قهوتنا على الانترنت
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 16 من 16
  1. #11

    افتراضي


    مدونة سلسلة المعرفة
    تهتم بنشر العلم والثقافة و المعرفة

    لسعادة الدكتور

    محمد سعيد التركي

    الحلقة الثامنة

    الولاء

    هو شعور الإنتماء لفكر معين أو شخص معين أو كيان معين، يستمد منه الأوامر والنواهي والتشريعات، ويعطيه البيعة للسمع والطاعة والإتباع المطلق .

    إعطاء الولاء لأمر ما، أو حاكم ما، أو نظام ما، أيّ أمر، يقرر دائماً منهج حياة الإنسان ومصير الفرد في إطاره الضيق، ويقرر منهج الحياة ومصير المجتمعات والدولة والأمم على نطاق واسع، ويرسم الأعراف والتقاليد والعلاقات بين الأفراد أنفسهم، وبينهم وبين أنفسهم والمحيط الذي حولهم .
    فإذا كان الولاء لله وللدين الذي أنزله على سيدنا محمد r ، تشكلت حياة الفرد والناس والأمة بشكل الإسلام وشريعته، وتشكلت العادات والتقاليد والأعراف التي أمر بها الإسلام، وكانت أفكارهم ومقاييس أعمالهم وقناعاتهم إسلامية، وسُميت حياتهم بالتالي حياة إسلامية، وسميت مجتمعاتهم بالمجتمع الإسلامي.
    وإن كان الولاء لغير هذا الأمر، أي لغير الله ورسوله والدين الذي أنزل، تشكلت الحياة بشكل مختلف تماماً عما ذكرنا، بحسب ما إنصرف هوى الإنسان لما أعطى ولاءه له .
    وليس في الدنيا إلا هذين الخيارين، إمّا ولاءٌ لله، وإما ولاءٌ لغير الله، وليس بينهما خيار ثالث، لأن الولاء الغير خالص لله وحده هو ولاء لغير الله، ويشكل الحياة بشكل غير الذي يشكله الولاء الخالص لله .
    ما يفعله حكام اليوم هو محاولات إستراق أو إنتزاع ولاء الناس لله ولرسوله وللدين الذي أنزله الله على رسوله، يحاولون إنتزاعه منهم وتوجيهه لخاصة أنفسهم، وللأنظمة التي يضعونها من عند غير الله، ويضمنوا إتباع الناس لهم دون غيرهم، هذه المحاولات تأخذ أشكالاً وصوراً كثيرة ومنهجاً واضحاً مدروساً بعناية فائقة، ويُنفّذ بدقة شديدة لكسب ولاء وتقديس الناس من دون الله ورسوله، ومن هذه المحاولات والأعمال التالي :
    1) توجيه الولاء لشخص الحاكم : يتم توجيه ولاء الناس لشخص الحاكم بغسل عقول الناس بشخص الحاكم، وذلك بنشر صوره في كل مكان، وفرض نشرها في كل دائرة حكومية، ووالعمل على نشرها في الشوارع والأماكن العامة، وتسمية المدن والشوراع والمدارس والجامعات والمرافق العامة والمنتزهات، والمشاريع الكبرى والصغرى، تسميتها بإسمه شخصياً، ليلتصق هذا الإسم بعقول الناس، وذكْر إسمه في كل مناسبة شعبية عامة أو خاصة، وتكرار اسم الحاكم بإستمرار، حتى ليتخيل الناس أن لا وجود في الكون غير هذا الرجل . وكذلك إيهام الناس أنهم ليسو في خير وأمن بدون هذا الحاكم أو ذاك، أو بدون عدله المطلق وسهره وإهتمامه بمصالحهم، وإيهامهم أن كل فضل أو خير يحصل، يرجع فضله له، حتى نزول المطر ونمو الزرع، وكأنه الإله الأعظم، ولا ينقطع تذكير الناس بأن الحاكم بحكم قدرته على الإستيلاء على الحكم، فقد صنع تاريخ الأمة وأنقذها، فهو بظهوره صنع الأمن والأمان والإستقرار والخير في البلاد، والحرية والعز والشرف .
