قهوتنا على الانترنت
صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 52
  1. #31
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    بنات الحسين بن علي بن أبي طالب


    آمنة بنت الحسين بن علىّ بن أبى طالب ( السيدة سكينة )




    الاسم
    آمنة بنت الحسين بن علىّ بن أبى طالب .
    اللقب

    سكينة
    الأم
    الرباب بنت امرئ القيس بن عدى من بنى كنانة .
    تاريخ الميلاد
     عام 74 هـ
    الأزواج

    تزوجت من ابن عمها عبد الله بن الحسن بن علىّ ، ثم مصعب بن الزبير ، ثم عبد الله بن عثمان بن عبد الله ، ثم زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان .
    الأولاد
    فاطمة بنت مصعب وقيل اسمها رباب .وحكيم وعثمان وربيحة من عبد الله بن عثمان .

    محل الإقامة
    المدينة المنورة
    الوفاة
    توفيت بالمدينة فى ربيع الأول في العام 117 هـ/735 م ، ودفنت بالبقيع - عليها رحمة الله عز وجل .

    السيدة آمنة بنت الحسين بن علىّ من آل بيت النبوة والرسالة فقد انقطع نسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من فاطمة الزهراء أم الحسين بن على سيد شباب أهل الجنة وكانت السيدة سكينة جميلة ذات حسب ونسب فى قومها عرفت بكمال خلقها وجمالها وفصاحة لسانها وبلاغة منطقها حتى قيل إنها من أجمل نساء عصرها ، وأمها الرباب بنت امرئ القيس من بنى كنانة وهى التى لقبتها بسكينة فغلب ذلك عليها فصار علما عليها وعاشت - رضى الله عنها - عصرها الأول وربيع عمرها فى بيت أبيها عابدة لله تعالى ولما بلغت مبلغ الزواج تزوجت من ابن عمها عبد الله بن الحسن بن علىّ فلما مات عنها تزوجت من مصعب بن الزبير وكان أمير العراقيين وأمهرها مهرا كبيرا بلغ قدره مليون درهمٍ وكانت ترى جمالها فى هذه الفترة التى تزوجت فيها من مصعب قد اكتمل وأصبحت فى ريعان الشباب وكمال الجمال حتى قالت عن نفسها : دخلت على مصعب وأنا أحسن من النار الموقدة فى الليلة العَرة " أى الباردة " وعاشت معه حياة كريمة رزقت خلالها بابنة اسمها فاطمة وقيل الرباب ، ولكنها ماتت صغيرة .


    ولما قتل عنها زوجها مصعب فى وقعة " مَسْكِن " تقدم لخطبتها عبد الملك بن مروان فرفضت تلك الخطبة وقالت : والله لا يتزوجنى بعده قاتله أبدا وكانت رملة بنت الزبير أخت زوجها مصعب بن الزبير هي التي توسطت في هذه الخطبة من عبد الملك بن مروان فما كان من سكينة إلا أن أسرعت واستجابت لخطبة عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام بن خويلد ورزقت منه بغلامين هما حكيم وعثمان وجارية هى ربيحة ولكن ما لبث أن مات عنها زوجها عبد الله فتقدم لخطبتها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان وشرطت عليه سكينة ألا يمنعها شيئا تريده وأن لا يحول بينها وبين شىء من ماله وعاشت معه حتى مات عنها فخلف عليها إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف الزهرى فتزوجها فأقامت معه ثلاثة أشهر فكتب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن فرق بينهما ففرق بينهما وقال بعض أهل العلم : لما مات عنها زيد بن عمرو بن عثمان تزوجها الأصبع بن عبد العزيز بن مروان وكان والى مصر فى ذلك الوقت فلما علم عبد الملك بن مروان كتب إليه : اختر مصر أو سكينة فبعث إليه بطلاقها ولم يدخل بها .

    ولم تتزوج سكينة بعد زيد بن عمرو وأقامت فى المدينة المنورة حيث أهلها وأولادها ، وبقيت بالمدينة المنورة إلى أن وافاها الأجل ودفنت بالبقيع - رحمة الله تعالى عليها

    لقد خرجت السيدة سكينة مع زوجها مصعب بن الزبير في قتاله ضد بنى أمية وكانت تحبه حبا شديداً فلما رأته خارجا للقتال قالت يومها : وا حزناه عليك يا مصعب ، فالتفت إليها وقال لها : أو كل هذا فى قلبك . فقالت : إى والله وما كنت أخفى أكثر .

    ولما رأت سكينة زوجها مصعب بين القتلى حزنت عليه حزنا شديدا وقالت : نعم بعل المرأة المسلمة كنت يا ابن الأخيار ، ورثته بأشعار مؤثرة قالت فيها

    فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذى *** يرى الموت إلا بالسيوف حراما 
    وقبلك ما خاض الحسين منية *** إلى القوم حتى أوردوه حماما

    ولعل موقفها من عبد الملك بن مروان ينبئ عن مدى حبها لمصعب فبعد مقتل زرجها مصعب تقدم عبد الملك بن مروان لخطبتها فقالت : لا والله لا يتزوجنى بعده قاتله أبدا .

    السيدة سكينة بنت الحسين حظيت بشرف كونها من آل بيت النبوة والرسالة وهى ابنة الإمام الحسين بن على سيد شباب أهل الجنة .

    وكانت ذات جمال حتى أن ابن كثير قال : سكينة بنت الحسين كانت من أجمل النساء وأظرفهن حتى إنه لم يكن فى زمانها أحسن منها .

    وكانت ذات طرفة وفكاهة ولها نوادر وحكايات فى الظرف والفكاهة والمزاح ولذلك قيل لها فى ذلك : أختك ناسكة وأنت مازحة . فقالت : وهى تمزح إنكم سميتموها باسم جدتها المؤمنة وسميتمونى باسم جدتى التى لم تدرك الإسلام .

    وكانت تصفف شعرها بطريقة عرفت باسمها فيما بعد باسم الطرة السكينية .

    وقد لقبت التابعى يعقوب بن أبى سلمة بقولها عنه : الماجشون " تعنى الأبيض الذى يعلوه حمرة " ، وقيل عنها إنها ما لقبت أحدا بلقب إلا لصق به .

    وقد امتدحها أهل الفضل : فلقد قال عنها الإمام النووى : كانت سكينة من سيدات النساء وأهل الفضل .

    لقد عاشت السيدة سكينة بنت الحسين حتى عام 117 هـ فوافتها المنية فى شهر ربيع الأول فى يوم الخميس عام 735 م ، فقد أخبر ابن السائب الكلبى قال : أخبرنى خلف الزهرى قال : ماتت سكينة بنت الحسين وعلى المدينة خالد بن عبد الله الحارث بن الحكم فقال : انتظرونى حتى أصلى عليها وخرج إلى البقيع فلم يدخل حتى الظهر وخشوا أن تتغير فاشتروا لها كافورا بثلاثين دينارا فلما دخل أمر شيبة بن نصاح فصلى عليها ودفنت بالبقيع وهو الراجح .

    وهناك من قال إنها دفنت بمصر لوجود مسجد باسمها وهو جامع السيدة سكينة .

    وقيل توفيت بمكة فى 5 ربيع الأول عام 621 هـ - عليها رحمة الله تعالى .


  2. #32
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب

    ذُكرت عند الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضى اللَّه عنها- فقيل عنها: إنها لا تعرف الشر. فقال عمر: عدم معرفتها الشر جنَّبها الشر.
    كانت -رضى اللَّه عنها- توصى أبناءها دائمًا فتقول لهم: استتروا بستر اللَّه.
    إنها "فاطمة بنت الحسين بن على بن أبى طالب" -رضى الله عنهم . تقدم ابن عمها الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب -رضى الله عنهم- لعّمه الحسين للخطبة، فقال له الحسين: يا بن أخي، لقد انتظرت هذا منك، انطلق معي. فخرج به حتى أدخله منزله، ثم أخرج إليه بنتيه فاطمة وسُكينة، فقال: اختر، فاختار فاطمة.

