الحلقة الثامنة((لغز محير))
طبعا كلنا عاوزين نعرف لية منى اتجمدت لما فتحت الباب
تعالوا نشوف ايه اللى حصل
...........
وعندما فتحت منى الباب .. تجمدت مكانها لتجد
...........
والدها المغشي عليه .. ومع بعض زملائه بالعمل يحملونه وهو خائر القوي ..
فلم تجب مني بغير الصراخ
" بــــــــــــابــــــــــ ــا "
وخرجت أمها من المطبخ فزعة علي صوت ابنتها ... لتري زوجها لاتحمله قدماه وإنما يحمله مجموعة من الرجال ... وابنتها حبيبة ابيها علي وشك الانهيار ...
كادت الأم أن تسقط من هول ما رأت .. لكنها قبضت بشدة علي مسند المقعد الذ كادت تحطمه بين اصابعها من شدة ألمها وخوفها لكنها سرعان ما تمالكت نفسها سريعا
كل هذا دار في ثوان معدودة مرت كسنوات طوال .......
" هو ماله عبد السلام ..... ايه اللى حصله ؟!! "
قالتها بصوت يرتجف
فرد عليها احد زملاءه بعدما أجلسه على مقعد قريب
" مش عارف والله .. كان قاعد كويس وبيشتغل وبيضحك وبيهزر .. وفجأة تعب واترمي ع الكرسي ورجليه مش شايلاه .. فقلنا نجيبه على البيت علشان يرتاح "
" يا حبيبى يا عبد السلام "
خرجت هذه الكلمات ومعها دموع الأم التى كاد قلبها ينفطر بين ضلوعها ....
" طب ممكن تدخلوه اوضة النوم عقبال ما نتصل بالدكتور ..؟ "
فحمله من كان معه الى داخل الغرفة ومددوه علي الفراش وهو ساكن بلا حراك ...
وفي الخارج كانت مني قد استنفذت دموع العالم من البكاء .. بكاء صامت من عينين خائفتين .. لفتاة صغيرة يصرخ قلبها من الألم لأجل حال ابيها
وأمام هذا المشهد المبكي للفتاة .. وقفت الأم .. التي تتماسك لكي تبدو كصخرة مقاومة لأمواج عاتية .....
وفي حنان احتضنت الأم ابنتها في صدرها الحنون .. وضمتها إليها بقوة .. كأنها هي التي تتشبث بابنتها ...
" متعيطيش يا منى ان شاء الله ربنا هيقومه بالسلامة .. ان شاء الله خير يا حبيبتي .. امسكي نفسك يابنتي .. "
قالتها الأم في تماسك عجيب .. تماسك لا تدري إن كان حقيقيا .. ام انها اضطرت لتمثيل ذلك .. كي تشد من أزر ابنتها المذعورة ...
" يلا بقى امسحى دموعك واتصلى بالدكتور معتز يجى يكشف على بابا .. ولا عاوزانا نفضل كده من غير ما نعرف بابا ماله ونطمن عليه ؟؟ "
وفى هذه الاثناء خرج زملاء زوجها
" مش محتاجه مننا اى خدمة يا ام ادم ؟ "
" الله يخليك يا استاذ سالم .. تعبناكم معانا "
" لا ماتقوليش كده يا ام ادم .. عبد السلام دا اخونا .. ولو في اي حاجة اتصلي في اي وقت هاتلاقينا تحت امرك "
" دا العشم برضه .. ادعوله بس ... "
" إن شاء الله يقوم بالسلامة وتكون حاجة بسيطة ان شاء الله .. نستأذن احنا بقي عشان نسيبه يرتاح"
" يارب ان شاء الله .. وربنا يجازيكم كل خير "
" سلام عليكم "
" عليكم السلام ورحمة الله وبركاته "
وما إن اغلقت الباب .. حتي هرولت إلي الغرفة الراقد بها زوجها .. ارتمت بجوار الفراش وهي ممسكة بيده .. تقبلها وتبكي .. تتشبث بيده الفاقدة الحركة .. وكأنها تتشبث به من الغرق .. وكأنها تتمني لو تصحو من هذا الكابوس المزعج ..