    2) توجيه الولاء للدولة الحاكمة : تتواصل عمليات الإقناع المُقنن لعقول الناس بفكرة أن هذه الدولة هي أعظم دولة عرفها التاريخ، وأنها تسابق كل الأمم في التطور والرقي، أو أنها في طريقها لأن تكون أعظم دولة، وأن هذه الدولة وشعبها، أو تلك بحدودها التي حددتها الأمم المتحدة (الإستعمار)، هي دولة أعرق الشعوب، وأكثرهم أصالة أو علماً أو صنعاً للحضارة، وبالتالي يتم تعزيز القومية عند هذه الدولة أو تلك من التي صنعتها الأمم المتحدة، فالمصريون نسبة إلى مصر، هم أرقى الشعوب علماً وثقافة وحضارة، والسعوديون نسبة إلى إسم حاكمهم، وهم أنسب الأقوام شرفاً، والسوريون نسبة إلى سوريا، هم صناع الحضارات والعلم والعمارة، وما إلى آخر هذه الترّهات التي تعزز الإنتماء للتسميات الباطلة المزعومة لكل الدول القائمة. يصب في هذا الإطار تعزيز مفهوم الوطنية لهذه الدول صنيعة الكفار المحتلين، وتعزيز الولاء لعَلَمِها، ولمساحة الأرض التي رُسمت لها ، والحرب على كل من يتعداها .
    3) توجيه الولاء لنظام الدولة الحاكمة : صنع الشخصية الموالية لغير الله من أكبر العقد، فالمسلم يصعب طيّه أو ليّه، لأنه في فطرته مُحبٌ لله ولرسوله، ولذلك تتواصل عمليات الإلتفاف حوله والكذب عليه وخداعه لتغيير ولائه بكل خبث ولؤم ومكر، ولذلك يسعى الحكام سعياً حثيثاً بإقناع الناس والشعوب المسلمة أن الأنظمة التي يطبقونها عليهم إنما هي نظام الإسلام، بل هي أكثر إسلامية من الخلفاء الراشدين أو غيرهم من الخلفاء، والتلبيس عليهم بالإدعاء أن دستور الدولة هو الكتاب والسنة، وهو مصدر التشريع فيها، ولذلك يسعون للمحافظة على بعض الأنظمة الإجتماعية، وأحكام النساء مطبقة، كونها من الأحكام التي يحتاجها الناس في حياتهم الخاصة بشكل يومي، وكذلك نظام العقوبات، لإيهامهم أن الحكم إسلامياً. أما الأحكام الإقتصادية والسياسية والتعليمية، وفي نظام الحكم والإدارة والقضائية وغيرها، فأصلها وفرعها غير إسلامي ولا يمت إلى الإسلام بصلة . إضافة إلى ما يوهم الناس به من بناء المساجد والدعوة إلى الصلاة وغيرها من الشعائر التعبدية أن دولتهم ونظامها إسلامياً ، وما يجده الناس عند علماء السوء من فتاوى بوجوب الولاء لهذا النظام الحاكم أو ذاك .
    بتحريف هذا الولاء، تكتمل صورة الخروج عن دين الإسلام وعبادة الله وطاعة رسوله، والخروج عن الولاء لهم، وتكتمل شخصية الرجل المسلم بإسلام محرفٍ ومزوّرٍ عن حقيقته، مسلم مزدوج الشخصية، إسمه مسلم، يصلي ويصوم، أما أفكاره وحياته وسلوكه وعلاقاته كلها، فهي لمن ولّى أمره له من أشخاص وأنظمة وحكومات، لا تمت للإسلام ولا للولاء لله ولرسوله بأي صلة.
    قال الله سبحانه تعالى : في سورة الأعراف 3 : " اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون
    سورة التوبة 23 : "يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون"
    الأنفال 73 : "والذين كفروا بعضهم اولياء بعض، الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير"
    هود 113 : " ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون"
    التوبة 71 : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم "


