قصة معبره نهايتها حسن خاتمه وهدايه
اللهم انى اسألك حسن الخاتمه
بارك الله فيكى ماما نور وحفظك
:::::::الرحيل :::::::::سألت الدار تخبرنى عن الأحباب مافعلوا
فقالت لى أناخ القوم أياما وقد رحلوا
فقلت فأين أطلبهم وأى منازل نزلوا
فقالت بالقبور وقد لقو والله ما فعلوا
************************
بدت اختى شاحبة الوجه نحيلة الجسم... ولكنها كعادتها تقرا القرآن الكريم..
تبحث عنها تجدها فى مصلاها.. راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء ...هكذا فى الصباح وفى المساء وفى جوف الليل لاتفتر ولا تمل..
كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصى.. أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة اننى عُرفت به..ومن أكثرمن شئ عرف به..
لا أؤدى واجباتى كاملة ولست منضبطة فى صلواتى ..
بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت افلاماً متنوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة.. هاهو الأذان يرتفع من المسجد المجاور..
* عدت إلى فراشى..
تنادينى من مصلاها .. نعم ماذا تريدين يانورا؟
قالت لى بنبرة حادة:لا تنامى قبل أن تصلى الفجر..
أوه.. باقى ساعة على صلاة الفجر وماسمعته كان الأذان الأول..
بنبرتها الحنونة- هكذا هى حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش.. نادتنى ..تعالى ياهناء بجانبى..
لاأستطيع إطلاقا رد طلبها.. تشعر بصفائها وصدقها..
لا شك طائعاً ستلبى..
ماذا تريدين..
إجلسى..
هاقد جلست ماذا لديك..
بصوت عذب رخيم..( كل نفسٍ ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة )..
سكتت برهة.. ثم سألتنى..
ألم تؤمنى بالموت ؟
بلى مؤمنة..
ألم تؤمنى بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة..
بلى..ولكن الله غفور رحيم..والعمر طويل..
ياأختى.. ألا تخافين من الموت.وبغتته..
أنظرى هند اصغر منك وتوفيت فى حادث سيارة..وفلانة ..وفلانة..
الموت لا يعرف العمر ..وليس مقياسا له..
أجابتها بصوت الخائف حيث مصلاها المظلم..
إننى أخاف من الظلام وأخفتينى من الموت..كيف أنام الأن..
كنت أظن أنك وافقت للسفر معنا هذه الإجازة..
فجأة..تحشرج صوتها وإهتز قلبى..
لعلى هذه السنة أسافر سفراً بعيداً..إلى مكان أخر..ربما ياهناء..
الأعمار بيد الله.. وإنفجرت بالبكاء..
تفكرت فى مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبى سراً أن المرض ربما لن يمهلها طويلاً.. ولكن من أخبرها بذلك.. أم أنها تتوقع هذا الشئ..
مالك تفكرين؟ جاءنى صوتها القوى هذه المرة00؟
هل تعتقدين أنى أقول هذا لأننى مريضة ؟
كلا..ربما أكون اطول عمراً من الأصحاء..
وأنت إلى متى ستعيشين..ربما عشرون سنة..ربما أربعون..ثم ماذا..
لمعت يدها فى الظلام وهزتها بقوة..
لا فرق بيننا كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى جنة أو إلى نار..
ألم تسمعى قول الله ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )؟
ستصبحين على خير..
هرولت مسرعة وصوتها يطرق أذنى.. هداكى الله..لا تنسى الصلاة..
الثامنة صباحاً..
أسمع طرقاً على الباب.. هذا ليس موعد إستيقاظى..
بكاء ..أصوات.. ياإلهى ماذا جرى..
لقد تردت حالة نورا..وذهب بها أبى إلى المستشفى..إنا لله وإنا له راجعون..لا سفر هذه السنة..مكتوب علىّ البقاء هذه السنة فى بيتنا.
بعد إنتظار طويل..
عند الساعة الواحدة ظهراً..هاتفنا أبى من المستشفى ..تستطيعون زيارتها الآن هيا بسرعة..أخبرتنى أمى أن حديث ابى غير مطمئن وإن صوته متغير..عباءتى فى يدى..إين السائق..ركبنا على عجل.. أين الطريق الذى كنت اذهب لأتمشى مع السائق فيه يبدو قصيراً ..ماله اليوم طويل..وطويل جداً..أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسى كى التفت يمنة ويسرة..
زحام أصبح قاتلاً ومملاً..أمى بجوارى تدعو لها.. إنها بنت صالحة ومطيعة ..لم أرها تضيع وقتها ابداً..
دلفنامن الباب الخارجى للمستشفى..
هذا مريض يتأوه..وهذا مصاب بحادث سيارة.وثالث عيناه غائرتان..لا تدرى هل هو من أهل الدنيا أم من اهل الأخرة.. منظر عجيب لم أره من قبل..صعدنا درجات السلم بسرعة..
إنها فى غرفة العناية المركزة..وساخذكم إليها..ثم واصلت الممرضة إنها بنت طيبة وطمأنت أمى إنها فى تحسن بعد الغيبوبة التى حصلت لها..
ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد ..
