قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    تمام نفحة الجمعة(متجدد اسبوعيا)

    نفحة الجمعة الرمضانية
    الشيخ / شعيب عبد الكافى

    هذه بشارة للمؤمنين فى الجنات على الصبر على الشهوات بالصيام والصبر على الطاعات .
    فمن صبر نال أجرا ومن شكر وجد بعد العسر يسرا ومن تصدق نال فضلاً وبرا ومن أحسن إلى العباد أعد للمعاد ذخرا ومن أخلص لله فى صيامه وقيامه كفر عنه ذنباً ووزرا ومن ذكره فى نفسه جدد له بين ملائكة قدسه ذكرا ومن لزم التقوى نال الفوز والبشرى ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا .

    آه على المـــــذنبين أواه آه على من جفـــــاه مولاه
    آه على من عصى بغفلته جهراً وما تاب من خطاياه
    آه على المــــذنب الحزين إذا لم يخف الله ثم يخشاه
    آه على من يفوته أسفا فى مثل ذا الشهر عفو مولاه
    آه على من يبيع معتبنا بدار دنيـــــــــــــاه دار أخراه

  2. #2

    افتراضي

    خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / شهادات رمضانية
    لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى




    أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة

    ================================================== =================================





    إن الحمد لله نحمده تعالى و نستعينه و نستغفره ،
    و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و من سيئات أعمالنا ،
    من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ،
    و أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ،
    و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ، إمام المتقين ،
    و خاتم الأنبياء و المرسلين ، صلى الله و سلم و بارك عليه ، وعلى آله و أصحابه ،
    و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
    أمــــا بعـــــد :
    فأوصيكُم ـ أيّها النّاس ـ و نفسِي بتقوَى الله عزّ و جلّ ، فاتقوا اللهَ رحمكم الله ،
    و اغتنِموا مواسمَ الأرباحِ فقد فُتِحت أسواقها ،
    و داوموا قرعَ أبواب التوبة قبل أن يحينَ إغلاقها .
    الغَفلةُ تمنَعُ الرِّبحَ ، و المعصيةُ تقودُ إلى الخُسران .
    الواقفُ بغير بابِ الله عظيمٌ هوانُه ، و المؤمِّل غيرَ فضلِ الله خائبةٌ آماله ،
    و العامِل لغير الله ضائعةٌ أعمالُه . الأسباب كلُّها منقطِعة إلا أسبابه ،
    و الأبوابُ كلّها مغلَقة إلا أبوابُه .
    النّعيمُ في التلذُّذ بمناجَاةِ الله ، و الرّاحة في التّعَب في خدمةِ الله ،
    و الغِنى في تصحيحِ الافتقارِ إلى الله .

    أيّها المسلمون ، الأيّام تمرُّ عجلَى ، و السّنون تنقضِي سِراعًا ،
    و كثيرٌ من الناسِ في غَمرةٍ ساهون و عن التّذكِرة معرِضون ،
    و في التنزيل العزيز :
    وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا
    [الفرقان:62].

    و لما كان العُمر ـ يا عبادَ الله ـ محدودًا و أيّامُ العَبدِ في هذه الدّنيا معدودَة
    فقد امتنَّ الله على عبادِه بمواسمِ الخيرات و مِنَح النّفَحات ،
    و أكرَمَ بأيّامٍ و ليالٍ خصَّها بمزيدٍ منَ الشَّرَف و الفَضلِ وعَظيمِ الثّوابِ و مُضَاعَفة الأجرِ ،
    و جعَل فيها بمنِّه و كرَمِه ما يُعوِّض فيهِ الموفَّق قِصَرَ حياتِه و تقصيرَ أعماله .
    و إنّ أيّامَكم هذه من أفضلِ الأيّام ، و هذه العَشرُ الأخيرةُ هي الأفضَلُ و الأكرَم .

    أيّها المسلمون ، ما أحوجَ العبدَ إلى موقفِ المحاسبة في هذه الأيّام الفاضلة ،
    إنها مناسَبَة مناسِبَة من أجل التّغيير و التصحيح و الإصلاحِ في حياة الفرد
    و في حياةِ الأمة ، يقول رسول الله صلّى الله عليه و على آلِه و صحبه و سلّم :
    (( إذا دخل رمضانُ فتِّحت أبواب الجنّة و غُلِّقت أبوابُ النار و سُلسِلت الشياطين ))
    أخرجه الترمذي ،
    و في روايةٍ أخرى :
    (( إذا كانَ أوّل ليلة من رمضانَ صُفِّدت الشياطين و مردَةُ الجنّ ،
    و فُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلَق منها باب ، و غلِّقت أبواب النار فلم يُفتَح منها باب ،
    و ينادي منادٍ : يا باغيَ الخير أقبل ، و يا باغيَ الشرِّ أقصر ،
    و لله عتقاءُ من النّار ، و ذلك كلَّ ليلة )) .
    إنها فرصة للمحاسبة و فرصةٌ للإصلاح و فرصة للتغيير ،
    (( يا باغيَ الخير أقبِل ، و يا باغيَ الشرّ أقصر )) .