  2. #12

    افتراضي


    مدونة سلسلة المعرفة

    تهتم بنشر العلم والثقافة و المعرفة

    لسعادة الدكتور

    محمد سعيد التركي

    الحلقة التاسعة

    العلم هو الشيء الأعظم في الدنيا والأسبق والأبقى، وحياة الإنسان في الدنيا وسعادته ونهضته فيها لا تكون إلا بالعلم، وهلاك الإنسان وشقاؤه وانحطاطه يكون بالجهل، نقيض العلم .
    فترى الأفراد والشعوب والأمم تسود الدنيا بتطور العلم فيها، وتنحدر وتخضع للعبودية بتأخر العلم فيها، وتظل السيادة فيها للأقوى، أي لأصحاب العلم، والأوضاع الحالية في العالم خير دليل على ما نقول كما هو الحال بين أمريكا وأوروبا من جهة(أصحاب العلم)،والعالم الثالث من جهة أخرى(أصحاب الجهل).

    ولكن أي علم هذا الذي يحط بالدول والمجتمعات والأفراد، وأي علم هذا الذي يرتقي ويرفع الدول والمجتمعات والأفراد؟ هل هو العلم التكنولوجي؟ أم العلم الاجتماعي؟ أم العلم الرياضي؟ أم علم بناء المدن والبنية الأساسية فيها؟ أم أن هناك علم تُبنى فوقه كل علوم الدنيا وهو الأصل في هذه العلوم كلها، وهو الذي يوظف هذه العلوم أجمع ويسخرها بالكيفية التي تتفق مع أفكاره وقيمه وقواعد التربية، ومقاييس الأعمال فيه ؟

    بالتأكيد أن هناك العلم الأساسي الأكبر والأعظم والأشمل والمهيمن على كل علوم الدنيا، وهو الذي يسخرها ويوظفها كيف يشاء، وإلى أي اتجاه يشاء، هذا العلم هو علم الأصول العقائدية، وليس كما يظن المسلمون (المحبطون من نهضة أوروبا ومن تخلف بلادهم)، أن النهضة والرقي والتطور إنما هو تكنولوجي أو عمراني أو فيزيائي أو تقني.
    التكنولوجيا والعمران الهائل والعلوم الطبيعية والتقنية بدأت عجلة تطورها منذ أيام سيدنا آدم حتى يومنا هذا، وهي معلومة لمن يأخذ بها، مسلماً كان أم كافراً، وهي في يد أصحاب العلوم أنفسهم، وليست هذه العلوم هي الأصل في النهضة والتطور والعمران والسيادة.
    إنما العلم الأساسي، علم الأصول العقائدية، هو الذي يصنع شخصية الفرد والمجتمع والدولة، ويصنع سعادته وسعادة الأمم التي حوله، أو يصنع شقاءهم وبؤسهم وعذابهم، وهو الذي يسخر هذه العلوم كيف يشاء، إما للخير أو للشر.
    ولنأخذ علم الأصول العقائدية هذا ونطلع من خلاله على ما يحصل في العالم اليوم، بين عالم متطور كما يُقال ومنتصر، وعالم متخلف ومهزوم:

    كما نرى أن أمريكا وأوروبا واليابان والصين هم أصحاب التطور والسيطرة على العالم المنخفض، وهم أصحاب النصر، ونرى من جانب آخر العالم الإسلامي أجمع، وأفريقيا السوداء، ودول أمريكا الجنوبية، نراهم هم أصحاب التخلف والعبودية والمهزومين، فلمَ يا ترى هذا الوضع القائم، والمسلمون يحملون في أيديهم جميع أدوات النهضة الفكرية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والصناعية والزراعية والعسكرية وغيرها وغيرها؟
    لقد جاء الإسلام لا يحمل إلا رسالة الخير والرحمة، ولا يتحدث إلا بها، ولا يأمر إلا بالخير والرحمة، ويفتح للشعوب المقهورة بلدانهم، ويعزز سلطانهم عليها، ويفتح لهم كل أبواب الخير التي أغلقها وأوصدها في وجوههم حكامهم، فكان الخير هو السائد في حياتهم، وبقي على ذلك القرون الثلاثة عشر الماضية، لم يتغير فيها عن منهجه ولم يتحول، واستخدم هذا الخير المستند إلى الفكر العقائدي، وهو الإيمان بالله وبرسالة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في تطبيق الأحكام الشرعية الإسلامية لنهضة البلدان الإسلامية والمفتوحة على حد السواء، بالكيفية التي أمر الله بها، وجاءت في رسالة الإسلام، فعم الخير في الأرض، وانتشر، وساد عرف الخير والرحمة في أصقاع الأرض، بين الناس أجمعين، مسلمهم وكافرهم.
    بهذه الكيفية سخر الإسلام العلوم الطبيعية الموجودة منها والمبتكرة، والعلوم التقنية والعمرانية والصناعية والزراعية والعسكرية وجميع أنواع العلوم، سخرها في نهضة العالم أجمع، وليس في بلاد المسلمين فقط، وسخرها في إسعاد البشرية أجمع ورحمتهم في جميع جوانب الحياة.

    هذا الوضع بقي قائماً حتى بدأت تضعف الدولة الإسلامية منذ ثلاثة قرون، فبرز المارد الأوربي وظهر بقوة، وظهرت معه كل شياطين الأرض، إنسُهم وجنهم، وتفلتوا في العالم أجمع بعقيدة شيطانية جديدة، أي بعلم أصولي عقائدي جديد، أي بعلم أساسي عقيدته هي المخالفة تماماً والمناقضة لعقيدة الإسلام، وهي عقيدة المصلحة أو ما يسمونها بالعقيدة الرأسمالية، التي يكون فيه رأس المال هو الإله، وهو السيد، وهو الرب الأول والآخر والظاهر والباطن.
    لقد تفلّت هؤلاء الشياطين بقضهم وقضيضهم في الأرض بهذه العقيدة، على العالم أجمع، يقتلون أقواماً كثر، ويستعبدون أحراراً كثر، استعباداً جائراً مهيناً قذراً، (بعد أن استفادوا من اختراع السلاح الناري الجديد الذي لم يكن يعرفه أكثر العالم، أو لم يبدأوا في استخدامه، أو قد تعفف كثير منهم عن استخدامه لعدم عدالته)، فنهب هؤلاء الشياطين بالعقيدة الشيطانية التي يحملونها (وما زالوا) ثروات البلدان التي أتوها، ووضع هؤلاء بلدان غيرهم تحت الاستنزاف والنهب المستمر (وما زالوا)، بعد أن أبادوا أهل هذه البلاد وتلك وتلك إبادة جماعية متوحشة، ليصلوا إلى إلههم الذي يعبدوه، وهو الذهب والمال والثروات.

    هذا العلم الأساسي الأصولي العقائدي الشيطاني هو الذي بُني فوقه باقي العلوم الغربية، الاقتصادية والزراعية والعمرانية والتقنية والسياسية والعسكرية والتجارية المحلية والعالمية، وهو العلم الذي كان وراء نهضة العالم الأوربي والأمريكي واليابان والصين وغيرهم، وهو العلم الأساسي الذي اُستند إليه لصناعة أسلحة الدمار الشامل، وتدمير الإنسانية والبيئة، وهو العلم الأساسي العقائدي للحربين العالميتين وغيرهما وقتل ملايين الأبرياء، وتدمير هيروشيما وناجازاكي، وهو العلم الأساسي العقائدي الذي كان وراء تفتيت العالم الإسلامي، وتدمير الحضارة الإسلامية وتجميد نهضتها، وهو العلم الذي تسيطر اليوم من خلاله أمريكا على العالم، وتتقاسم الجرائم من خلاله مع الأوربيين واليابانيين والصينيين، وهو العلم الذي تستند إليه أمريكا وأحلافها اليوم في الهجوم على أي بلد من البلدان، في العراق وأفغانستان وغيرهم من العالم الإسلامي أو غير الإسلامي، وتدميرها وقتل شعوبها، وهو العلم الأساسي العقائدي الذي تحاول أمريكا وأوروبا أن تفرضه على العالم باستخدام الشياطين الإعلامية، وهو العلم العقائدي الأساسي الذي زرعت به أمريكا وأوروبا إسرائيل في قلب العالم الإسلامي، للوقوف دون عودته ونهضته من جديد، وهو العلم العقائدي الأساسي الذي تُستنزف به أموال الشعوب في كل العالم، عن طريق الصناعات الزائفة الغير ضرورية، وهو العلم الذي استندت إليه في نشر الرذيلة والدعارة والمخدرات في العالم، وهو العلم الأساسي الذي استخدمته أمريكا وأوروبا في إنشاء نهضة عمرانية رائعة في بلدانها فقط، على حساب دماء غيرهم من الشعوب والبلدان، وعلى حساب ثروات هؤلاء المادية وعقول أبنائهم وعلمائهم، وهو العلم الذي استند إليه الشياطين في جعل أموال العالم كله تصب عندهم من خلال فكرة النظام البنكي، فتُضخ كل الأموال المتحركة وتسيل فتصب في بنوكهم هم، وتكون تحت إمرتهم وسيطرتهم وفي سبيل استثماراتهم هم فقط، دون الشعوب المتخلفة، وهو العلم الذي يستند إليه الأوروبيون والأمريكان في جعل بلداننا سجون لشعوبها، وجعل سجون بلداننا مليئة بأصحاب الفكر والرأي، وجعل بلداننا ترزح تحت إرهاب وإجرام الحكام وزبانيتهم، ليحُولوا دون نهضة أي شعب من شعوب المسلمين.
    هذا هو العلم الأساسي العقائدي، علم العلوم، الذي تستند إليه كل العلوم الأخرى والحضارات، فإما علم أساسي كعقيدة الإيمان بالله وبرسوله وبالقرآن الكريم، كما في الحضارة الإسلامية التي أثمرت خيراً عظيماً واسعاً، وسعادة للبشرية ورحمة،وإما علم أساسي عقائدي شيطاني كالعقيدة الرأسمالية والشيوعية وغيرهما، التي إلهها هو المال والسلطان كما هو ظاهر لنا اليوم في الحضارة الغربية النتنة، التي أثمرت شراً مستطيراً وبؤساً وشقاءً وإجراماً عظيماً للعالم أجمع.

