يقول أحد رجال الدفاع المدني : وصلنا إلى بيتٍ قد اشتعلت فيه

النيران ، وفي البيت أمٌ لها ثلاثة أطفال ، وقد بدأ الحريق في

أحد الغرف فحاولت الأم الخروج من الأبواب فإذا هي مغلقة ، ثم

صعدت سريعاً مع أطفالها الثلاثة إلى سطح المنزل لكي تخرج من

بابه فوجدته مغلقاً ، حاولت أن تفتحه فما استطاعت ، كرَّرت

فأعياها التكرار ، ثم تعالى الدخان في المنزل وبدأ النَّفَسْ ي

صعب .


احتضنت صغارها .. ضمَّتهم إلى صدرها وهم على الأرض حتى لا يصل

الدخان الخانِق إليهم ، حتى وإن استنشـقته هي ..

وصلت فرق الدفاع المدني إلى المنزل ، فوجدوها ملقاةً على بطنها

، رفعوها فإذا بأبنائها الثلاثة تحتها أموات ،(كأنها طيرٌ يحنُوا

على أفراخِـه ، يُجنِّبهم الخطر) ..

يقول الرجل : والله وجدنا أطراف أصابع يدها مُهشَّمة ، وأظافرها

مقطوعة ، (فقد كانت تحاول فتح الباب مرة ، ثم تعود إلى

أطفالها لتحميهم من لهيب النار وخَنَقِ الدخان مرةً أخرى ..

حتى ماتت وهيَ تُجَسِّدْ روعة التضحية والحنان .. والعطف والرحمة ..
الام التضحية الام الحنان الام الامان ومن فقدها فقد كل شى..

********************

أمي
ـــــــ

هى أمى ..
هى مكمن سرى ...
ومفرج همى...
هى النور فى عينى ..
اشتاق لها ...لكنى لااستطيع البوح بذالك ..
اغلب دمعة تتراقص كل صباح ...
باحثا عنها بين اروقة بيتنا البارد بدونها...
اشتاق الى صوتها سائلا ..

هل اكلتِ؟؟
هل استرحتِ؟؟
هل انتِ مهمومة؟؟

بعدك أمى اختلطت كل الاشياء ..وكرهت كل الاشياء...

افتقدت وجها مضيئاً يحتضننى..

كرهت اجتماعنا على المائدة لان اجمل الوجوه غائب...
فكيف سيكون للطعام روعه بدون ملحه....
أمى...
احتاج ان ارمى راسي فوق حضنك..
واشكو اليكِ هموم...
وقتى ..
ومرضى..
وحتى هموم اخوتى..
اشتقت لتمرير اصابعكِ فى شعرى حتى اغفو ..

أمى...

أمى...

ابحث عنكِ فى كل الوجوه..
وافتقدتكِ فى كل الوجوه..
أمى...اعذرينى فانا مشتاق اليكِ..
كثيرا

ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا