طالب الدكتور محمد سليم العوّا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برفع يد الأنظمة الحاكمة بالأمة العربية والإسلامية عن العلماء والمؤسسات الدينية الدعوية؛ حتى تتمكن من أداء رسالتها المكلفة بها على أكمل وجه في نشر المنهج الوسطي المعتدل للإسلام، ومواجهة التحديات الغربية والعدائية التي تعصف بالأمة الإسلامية.

وشدد- خلال فعاليات الملتقى العالمي الخامس لخريجي الأزهر أمس- على أن بعض الأنظمة الحاكمة بالوطن العربي والإسلامي دأبت على معاداة التيارات الإسلامية التي تتبنى المنهج الإسلامي الشامل الذي يتضمن ممارسة الفقه السياسي الإسلامي على أصوله، فيما تقوم بدعم التيارات الإسلامية التي توافق سياستها في إرضاء الأجندة الغربية.

وأوضح أن الأنظمة السياسية بالأمة العربية والإسلامية تضغط على إرادة العلماء للفتوى، فيما يوافق سياستها وتشل حركتهم إذا أُثيرت فتاوى تخالف مصالحها في القضايا السياسية وغيرها.

وأشار الدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية إلى أن منهج الإسلام المعتدل ومؤسساته بالوطن العربي والإسلامي تحاك حياله مؤامرة غربية هدامة لهدم وسائله التي تهدف إلى خلق توعية ومعالجة لجميع التشوهات التي لحقت بالمنهج.

وشدد على أن إعطاء الفرصة للغرب في التسلل لنيل وتحقيق أهدافهم ومطامعهم في هدم قلاع الوسط والاعتدال الإسلامي بالأمة؛ هوان وانهزامية شديدة، مطالبًا بتماسك الأمة الإسلامية ككيان كبير في مواجهة التحديات الفكرية والسياسية، محذرًا من إفراغ مضمون المنهج الإسلامي من محتواه بالتنازلات المتواصلة لحكام الأنظمة الحاكمة.

وقال الدكتور محمد أيدير شنبان الأستاذ بكلية الشريعة الإسلامية بالهند: الجاليات الإسلامية في خطر، وشباب الأمة الإسلامية في الخارج يتلاعب بهم من جانب الأجندات والثقافات الغربية بتمزيق وهدم المنهج، وتشويهه بتصويره أنه أداة لإثارة الخراب والدمار، مع أن الحقيقة أن الغرب هو من يمارس الإرهاب ويرمي إلى تسيير مصالح وقرارات الأمة العربية والإسلامية وفقًا لأجندته الخاصة.

وطالب الأمة الإسلامية بوضع صياغة جديدة للمنهج الإسلامي المعتدل تعالج التشوهات والأعراض التي أصابت المنهج، مؤكدًا ضرورة تقنين دراسة المنهج الإسلامي بأصوله الشاملة المعتدلة الموحدة للأمة بالمدارس والجامعات وتربية الأجيال عليها، والاهتمام بصياغة أدوات ورسالة المؤسسات الإعلامية العربية والإسلامية لما يخرج الأمة من كبوتها وأزماتها.