    أما الدول الكرتونية في العالم الإسلامي اليوم، فهي دول لا تقوم، ولم تقم على أساس العقيدة الإسلامية، ولذلك فإنها بطبيعة نظامها ومنهجها العدو الأول لمنهج الإسلام وطريقته، وفاقدة القدرة على بناء الشخصية العلمية الإسلامية في الأفراد وفي المجتمع والدولة، وبالتالي فإنها فاقدة القدرة على النهضة الصناعية أو الزراعية أو التقنية، وغير مؤهلة للحفاظ على مقدّراتها أو ثرواتها المادية أو الفكرية، أو مؤهلة للقيام بالبحوث أو الابتكارات كما يريد الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا كما يريده الشيطان الرجيم، وهي بحالها هذا وشعوبها مستعبدة لأمريكا وأوربا.
    وبالتالي فإن ما يتلقاه المسلمون اليوم، من علوم في المدارس والجامعات والمعاهد، فليس منه ما يصلح للنهضة الإسلامية أو يعين عليها، إنما هي علوم للخدمة الاستهلاكية لمنتجات العدو، ولتعزيز الولاء للحاكم، وهي لبناء شباب جاهزين للتصدير، لخدمة أوروبا وأمريكا، أو تصدير نتاج عقولهم في صورة رسائل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ليستخدمها الغرب لنهضتهم .
    ولذا فإنه لن تتم نهضة المسلمين ورقيهم بكيفية صحيحة إلا بالاستناد إلى هذا العلم الأساسي العقائدي المستند إلى عقيدة الإسلام، أي بجعل كافة العلوم الطبيعية والتقنية والعمرانية وغيرها تستند في قيامها وأحكامها وتطبيقها على ما أمر الله به، وأمر به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولن تتم النهضة ما لم يكن العلم وطلب العلم لا ينفك عن الإدراك الإيماني، أي يتم بالكيفية التي أمر الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بها، و لن تتم النهضة ما لم يصب العلم في خدمة الإسلام والمسلمين، ولا يراد به إلا وجه الله الكريم.
    قال الله سبحانه وتعالى في سورة سبأ الآية 6:
    وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم‏.‏‏





  3. #13
    الصورة الرمزية mona roshdi
    mona roshdi غير متواجد حالياً المشرفه المميزه للأسلامي العام والصوتيات والمرئيات الاسلامية
    تاريخ التسجيل
    27 - 6 - 2008
    ساكن في
    خلف دائرة الأحذان
    المشاركات
    12,425
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي

    ما شاء الله حبيبتى ربنا يجعلة لكم فرح وسرور ويطرح البركة فية
    طبعا قمر
    هو مش مامتة وباباة قمرين
    الله يخلية ليكم ويسعد قلوبكم
    ومعلهش انا كنت تعبانة جدااا ظروف مرضية صعبة