    معاشرَ المسلمين ، و من أجلِ مزيدٍ منَ التأمُّل و استشعارٍ جادٍّ للمحاسَبَة
    و إدراكٍ عميق لهذه الفرصَة السانحة هل تأمَّلتم في دعاءٍ يردِّده المسلمون
    في هذا الشهرِ الكريم ، و بخاصّةٍ في مثل هذه الأيام حين تبدأ أيّام الشهر
    في الانقضاءِ و هِلاله بالأفول ، و يستشعرون فِراقَه و يعيشون ساعاتِ الوداع
    و مشاعِر الفِراق ، دعاءٌ يصاحبه دفقٌ شعوريّ مؤثِّر من القلوبِ الحيَّة
    و النفوسِ المحلِّقَةِ نحوَ السموّ بشعورٍ إيمانيّ فيّاض ،
    يرفَعون أيديَهم مُناشدين ربَّهم و مولاهم :
    " اللهمَّ اجعله شاهدًا لنا ، لا شاهدًا علينا " .
    هل تأمَّلتم هذا الدعاءَ ؟!
    و هل فحَصتم مضامينَه و عواقبَه و حقيقتَه و نتيجتَه ؟!

    أيّها الصائمون ، إنّ شهادةَ شهرِ رمضان غيرُ مجروحةٍ ، إنّه موسم يتكرّر كلَّ عامٍ ،
    يشهد على الأفرادِ ، و يشهَد على الأمة ، إنّه يشهَد حالَكم ،
    فهل سيشهَد لنا أو يشهَد علينا ؟!
    يرقب حالَنا ؛ هل سوف يزدرِينا أو سوفَ يغبِطنا ؟!
    ماذا في استقبالنا له ؟! و ماذا في تفريطنا فيه ، بل في كلّ أيّام العام و العُمر ؟
    هل نجتهد فيه ثم نضيِّع في سائرِ أيّام العام ؟!

    عبادَ الله ، الأيّام تشهَد ، و الجوارِح تشهد ، و الزّمان يشهد ، و المكان يشهَد ،
    إنّ تأمُّلَنا في شهادة هذا الشهر الكريم لنا أو علينا فرصَة عظيمةٌ صادقة جادّة
    في المحاسبة و مناسبةٌ حقيقيّة نحو التغيير و التعويض ،
    (( يا باغيَ الخير أقبل ، و يا باغيَ الشرّ أقصر )) .
    و قد يكون لشهادةِ رمضان المعظَّم نوعٌ من التميُّز و لونٌ من الخصوصيّة ،
    لماذا ؟
    لأنَّ شهرَ رمضانَ هو شهر الصّبر ، شهر مقاومة الهوى و ضبطِ الإرادة
    و مقاومَة نزوات النفس و نوازعها .

    شهر رمضان ـ معاشرَ الصائمين ـ ميدانُ التفاوت بين النفوسِ الكبيرة و النفوسِ الصغيرة ،
    بين الهِمَم العالية و الهِمَم الضعيفة .
    هذا الشهرُ الشاهد فرصةٌ حقيقيّة لاختبار الوازِع الداخليّ عند المسلم ،
    الوازع و الضمير هو مِحوَر التربية الناجحة .

    و من أجل مزيد من التأمُّل و النظَر و الفحص في هذه الشهادةِ الرمضانية فلتنظُروا
    في بعض خصائصِ الصّيام و أحوال الصائمين . الصّوم سرٌّ بين العبدِ و ربِّه ،
    و قد اختصَّه الله لنفسِه في قوله سبحانَه في الحديث القدسي :
    (( الصّوم لي و أنا أجزِي به ، يدَع طعامَه و شرابه و شهوتَه من أجلي )) .

    أيّها الإخوة في الله ، الصومُ عن المفطّرات الظاهِرَة يسيرٌ غير عسير لكثيرٍ من الناس ،
    يقول ابن القيم يرحمه الله :
    " و العبادُ قد يطَّلعون من الصائمِ على تركِ المفطرات الظاهرةِ ،
    و أما كونه ترك طعامَه و شرابه و شهوتَه من أجل معبودِه فهو أمر لا يطّلع عليه بشَر ،
    و تلك حقيقة الصوم " .

    و اقرِنوا ذلك ـ يرحمكم الله ـ بقوله :
    (( من صامَ رمضانَ إيمانًا و احتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه ،
    و من قام رمضانَ إيمانًا و احتسابًا غفِر له ما تقدّم من ذنبه ،
    و من قام ليلة القدرِ إيمانًا و احتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه )) .
    مَن ـ تُرى ـ يحقِّق الإيمانَ و الاحتساب على وجهه يا عباد الله ؟!
    (( يا باغي الخير أقبل ، و يا باغي الشر أقصر )) .