ثم نظرت الى زوجها وهى تحمل فى عينها الدموع التي اختلطت بها معانى الحب والوفاء ....
" ليه بتعمل كده ..... ليه بترهق نفسك كده .. انت مش عارف أن الارهاق غلط عليك وعلي صحتك "
ثم نظرت إليه نظرة من يعرف شيئا لكن يخفيه
" يارب تقوم بالسلامة .. انا محتجالك اوى جنبى .. "
ثم رفعت يديها تدعو
" يارب اشفيه يارب .. يارب عديها علي خير يارب .. يارب زي ما كنت بتسترها معانا كل مرة .. استرها معانا يارب .. يارب مالناش غيرك يارب ... "
وما اوقفها عن دعائها غير صوت جرس الباب يدق .. فهمت بمسح دموعها بسرعة .. فهي لا تريد لمني أن تراها تبكي ... ولا ان تراها ضعيفة .. و قد اعتادها الجميع قوية ...
جاءت مني مسرعة ..
" ماما .. الدكتور معتز وصل .. "
" طيب يابنتي قوليله يتفضل "
" اتفضل يادكتور .."
دخل الطبيب إلي الغرفة ..
" السلام عليكم .. ازيك يا حجة عاملة ايه ؟ "
" الحمد لله يا دكتور "
وتبادل الطبيب والأم نظرة ذات مغزي .. لم تلحظها مني التي انشغلت بالنظر لابيها الراقد ..
" ايه يا ست مني .. امال فين القهوة اللي ما بشربهاش هنا غير من ايدك ..؟؟ "
قالها الطبيب معتز بشيء من المزاح ليلطف من حدة الجو والحزن .. فهو طبيب العائلة منذ سنوات
فابتسمت مني ..
" معلش يا دكتور حقك عليا .. اصلي قلقانة علي بابا اوي "
" ممم طب علي الله يا مني هانم بقي تكوني من القلق نسيتي قهوتي "
" لالا ماتقلقش يادكتور .. قهوة مظبوطة علي نار هادية اوووي "
وخرجت مني لتعد هذه القهوة التي تستغرق بعض الوقت ...... لكي يأخذ الطبيب وقته مع مريضه بعيدا عن أعين الفتاة ..
" ايه اللي حصل يا حجة ؟ "
قالها الطبيب بصوت قلق بعض الشيء
" زى كل مرة يا دكتور .. بس المرة دي حاسة انه تعبان اكتر من اي مرة .. دا وقع في الشغل وزمايله الله يسترهم شالوه وجابوه ع البيت "
قالتها الأم في ألم ثم اكملت ...
" انا قلبي مش مطمن المرة دي يا دكتور .. وكمان حاسة ان الولاد هيحسوا بحاجة وانا مش عاوزاهم يعرفوا اللى ابوهم فيه .. وانت عارف ان دا كان طلبه "
" ان شاء الله خير "
قالها الدكتور معتز وهو يكمل الكشف علي المريض الراقد
--------------
وفي نفس الوقت كان ادم عائدا من الجامعة
وبالقرب من المنزل قابله احد جيرانه ....
" الف سلامة علي بابا يا ادم "
"بابا ......"
قالها ادم في تعجب
" بابا ماله ؟ "
فاكمل الجار الذي شعر ان ادم لم يكون علي علم بما حدث
" هو انت يا ادم ما تعرفش ... اصل يابني من يجي نص ساعة كده جماعة زمايله جابوه من الشغل كان تعبان و ..... "
لم ينتظر ادم ليسمع باقي الحديث فأسرع ادم الى اعلى مهرولا
وبينما ادم يضع المفتاح في الباب .. إذ بالباب يُفتح ...
" دكتور معتز ..!! "
وساعتها انقبضت الأم .. خشية أن يرتبك الطبيب أو يشعر ادم بشيء .. وهي لتوها قد انتهت من اقناع مني ..
نظر الطبيب الى ادم مبتسما
" ازيك يا ادم عامل ايه ؟ "
لكن ادم بادره بالسؤال وكأنما لم يسمع ماقاله الطبيب ..