    لكن أن شاء الله ما راح أغيب تانى
    بحبك وبحب ابنك القمر وابوة الأمرين

    تقديرى لموضوعك روووعة يا أنجى
    جعلة الله فى ميزان حسناتك
    ماما منى رشدى

  4. #14

    افتراضي

    ماما منى

    هى كلمه واحده جوه قلبى ليكى
    بحبك
    تسلميلى ياقمر


  5. #15

    افتراضي


    مدونة سلسلة المعرفة

    تهتم بنشر العلم والثقافة و المعرفة

    لسعادة الدكتور

    محمد سعيد التركي

    الحلقة العاشرة

    اللغة العربية

    اللغة هي وسيلة صلة الناس بأنفسهم، وصلتهم بأفكارهم وأنظمتهم ومشاعرهم، وصلتهم بغيرهم من الناس، وصلتهم بغيرهم من الدول والشعوب، وصلتهم بنهضتهم العلمية ونهضتهم الاقتصادية والزراعية والاجتماعية والعسكرية والجهادية، وصلتهم بأفكارهم ومقاييسهم وقناعاتهم .
    وحيث أن هذه الأمور كلها تستحيل بدون لغة، لذلك لا نجد أحداً من البشر أو مجتمعاً أو أمة أو دولة تستطيع العيش دون أن تتخذ لنفسها لغة تتفاهم بها مع نفسها أولاً، ومع من حولها من الدول والأمم، وتتعامل بها ومن خلالها مع كل سبل الحياة.
    ينخفض فكر الإنسان وتتدنى حياته وسعادته، وتتواضع نهضته كلما انخفض مستوى بلاغة اللغة التي يستخدمها، وكلما انخفضت قدرة هذه اللغة على تغطية احتياجات الإنسان الفكرية والنفسية، أو إذا تدنى علم الإنسان بلغته وبأسرارها وأدبياتها من جانب آخر.

    اللغة هي الطاقة الحقيقية التي تكمن وراء صناعة كل شيء في الحياة، وتتوقف كل أعمال الحياة أو تتعطل بتوقف اللغة، أو بتعطّل وخطأ استخدامها في مواضعها الصحيحة.
    بل إن اللغة هي روح الأفكار، وقوام الآراء، وكمال المنطق، وسداد العلم، والبحر الذي تسير فيه السفن، والريح التي تحمل الطير والمزن، وهي التي تشكل الحياة بشكل جديد وتلون السماء بألوان هي تختارها، بل قد تعطيك اللغة صفات للأشياء بغير حقيقتها، فتسعد الشقي، وتشقي السعيد، وتكبر الصغير، وتصغر الكبير، وتضيق الواسع، وتوسع الضيق، وتشرح الصدر الضيق وتقبض الصدر المنشرح، وكذا كما باللغة ومن خلالها تُحفظ الأفكار وتصان، فإن بها تشوه الأفكار وتهان، ويتم بها تحريف وتغيير الصحيح من المعتقدات والعادات والتقاليد، وبها يتم كذلك تمجيد الفاسد من المعتقدات والعادات والتقاليد، وتغيير القناعات وتوجيه العباد وأفعالهم إلى اتجاه فاسد أو صحيح.
    وقد كان الإسلام ورسالة الإسلام الرفيعة، وفكره الراقي، وأدبياته العظيمة، ونظامه المتكامل، وحضارته السامية، في حاجة إلى لغة أدبية بليغة وعظيمة، وقادرة على تقديم الإسلام في صورته الحقيقة المتميزة، ولديها الكفاءة على التبليغ المتناهي لأفكار الإسلام وشريعته وأصول عقيدته، فكانت اللغة العربية بحق هي العروس المتميزة لإيصال الدين الإسلامي بكل ما يحتوي من فكر عظيم، ونظام شامل كامل لكل مناحي حياة الإنسان الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهي العروس التي تستطيع أن تجسد أفكار الإسلام وفضيلته بألفاظها العظيمة، وثروة كلماتها المتنوعة ما تعجز عنه كل لغات العالم مجتمعة .