    تأمّلوا أحوالَ بعض الصائمين مع الطعامِ و فضول الطعام ،
    يسرِفون على أنفسِهم في مطاعمهم ومشاربهم ونفقاتهم،
    يتجاوَزون حدَّ الاعتدال و الوسَط ، ساعدهم في ذلك إعلامٌ هَزيل قد جعَل مساحاتٍ
    هائلةً للأكل و الموائد مع ممارساتٍ غير سويّة من التجارِ و المستهلكين .

    و تأمّلوا ـ حفظكم الله ـ و أنتم في رحابِ هذا الشهرِ الشّاهد ،
    تأمّلوا أحوالَ بعض الغافِلين الذين يضيِّعون هذه الأوقاتَ الفاضلةَ و الليالي الشريفة
    مع اللهوِ و البطّالين فيما لا ينفَع ، بل إنّ بعضها فيما يضرّ و يُهلك و يفسِد الدّينَ
    من الغيبة و النميمةِ و المسالك المحرَّمة ، انقلبت عليهم حياتهم ليجعَلوا نهارَهم نومًا
    و ليلَهم نهارًا في غير طاعةٍ و لا فائدة ، لا لأنفسِهم و لا لأمّتهم ، تجمّعاتٌ ليليَّة ،
    إمّا تضييع للواجباتِ و المسؤوليات ، و إمّا وقوع في المنهيّات و المهلكات ،
    يعينهم في ذلك قنواتٌ و فضائيّات في مسلسلاتٍ هابطة و برامجَ للتسلية هزيلة .

    بل إنَّ التأمّلَ في فضول الكلام ـ أيّها الصائمون ـ لا ينقضي منه العجَب ،
    حتى في أحوالِ بعض الصالحين و المتعبِّدين ممن ينتسِب للعلم و الدّين و الدعوة ،
    فلا يكاد الغافِل منهم يُفكِّر في فضولِ الكلام فضلاً عن أن يفكِّر في تجنُّبِه ،
    و لكثرةِ كلامهم فقَدوا السَّمتَ و قلَّت عندهم الحِكمة و خلَطوا الجدَّ بالهزل ،
    ناهيكم في الوقوعِ في داء الغيبةِ و النميمة و الكذِب و الرياء و السمعة .

    معاشرَ المسلمين ، هذه إشاراتٌ و وقَفَات لما قد تكون عليه هذه الشهادات
    في أحوالِ بعض الصائمين و المتعبِّدين ،
    (( يا باغيَ الخير أقبل ، و يا باغيَ الشر أقصر )) .

    أيّها المسلمون ، هل ندرِك و نحن نتأمَّل هذه الشهاداتِ الرمضانية أننا أصبَحنا
    في أمسِّ الحاجة إلى التغيير و أننا لا نزال يملؤُنا التفاؤُل بغدٍ أفضَل و واقع أمثَل .
    إنَّ وسائلَ العلاج و أدواتِ النجاح ليست عنّا ببعيد ، فنحن أمّةُ القرآن و أمّة محمّد ،
    أمّة هذا الشهر الكريم الشاهدِ ، و نحن الأمّةُ الشاهدة .

    منهجُ التغيير و الإصلاحِ يتمثَّل في هذه الآيَة الكريمة الجامعة :

    إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ
    [الرعد:11]،
    و في النداء الرمضانيّ الصادح :
    (( يا باغيَ الخير أقبل ، و يا باغي الشر أقصر )) .

    ليس الإصلاحُ بالاكتفاء بالنقد و التلاوُم و تحويل المسؤولية على الأعداءِ و الخصوم ،
    إنّ على المسلم الصادِقِ الجادّ المحبِّ الخيرَ لنفسه و صادقِ الغيرة على أمّته
    أن يتَّقيَ الله ربَّه و يدركَ الغاية من هذه الحياة و الوظيفةَ في هذه الدنيا ،
    فيحفظ وقتَه و يستغلّ شريف أيّامِه و فاضلَ أوقاته و ينطلِق نحو التغيير و الإصلاح ،
    فيعيش حياةً جادّة حازِمة متوازنَة ، فلا يغرَق في المباحاتِ
    على حساب الفرائض و الواجبات ، كما يجب ترويضُ النفس و تدريبها على
    ملازَمَة الأعمال الصّالحة و تحَرِّي السنّة و صِدق المتابعة لهديِ المصطفى .