    فزوَّجه إيّاها؛ فولدت له: عبد الله، وإبراهيم، وحسنًا، وزينب. ولما وقعت الفتنة ورفض الحسين بن على أن يكون أسيرًا، وقاتل حتى قُتِل، وقُتِلَ معه ابنه وأصحابه الذين ثبتوا معه بمكان يقال له: "الطّفّ" عند كربلاء. وانطلق بعلى بن الحسين، وأختيه فاطمة وسكينة وعمته زينب بنت على إلى عبيد اللَّه بن زياد، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية، فقال علي: أما واللَّه لو رآنا رسول اللَّه ( مغلولين لأحبّ أن يحلنا من الغُلِّ) (القيد). قال: صدقت. فحلوهم من الغل (القيد)، قال: ولو وقفنا بين يدى رسول اللَّه ( على بُعد لأحب أن يقرّبنا. قال: صدقت. فقرَّّبوهم، ثم أمر بهم فجُهِّزُوا وأُخرِجوا إلى المدينة المنورة.)


    وفى رواية أخرى أن فاطمة بنت الحسين جاءت إلى يزيد بعد أن قُتل أبوها الحسين بن علي، وقالت له: يا يزيد أبنات رسول اللَّه سبايا؟ قال: بل حرائر كرام، ادخلى على بنات عمك تجدينهن قد فعلن ما فعلت.

    ولما استشهد الحسن، قال لها: إنك امرأة مرغوب فيك، فكأنى بعبد اللَّه بن عمرو بن عثمان إذا خرج بجنازتى قد جاء على فرس لابسًا حُلته، يسير فى جانب الناس يتعّرض لك، فانكحى من شئت سواه، فإنى لا أدع من الدنيا ورائى همًا غيرك قالت: ائمن من ذلك.
    وطمأنته بالأيمان لا تتزوجه، ومات الحسن بن الحسن فلما انقضت عدِتها أرسل إليها عبد الله بن عمرو يخطبها، فقالت: كيف بيميني التي حلفت بها؟ فأرسل إليها يقول: مكان كل مملوك مملوكان، ومكان كل شيء شيئان. فعوّضها من يمينها، فنكحته؛ وولدت له محمدًا الذي سُمى بالديباج لحسنه وجماله، والقاسم، ورقيّة. فكان عبد الله بن الحسن، وهو أكبر ولدها يقول: ما أبغضت بغض عبد الله بن عمرو أحدًا، وما أحببت حب ابنه محمد -أخي- أحدًا.

    وبعد موت زوجها عبد اللَّه بن عمرو خطبها عبد الرحمن بن الضحاك وكان حاكمًا للمدينة، فرفضت، فغضب عليها، فشكته إلى رجل شامى يدعى ابن هرمز، فقالت له: تخبر أمير المؤمنين بما ألقى من ابن الضحاك وما يتعرض مني. كما أوفدت رسولا بكتاب إلى يزيد، فلما قرأه جعل يضرب بخيزران فى يديه ويقول: لقد اجترأ ابن الضحاك؛ هل من رجل يسمعنى صوته في العذاب وأنا على فراشي؟ فقيل له: عبد الواحد بن عبد الله بن بشر الخضري. فدعا يزيد بقرطاس فكتب بيده إلى عبد الواحد، وهو بالطائف: سلام عليك، أما بعد؛ فإنى قد وليتك المدينة فإذا جاءك كتابى هذا فاهبط واعزل عنها ابن الضحاك وأغرمه أربعين ألف دينار، وعذبه حتى تُسْمِعنى صوته وأنا على فراشي. فلمّا علم ابن الضحاك هرب ونزل على مسلمة بن عبد الملك، فقال: أنا فى جوارك. فذهب مسلمة إلى يزيد فى قصره وذكر حاجة جاء من أجلها. فقال يزيد: كل حاجة تكلمت فيها هي فى يدك ما لم يكن ابن الضحاك. فقال: هو واللَّه ابن الضحاك،. فقال: والله لا أعفيه أبدًا وقد فعل ما فعل. فأغرمه عبد الواحد أربعين الف دينار وعذبه وطاف به فى جبة من صوف.

    وكانت فاطمة صاحبة حكمة، وراوية من راويات الحديث، ومما روته أنها قالت: كان النبي ( إذا دخل المسجد قال: "بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي، وافتح لى أبواب رحمتك" [أبو حميد وأبو أسيد]. وإذا خرج قال: " بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لى ذنوبى وافتح لى أبواب فضلك" [أبو حميد وأبو أسيد].
    وكانت -رضى الله عنها- تحب العلم وتحفظ القرآن الكريم، كما كانت تحب الشعر؛ رُوى أنه لما دخل الكميت بيتها، قالت: هذا شاعرنا أهل البيت. وأمرت له بثلاثين دينارًا، فدمعت عيناه وقال: لا والله لا أقبلها إنى لم أحبكم للدنيا.
    وتوفيت رضى اللَّه عنها فى عام 110 من الهجرة.


  3. #33
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي




    نساء حول الأنبياء والرسل عليهم السلام

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    نساء حول الأنبياء والرسل عليهم السلام


    مريم بنت عمران


    يقول الله تبارك و تعالى في القرءان الكريم:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً}، و يقول ربنا عز من قائل:

    { مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}، السيدة مريم عليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساء العالمين و هي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة صبرت على أذى قومها و كانت تقية عارفة بالله تعالى فقد أكرمها الله عز و جل بكرامات ظاهرة و اصطفاها من بين جميع النساء لتكون أماً لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر و السيدة الجليلة مريم عليها السلام هي أفضل نساء العالمين بنص القرءان الكريم و الحديث النبوي الشريف فقد قال الله عز و جل في محكم تنزيله:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ
    إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، فقوله تعالى؛ اصطفاك؛ أي اختارك و اجتباك و فضلك.


    قال النبي عليه الصلاة و السلام:" و خير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم ءاسية بنت مزاحم" رواه الحافظ ابن عبد البر.



    فهذا الحديث الشريف فيه نص على أفضلية السيدة مريم عليها السلام على سائر نساء العالمين ثم يليها في الأفضلية فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم ثم خديجة بنت خويلد زوج النبي عليه السلام ثم ءاسية بنت مزاحم ثم يلي هؤلاء النساء في الأفضلية عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه و سلم كما قال بذلك العلماء.



    وأما ولادة السيدة مريم عليها السلام و نشأتها فقد كانت أمها وهي امرأة عمران و طلبت من الله عز و جل أن يرزقها ولداً صالحاً و نزرت أن تجعله خادماً في بيت المقدس لأنها كانت تظن أنه سيكون ذكراً و لأن الذكر عادة يصلح للإستمرار على خدمة بيت المقدس موضع العبادة و لا يلحقه عيب بذلك و لكن الله تبارك و تعالى شاء لامرأة عمران أن تحمل بأنثى تكون سيدة نساء العالمين و أماً لنبي من أولي العزم من الرسل و هو عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام، و لما ولدت امرأة عمران مولودتها الجديدة أسمتها مريم و تولاها الله سبحانه و تعالى برحمته و عنايته و شاء الله عز و جل لنبيه زكريا عليه السلام، أن يتكفلها دون غيره من الرجال.



    فكان زكريا عليه السلام يعلمها تعاليم دين الإسلام و الأخلاق الحسنة و ينشئها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريم عليها السلام صالحة عفيفة طاهرة من الذنوب و المعاصي عارفة بالله عز و جل و تقية و ولية تداوم على طاعة ربها عز وجل ءاناء الليل و أطراف النهار فأكرمها الله سبحانه بالكرامات الظاهرة التي كانت ءايات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله سبحانه و تعالى، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى عندها في المحراب و بعد أن يغلق عليها أبواب المسجد كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف كرامة لها من الله عز وجل يقول الله تعالى: { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.