هذه هى غرفة العناية المركزة..وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التى فى باب الغرفة أرى عينى أختى نورا تنظر إلىّ وأمى واقفة بجوارها..
بعد دقيقتين خرجت أمى التى لم تستطع إخفاء دموعها.. سمحوا لى بالدخول والسلام عليها بشرط ألا أتحدث معها كثيراً..دقيقتين كافية لك..
كيف حالك يانورا.. لقد كنت بخير مساء البارحة.. ماذا جرى لك..
أجابتنى بعد أن ضغطت على يدى:وأنا الان ولله الحمد بخير..الحمد لله..
ولكن يدك باردة..كنت جالسة على حافة السرير ولامست ساقها..أبعدته عنى
..أسفة إذا ضايقتك.. كلا ولكنى تفكرت فى قول الله تعالى والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق) عليك ياهناء بالدعاء لى فربما أستقبل عن قريب أول ايام الآخرة.. سفرى بعيد وزادى قليل.
سقطت دمعة من عينى..بعد أن سمعت ماقالت وبكيت.. لم أعِ أين أنا..
إستمرت عيناى فى البكاء.. أصبح أبى خائفا علىّ أكثر من نورا.. لم يتعودوا هذا البكاء والإنطواء فى غرفتى..
* مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين..ساد صمت طويل فى بيتنا..دخلت على إبنة خالتى..إبنة عمتى..
أحداث سريعة.. كثر القادمون.. إختلطت الأصوات..شئ واحد عرفته ..نورا ماتت.
لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا..ياالله.. أين أنا وماذا يجرى..عجزت حتى عن البكاء.. فيما بعد أخبرونى أن أبى أخذ بيدى لوداع اختى الأخير..وأنى قبلتها ..لم أعد أتذكر إلإ شيئا واحداً حين نظرت إليها مسجاة ..على فراش الموت.. تذكرت قولها( والتفت الساق بالساق) عرفت حقيقة أن ( إلى ربك يومئذ المساق ) لم أعرف أننى عدت إلى مصلاها إلا تلك الليلة ..وحينها تذكرت من قاسمتنى رحم أمى ..فنحن توأمين..تذكرت من شاركتنى همومى..تذكرت من نفّست عنى كربتى.. من دعت لى بالهداية..من ذرفت دموعها ليالى طويلة وهى تحدثنى عن الموت والحساب.. الله المستعلن..
هذه أول ليلة لها فى قبرها..اللهم ارحمها.. ونور لها قبرها..هذاهو مصحفها ..وهذه سجادتها..وهذا..وهذا..بل هذا هو الفستان الوردى الذى قالت لى سأخبئه لزواجى00
تذكرت وبكيت على أيامى الضائعه00 بكيت بكاءً متواصلاً00
ودعوت الله ان يرحمنى ويتوب على ويعفو عنى 00 دعوت الله ان يثبتها فى قبرها كما كانت تحب أن تدعو..
* فجأة سألت نفسى ماذا لو كانت الميتة أنا ؟ مامصيرى..؟
لم أبحث عن الإجابة من الخوف الذى أصابنى..بكيت بحرقة..
الله أكبر ..الله أكبر..هاهو آذان الفجر قد إرتفع.. ولكن ما أعذبه هذه المرة..
أحسست بطمأنينة وراحة وأنا أردد ما يقوله المؤذن ..لفلفت ردائى وقمت واقفة أصلى صلاة الفجر..صليت صلاة مودع.. كما صلتها أختى من قبل وكانت أخر صلاة لها..
إذاأصبحت لا أنتظر المساء...
وإذا أمسيت لا أنتظر الصباح...
التعديل الأخير تم بواسطة نور الحرف ; 24 - 6 - 2010 الساعة 07:53 PM
قصة معبره نهايتها حسن خاتمه وهدايه
اللهم انى اسألك حسن الخاتمه
بارك الله فيكى ماما نور وحفظك
جزاكى الله خيراً
الحرية
ربنا يكرمك ويرزقنا حسن الخاتمة
قصة جميلة جدا معبرة أحس من كلماتها انها حقيقية وليست قصة لإنها معجونه بماء إحساس قلب نازف وعينان داميتان لاني أحسست هذا الموقف جيدا مع أخي
وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه ورزقنا وإياكم حسن الخاتمة
تقبلي تحياتي
ولك خالص ودي واحترامي وتقديري
القلب النازف
أنا لا أريدك أن تبكي
ولا أريد عيناك تصافحان أمامي البكاء
فأنا
وإن مات فيك الهوى
لا أريد أن يموت فيك الكبرياء
البحث على جميع مواضيع العضو thesniper_12007
ووفقك أخى لما يحب ويرضى
ورزقنا وإياك حسن الخاتمة
شكراً لك
مرورك أسعدنى
رحيل جميل
واسلوب
يرتقي الى المعقول
كان الرحيل
هنا رائعا
وقصتك
في منتهى الرقه
والجمال
استمتعت بالعبور
الرائعه
نور الحرف
رقيق وممتع
هو ذلك العزف
في نصوصك
فلحروفك وقع
بمفرداتك تمتاز المعاني
كنت هنا ارتوي العذب
تقديري واحترامي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)