لم أكمل بعد الثالثه عشر من عمرى عندما حققت لقب هداف المحافظه ف دورى المناطق لكره القدم وبعد مباره واحده فقط ف دورى القطاعات تم اختيارى للسفر لمحافظه المنيا لانال شرف تمثيل منتخب مصر القومى-او هكذا قبل لى وقتها- ..
وف وقت مبكر وصباح يوم جمعه شديد الحراره تم السفر الى المنيا لفاجئ بعدها بان ما قيل لى عن شرف تمثيل المنتخب ما هو الا تصفيات بين عدد من الناشئين المتميزين ع مستوى محافظات شمال الصعيد والذى انا فقط واحد من ضمن هؤلاء..
وع رغم من عدم نوفيقى يومها للانضمام ضمن صفوف المنتخب لعددة اسباب لا شأن لنا بذكرها الان ولكن من يومها واصبح اسمى كلاعب لكره القدم معروف الى حد كبير بين اسماء من يمارسون الكره ف قطاع الناشئين بمحافظتى وانتقلت بعدها من فريق كره مدينتى الى فريق اكثر احترافا واكبر مكانه وهو فريق المحافظه..
ولعل طولى ومهارتى ف الكره جعلتنى وقتها انال اعجاب كل من يشاهدنى وانا العب الكره ..
ولكن رغم عشقى للكره وقتها الا اننى كنت دائم التفكير ف مستقبلى طارحا سؤال مازلت متعجبا كيف بفتى ف مثل عمرى يطرحه ف هذا السن المبكر..
هل اولادى سيفتخرون بكونى لاعب لكره؟
لعل السؤال يثير ضحك وسخريه الكثرين ولهم الحق فمازلت ف مرحله ما قبل البلوغ
ولكن سريعا ما توصلت أنهم لن يكونوا سعداء ولن استطيع ان انجب من يحمل هم الدين ولا هم امته وانا لاعب للكره..
ورغم مطاردة احلامى لى ف كل وقت وحين الا انى ..
مهلا مهلا فلم ادخل للحديث عن نفسى
لعل ما جعلنى امسك قلمى وأكتب لكم اليوم هو هذا الاتصال الهاتفى الذى تلقته احدى القنوات الفضائيه الرياضيه من أمراه يظهر من صوتها انها قد بلغت من العُمُر عتيا ..
السيدة تتحدث بلهجه مختلطة -انجليزى عربى -عربى انجليزى- ولعل هذا يفسر لنا قدر ما حصلت عليه من ارقى مستويات التعليم..
المرأة تتحدث عن مشكله اللاعب عصام الحضرى وتنعته بشتى الصفات الكفيله بتحويلها لمحكمه جنح القاهره بتهمته سب وقذف اللاعب ..وان كانت تأكد ف كل مرة ان منطلق حديثها من كونها تحب عصام الحضرى وانه مثل ابنها و و و و..
صوت المرأه المرتفع والباكى -نتيجه انفعالها ف الحديث عن المشكله- جعل امى فجأه فوق رأسى بعباءه صلاتها متسائلة -
ف ايه يا احمد؟؟
ف حاجه حصلت ف فلسطين؟؟
ولا ابن الست دى جراله حاجه؟؟
تساؤلات امى جعلتنى متعجبا
فمن جعل امى تلك السيده البسيطه الى ترك صلاتها وتأتى مهروله وعلامات الانزعاج تملأ وجهها خوفا من ان يكون حدث شئ لاهلنا ف فلسطين !!
او ظنا منها ان تلك السيده تتحدث عن ابنها الذى فضل الموت غرقا،تنتشر اجزاء جسمه الطاهر ف بطون حيتان المتوسط عن العيش وسط اهله فقط بحثا عن -لقمه العيش-؟؟
بين موقف امى والسيده
تذكرت
نعم
تذكرت حين
كانت اجساد ابناءنا يأكلها حيتان البحر الاحمر ف حين كانت ترج سماء مصر ابتهاجا بفوز منتخبنا القومى ببطوله افريقيا..
تذكرت يومها ان لم يكن مسؤول حكوميا يتفقد الكارثه ف حين ان مأسورة ستاد القاهره تعج بكبار رجال الدوله..
عذرا عذرا أطلت
ولكن أحنا رايحين فين؟؟
ايه هى هممنا؟؟
رغيف عيش ناكل بيه ولا وطن أصبح كاليتيم ع منضدة اللئام؟؟
ايه هى قضيتنا؟؟
مشكله عصام الحضرى؟؟
أم
وطنا وحدودنا وامننا الاستراتيجى ف العراااااااااق قبل فلسطين كمان..
بنربى ولدنا ازاى؟؟
وع ايه؟؟
مين هو قدوتنا؟؟
وايه هى حدود معرفتنا؟؟
هل الثقافه والمعرفه مرتبطه مباشره بالتعليم ومراحله المختلفه؟؟
طيب طيب هسكت خلص
بس حد يقولى
أحنا رايحين ع فين؟؟
وتظل نظرنتنا للحياة
دمتم سعداء
أحمد عمر