    ثم ان الله عز و جل قدر في الأزل أن يوجد نبيه عيسى عليه السلام من غير أب و كان هذا أمراً محكوماً به سابقاً في علم الله كونه فتنفذت مشيئته تعالى و كان و تحقق ما شاء الله و قدر في الأزل يقول الله تعالى:{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، و يقول ربنا عز من قائل:{ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }، و المعنى أن ما شاءه الله تعالى و قدره في الأزل فإنه يكون و يوجد بلا تأخر و لا ممانعة له من أحد و هذا ما حصل في أمر عيسى المسيح عليه السلام فذات يوم تنحت السيدة الجليلة مريم عليها السلام عن الناس و اعتزلت من أهلها لتقضي أمراً ما فخرجت إلى شرق المحراب الشريف الذي كانت تعبد الله عز و جل فيه حتى صارت بمكان يلي المشرق و كانت الشمس المشرقة قد أرسلت عليها أشعتها فأظلتها حتى لم يعد يراها أحد من الخلق و في تلك اللحظات التي كانت فيها مريم عليها السلام تقضي حاجتها متوكلة على الله عز و جل أرسل الله سبحانه و تعالى إليها أمين الوحي جبريل عليه السلام و كان متشكلاً فظنته مريم عليها السلام إنساناً و خافت أن يتعرض لها بسوء و أذى فقالت له " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً "، أي إذا كنت تقياً فلا تتعرض لي بسوء فطمأنها جبريل عليه السلام و أخبرها أن الله تعالى أرسله إليها ليهبها ولداً صالحاً طاهراً من الذنوب و هنا قالت له مريم عليها السلام على سبيل التعجب و الإستعلام " أنى يكون لي غلام و لم يقربني زوج و لم أكن فاجرة زانية"، فأجابها ملك الوحي جبريل عليه السلام:" هكذا قال ربك، إن خلق ولد من غير أب هين عليه و ليجعله علامة للناس و دلالة على عظيم قدرته سبحانه و تعالى و ليجعله رحمة و نعمة لمن اتبعه و صدقه و ءامن به و كان خلقه أمراً محكوماً شاءه الله تبارك و تعالى و قدره فلا يرد و لا يبدل"، و كان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاء مريم عليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسى المسيح المشرف المكرم فنفخه في جيب درعها فحملت من وقتها بقدرة الله و مشيئته بعيسى عليه السلام و تنفذت مشيئة الله تعالى في مريم عليها السلام كما شاء ربنا تبارك و تعالى و قدر في الأزل يقول الله عز و جل:{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.



    و استمر حمل مريم عليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء بعدد من الأشهر ثم تنحت مريم عليها السلام بحملها إلى مكان بعيد عن الناس خوفاً من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج و لما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد جاءها المخاض و هو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع فألجأها هذا الألم إلى ساق نخلة يابسة فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة و قد اشتد همها و كربها و قالت:" يا ليتني مت قبل هذا الأمر و قبل هذا اليوم و لم أكن شيئاً "، و هنا جاءها الفرج و اليسر بعد العسر فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها و نادها من مكان منخفض من المكان الذي كانت فيه " ألا تحزني "، و كان الحزن قد انتاب مريم عليها السلام بسبب أنها ولدت من غير زوج و بسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام فطمأنها جبريل عليه السلام و بشرها بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهراً صغيراً عذباً فراتاً و أنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني و أن تأكل و تشرب مما رزقها الله عز و جل و أن تقر عينها و تفرح بمولودها الجميل عيسى عليه السلام و أن تقول لمن رءاها و سألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لا تكلم أحداً؟ و بعد أن ولدت السيدة الجليلة مريم عليها السلام مولودها الجميل عيسى صلى الله عليه و سلم انطلقت به إلى قومها و كان قومها قد انطلقوا يطلبونها و يبحثون عنها فلما رأتهم من بعيد حملت ولدها عيسى عليه السلام و ضمته بين ذراعيها برأفة و حنان ثم أتتهم به و هي تحمله فتلقتهم به و هي تحمله و قلبها كله ثقة و توكل على الله عز و جل و حين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارت السيدة مريم عليها السلام إلى ولدها عيسى المسيح أن كلموه فتعجبوا من ذلك و قالوا لها مندهشين " من يكن في المهد صبياً كيف نكلمه " فأنطقه الله تبارك و تعالى الذي أنطق كل شىء أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسان فصيح:" إني عبد الله ءاتاني الكتاب و جعلني نبياً و جعلني مباركاً أينما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حياً و براً بوالدتي و لم يجعلني جباراً شقياً و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حياً "، أنطقه الله عز و جل ليخفف عن أمه مريم عليها السلام الوطأة، فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلة مريم عليها السلام مع ابنها عيسى المسيح صلى الله عليه و سلم تلك المرأة الصالحة التقية الصديقة العارفة بالله سبحانه و تعالى و التي انقطعت لعبادة ربها و خالقها عز و جل و كانت خير مثال للمرأة التقية التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية غير معترضة على ربها حتى نالت هذه المنزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين لذلك ذكرها الله تعالى بإسمها في القرءان الكريم من بين النساء و أثنى عليها الثناء الحسن يقول الله تعالى في القرءان الكريم:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}، و يقول الله تعالى أيضاً في الثناء على السيدة مريم:{ مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ} فكم هو حري بالنساء في كل زمان و مكان و على مر الدهور و الأجيال أن يقتدين بالسيدة الجليلة مريم عليها السلام و يتخذنها قدوة حسنة في حياتهن و سلوكهن ليكتسبن المعالي و الدرجات العالية و ليحُزن رضى خالقهن سبحانه و تعالى و نسأل الله تبارك و تعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة و يرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد صلى الله عليه و سلم و ءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




  5. #35
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    السيدة هاجر المصرية




    الاسم
    هاجر المصرية
    الكنية
    أم إسماعيل - أم الذبيح - أم العرب
    اللقب
    المصرية
    الأزواج
    نبى الله الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام
    الأولاد
    نبى الله إسماعيل عليه السلام
    محل الإقامة
    مصر - فلسطين - مكة أرض الله الحرام



    السيدة هاجر المصرية زوجة نبى الله وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكان ملك مصر قد أهداها للسيدة سارة زوجة إبراهيم لما قدمت مصر، وأراد الملك بها سوءا، ولكنه لم يقدر عليها فقد حفظها الله سبحانه وتعالى من كيد هذا الملك، فأهداها الملك هاجر، ورجع إبراهيم وزوجته سارة إلى فلسطين ومعهما هاجر




    وقد ذكرت كتب التاريخ روايات متعددة فى تحديد اسم القرية المصرية التى كانت تقيم بها هاجر قبل رحيلها إلى فلسطين مع نبى الله إبراهيم وزوجه سارة ، فيقال: كانت من قرية قريبة من "أم دنين"، ويقال: كانت من "منف" القرية المصرية القديمة المشهورة، وقد روى فى ذلك أنها كانت زوجة لأحد أمراء "منف"، وقتل فى أثناء مواجهة المصريين للهكسوس عند دخولهم منف، وفى هذا الوقت أسرت هاجر، فاتخذها ملك الهكسوس ( الذى حدثت له تلك الوقعة مع سارة ) جارية له، ثم أهداها لسارة فيما بعد. ويقال: كانت من قرية من قرى سيناء تلقب "بأم العرب" ويرجح أن هذه القرية هى مدينة "بلوز" التى كانت تقع عند مصب فرع قديم لنهر النيل يعرف باسم الفرع البلوزى فى شرقى الدلتا. وقد عرف العرب مدينة "بلوز" باسم "الفرما" التى ما زالت أطلالها تقع اليوم إلى الشرق من مدينة بور سعيد الحالية، وهذا هو المشهور.



    - وكانت هاجر جارية ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيم، وقالت إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعل الله يرزقك منها ولدا، فقد كانت السيدة سارة عقيما لا تلد، وكانت تعلم اشتياق زوجها إبراهيم عليه السلام إلى الولد، فدخل إبراهيم عليه السلام بهاجر، فحملت منه، وبعد فترة الحمل ولدت هاجر ولدا، وسماه إبراهيم إسماعيل، وفرح إبراهيم بولده فرحا شديدا، فقد رزقه الله به على كبر سنه، وبعد اشتياق كبير للولد.

