مالي أراك
مالي أراك هجرتني ونسيتني
وتركت قلبي للجوى يتعذب
ماليس لي إلاك حباً صافياً
أبهج به حين أراك وأطرب
لولاك ما عرف الهوى قلبي ولا
ذابت جفون لو هجرت فتنضب
سل كل أهل العشق عني فإنني
اسخر به ما إن أراه فأعجب
عمري مضى منه الكثير فكلما
لاح لي حب أفرّ وأهرب
ما رمت يوما للهوى بنعيمه
فاعلم أن المر فيه يذوب
كم كنت أسخر بالهوى وبأهله
لو لا ح لي منه وميض يرقب
حتى رأيتك همت فيك صبابة
ورأيت سهمك للفؤاد مصوب
هامت عيوني في هواك محبة
ورأيتك نعم الكريم المهذب
وديت أني لا أرى منك جفوة
حتى أرى رمشي فذلك أقرب
قدست حبا لا أرى منه راحةً
وكأنني في معبد أترهب
سرعان ما ضيعت هذا كله
وبقيت في عينيك بئس المذنب
أين ابتسامتك أين نظراتك التي
تشفي فؤادي من لظى يتلهب
أحجبت هذا كله عن ناظري ؟
فكيف بشرع الحب ذلك يحجب
يرضيك ذلي وانكساري ولوعتي
وسهدي وحرماني وللبؤس أصحب
هيهات إن عاد الوصال بصفوه
أو لم يعد ما عاد لي فيه مأرب
إن شئت فاهجر ما تشاء فإنني
هجري إليك أمام هجرك أصعب
فإذا هجرتك مرة لا ترتجي
مني الرجوع وذا يكون الأصوب
نفسي يعذبها الرجوع وقد أرى
هجري إليك ذالك الوقت أنسب
محمد محمد مجاور