(9)اكتب سجلا للأحداث الماضية
إن إرهاقك ليس سببه هو ما تفعله وإنما ما لا تفعله فالمهام التي لا تنجزها تسبب لنا أكبر قدر ممكن من التعب .

ومؤخراً كنت أقدم ندوة تحفيزية لإحدى شركات الخدمات وخلال إحدى الاستراحات جاءني رجل نحيف بدأ أنه في الستينات من العمر .

وقال لي
: "مشكلتي هي أنني لا أنهي أي شيء ، فدائماً ما أبدأ في أشياء ( هذا المشروع أو ذاك ) ولكنني
لا أي أي شيء أبداً وغالباً ما أنتقل إلى شراء شيء آخر قبل أن أي ما أنا فيه
."

ثم سألني ما إذا كان بإمكاني أن أعطيه بعض التأكيدات التي قد تعبر عن نظامه الإعتقادي ، وقد أصاب
في رؤيته للمشكلة على أنه مشكلة اعتقاديه ، فحيث أنه لا يعتقد أنه منجز جيد فلذلك لم ينجز أي شيء
ولهذا كان يريد كلمة أو عبارة سحرية يكررها على نفسه وتغسل دماغه وتحوله إلى شيء مختلف
.

وقد سألته
: "هل تعتقد أن هذه المؤكدات هي ما تحتاجه ، فإذا كان لزاماً عليك أن تتعلم استخدام
الكمبيوتر هل بإمكانك أن تفعل هذا خلال الجلوس على سريرك ، وتكرار المؤكدات التالية
: "أعرف
كيف استخدم الكمبيوتر ، إنني رائع في استخدام الكمبيوتر ، إنني ماهر في الكمبيوتر
."

فاعترف لي أن المؤكدات لن يكون لها في الغالب تأثير على قدرته في استخدام الكمبيوتر .
فقلت له
: "إن أفضل وسيلة لتغيير نظامك الإعتقادي هي أن تغير الحقيقة المتعلقة بك ، فنحن نصدق
الحقيقة أسرع مما نصدق التأكيدات الزائفة ، وحتى تؤمن أنك منجز جيد فعليك أن تبدأ في إعداد سجل

للأحداث التي أنجزتها
."
وبالفعل ، اتبع نصيحتي بحماسة عظيمة ، فاشترى كراسة وفي أعلى الصفحة الأولى كتب
"الأشياء التي
أنجزها
" وكل يوم كان يقوم بتحديد أهداف صغيرة وينجزها بينما كان في الماضي عندما يقوم بكنس
المشي الأمامي ويتركه قبل أن ينهيه حينما يسمع صوت الهاتف ، فأصبح الآن يسمع صوت الهاتف
وتركة دون رد حتى يمكنه أنجاز المهمة ويسجلها في كراسته ، وكلما زادت الأشياء التي يكتبها كلما
ازدادت ثقته في نفسه في أنه صبح منجزاً حقاً ولديه كراسه تثبت ذلك
.

والآن انظر كيف أن اعتقاده الجديد سيدوم أكثر بكثير مما لو أنه حاول أن يفعل هذا من خلال المؤكدات
، فقد كان بإمكانه أن يهمس لنفسه طوال الليل
"إنني منجز رائع" إلا أن الجانب الأيمن من المخ سيعرف
أنه ليس كذلك وسيقول له
"لا إنك لست كذلك ."

فلا تقلق بشأن ما تعتقده في نفسك ، وأبدأ في إعداد سجل يثبت أن بإمكانك أن تحفز نفسك حتى تفعل
كل ما تريده
.
--------------------------
(10)
رحب بما هو غير متوقع )
معظم الناس لا يرون أنفسهم على أم مبدعون ، ولكننا جميعاً مبدعون معظم الناس يقولون
: "إن إختي
مبدعة ، فهي ترسم
" أو "أبي مبدع فهو يغني ويؤلف موسيقى" وننسى حقيقةً أننا جميعاً مبدعون .

ومن الأسباب التي تجعلنا لا نرى أنفسنا مبدعين أننا عادةً ما نربط بين الإبداع و
"الأصالة" ولكن الحقيقة
هي أن الإبداع لا رابط بينه وبين الأصالة وإنما يرتبط ارتباطاً تاماً بأن تكون غير متوقع أو غير معهود
.

فليس لزاماً أن تكون أصيلاً حتى تكون مبدعاً وفي الواقع أحياناً ما يكون من المفيد أن تدرك أنه ليس
هناك شخص يكون أصيلاً فيما يأتي به، فحتى
"موزرات" قال أنه لم يكتب أبداً لحناً أصيلاً في حياته فكل
ألحانه كانت دمجاً للألحان الفولكورية القديمة
.

وانظر إلى
"ألفيز برسلي" فالناس اعتقدوا أنه كان أصيلاً حقاً عندما برز لأول مرة على الساحة وغم أنه
لم يكن كذلك
. ولكنه كان أول شخص أبيض يغني بحماسة. أما أشكال أغانية فكانت غالباً نسخاً
مباشراً من الإيقاع الإفريقي الأمريكي ، ومغني
"البلوز" وهي موسيقى بيئة وحزينة مصدرها جنوب
أمريكا وقد اعترف هو أن أسلوبه كله عبارة عن خليط من
"ليتل ريتشارد" و "جاكي ويلسون" و "جيمز
بروان
" والعديد من المغنين .********

وعلى الرغم من أن "ألفيز" لم يكن أصيلاً فقد كان مبدعاً لأنه أتى بشيء غير معهود .
فإذا رغبت في أن ترى نفسك مبدعاً فابدأ في غرس هذا في كل شيء تفعله، ويمكنك أن تبدأ بالتوصل إلى
كل أنواع الحلول غير المعهودة للتحديات التي تلقيها الحياة في طريقك
.