المجرم الثاني ,!
يُمضي والداه العمر تفانيا لأجله
يفرحان لمجرد أن يبتسم يبكيان إذا حزن
يشبعان إذا أكل يرتويان إذا شرب
يسهران إذا اشتكى
يحفانه بالحب و الحنان و الرضى و الدعوات
وحين يشتد عوده و يبلغان من الكبر عتيا
ويشتد احتياجهما له
ينتهي بهما المطاف في دار العجزة
غدوتك مولوداً ومنتك يافعاً تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعيناي تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما فيك كنت أؤمل
جعلت جزائي غلظةً وفظاظةً كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل
تراه معداً للخلاف كأنه برد على أهل الصواب موكل