" هو بابا ماله ... ؟؟؟ "
"ماتقلقش يا ادم .. بابا بخير الحمد لله بس عنده شوية ارهاق بسيط "
قالها الطبيب لادم .. محاولا ان يبدو طبيعيا ...
" وهو الارهاق يادكتور .. يخليه مش قادر يقف والناس تشيله ؟؟ "
قالها ادم وقد بدا عليه شيء من العصبية وصاحبتها نظرة قسمها بين الطبيب وأمه ... نظرة من يستشعر ان هناك شيئا خفيا ..
" ا .. عادي يا ادم .. حكم السن يابني .. يعني .. يعني الارهاق مع الناس الكبيرة بيكون اشد شوية ... طب معلش بقي انا لازم استأذن علشان معاد العيادة .. وانا هاتصل بالتليفون اطمن علي بابا .. سلام عليكم "
وكأن الطبيب قد تحول لطفل يكذب هربا من العقاب
" متشكرين يا دكتور ومعلش تعبناك "
" لا ما تقوليش كده ياحاجة .. استاذ عبد السلام دا زي والدي"
----------------------
ترك ادم كل هذا ... بعدما القي علي الجميع نظرة غامضة
ودخل الى غرفة أبيه ... فوجده مستلقٍ على السرير .. لا يصدر اى حركة .. ويبدو عليه التعب الشديد
" هو بابا ماله يا ماما ؟؟ "
قالها بصوت متسائل خائف متوقع
" مفيش يا ادم ... زى ما الدكتور قال شوية ارهاق يابني "
احس ادم أن هناك شئ ما تخفيه امه ... فنظر إلي مني ....
" مني .. بابا ماله يامني ؟؟ "
فأجابته مني وقد بدأ قلقه يتسرب الي نفسها التي لم تكد تسكن إلا قليلا
" ماله يا ادم .. والله العظيم الدكتور معتز ماقالش حاجة غير انه مرهق ومحتاج راحة وفيتامينات .. وحتي قال لماما خلي بالك من اكله شوية "
" ماما .. بابا فيه ايه .. ؟؟ ارجوكي قوليلي انا مش حاسس ان في حاجة "
"يابني ماقلت لك اللي فيها انت ليه مش مصدقني "
قالتها الام بصوت يحاول أن يتماسك .. ودموع قبضتها في عينيها قدر استطاعتها ..
رد ادم بحدة وبصوت عالٍ
" هو الارهاق يخلى الواحد يبقى كده .. ودى مش اول مره تحصل ... انتى مخبية حاجة يا ماما "
" حاجة حاجة اية ..؟؟ "
ثم تمالكت نفسها اكثر لكي تنهي الحوار
" انت بتعلى صوتك ليه مش شايف ان ابوك تعبان .. حرام عليك كفاية اللى انا فيه .. "
فرد عليها ادم وهو يحاول ان يبدو هادئا ...
" هو ايه اللى انتى فيه ؟ .. يا أمي قوليلي "
فنظرت إليه بعينين دامعتين .. ثم دخلت إلي غرفة أبيه وهي تبكي وتقول في نفسها ..
" هايجي يوم وتعرف يابني .. ما تستعجلش .. "
وجد ادم نفسه يقف وحيدا في الصالة .. فقد تركته أمه ومن قبلها انصرفت مني عن هذا الحوار الذي قد يودي بها إلي الانهيار ...
-----------
وبعد عدة ايام بدأت صحة والد ادم في التحسن
دخل عليه ادم ليجلس معه...
"تعالى يا ادم اقعد جنبى "
قالها أبيه متبسما ...