    وقد كان،، وارتبط دين الإسلام باللغة العربية ارتباطاً عميقاً مُحكماً، كما أراد الله سبحانه وتعالى للّغة العربية والإسلام، حتى بات يستحيل بحق لدين الإسلام أن تُفهم فكرته، أي عقيدته، وتُدرك روحه بدون اللغة العربية، أو أن يُفهم نظام الإسلام أو يُطبق بدونها، أو أن يُنشأ المجتمع الإسلامي الموحّد أو أن تتكون الأمة الإسلامية بغيرها، وبات يستحيل أن تتم دعوة الإسلام وانتشار حضارته كما جاءت بسواها .
    وكما أن اللغة العربية هي أُسّ كل شيء، وهي روح حضارة الإسلام، فهي نفسها السلاح الذي استخدمه الأعداء لمحاربة الإسلام والمسلمين، ومحاربة حضارتهم والوقوف دون انتشارها، وكانت هي فعلاً الطريقة المثلى لمحاربة الفكر الإسلامي ومفاهيمه التي تنبثق عنه .
    ومن منطلق هذه المحاربة التي نجحت، بفضل جهود عظيمة كان لعلماء السلاطين والعلمانيين من دكاترة الجامعات العربية والغربية والحكام والمثقفين نصيب الأسد فيها، فقد بات الإسلام ديناً جديداً غير الدين الذي أتى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للناس، لا يفقه أصوله ولا يعلم قواعده إلا العلماء به، على أصل اللغة العربية وقواعدها الصحيحة وألفاظها .

    أما عامة الناس من المسلمين، فقد غُيّب الدين الإسلامي عنهم، وذلك من خلال احراف اللغة العربية عن أفهام الناس وعقولهم، حيث باتوا لا يفهمون الألفاظ العربية الأصولية في الدين، ولا يدركون مدلولاتها، وباتوا لا تفقهها عقولهم، ولا تتحرك لذكرها مشاعرهم، فقد أصبحت خاوية من مفهومها الإسلامي الشرعي عندهم، وبات المسلمون لا يفقهون القرآن ونصوصه ونصوص السنة الشريفة المطهرة، وأصبحت اللغة العربية عند المسلمين عرباً أو عجماً مفصولة عن المقصد الشرعي الذي يحرك مشاعر الإنسان، ويستفز غيرته عادة، ويثير حميته لدينه.
    وقد اشتغلت كل القوى السياسية المحلية والعالمية، وكل شياطين الجن والإنس، على تغيير اللغة العربية، وإزاحتها أو إلغاءها عند الشعوب الإسلامية بعد نكسة سقوط دولة الخلافة، ثم اُستخرجت للشعوب الإسلامية لغاتٍ بائدة وبليدة ومندثرة أحلوها محل اللغة العربية كبديل لها، بل وأجبرهم الحكام على التعامل بها وترك اللغة العربية، كما في المسماة اليوم تركيا، أو أفغانستان أو إيران، وغيرهم كثير من دول آسيا وأفريقيا.
    أما العرب منهم، فقد باتت اللغة العربية عندهم تُستخدم للعيش فقط، وليس للنهضة أو لتبني الإسلام أو لتطبيقه في واقع الحياة، وأصبح العرب لا يفهمون ألفاظ العربية بمدلولاتها الشرعية، كما أرادها الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فإن ذكرت لأحدهم التقوى لم يكترث لذكرها، في الحين الذي كان الناس عند قوام اللغة آنذاك تهتز مشاعرهم وأبدانهم لذكرها .
    وإن ذكرت لهم الإيمان لم يكترثوا لذكره، في الحين الذي كان الناس عند قوام اللغة ترهف قلوبهم لذكره، وتهتز أبدانهم .

    وإن ذكرت لهم الإسلام لوّوا رؤوسهم، في الحين الذي كان الناس عند قوام اللغة تهيج نفوسهم وتحمرّ وجناتهم .
    حال ذلك حال جميع الألفاظ التي مررنا على ذكرها في سلسلة المعرفة من الولاء، والعبادة، والشهادتين والإقرار بهما، وغيرها من الألفاظ الفكرية والعقائدية .
    ولذلك فإنه للعودة لدين الإسلام، ولبعث الكيان الإسلامي من جديد، ولينهض المسلمون، وليعودوا كما كانوا في عزهم ومنعتهم فلا بد من اللغة العربية ودراستها كما جاءت بمدلولاتها اللفظية، ودراسة وتدريس مدلولاتها الشرعية الحقيقية، حتى تحصل القدرة على العمل بما جاءت به، وجعلها موضع التطبيق والاستخدام، وموضع العمل والإنتاج والعبادة والدعوة والنهضة.

    قال الله سبحانه وتعالى في سورة فاطر آية 14
    إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْوَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
    قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف 193
    وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ



  6. #16

 

 
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©