الهكسوس (المصرية القديمة : هكا سوس, "الملوك الرعاة") شعب سامي بدوي غزا أرض شمال مصر في القرن الثامن عشرِ قبل الميلاد وحكمها لأكثر من 250 سنة.

تقليدياً الأسرة الخامسة عشر فقط كانت تسمى الهكسوس، شعب وملوك الهكسوس كان لديهم أسماء عمورية وكنعانية وكما كانت الآلهتهم كالآلهةِ الشعوب الساميةِ مثل بعل وعانات، قدم الهكسوس اسلحة وادوات الحرب المتطورة إلى مصر، بشكل خاص القوس المركّب والعربة المَسْحُوبة والحصان والدروع

في القرن الثامن عشر قبل الميلاد حدثت تغيرات مناخية أدت إلى تغيرات في حضارات الهلال الخصيب و عدم اسقرار في التركيبة السكانية للشعوبها، أدت إلى هجرة تدريجية، طويلة ومستمرة، لعدد من شعوب الشام والعراق، استقر معظم شعب العموريين البدوي في دلتا النيل مصر و شمال الصحراء الشرقية.
في 1790 ق.م أتيحت الفرصة لعشائر وقبائل العموريين الهكسوس بتأسيس مملكتهم في شرق دلتا النيل ومصر الوسطى بسبب كثرة عددهم والنزاعات والعداءات الداخلية في مصر. قدرت اعدادهم بنحو 480 الف نسمة.

اتخذ الهكسوس عاصمة لهم في شرق الدلتا أطلقوا عليها اسم "زوان" أو صوعن أو هوارة والتي كانت تعرف ب أورايس، و تركزت مملكة الهكسوس بشكل أساسي في الدلتا وفي شرق ومنتصف مصر، تبدو علاقة الهكسوس مع الجنوب مصري بشكل رئيسي تجارية.

وكان الهكسوس قد سادوا مصر تدريجياً منذ نهاية القرن الثامن عشر قبل الميلاد, وكانت مصر السفلى (الدلتا) تخضع لحكمهم المباشر, أما مصر العليا (طيبة) وبلاد النوبة، فكانتا تخضعان لهم اسمياً وتؤديان نوعاً من الجزية السنوية طيلة قرن ونصف إِلى ملك الهكسوس في عاصمته زوان.

أصول الهكسوس والتسمية

كان المصرين القدماء يطلقون اسم (هكا - سوس) على ملوك الهكسوس وتعني الملوك الرعاة، في حين كانوا يطلقون اسم (العامو) أو (العاموليق) على شعب الهكسوس البدوي. طبقاً إلى النقوش الآرامية فان العماليق (الأموريين أو العموريين) كانوا بدوا قاطنين في بلاد الشام والعراق نزحوا إلى مصر تحت ضغط الحيثيين واستطاعوا حكمها.

تردد كلمة (العماليق) كثيراً في النقوش والكتابات الآرامية في حضارات بلاد الشام والعراق وأيضاً في التوراة اليهودية، وقد فسر علماء الآثار معنى الكلمة على انها تعني "جنود البدو"، عمو (بدوي) و ليق أو لاق (جندي).
ويذكر النقش المسماري أن العماليق كانوا بدواً من الجزيرة العربية يتجولون في أواسط بلاد الرافدين وجنوبيها. وتطلق عليهم المدوّنات السومرية اسم أمورو أو أَمُورُّم Amurrum (الأموريين) أي الغربيين أو أهل الغرب.

ورد ذكر العماليق في المدونات العراقية في الألف الثالث قبل الميلاد، وأطلق الأكاديون عليهم اسم عمورو، وهناك دلائل تشير إلى ازدياد عددهم واشتداد خطرهم على بلاد الرافدين في الألف الثالث قبل الميلاد، منها أن الملك شوسين ملك أور، أقام في حصناً ليحمي البلاد من هجماتهم، وقد كان العماليق في نظر سكان العراق أقواماً بدوية غير مستقرة تتصف بخشونة الطبع، وقد وصفته أسطورة سومرية: إن السلاح رفيقه ولا يثني الركبة (لا يخضع) ويأكل اللحم نيئاً ولا يمتلك بيتاً طوال حياته ولا يدفن في قبر بعد موته.

