكن هذه المره الاولى التى يسمع فيها رامى شقيقته وهى تحدث والدته بهذه الفظاظه...ولكن حين كان يتدخل كان يجد دفاعا مستميتا من والدته و يسمع منها العباره المتكرره :ملكش دعوه انت....
    ولكن هذه المره لن يصمت فتدخل قائلا :نسرين........ماهذا الاسلوب فى الحديث مع امك؟؟
    قالت بعصبيه وهى تغادر الحجره :وانت مالك.....اووووووووووووف
    فالتفت اليها...كانت غادرت وتركت المكان وما هى الا دقيقه وسمع هو ووالدته صوت باب الشقه يغلق بشده...فهم بالخروج خلفها فشدته والدته قائله :اتركها يا رامى....
    قلب رامى شفتيه.........وضرب كفيه ببعضهما فى تعجب وقال بأسى :لقد افسدها التدليل يا امى....هذا ما كنت اخبرك بـــ.........
    قالت بسرعه :لا يا رامى ....انا التى اضغط عليها دائما ...وانسى ان شخصيتها قويه مثلى شخصيتى تماما....
    هز راسه غير مصدقا انها لا تزال تدافع عنها بعد كل هذه المشاكل التى اصبحت تكاد يوميه..
    فقال : ماذا فعلت هذه المره؟؟؟؟
    قالت بتساهل : لا شئ ....أخذت نقودا من الدولاب دون ان تخبرنى...حين اكتشفت نقص النقود وسالتها قالت انها بالفعل اخذت منها نسيت ان تخبرنى.....فاخبرتها الا تفعل ذلك مره اخرى..
    فقال بسخريه :وبالطبع فعلتها مره اخرى..!!
    هزت الاستاذه نوال راسها اسفا وقالت :انا غلطانه....لا اترك لها نقودا كافيه ....ثم انها فتاه فى سن حرج ويكفى انها حرمت من والدها ومن حنانـ...........
    قال رامى بحده :كفاكى يا امى........ليست الوحيده التى كبرت دون اب ....ولكن ليست هذه الطريقه التى تعوضينها بها...بان تفسديها..؟؟؟
    قالت والدته وهى تعدل من وضع النقود مره اخرى فى الدولاب :انتهت المناقشه يا رامى ....لا اريد ان اسمع المزيد...
    قال رامى :حسناً ولكن اريد ان اطلب منك شيئأً....
    قالت : باى خصوص؟؟ نسرين مره اخرى؟؟
    قال بجديه :لا....ندى...
    فتحت والدته عيونها واغلقت باب الدولاب بعنف والتفتت له وقالت بعصبيه :ماذا بخصوصها ؟؟
    قال بحزم :امى فكرى فى كلماتى هذه ولا تخبرينى بشئ الان
    لقد قررت ان اخطب الفتاه من والدها........واريد ان توافقى يا امى هى من اريد ..
    هاجت وماجت وصرخت وباتت تقذف الاشياء من يديها وهى تقول له :عايز تموتنى؟؟؟ عايز تحسرنى عليك...عايز تعارضنى ؟؟؟شكلى هاموت غضبانه عليك ..آآة آآآآآه يا قلبى
    كانت تلك التمثيليه المعتاده التى تقوم بها كلما وجدت نفسها فى موقف فيه تحد لارادتها...
    فاحتضنها رامى وقبل راسها مبتسما وقال وهو يهم بالانصراف :الف سلامه عليكى يا امى ....ولكن هذا قرارى يا ست الكل....وانا الاخر يتيم اب وحرمت من والدى فى سن مبكر...وحرمت من اخ اكبر بدون سبب........ولا اريد ان افقد امى الان......ولا استطيع ان افقد ندى هى الاخرى..فما الحل؟؟
    وخرج بعد ان فجر القنبله فى الحجره...تاركا والدته تضرب كفا بكف.....ولكن لم يكن يعلم انه ايضا فجر بداخلها العند....فقررت انها ستلجأ للخطه البديله التى اكنت ترجئها لحين تفشل كل الحيل معها........ولكن يبدو انها ستتجاوز كل هذه الطرق وتبدأ بالتنفيذ من الان........
    وتوجهت نحو الهاتف وضغطت الازرار ...
    وقالت لمتحدثتها على السماع : الو ...نعم يا زينب...جهزى لى غدا اوراق ندى عبد الرحمن....وعند حضورها صباحا لا تدخل اى صف....وابعثيها الى مكتبى....
    واغلقت الهاتف وهى تقول :يبدو ان يومك قد اقترب يا ندى...........
    ترى ماذا تدبر لها؟؟
    .................................................. ....
    يتــــــــبع بــــإذن الله

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    21 - 12 - 2009
    ساكن في
    في عالم العجايب
    المشاركات
    1,317
    مقالات المدونة
    4
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي

    تسلم اخي محمد
    قصه اجمل من رائعه
    جزاك الله كل خير


    اللهم اقذف في قلبي رجاءك و اقطع رجائي عمن سواك حتي لا ارجو غيرك يارب اللهم انى اسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمت منه ومالم اعلم واعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ماعلمت منه ومالم اعلم واسالك ان تجعل كل قضاء قضيته لى خير يارب العالمين
    البحث على جميع مواضيع العضو هبةالله

 

 
صفحة 7 من 10 الأولىالأولى ... 345678910 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حصريا أقوى تفعيل لـ [ Kaspersky 2011 ] بـأداة لتفعيل البرامج 5000 يوم
    بواسطة حلا دالين في المنتدى منتدى البرامج العام والشروحات المصورة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22 - 3 - 2012, 09:00 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25 - 12 - 2011, 11:11 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24 - 8 - 2011, 10:36 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11 - 11 - 2009, 05:06 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©