    ولأمر أراده الله هاجر إبراهيم بهاجر وولدها الرضيع إسماعيل إلى جزيرة العرب، فرضيت هاجر بقضاء الله وقدره، ولم يكن معها إلا قليل من التمر والماء، وأكرمها الله بأن فجر لها ولوليدها عين زمزم، وعمر المكان بالناس، وكبر إسماعيل، وعندما أمر الله إبراهيم ببناء البيت ساعده إسماعيل حتى أتما البناء، وكان إبراهيم يأتى إليهما كل فترة ليزورهما، وعاشت هاجر إلى جوار بيت الله الحرام حتى توفاها الله سبحانه، فدفنها إسماعيل فى الحجر، ولما علم إبراهيم بوفاتها جاء إلى مكة وزار قبرها، ودعا لها.



    هاجر إبراهيم بزوجه هاجر وطفلهما الرضيع إسماعيل إلى حيث مكة اليوم، فلما تركهما هناك وولى ظهره عنهما، قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه، وقالت، يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا؟ فلم يجبها، فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها، قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: فإذا لا يضيعنا.



    ولم يكن مع هاجر إلا جراب فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه: فقال " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ " (إبراهيم : 73).



    وجعلت أم إسماعيل ترضع اسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه وهو يتألم فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ذراعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات.



    قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فلذلك سعى الناس بينهما". فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت: صه (تريد نفسها) ثم تسمعت فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعد ما تغرف.



    قال ابن عباس قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا " (رواه البخارى). فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك لا تخافي الضيعة فإن ههنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله.

    - وشاء الله سبحانه أن يجعل سعى هاجر رضى الله عنها بين الصفا والمروة شعيرة من شعائر الحج ليتذكر الناس ما عانته هاجر هى ورضيعها، ثم يتذكرون رحمة الله التى أدركتهما عندما يشربون من زمزم التى جعلها الله سقيا إسماعيل.



    وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا بعضهم ليبحثوا الأمر، فإذا هم بالماء فرجعوا، فأخبروهم بالماء، فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: تأذنين لنا أن ننزل عندك، قالت: نعم ولكن لا حق لكم في الماء. قالوا: نعم ، وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، وعمر المكان، وشب إسماعيل بينهم وتعلم العربية منهم، وكان إبراهيم يذهب لزيارة هاجر وولده إسماعيل كل فترة من الزمن.



    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستفتح عليكم بعدى مصر، فاستوصوا بقبطها خيرا، فإن لكم منهم ذمة ورحما" (رواه مسلم مع زيادة فى اللفظ) ، ويقصد بالرحم أن هاجر أم إسماعيل كانت من مصر ، وفى رواية أخرى: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط. فاستوصوا بأهلها خيرا. فإن لهم ذمة ورحما" (رواه مسلم)



    عن ابن عباس قال: أول ما اتخذ الناس المنطق من قِبَل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفى أثرها على سارة. (رواه البخارى)، والمِنْطق: شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها، فترسل الأعلى على الأسفل إلى الأرض، والأسفل ينجر على الأرض.



    وفى حديث أبى هريرة عن قصة سارة مع ملك مصر، ونجاة سارة من كيد الملك، قالت سارة لما خرجت من عنده لإبراهيم لما سألها عما حدث: "كفى الله كيد الفاجر الكافر وأخدم هاجر" قال محمد بن سيرين: فكان أبو هريرة إذا حدث هذا الحديث يقول"فتلك أمكم يا بني ماء السماء"
    يقصد هاجر - رضى الله عنها



    عاشت هاجر مع ولدها إسماعيل إلى جوار بيت الله الحرام، عابدة طائعة تقية لله، حتى جاءها الأجل المحتوم، ووافتها المنية وعندها من العمر 90 سنة، فدفنها إسماعيل فى الحجر بجانب بيت الله، ليستقر جسدها فى تلك البقعة المباركة




  6. #36
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    سارة بنت هاران
    زوجة نبي الله ابراهيم عليه السلام





    الاسم
    سارة بنت هاران بن ناحور ويصل نسبها إلى نوح عليه السلام، وهى بنت عم إبراهيم عليه السلام.


    الكنية

    أم إسحاق

    الأزواج
    نبىّ الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام .

    الأولاد
    إسحاق عليه السلام .

    محل الإقامة
    بابل - فلسطين .


    سارّة بنت هاران ( عم إبراهيم الأكبر) بن ناحور، ويرجع نسبها إلى نبىّ الله نوح عليه السلام، وقد ولدت فى أرض بابل، وآمنت بإبراهيم عليه السلام، وهاجرت مع زوجها إبراهيم الخليل وابن أخيه لوط إلى أرض فلسطين، وعندما حدث جفافُُ فى أرض فلسطين هاجرت مع زوجها إبراهيم إلى مصر، وهناك تعرضت لمحنةٍ عظيمةٍ مع ملك مصر، ولكنّ الله حفظها ونجّاها ، فعادت مع زوجها إبراهيم عليه السلام مرةً ثانيةً إلى الأرض المقدسة فى فلسطين، واستقرّت بها، وكانت سارةُ عقيمًا لاتلد ، فلما رأت اشتياق زوجها للولد وهبته جاريتها هاجر التى أهداها لها ملك مصر، فتزوّج إبراهيم من هاجر وولدت له إسماعيل عليه السلام، وشاءت إرادة الله أن تحمل سارة وهى فى سنّ الشيخوخة وتلد نبى الله إسحاق عليه السلام.

    لمّا اشتد الجفاف بأرض فلسطين قرّر إبراهيم عليه السلام الهجرة بزوجته وابن أخيه لوط إلى مصر، وكان بها ملكُُ مولعُُ بالنساء الجميلات، وكان حرّاسه يبحثون له عن النساء الجميلات، وكانت سارّة من أجمل النساء، وذات حسنٍ باهر، حتى قيل: إنه لم تكن امرأة بعد حواء إلى زمانها أحسن منها رضي الله عنها ، فلما علم الحراس بوجود إبراهيم عليه السلام بمصر ومعه زوجه الجميلة أسرعوا إلى الملك ليخبروه بالأمر، فطلب فرعون من جنوده أن يحضروا سارة، فلما علم إبراهيم بذلك قال لها: "إنه لو علم أنك زوجتى يغلبنى عليك، فإن سألك فأخبريه بأنك أختى، وأنت أختى فى الإسلام، فإنى لا أعلم فى هذه الأرض مسلمًا غيرى وغيرك" .

    وعن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لم يكذب إبراهيم الا ثلاث كذبات ثنتان منهن في ذات الله قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا ، وقال بينا هو ذات يومٍ وسارة اذ أتى على جبارٍ من الجبابرة فقيل له ههنا رجل معه امرأة من أحسن النساء ، فأرسل إليه وسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي. فأتى سارة، فقال: يا سارة، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني ، فأرسل إليها، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده، فأُخذ (أى شُلت يده)، فقال: ادعيِ الله لي ولا أضرك، فدعت الله ، فأطلق، ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعا بعض حجبته، فقال: إنك لم تأتني بإنسان وإنما أتيتني بشيطان، فأخدمها هاجر (أى أعطاها جارية تخدمها تسمى هاجر) فأتته وهو قائم يصلي فأوْمأ بيده مهيم؟ (أى : ماذا حدث) فقالت: ردّ اللهُ كيْد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدمني هاجر" قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء. (رواه البخارى).


    - وكان إبراهيم من وقت أن ذُهب بها إلى الملك قام يصلّى لله عز وجل، ويسأله أن يدفع عن أهله، وأن يرد بأس هذا الذى أراد أهله بسوء ، وكذلك فعلت سارة رضى الله عنها، فقد ذكر أنّها لمّا دخلت على الملك قام إليها، فقامت تتوضأ وتصلي وتقول: "اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علىّ الكافر" (رواه أحمد). فعصمها الله وصانها لعصمة عبده ورسوله وحبيبه إبراهيم الخليل عليه السلام.