فرح ادم عندما وجد أبيه قد بدأ يتحسن .. وسعد كثيرا بابتسامته التي شقت طريقها وسط وجهه الذابل
قبل ادم يد والده مبتسما
" كده يا بابا تقلقنا عليك .. ولا انت بتشوف غلاوتك عندنا اد ايه ؟ "
فنظر اليه والده وقال فى صوت مريح
" قول الحمد لله يا ادم .. الحمد لله علي كل حال يابني "
فقال ادم مستسلما لامر الله مبتسما
" الحمد لله طبعا "
" امال ياواد هاتعمل ايه لما اموت بقى .. "
فاضت عينا ادم بالدموع دون ان يدري وارتمي بين ذراعي ابيه يحتضنه بشدة .. ودفن رأسه في صدر ابيه الحنون .. يستمد منه الدفء ويستمع لنبضات قلبه فيشعر بالهدوء
"بعد الشر عليك يا بابا انت لسه قدامك كتير .. امال مين اللي هايجوزنا ويشيل ولادنا وولاد ولادنا كمان "
فمسح الاب الحنون علي رأس ابنه رافعا وجهه إليه ..
"محدش ضامن عمره يا ادم يا ابني "
هذه كانت كلمات والده قبل ان يرفع جسده ليجلس على السرير ثم قال
" كلنا هنموت يا ادم "
" يا بابا...."
ولم يكد يكمل ادم ما يريد ان يقوله .. حتي دق جرس الباب
" روح يابني شوف مين "
.......
فتح ادم الباب .. ليجد زهورا كثيرة يختفي ورائها شخص ما لم يظهر سوي ساقيه ..
فسمع صوتا من وراء هذه الزهور
" ممكن ادخل ؟؟ "
فتعجب ادم ثم قال
" طب مش لما اعرف مين ؟ "
"ياعم انا الجنينة اللي في اخر الشارع ... ياواد ما تفتح بقي .."
واتم ذلك الاخير جملته وهو يظهر رأسه من خلف الزهور ثم اكمل ..
" ادووومة حبيييييبي "
وكأن وجه ادم قد اضاء من الفرح
" هيمااااااا حبيبي "
وضع ابرهيم الزهور جانبا .. وارتمي كلاهما بين ذراعي الاخر يضمه بشدة .. إنه لقاء الصديقان بعد طول الغياب
" ياااه يا ابرهيم انت واحشني اوي اوي ما تتخليلش ازاي "
" وانت يا ادم .. ياااه انا ماعرفش اني كنت بحبك اوي كده ياواد .. احنا هانقضيها ع السلم ولا ايه "
....
" واحشني يا ادوم .. والله كنت عايز اجي امبارح .. بس يادوب جيت من المطار اتغديت معاهم ونمت زي القتيل .. وقلت اول حاجة النهاردة لازم اجي ازورك .. وكمان عرفت ان بابا تعبان شوية "
" الحمد لله علي كل اللي يجيبه ربنا . هو يادوب بدأ يتحسن خفيف "
" ربنا يتم شفاه علي خير يارب .. طب ما تقوم بقي عايز اسلم عليه دا واحشني "
ودخل ابراهيم يسبقه ادم الي غرفة ابيه
" حبيبي يا حاج عبده .. الف سلامة يا كبيرنا "
" ههههه ... ابراهيم اهلا يا حبيبي .. الله يسلمك .. اهو الكبير خلاص بقي راحت عليه .. هههه "
" راحت ايه بس .. دا حضرتك زي الفل اهو ماشاء الله "
....
وكانت جلسة ودية دافئة جميلة تبادل فيها ثلاثتهم السلامات والسؤال عن الاحوال والضحكات
......
.........
" اه يا عمو .. فرح زينب اختي ان شاء الله ... عقبال مني و وعقبالك يا ادم "
" الف مبروك يا حبيبي .. عقبال ما نفرح بيك ان شاء الله "
" يارب ياعمو .. ادعيلي كده عشان يمكن يبقي في مفاجئة قريب ... بس حضرتك تقوم بالسلامة ان شاء الله "
فيقول ادم فرحا
" بجد يا هيما ... مين ؟؟ قول ياواد ولا هاتخبي علي اخوك "
"اقول ايه يا ادم بس ... "
.........................................
ياترى ايه اللى هيحصل
والمفاجئة اللى ابراهيم هيعملها
هنشوف ده الحلقه الجايه ان شاء الله
يتبع ....