و الله حكايات تنفع فيلم سيما
بس عندك حق
ده الواقع بتاع سواقين الميكروباص
نادرا لو لاقيت حد منهم و عجبك سلوكه
لك الويل يا سواق الميكروباصلو عاقبك الله أيها القارئ الكريم ذات يوم، وذهبت في مشوار من المشاوير بالميكروباص، أو المشروع، أو السير فيس، ستتفاجئ بكمية السب والقذف التي تجري علي لسان سائقي الميكروباص والتي ستصب في أذنيك ووجدانك كله صباً، هذا إن لم يتعرض لك أحدهم بالسب أو الضرب، أو شق وشك بموس ولا بمطوة قرن غزال.طبعاً قد تتعجب من كلامي هذا إذا كنت لا ترتاد هذا العالم التحتي المسمي بعالم المواطن المصري الغلبان، فأنت تعيش علي سطحه، أي في الروف، فوق يا معلم، وفوق بالتأكيد ليس هناك إلا كل جميل ورائع في جمهورية مصر العربية.أما إذا كنت مثل حالتنا تحت، تحت بجد يعني، كنت ستقول لي: نعلم هذا جيداً.يوم في الميكروباصعندما تريد الحكومة المصرية أن تقرف الشعب المصري، فهي ولله الفضل قادرة علي هذا بمنتهي الاحترافية والنظامية، مثلاً في هذا اليوم الذي نزلت فيه من بيتي أريد الذهاب إلي العمل وتفاجأت لكمية البشر الواقفين في انتظار أي حاجة، وأؤكد علي أي حاجة ولو عربية بحمار تمر لتأخذهم إلي أعمالهم ووظائفهم التي تأخروا عليها.وأنظر فلا أري ولا عربية ميكروباص تمر، وكأنها لم تكن يوماً، وفجأة ظهر ميكروباص فتدافع الناس للركوب فيها تدافع النمل علي الصرصار الميت، والغلبة بالطبع كانت لكل رجل قوي البنية أو امرأة مفترية سليطة اللسان، وتعالي اتفرج علي سواق الميكروباص وهو يرص الناس في السيارة رص الحشاش لكراسي المعسل، أربعات أربعات، أو خمسات خمسات، -وعلي قد ربنا ما يقدره- علي الكراسي التي من المفترض أن تأخذ ثلاثة أفراد علي الأكثر، ولما تسأل عن السبب يقولك متنازلاً: أصل مباحث المرور في المنطقة.وطبعاً كل عربات الميكروباص هذه ليست لديها تراخيص أجرة فهي عربات ملاكي، وكل سائقي الميكروباصات هؤلاء لا يملكون بطاقة فضلاً عن رخصة قيادة، وغالبهم إما تحت تأثير المخدرات أو الكحوليات أو الكيماويات، ولهذا عندما تنزل مباحث المرور فكلهم يفضلون النوم في البيوت عن العمل في هذا الجو المكهرب، فالضابط لو قفشه سيأخذ منه السيارة وسيأخذه علي النيابة وسيدفع غرامة لا تقل عن ألفان من الجنيهات لو أراد تسلم السيارة مرة أخري، فيقول في نفسه: وعلي إيه أنا نائم النهارده. وطبعاً مباحث المرور قبضت الثمن، ومن الذي دفعة، أنا وكل الناس الغلابة دول، وعلي هذا ظل الحال كلما جاء ميكروباص تدافع الناس عليه، وأنا عامل فيها محترم لا أريد أن يدفعني أحد ولا أريد أن أدفع أحد، ومرت نصف ساعة، قلت في نفسي: ليس مهم سأمضي في دفتر التأخير.ولما قاربت النصف ساعة الثانية علي الانتهاء خفت أن أتأخر عن العمل فدفعت نفسي بين الجموع المتدافعة، كالذي يغطس بين الأمواج وهو مغمض العينين مسدود الأنف، فإذا أنا -بقدرة قادر- داخل السيارة وطفل أحدهم وحقيبة آخر علي رجلي!. وكلاهما ينظر إلي مبتسماً في بلادة وبلاهة ولسان حاله يقول: ولا مؤاخذة، ها نعمل إيه؟! ولكن لم تكن تلك مشكلتي في هذا الوقت، وليست المشكلة أن أم الولد تكاد أن تجلس هي الأخرى علي رجلي، ولا رائحة عرقها التي أكاد أموت بها خنقاً، بل كان كل ما أفكر فيه هذا الوقت أنه مازال هناك أمامي اثنان أُخر من تلك الميكروباصات سوف أركبها حتي أصل إلي عملي في النهاية؛ فأنا بلا فخر أركب ثلاث ميكروباصات حتي أصل إلي عملي.وفجأة داعبت أنفي رائحة دخان، لكن ليس كأي دخان؛ فأخذت أنظر إلي مصدره، وقد أتجرأ وأقول للمدخن مثلاً منزوع الدم: من فضلك طـفي السيجارة، فماذا أري؟!