    أقبل على إبراهيم ذات يوم جماعةُُ من الضيوف، فاحسن الخليل استقبالهم، وشوى لهم عجلا سمينًا من خيار بقره، فلمّا قرّبه إليهم وعرض عليهم الطعام لم ير لهم همّةً إلى الأكل، فتعجب إبراهيم من شأنهم، عندئذٍ أخبره ضيوفه أنهم ملائكةُُ مرسلون من عند الله إلى قوم لوط بسبب ما يرتكبونه من فسقٍ وفجور وفواحش، فاستبشرت عند ذلك سارة غضبا لله عليهم وكانت قائمة على رءوس الأضياف كما جرت به عادة الناس من العرب وغيرهم، فلما ضحكت استبشارًا، بشرّتها الملائكة بأن الله سيرزقها بولد وهو إسحاق وسيكبر إسحاق وينجب ولدا وهو يعقوب عليهما السلام، فتعجبت سارة من هذه البشرى، وقالت: كيف يلد مثلي وأنا عجوزُُ وعقيمُُ أيضا، وزوجى شيخُُ كبير؟ فقالت الملائكة الكرام: "قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (سورة هود الآية 73).

    وكذلك تعجب إبراهيم عليه السلام استبشارًا بهذه البشارة وتثبيتًا لها وفرحًا بها ، فأكّدوا الخبر بهذه البشارة، فبشروهما بغلام عليم، وهو إسحاق،قال الله تعالى: " وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ " (الصافات:112-113).وقال: " وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب * قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ* قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (هود:69-73).

    وقال تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ " (الحجر: 51-56).

    وقال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ " (الذاريات:24-30).

    كانت السيدة سارة رضى الله عنها مؤمنةً طائعةً لله، فقد آمنت بالله لما رأت من صدق إبراهيم، وتأييد الله له، وكيف نجّاه من النار.

    وكانت امرأةً كريمةً تحب الضيوف مثل زوجها وتخدمهم وتقدم لهم أفضل ما عندها.
    وفي الحديث: أن خديجة -رضوان الله عليها- بكت، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يبكيك؟ " فقالت: درت لبنة القاسم -أى نزل بعض اللبن من ثديها- فذكرته، (وفي رواية لبينة القاسم) فقال لها: "أما ترضين أن تكفله سارة في الجنة؟ " قالت: لوددت أني علمت ذلك، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومد إصبعه، فقال: "إن شئت دعوت الله أن يريك ذاك" فقالت: بلى، أصدق الله ورسوله.

    ماتت السيدة سارّة قبل الخليل إبراهيم بفترة، ولها من العمر مائةُُ وسبعُُ وعشرون سنة، فحزن عليها إبراهيم حزنًا شديدًا، ورثاها رحمها الله، وقد دفنت سارّة فى أرض حبرون (مدينة الخليل الآن)، وهى التى دفن فيها الخليل إبراهيم بعد وفاته أيضا، وقيل كان عمرها عندما ماتت 127سنة.







  7. #37
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    بيت الخلافة

    زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد

    نسبها
    هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية. أم جعفر، زوجة هارون الرشيد وابنة عمه وأم ولده الأمين. ولدت في عام 145هـ، ونشأت وترعرعت في بيت والدها أبو جعفر المنصور، عرفت بكرمها وانفتاحها. وكان والدها أبو جعفر المنصور شديد الحب لها و قد خصها بالرعاية. اسمها أمة العزيز، أو أم العزيز، وغلب عليها لقب (زبيدة)، قيل إن جدها المنصور كان يرقصها في طفولتها ويقول: يا زبيدة فغلب على اسمها. وقد اطلق عليها هذا الاسم لما رأى فيها من ذكاء و نعومة، بالإضافة إلى بنية قوية تشع نضارة،و قد قيل:" لم تلد عباسية قط إلا هي".



    زواجها من هارون الرشيد


    تزوجت هارون الرشيد سنة 165هـ، وكان ذلك في خلافة المهدي ببغداد. و قد كان يوم زفافها أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، ففي أثناء مرور موكبها نثرت عليها اللآلئ الثمينة مما أعاق سيرها

    وبعد أن تزوجت زبيدة من هارون الرشيد، فملأ الحب قلبيهما، واستطاعت بذكائها ولباقتها أن تزيد من حبه لها حتى أصبح لايطيق فراقها ولا يملُّ صحبتها، ولا يرفض لها طلبًا.
    ومرت الأيام، وأنجبت زبيدة من هارون الرشيد ابنها "محمدًا" الأمين وقد أحبته كثيرًا، وكانت شديدة العطف عليه والرفق به لدرجة أنها بعثت ذات يوم جاريتها إلى الكسائى مؤدبه ومعلمه، وكان شديدًا عليه، تقول له : "ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادى وقرة عيني".
    ورأت "زبيدة" زوجة خليفة المسلمين أن تساهم فى الخير، وفى إعمار بلاد الإسلام، فحين حجت إلى بيت الله الحرام سنة 186هـ ، وأدركت ما يتحمله أهل مكة من المشاق والصعوبات فى الحصول على ماء الشرب، دعت خازن أموالها، وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد، وقالت له : اعمل ولو تكلَّفتْ ضَرْبةُ الفأس دينارًا. وحُفر البئر ليشرب منه أهل مكة والحجاج وعرف بعد ذلك ببئر زبيدة.
    ولم تكتفِ زبيدة بذلك، بل بَنَتْ العديد من المساجد والمبانى المفيدة للمسلمين، وأقامتْ الكثير من الآبار والمنازل على طريق بغداد، حتى يستريح المسافرون،
    وأرادت زبيدة أن تولى ابنها الأمين الخلافة بعد أبيه، لكن هارون الرشيد كان يرى أن المأمون وهو ابنه من زوجة أخرى أحق بالخلافة لذكائه وحلمه، رغم أنه أصغر من الأمين؛ فدخلت زبيدة على الرشيد تعاتبه وتؤاخذه،
    فقال لها الرشيد : (ويحك، إنما هي أمة محمد، ورعاية من استرعانى طوقًا بعنقى، وقد عرفت ما بين ابنى، وابنك يا زبيدة، ابنك ليس أهلا للخلافة؛ فقد زينه فى عينيك ما يزين الولد فى عين الأبوين، فاتَّقى الله ؛ فوالله إن ابنك لأحب إلىّ، إلا أنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان أهلا لها، ونحن مسئولون عن هذا الخلق ؛ فما أغنانا أنا نلقى الله بوِزْرِهِمْ، وننقلبَ إليه بإثمهم ؛ فدعينى حتى أنظر فى أمرى).
    وعلى الرغم من ذلك فقد عهد بولاية العهد لابنه "محمد الأمين"، ثم للمأمون من بعده.
    وحين دخل المأمون بغداد بعد مقتل الأمين، وكان صراع قد شب بينهما حول منصب الخلافة استقبلتْهُ، وقالت له: أهنيكَ بخلافة قد هنأتُ نفسى بها عنكَ، قبل أن أراكَ، ولئن كنتُ قد فقدتُ ابنًا خليفةً؛ لقد عُوِّضْتُ ابنًا خليفة لم ألِدْه، وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك، وأنا أسأل الله أجرًا على ما أخذ، وإمتاعًا بما عوض . فقال المأمون: ما تلد النساء مثل هذه. وماذا أبقت فى هذا الكلام لبلغاء الرجال.
    وتُوُفِّيت السيدة زبيدة فى بغداد سنة 216هـ بعد حياة حافلة بالخير والبر، فرحمة الله عليها.



