اشكرك على الموضوع الرائع وابداعك فى كلماته
ايا حبا كيف تاتي
الحب ياتي
كثيرا ما نجلس نسأل: كيف يأتى؟.. متى يأتى؟.. كيف نشعر به إذا أتى؟.. هل له مقدمات أو أعراض مثل أى فيروس يصيب الجسم أم لابد من فحص دورى لإكتشافه بين الضلوع؟!!!.. لا أحد يستطيع الإجابة. فقد يمكن لأى إنسان أن يظل طوال عمره ينتظره، لكنه لا يأتى.. وقد يأتى ولا يستطيع الأنسان أن ينعم به..أى تحول الظروف بينك وبيه فيما نسميه "القدر".
إنه (الحب) .. هذا الكائن الذى لا يمكن التنبؤ به.. كائن مثله مثلنا يحتاج إلى الرعاية والحنان حتى يشتد عوده ويقوى ويدخل تجربة الحياة، ليتحدد مصيره فيما بعد: إما أن ينجح ويستمر أو يخفق ويزول شيئا فشيئا، لكن وإذا نجح فإنه عندئذ يمتلك القدرة على أن يحيا بعد أن تفنى أجسادنا أى يكتسب صفة"الخلود".
وهنا يأتى وقت ذكر أول نصيحة فى الحب: لا تزرع بذور الحب فى نفس لست واثقا من وجهتها. وإذا كان الطرف الثانى لا يميل إليك فلا تحزن، وتمنى له السعادة وأترك الجرح للأيام.. فهذا هوالحب الحقيقى. فالحب هوالتضحية من أجل من تحب، وتأكد إنك لن تظل حزينا كثيرا عندما تراه سعيدا.
لا أحد على سطح هذا الكوكب يستطيع إنكار حقيقة أن الحب هو أجمل إحساس يمكن أن يشعر به الانسان فى الحياة.. لكن هل يمكن أن يتحول هذا الإحساس إلى عذاب يشقى به طوال حياته لدرجة أن يتمنى إقتراب موعد الموت على أن يأتيه الحب؟. نعم فالحب هو العذاب بالنسبة للكثيرين ممن أحبوا.. فعندما وجدوا الحب وجدوا معه العذاب ايضا. لكن لماذا؟.. لأنهم لم يعرفوا كيف تسلل الحب إلى قلوبهم أو متى؟، لأنهم لم يروا بل ولم يسمحوا لأعينهم برؤية أى شئ غير رؤية الحبيب. لقد أحبوا دون حدود فتاهوا فى غياهب الحب دون أن يدركوا، ومن ثم ضلوا طريقهم على جسر السعادة التى يخلقها الإحساس به.
فلتعلم أن..الحب يمكن ان يصبح بحر بلا مرسى يظل يسبح فيه الحبيبان طوال حياتهما، ولكن لابد لهما وقبل نزول هذا البحر من أن يجدا قاربهما ليجدفا فيه سويا نحو السعادة، حتى لا ترهقهما السباحة لمسافات طويلة. كذلك فلابد للحبيبين من أن يتشاركا سويا فى التجديف حتى لا يرهق أحدهم الأخر ويصيبه بالحزن والملل.
لاشك فى أن كل ما يحدث للإنسان فى الحياة هى أشياء مقدره له، ولكن هل يمكن أن تكون مصادفة الأنسان للحب فى الحياة أيضا قدرا؟.. وهل يتحكم القدر فى حياة الأنسان بحيث يفرض عليه حب يكون هو أساس تعاسته وشقائه فى تلك الحياة؟.. على ما يبدو إن تلك هى الحقيقة. فقدر الأنسان أحيانا قد يصبح بمثابة الحجر الثقيل، الذى وقع من أعلى الجبال فى العالم على رأسه فقتله، وهو الشئ الوحيد فى الحياة الذى لايستطيع الأنسان أن يتفاداه أو يهرب منه، لذلك فلابد وأن يستقبله دائما بالشكر والحمد لله.
هذه المقدمة هى ما كانت ضرورية قبل قراءة هذه الرسالة، التى بعث لى بها إحدى الشباب ذات مرة وقت إدارتى لأحدى المجلات الشبابية الإلكترونية، والذى أكد على عدم حذف أى نقطة من رسالته لكى يقرأها الجميع مثله كاملة ويحس بما يشعر هو به، وها هو مضمون الرسالة كما جاءت:
"انتى هو من جعل القدر يهزمنى فلقد رتبت لحياتى قبل ان ألقاكى ولكن لم ارتب لحبى لكى. فلم يجد القدر نقطة لكى يهزمنى من خلالها إلا انتى.. إلا انتى ياحبيبتى، وليتنى لم ألقاكى وليتنى لم أحبك فأنتى هى من جعلنى أكره أن أكون سعيدا. فقد دمرتى كل ما يوجد بداخلى من طاقة استطيع من خلالها ان احب غيرك او ان انساكى لكى اكون اسير حبك عبدا لقلبك فهنيأ لكى بى.. ولكن جسد بلا روح قلب بلا نبض أي انسان بلا مشاعر. فقد حطمت جزء من احلامى لكى.. ابنى لكى قصورا لا يكون فيها سوى انتى وانا ولكنى الان سأضحى بكل ما لدى لكى اهدم هذه القصور لانكى لا تستحقيقها فأجرحينى اكثر واكثر افعلى بى ماتريدين لاننى سأنتظر عقاب القدر لكى ولكن اذا اصابك القدر بمكروه فلن استطيع ان اراه يحطمك مثلما فعل معى ولأتمنى ان يحطمنى اكثر ولكن دون الاقتراب منك فلتأخذين انتى السعادة بل كل السعادة وليعطنى انا الألم والجرح كل الجرح".
تلك هى الرسالة دون حذف أو إضافة، والتى وعلى الرغم من كم الحسرة التى شعر بها هذا الشاب فيها، لكننا جميعا وبلاشك لمسنا مدى الحب الذى يكنه لمن يحب. وهذا هو الحب الحقيقى.. أن تعطى وبلا حدود .. أن تتمنى لمن تحب الخير والسعادة حتى ولو مع غيرك. هذه هى الحياة تعطى وتأخذ، وهكذا هو القدر يسعدنا ويبكينا.