رأيت السائق وثلاثة من أصحابه يركبون بجواره ورابع عن شماله يدخنون الحشيش في كوب.ووالله أنا لا أبالغ ولا أمزح فهذه هي حقيقة ما رأيت، طلع المعلم وأصحابه بيعملوا الاصطباحة.وتخيل مدي الخوف الذي يعتريك وأنت ومعك ما لا يقل عن عشرين فرداً محشورين في سيارة واحدة متهالكة كحشرة الفسيخ في براميله، والسائق يقود السيارة بسرعة جنونية، ويترنح ذات اليمين وذات الشمال، وعن يمينك ترعة بلا حواجز، وعن شمالك السيارات المارة في الطريق المقابل، كل هذا وأنا أعلم جيداً أن السائق تحت تأثير المخدر. طبعاً أنا فكرت أعمل فيها إيجابي: إما أن أنزل وأتغيب عن العمل، وإما إن أسكت وقد أموت؟! وطبعاً لم أفكر في أن أعترض؛ وكيف أعترض وأنا قد سمعت منذ يومين عن سائق ميكروباص وزميله قتلا راكب لأنه رفض أن يدفع لهم خمسة وعشرون قرشاً زيادة؟! وآخر لما تخانق مع دكتور مش عارف ولا صحفي دهسه تحت عجلات ميكروباصه! فقلت ككل المصريين من أهل وطني: العمر واحد والرب واحد، وبقيت مكاني.وفجأة توقف الميكروباص جانباً عند أحد المقاهي وطلب كوبين من الشاي، ولم يعترض أحد ولو ببنت أو ابن شفه طوال عشرة دقائق كاملة كنا فيها كلنا في انتظار طلبات المعلم السواق.وطبعاً طوال الطريق كان الأصدقاء المحششين يتقاذفون بأفحش الشتائم والسباب من باب: يا ابن بنت ال....، وياللي أمك ....، وياللي أبوك واللي جابوك....و....وغيرها مما تقشعر له الأبدان.وعلي بعد ما يقرب من مائتين متر من مقر كمين مباحث المرور، طلب السائق من الركاب أن ينزلوا، وبمنتهي الأدب نزلت مع بقية الركاب وتمشينا إلي طريقنا، ولما لا أليس المشي رياضة؟!********************وفي يوم آخر كنت راكب أنا وزوجتي وطفلاي الصغيرين نائمين، ولما ركبنا التونّايه –الميكروباص الصغير- وما أن جلسنا فيه حتي فزعت عندما سمعت صوت الكاسيت الذي أداره السائق فجأة علي أعلي درجة صوت، وصوت الذي يغني كانت له حشرجة غريبة كأن هناك حجرة محشورة في حلقومه، يقول: أصل يعني، مش عارف يعني لو بايعني أو خادعني، مش فاكر والله، المهم إن صوته كان في غاية القبح. فما إن طلبت من السائق الذي لا يتعدي عمره الخامسة عشرة –طبعاً بكل أدب- أن يخفض صوت الكاسيت لأن الأطفال نائمين حتي انفجر هو وزميله الذي بجواره في ضحك هستيري وقالا معاً في نفس واحد: معلهش يا أستاذ ابقي نيمهم في البيت، هههه.
و الله حكايات تنفع فيلم سيما
بس عندك حق
ده الواقع بتاع سواقين الميكروباص
نادرا لو لاقيت حد منهم و عجبك سلوكه
ثورة 25 يناير
التغيير
الحريه
العدالة الإجتماعيه
إلى كل من يحب مبارك أبشروا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يحشر المرء مع من أحب
يا ناس حد شااااااف توقيعى ؟
walid وليد
البحث على جميع مواضيع العضو عفريت أفندى
تسلم الايادى فقد نقلت لنا ما يراه الكثير منا
اذا اقتضى الامر ارتياد تلك الوسيلة
للنقل التى لا مفر منها فى بعض الاحيان
انها رحلات من العذاب والمهانة يخوضها المواطن رغم انفه
وحاول الكثير الهروب منها بشراء الموتوسيكل الذى انتشر بسرعة الصاروخ
فأغلب الموظفين هربوا من الميكروباص بشراء الموتوسيكل
حيث لا امل فى اصلاح الميكروباص
آسف للاطالة
وتقبل خالص شكرى على ما نقلت لنا
دمت فى خير حال الاخ الفاضل
جميل يابرنس
وفعلاااااااااااا الموتوسكل بقى عمى جدا فى الفتره اللى فاتت
بارك الله فيك أخي الكريم مرهف الإحساس
وساعات أخي الواقع بيفوق السينما والخيال
أخوك
أبو عمر ابن حزم المصري
أخي حاديد أخي برنس شكرا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)