  8. #38
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    نساء أخري

    أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها - ذات النطاقين

    نــسبها


    كانت أسمـاء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها - تحملنسباً شريفاً عالياً جمعت فيه بين المجد والكرامة والإيمان ، فوالدها هو صاحبرسول الله، وثاني اثنين في الغار، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه يقولالشاعر:
    ومن من الناس مثل أبـي بـكر…….إنت خلق الخلق بعدالأنبياء

    تزوج النبي صلى الله علية وسلم بعائشة رضي الله عنها، بنت الصديق أحد المبشرين بالجنة، وأفضل الصحابة ، أما عن جدها فهو عتيق والد أبي بكر ويقال: عتيقبن أبي قحافة عثمان بن عامر، القرشي ، التميمي ، ولد بمكة ، ونشأ سيداً من سادات قريش، وغنياً من كبار موسريهم ، وعالما بأنساب القبائل، وأخبارها وسياستها.أما زوج أسماء فحواري رسول الله الزبير بن العوام وأبنها عبد الله بن الزبير بن العوام رضيالله عنهم أجمعين. وأمها قتيلة بنت عبد الغزى، قرشية من بني عامر بن لؤي ، وقداختلفت الروايات في إسلامها ، فإذن هي قرشية تيمية بكرية.



    مولدهـا
    ولدت أسماء في مكة المكرمة في قبيلة قريش ،أخوها عبد الله بن أبي أبكر أكبر من ببضع سنوات وهي أكبر عن السيدة عائشة بعشرسنوات وأختها من أبيها، وهي من الذين ولدوا قبل الهجرة 27عاما.

    إسلامها
    عاشت أسماء رضي الله عنها حياة كلها إيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية ، فهيمن السابقات إلى الإسلام ، ولقد أسلمت بمكة وبايعت النبي صلى الله علية وسلم علىالأيمان والتقوى، ولقد تربت على مبادئ الحق والتوحيد والصبر متجسدة في تصرفاتوالدها ، ولقد أسلمت عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة ، وكان إسلامها بعد سبعة عشرإنساناً

    شخصيتها

    كانت على قدر كبير من الذكاء، والفصاحة فياللسان، وذات شخصية متميزة تعكس جانباً كبيراً من تصرفاتها، وكانت حاضرة القلب،تخشى الله في جميع أعمالها. بلغت أسماء رضي الله عنها مكانة عالية في رواية الحديث، وقد روى عنها أبناؤها عبد الله وعروة وأحفادها ومنهم فاطمة بنت المنذر، وعباد بنعبد الله، وقد روت في الطب ، وكيفية صنع الثريد ، وفي تحريم الوصل وغيرها منأمور.وكان الصحابة والتابعون يرجعون إليها في أمور الدين ، وقد أتاح لها هذا عمرهاالطويل ومنزلتها الرفيعة. تزوجها رجل عفيف مؤمن من العشرة المبشرينبالجنة ، ألا وهو الزبـير بن العوام، فكانت له خيرة الزوجات، ولم يكن له من متاعالدنيا إلا منزل متواضع وفرس، كانت تعلف الفرس وتسقيه الماء وترق النوى لناضحه،وكانت تقوم بكل أمور البيت ، حيث تهيئ الطعام والشراب لزوجها ، وتصلح الثياب،وتلتقي بأقاربها وأترابها لتتحدث عن أمور الدين الجديد ، وتنقل هذا إلى زوجها ، وقدكانت من الداعيات إلى الله جل وعز.ظلت أسماء رضي الله عنها تعيش حياة هانئة طيبةمطمئنة في ظل زوجها مادام الإيمان كان صادقاً في قلوبهم ، وكان ولاؤهم لله واتباعهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. أنجبت أسماء رضي الله عنها أول غلامٍ في الإسلام بعد الهجرة ، وأسمته عبدالله، وكان الزبير قاسياً في معاملته ، ولكنها كانت تقابل ذلك بالصبر والطاعةالتامة وحسن العشرة، وبعد زمن طلقها الزبير بن العوام ، وقيل: إن سبب طلاقها أنهااختصمت هي والزبير ، فجاء ولدها عبد الله ليصلح بينهما ، فقال الزبير: إن دخلت فهيطالق.فدخل، فطلقها.،وكان ولدها يجلها ويبرها وعاش معها ولدهاعبد الله ، أما ولدها عروة فقد كان صغيراً آنذاك ، فأخذه زوجها الزبير. وقد ولدت للزبير غير عبد الله وعروة: المنذر ، وعاصم ، والمهاجر ، وخديجة الكبرى ، وأم الحسن، وعائشة رضي الله عنهم. وفي أثناء الهجرة هاجر من المسلمين من هاجر إلىالمدينة ، وبقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينتظر الهجرة مع النبي صلى الله عليةوسلم من مكة ، فأذن الرسول صلى الله علية وسلم بالهجرة معه، وعندما كان أبو بكرالصديق رضي لله عنه يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به الزاد الطعاموالسقا فأخذت أسماء رضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفينوربطت به الزاد، وكان النبي صلى الله علية وسلم يرى ذلك كله ، فسماها أسمـاء ذاتالنطــاقين رضي الله عنها ، ومن هذا الموقف جاءت تسميتها بهذا اللقب.وقال لهاالرسول صلى الله عليه وسلم : (أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة) ، وتمنت أسماء الرحيل مع النبي صلى الله عليهوسلم ومع أبيها وذرفت الدموع ، إلا إنها كانت مع أخوتها في البيت تراقب الأحداث وتنتظر الأخبار، وقد كانت تأخذ الزاد والماء للنبي صلى الله علية وسلم ووالدها أبيبكر الصديق غير آبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة ، لقد كانت تعلم أنها فيرعاية الله وحفظه ولم تخش في الله لومة لائم. وفي أحد الأيام وبينما كانت نائمة أيقظها طرق قوي على الباب ، وكان أبو جهل يقف والشر والغيظ يتطايران من عينيه ، سألها عن والدها ، فأجابت: إنها لاتعرف عنهشيئاً فلطمها لطمة على وجهها طرحت منه قرطها، وكانت أسماء ذات إرادة وكبرياء قويين ، ومن المواقف التي تدل على ذكائها أن جدها أباقحافة كان خائفاً على أحفاده ، ولم يهدأ له بال ، لأنهم دون مال ، فقامت أسماءووضعت قطعاً من الحجارة في كوة صغيرة ، وغطتها بثوب ، وجعلت الشيخ يتلمسه ، وقالت:إنه ترك لهم الخير الكثير فاطمأن ورضي عن ولده ، ونجحت أسماء في هذا التصرف ، ونجح محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الوصول إلى المدينة المنورة.

    روايتها عن الرسول

    روت أسماء رضي الله عنها خمسة وثمانين حديثاًوفي رواية أخرى ستة وخمسين حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على أربعة عشر حديثاً،وانفرد البخاري بأربعة وانفرد مسلم بمثلها، وفي رواية أخرج لأسماء من الأحاديث في الصحيحين اثنان وعشرون المتفق عليه منها ثلاثة عشر والبخاري خمسة ولمسلمأربعة.

    مـــواقف وأحـــــداث

    كانت أسماء تأمر أبناءها وبناتها وأهلهابالصدقة تقول: أنفقوا ، أو أنفقن ، وتصدقن ، ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتنالفضل، لم تفضلن شيئاً ، وإن تصدقتن لم تجدن فقده. وكانت شاعرة ناثرة ذات منطق وبيان ، فقالت فيزوجها الزبير ، لما قتله عمرو بن جرموز المجاشعي بوادي السباع ، وهو منصرف من وقعةالجمل

    غدا ابن جرموز بفارس بهمة يوم الهياج وكان غيرمعرد
    يا عمرو لو نبهته لو حدته لا طائشاً رعشالجنان ولا اليد

    وعن عبد الله بن عروة عن جدته أسماء قال: قلتلها: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم يفعلون إذا قرىء عليهم القرآن؟قالت: كانوا كما نعتهم الله ، تدمع أعينهم ، وتقشعر جلودهم. قال: فأن ناساً إذاقرىء عليهم القرآن خر أحدهم مغشياً عليه. قالت: أعوذ بالله من الشيطان. وفي خلافة ابنها عبد الله أميراً للمؤمنين جاءت فحدثته بما سمعت عن رسول الله بشأن الكعبة فقال: إن أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: (لولا حداثة عهد قومك بالكفر،لرددت الكعبة على أساس إبراهيم ، فأزيد في الكعبة من الحجر). فذهب عبد الله بعدهاوأمر بحفر الأساس القديم ، وجعل لها بابين ، وضم حجر إسماعيل إليها، هكذا كانت تنصحأبنها ليعمل بأمر الله ورسوله. وقد كانت امرأة جليلة تقية ورعة ، جادة فيالحياة ، عندما قدم ولدها المنذر بن الزبير من العراق أرسل لها كسوة من ثياب رقاق شفافة تصف الجسد فرفضتها ، فقال المنذر: يا أماه ، إنه لا يشف ، قالت: إنها إن لمتشف فإنها تصف. ومن جرأتها وجهادها خروجها مع زوجها وأبنها في غزوةاليرموك.