كانت تربية الحيوانات العمل الرئيسي للبدو العماليق كما تدل على ذلك المصادر المكتوبة. فقد كانوا مربي أغنام في المقام الأول يتجولون بقطعانهم في مناطق البادية بحثاً عن الكلأ والماء، ويعيشون من منتجاتها المختلفة واللبن ومشتقاته والصوف، ولم يترك العماليق نصوصاً أو كتابات بلغتهم، والسبب في ذلك هو أنهم كانوا عند دخولهم مدن بلاد الرافدين والشام بدواً لا يعرفون القراءة والكتابة.

قامت مملكة بابل الأولى بتجنيد العماليق كجنود في بابل وكان يتم توزيع عليهم مساحات من الأراضي كمكافأة لهم وتشجيعاً لغيرهم، وكانت السلاسة الحاكمة في بابل من العماليق العموريون أسرة حمورابي، وحسب المؤرخ المصري مانيتون فان النبي إبراهيم ويوسف عليهما السلام كانا ينتمون إلى عنصر العماليق الهكسوس.
تذكر الكتب والمراجع العربيه ومصادر التراث والتاريخ الإسلامي ان العماليق حكموا أرض مصر. وقد عدهم ابن خلدون من العرب القدماء فيقول في كتابه: فعاد وثمود والعماليق وأُميم وجاسم وعبيل وجديس وطسم هم العرب.
ويقول المؤرخ الطبري: عمليق أبو العماليق، كلهم أمم تفرقت في البلاد، وكان أهل المشرق وأهل عُمان وأهل الحجاز وأهل العراق وأهل الشام وأهل مصر منهم ؛ ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون.

في القرآن الكريم عندما يتم ذكر حاكم مصر في عصر موسى وإبراهيم عليهما السلام لا يذكره إلا بصيغة فرعون أما عند ذكر حكام مصر في عصر نبي الله يوسف عليه السلام فلا يذكره إلا بلفظ الملك، أن الله في القرآن لم يلقب الملك الذي عاصرا النبي يوسف عليه السلام بالفرعون لأنه هو ومعظم قومه العماليق لم يؤمنوا بدين المصرين القدماء، ومن المحتمل أن يكون ملك مصر في حقبة دخول النبي يوسف لمصر هو أول أو ثاني ملك من ملوك الهكسوس.

وقد ذكر العماليق في التوراة، وقد كانوا أول شعب صدم العبرانيين حينما خرجوا من مصر متجهين إلى فلسطين. وظلوا يحاربونهم، ويكبدونهم خسائر فادحة، وأوقعوا الرعب في نفوسهم، ولهذا ثار الحقد بينهم على العماليق. ويتجلى هذا الحقد في الآيات التي قالها التي "صموئيل" لشاؤول "Saul" أول ملك ظهر ضد العبرانيين، قالها لهم باسم إسرائيل: "إياي أرسل الرب لمسحك ملكاً على شعبه إسرائيل. والآن فاسمع صوت كلام الرب. هكذا يقول رب الجنود. أني افتقدت ما عمل عمليق بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر. فالان اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ماله، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاّ وامرأة، طفلاّ ورضيعا، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً". وهذا الحقد هو الذي جعلهم يخرجونهم من قائمة النسب التي تربطهم بالساميين. وقد كانت منازل العماليق من حدود مصر فطور سيناء إلى فلسطين والشام.

الخبر عن الهكسوس وأديانهم وما كان لهم من الملك

كان العموريين العماليق يعبدون الإله (إيل) الإله الأوحد ويوصف عادة بأنه رب السموات والأرض وبقية المخلوقات ، المتعالي المحتجب فوق كرسيه في السماء السابعة، وما حلفاءهم الكنعانيون العماليق فكانوا وثنيين يعبدون الإله بعل بشكل أساسي، وقد يكون جلبت بعض الأسر العمورية عدداً من السومريين والحيثيين معكم إلى مصر للعمل كعبيد وكانوا قلة ويعبدون آلهة أخرى.
لوحة تصور مجموعة من شعب العماليق يدخلون مصر حوالي 1900 ق.م ، اللوحة عثر عليها في قبر أمنمحات الأول

أطلق العماليق على الأرض التي سكنوها اسم مصر (مصرا / مصرايم).

أستوطن العماليق الساميين في مصر السفلى (الدلتا) منذ القرن 30 ق.م وأما مصر العليا وبلاد النوبة فكان سكانها من الكوشيين والبربر والزنج