فانظر مع من تحب أن تكون
مع أهل الفردوس الأعلى..أم غيرهم
بل كان عليه الصلاة والسلام ينزل الناس منازلهم ..
وقد يترك أشغاله لأجلهم .. لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده ..
لما توسع صل الله عليه وسلم بالفتوحات وبدأ ينتشر الإسلام ..
جعل صل الله عليه وسلم يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام .. وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً ..
وكان عدي بن حاتم الطائي .. ملكاً ابن ملك ..
فوقع بين قبيلته " طي " وبين المسلمين حرب .. وكان عدي قد هرب من الحرب فلم يشهدها .. واحتمى بالروم في الشام ..
وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء ..
كانت هزيمة طيء سهلة .. فلا ملك يقود .. ولا جيش مرتب ..
وكان المسلمون في حروبهم .. يحسنون إلى الناس .. ويعطفون وهم في قتال ..
كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين .. وإظهار قوة المسلمين لهم ..
أسر المسلمون بعض قوم عدي .. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم ..
مضوا بالأسرى إلى المدينة .. حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأخبروا النبي صل الله عليه وسلم بفرار عدي إلى الشام ..
فعجب صلى الله عليه وسلم من فراره !! كيف يفر من الدين ؟ كيف يترك قومه ؟
ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل ..
لم يطب المقام لعدي في ديار الروم .. فاضطر للرجوع لديار العرب .. ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي صل الله عليه وسلم ومصالحته .. أو التفاهم على شيء يرضيهما .. ..
يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة :
ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صل الله عليه وسلم مني ..
وكنت على دين النصرانية ..
وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي .
فلما سمعت برسول الله صل الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة ..
فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر ..
قال : فكرهت مكاني ذلك ..
فقلت : والله لو أتيت هذا الرجل .. فإن كان كاذباً لم يضرني .. وإن كان صادقاً علمت ..
فقدمت فأتيته .. فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدي بن حاتم .. هذا عدي بن حاتم ..
فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله صل الله عليه وسلم في المسجد فقال لي : عدي بن حاتم ؟
قلت : عدي بن حاتم ..
ماذا فعل معه رسول الله صل الله عليه وسلم؟
هذا ما سنعرفه في اللؤلؤة السابعة بإذن الله خشية الإطالة على حضراتكم
ســـؤال ؟.
متى كانت آخر مرة أهديت هدية لأمك ..لأبيك..لإخوتك وأحبابك؟