    آخـر المهاجــرات وفاة

    توفيت أسماء سنة ثلاث وسبعين بعد مقتل ابنها بقليل ، عن عمر يناهز مائة سنة، ولم يسقط لها سن ولم يغب من عقلها شيء ، وانتهت حياة أســماء ذات النطاقين رضي الله عنها وأرضاها ، وانتقلت إلى جوارربها ، تاركة دروساً وعبر ومواعظ خالدة في الإسلام فقد كانت بنتاً صالحة، وزوجةً مؤمنةً وفية، وأماً مجاهدة ربت أبناؤها على أساس إيماني قوي، وكانت صحابية وابنة صحابي وأم صحابي وأخت صحابية ، وحفيدة صحابي ، ويكفي أن خير الخلق نبينا مــحمد صلىالله عليه وسلم لقبها بالوسام الخالد أبد الدهر بــذات النــطاقــين، فهنيئاًلك أيتها الام الفاضلة .

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد بن رباح السلمية

    الاسم
    تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد بن رباح السلمية .
    اللقب

    الخنساء
    الأزواج
    رواحة بن عبد العزى السلميثم مرداس بن أبى عامر السلمي .
    الأولاد
    عبد الله بن رواحة بن عبد العزى ، و يزيد و معاوية و عمرو عميرة من زوجها الثانى مرداس بن أبى عامر .
    محل الإقامة
    مع قبيلة بنى سُليم .
    الوفاة
    سنة 42 هـ / 646 م .

    ولدت الخنساء فى قبيلة بنى سُليم ، وهى إحدى قبائل العرب الشهيرة ، وكان أبوها سيدًا من سادات قومها ، والخنساء هو لقب غلب على اسمها الحقيقى " تماضر " لما عُرِفت به من الجمال .

    وقد بدأ ظهور اسم الخنساء فى كتب التاريخ والأدب ، مع خطبة فارس هوازن وشاعرها : " دريد بن الصمة " لها ، فقد رآها ذات يوم وهى تهنأ بعير لها ، فأعجب بها وبجمالها ، فانصرف إلى والدها " عمرو " يطلبها للزواج ، وفى طريقه فاضت شاعريته بأبيات تشي بإعجابه ، وتُمكن حُب الخنساء من قلبه ، فقال :


    حيوا تماضر واربعوا صبحي *** وقفوا فإن وقوفكم حسبي
    أخناس قد هام الفؤاد بكم ***وأصابه تبل من الحب




    - وطلب " دريد " يد " الخنساء " من أبيها " عمرو " ، فوافق ، لكنه قال لدريد : ولكن لهذه المرأة فى نفسها ما ليس لغيرها ، وأنا ذاكرك لها . واستشار " عمرو " ابنته فى " دريد " سيد هوازن فارسها وشاعرها فأبت الخنساء أن توافق على هذا الزواج ، وقالت لأبيها : لا أدع بنى عمى الطوال مثل عوالي الرماح ، وأتزوج شيخا .

    فرجع أبوها إلى دريد ، وقال له : يا أبا قرة قد امتنعت ولعلها تجيب فيما بعد . وعلم دريد بما قالته الخنساء عن كبر سنه فقال :

    وقالت إنه شيخ كبير *** وهل خبرتها أني ابن أمس



    ثم انصرف دريد يهجوها فى شعره ، بعدما أحس أنه طعن فى كرامته لرفضها الزواج منه ، وهو السيد الفارس الشاعر ، فاستحث بعص " بنى سُليم " الخنساء أن ترد عليه الهجاء ، فقالت : إنى لا أحب أن أجمع عليه همين ، ردِّ خطبته ، وهجائى له .

    وعاشت الخنساء بين قومها تظللها رعاية أبيها وأخويها معاوية وصخر ، يُحترم رأيها ، ويُسمع لكلامها ، وتفتقت شاعريتها فكانت تقول البيتين والثلاثة من الشعر الجيد ، وكانت العرب تضع الشاعر فى مكانة عالية .


    وقد تزوجت الخنساء من أحد أبناء عمومتها ويُدعى رواحة بن عبد العزى السلمي ، ويقال إنه كثير اللعب للميسر ، فانفصلت عنه بعدما أنجبت له " عبد الله " ، ويقال إن زوجها الأول أسلم بعد ذلك ، وعُرف باسم رواحة بن عبد العزيز السلمي.

    ثم تزوجت من رجل آخر عُرف بكرمه وجوده وكثرة عطائه ، وهو " مرداس بن أبي عامر السلمي " الملقب بـ " الفيض " لكرمه ، فأنجبت منه أربعة أبناء ، ثم مات زوجها ، فعكفت على تربية أولادها ولم تتزوج مرة أخرى ، وتولى أخواها " معاوية وصخر " رعايتها هى وأبنائها .

    وقد عُرف عن العرب فى جاهليتهم ، أنها كانت تقتتل لأتفه الأسباب ، وأن قبائلها كانت كثيرة الإغارة على بعضها البعض ، وشاءت الأقدار أن يقتل أخوها معاوية ، ثم يقتل أخوها صخر فى غزوة غزاها بنو أسد ، طعنه خلالها " أبو ثور الأسدى " طعنة قوية ، ظل صخر يتداوى منها حولا كاملا ثم مات بعدها ، فبكته الخنساء بكاءً شديدا ، وكان شعرها معبرًا عن حزنها العميق على أخيها فقالت فيه شعر الرثاء وأجادت ، ومن أشعارها فى رثاء صخر


    يذكرنى طلوع الشمس صخرا *** وأذكره لكل غروب شمس
    ولولا كثرة الباكين حولى *** على إخوانهم لقتلت نفسى



    وشدت الخنساء رحالها إلى سوق عكاظ ، الذى كان قِبلة الأدباء والشعراء فى الجاهلية ، وقصدت شاعر العرب الشهير " النابغة الذبيانى " فى قبته الحمراء ، وأنشدته من شعرها ، وبخاصة قصيدتها التى تقول فيها


    وإن صخراً لتأتم الهداة به *** كأنه علم فى رأسه نار



    فقال لها النابغة : والله إنك أشعر الجن والإنس ، والله ما رأيت أننى أشعر منك .

    ولما ظهر الإسلام ، و فتح المسلمون مكة المكرمة سنة 8 هـ توالت الوفود العربية على النبى - صلى الله عليه وسلم - لتعلن دخولها فى الإسلام ، وكانت " الخنساء " ضمن وفد بنى سليم الذين قدموا على النبى - صلى الله عليه وسلم - ففرح بها وبهم فرحًا شديدًا ، ورحب بها وبقومها ، ثم استنشدها النبى - صلى الله عليه وسلم - أن تقول بعض شعرها ، وأعجب بما قالت ، ودعاها إلى أن تقول المزيد وهو يشير بيده استحسانًا لما تقول ، وهو يقول : " هيه يا خناس " .


    - ولما خرجت جيوش الإسلام لفتح بلاد فارس ، خرجت معهم الخنساء وأولادها الأربعة ، وفى ليلة معركة القادسية جمعت أولادها وأوصتهم بالجهاد فى سبيل الله وأن يبحثوا عن مواطن الخطر فى المعركة ليقاتلوا فيها عسى أن يظفروا بالشهادة ، وفى صبيحة المعركة خرج الأبناء للقتال ، تدوي فى أسماعهم وصية أمهم المجاهدة ، فاختارهم الله جميعا شهداء ، ولما بلغ الخنساء نبأ استشهاد أبنائها الأربعة لم تبكهم ولم تملأ الدنيا بأشعار فى رثائهم والحزن عليهم كما فعلت مع أخيها "صخر" ، وإنما قالت : الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم وأرجو من ربى أن يجمعني بهم فى مستقر رحمته .

    وكان " عمر بن الخطاب " - رضي الله عنه - يعطى الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض .

    وقد عاشت الخنساء حتى توفيت فى بداية خلافة " عثمان بن عفان " - رضى الله عنه - سنة 24 هـ / 646 م .

    كانت الخنساء تعتد بنفسها ، وتجد من أبيها وأخواتها احترامًا كبيرًا لها ولرأيها ، وصدق أبوها حين قال عنها عندما تقدم " دريد بن الصمة " لخطبتها : ولكن لهذه المرأة فى نفسها ما ليس لغيرها . ولم تقبل الزواج من " دريد " ذلك الشاعر الفارس كبير السن ، وفضلت أن تتزوج شابًا من شاب من قومها ، وهى تعلم أن " دريدًا " سوف يملأ الدنيا هجاء لها ولقومها ، انتقاما لكرامته المجروحة ، لكنها آثرت أن تفعل ما تقتنع به ، فوجدت من أبيها احترامًا لرأيها .

    ومما اشتهرت به الخنساء حبها الأخوى النادر لأخويها ، وبخاصة " صخر " والذى بكته بكاءًا مريرًا بعد مقتله وأكثرت من قول الرثاء فيه وأجادت ، حتى اشتهرت بصخر ، واشتهر صخر بها ، فى وفاء نادر قلما يحدث ، ومن قولها فيه تمتزج الرثاء بالمآثر :

    ألا يا صخر إن أبكيت عينى *** فقد أضحكتنى دهراً طويلا
    دفعت بك الجليل وأنت حىّ ***ومن ذا يدفع الخطب الجليلا
    إذا قبح البكاء على قتيل ***رأيت بكاءك الحسن الجميلا



    ولعل الحزن الدائم للخنساء على أخيها " صخر " هو ما دفع " عمر بن الخطاب " - رضي الله عنه - أن يسألها عن السبب فى احمرار عينيها وتقرحهما .


    فقالت : بكائى على السادات من مضر . فقال لها عمر : إنهم فى النار . فأدركت الشفقة قلب الخنساء وقالت : ذاك أطول لعويلي عليهم ، وكانت تقول : كنت أبكي لصخر على الحياة ، فأنا اليوم أبكي له من النار .

    وفى يوم القادسية خرجت الخنساء مع جيوش المسلمين للجهاد فى سبيل الله ، وهى العجوز الضعيفة التى أحنى جسدها السنون والأحزان ، ورغم ذلك خرجت مع المجاهدين هى وأبناؤها الأربعة ، وفى معركة القادسية جمعت أولادها وأوصتهم بوصية بليغة احتفظت بها كتب التراث فقالت : يا بنى أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذى لا إله إلا هو إنكم بنوا امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ، ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل فى حرب الكافرين ، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (آل عمران آية 200) فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت على ساقها ، واضطرمت لظى على سياقها وحالت نارًا على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة فى الخلد والمُقامة .


    فلما استشهدوا لم تبك جزعًا ولا حزنًا بالرغم من أنها فى سن كبيرة تحتاج إلى الابن ، ولكنها قالت : الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم وأرجو من ربى أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته .

    تأتى شاعرية الخنساء ، وإشادة الشعراء بها ، علامة بارزة عليها ، فقال عنها " ابن حجر العسقلانى " : وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها .

    أما الشاعر الكبير " بشار " فقال عنها : لم تقل امرأة قط شعرًا إلا تبين الضعف فيه . فقيل له : أو كذلك الخنساء ، فقال : تلك فوق الرجال .

    وقد جاء شعر الخنساء آهات نفس ونفثات صدر مكلوم على أخيها صخر ودموع قلب جريح ، فغالت فى وصف الحزن ، لذلك كان شعرها محببا إلى النفوس قريبا من القلوب ، ينبض بالعاطفة الصادقة الملتهبة والوفاء الأخوى النادر .

    توفيت سنة 242 هـ / 646 م بالبادية .


  10. #40
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    أم حَرَام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام

    الاسم
    أم حَرَام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام النجارية الخزرجية الأنصارية.


    الكنية

    الأنصارية

    اللقب
    الرميصاء، أو الغميصاء، وهو لقب لها ولأختها أم سليم.

    اسم الأم
    مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد .

    الأزواج
    عمرو بن قيس رضي الله عنه، ثقيس.دة بن الصامت رضي الله عنه.

    الأولاد
    قيس وعبد الله ابنا عمرو بن قيس .

    محل الإقامة
    المدينة المنورة، ثم فلسطين ( الشام )

    تاريخ الوفاة
    في عام 27 هـ


    أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام النجارية الخزرجية الأنصارية، حميدة البر وشهيدة البحر، التواقة إلى مشاهدة الجنان، أخت الرميصاء أم سليم بنت ملحان، وأخوها ہحرام بن ملحان، أحد القراء السبعة المشهورين، ولها برسول الله صلى الله عليه وسلم صلة القرابة، فهي من بني النجار أخوال أبيه، وهى خالة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    آمنت بالله ورسوله، هي وزوجها عمرو بن قيس، وفى غزوة أحد استشهد زوجها وولدها قيس، فصبرت واحتسبت، ثم تزوجها الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وذهبت معه إلى الشام عندما خرج إليها ليعلم الناس ويفقههم في دينهم، ثم ولى قضاء فلسطين بعض الوقت، وكان أهل الشام يعدون لها مكانة عظيمة لمكانتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها ويقيل عندها، وبشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها ستموت شهيدة في البحر، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت في الجيش الذي جهزه معاوية لفتح قبرص، فصرعت عن دابتها التي تركبها، فماتت شهيدة رضي الله عنها.

    عن أنس بن مالك أن رسول الله كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يوما فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول اللهقال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة (أو مثل الملوك على الأسرة) فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: قلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله" كما قال في الأولى، قالت: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: "أنت من الأولين ولست من الآخرين"


    قال: فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت. (متفق عليه) .

    كانت أم حرام بنت ملحان سيدة جليلة مهيبة عابدة طائعة، محبة لله ورسوله- صلى الله عليه وسلم - بشرها الرسول بالقبول عند الله، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا " قالت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: "أنت فيهم" . (رواه البخاري).

    عن أنس قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو إلا أنا وأمي وخالتي أم حرام، فقال: " قوموا فلأصل بكم" فصلى بنا في غير وقت الصلاة، فصلى بنا، فجعلني عن يمينه، ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير.

    وقال بعض العلماء: كانت هي وأختها خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أو لأبيه أوجده.

    وكان أهل الشام يستسقون بها إذا امتنع عنهم المطر.

    روت أم حرام رضي الله عنها بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومما روته: ما رواه البخاري:" أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا " قالت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم "

    وروى لها أبو داود في سننه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد ، والغريق له أجر شهيدين" ، (و المائد: الذي يلحقه دوران الرأس من ريح البحر ، واضطراب السفينة).

    جهز معاوية بن أبى سفيان والى الشام جيشا لفتح قبرص، وكان هذا الجيش من أوائل الجيوش الإسلامية التي تعبر البحر مجاهدة في سبيل الله، وكان في هذا الجيش عدد كبير من صحابة النبي صلى الله عيه وسلم، فقد كانت نفوسهم تواقة إلى الجهاد في سبيل الله، وكان منهم الصحابي الجليل عبادة بن الصامت، وزوجته أم حرام رضي الله عنهما، فقد خرجت مجاهدة في سبيل الله مع هذا الجيش لتكون من طلائع المجاهدين عبر البحر، وبينما هي في قبرص تركب دابة لها ، جالت بها الدابة فصرعتها، فماتت رضي الله عنها، فدفنت هناك، وتحققت فيها نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبرها هناك معروف بقبر المرأة الصالحة، وكان ذلك عام 27 هـ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنها وعن الجميع .


 

 
صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©