    أيّها الإخوة المسلمون ، إنّ هذه العشرَ الأخيرة فرصةٌ حقيقيّة لاختبارِ النفس
    في التّغيير نحوَ الأفضل و الأحسن . ليس من الصعبِ بتوفيقِ الله و عونه
    تغييرُ النفس و قطعُها عمّا اعتادته لمن أخلصَ نيّته و صدقَ في عزيمته ،
    يقول المنذِر بن عبيد :
    تولى عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعد صلاة الجمعَةِ فأنكرتُ حالَه في العصر .

    و إنّ من الدلائلِ على التغييرِ و مَظاهر الهِمّة و قوّة العزيمة و ضَبط الإرادة
    في هذا الشهرِ شهرِ الصبر الاجتهاد في العمَل و الإحسان في هذه الأيّام العشر
    تأسِّيًا بالقدوةِ و الأسوة نبيّنا محمّد ، فقد جعل رمضانَ كلَّه فرصةً للاجتهاد ،
    كما خصّ العشرَ باجتهاد ،
    تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و عن أبيها :
    كان رسول الله يجتهِد في رمضان ما لا يجتهد في غيرِه ،
    و كان يجتهِد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها .

    و تسمُو الهمّة و يتجلّى التوجّه نحوَ التغيير حينما يجتهِد العبدُ ليفوزَ
    بإدراك ليلة القدر ، فيعمَل و يتحرَّى ، فتسمو النّفس و تعلو الرغائِب للوصول
    إلى أسمى المراتِب و أعلى المطالِب ؛ توبةٌ و إقلاع و عزمٌ على الإصلاحِ و الإحسان ،
    و تأمّلوا هذا الحديثَ العظيم و ما فيه من الحثِّ و وقفاتِ المحاسبة :
    (( رغِم أنفُ رجلٍ دخَل عليه رمضانُ ثم انسلَخَ فلم يُغفر له )) .

    معاشرَ الأحبَّة ، أَروا الله من أنفسِكم خيرًا ؛ صيامُ نهارٍ و قيامُ ليلٍ و اعتكاف
    و قراءةُ قرآن و ذِكرٌ و صدَقات و دُعاء و محاسبة و مراجعة و ندمٌ و توبَة
    و عزمٌ على فعلِ الخيرات ،
    (( يا باغيَ الخير أقبِل ، و يا باغيَ الشرّ أقصِر )) .

    و بعد : أيّها الصائمون ، فلِحكمةٍ عظيمة جاءت آيةُ الدعاء في ثنايا آياتِ الصيام :
    وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي
    فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
    [البقرة:186]،
    و لحكمةٍ عظيمة و سِرّ بليغ خُتِمت آيات الصّيام بهذه الآية الواعظة :
    تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
    [البقرة:187].
    بارَك الله لي و لَكم في القرآنِ العظيم ،
    و نفعَنى وإيّاكم بما فيه من الآياتِ و الذكر الحكيم ، أقول قولي هذا ،
    و أستغفِر الله تعالى لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب و خطيئةٍ ،

    فاستغفروه و توبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم .


    الحمد لله، أرشَدَ النفوس إلى هُداها، وحذَّرها من رداها،
    قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا
    [الشمس:9، 10]،
    أحمده سبحانه و أشكره على نِعمٍ لا تُحصَى و آلاء لا تتناهَى ،
    و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له رضينا به ربًّا و إلهًا ،
    و أشهد أنّ سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله
    أعلى الخلقِ منزلة و أعظمُهم عند الله جاهًا ،
    صلى الله و سلّم و بارك عليه و على آله و أصحابه ما طلعت شمس بضحاها ،
    و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين ، و سلّم تسليمًا كثيرًا .
    أمّــــا بعـــد :
    أيّها المسلمون ، و الحديثُ عن الشهادةِ الرمضانية و فُرصِ التغيير و الإصلاح ،
    فإنّ شهرَ رمضان موسِم عظيمٌ من مواسم الخير و زمَنٌ شريف من أزمِنَة النفحات ،
    يغتَنِمه الأتقياء الصالحون للاستزَادَة من صالح العمل ،
    و يُلقي بظلِّه الظليل على العصاةِ الغافلين و المقصّرين فيتذكّرون و يندَمون و يتوبون ،
    فالسعيدُ السعيد من كان شهرُه مجدِّدًا للعزم و الطاعةِ
    و حافزًا للتمسّك بحبل الله و فرصةً للتزوّد بزاد التقوى ،
    حاديه في ذلك و سائقُه همّةٌ عالية و نفسٌ أبيّة لا ترضى بالدّون من العزمِ و العمَل ،
    يقول ابن القيم يرحمه الله :
    " إذا طلع غَيمُ الهمّة في ليل البَطالة و أردَفه نور العزيمةِ
    أشرقت أرضُ القلب بنور ربها " .
    على أنّه ينبغي ـ أيّها المسلمون ـ لذوي الهِمَم العالية و طلاّب الكمالاتِ
    أن يعرفوا الطبيعةَ البشرية و الضَعفَ الإنساني ،
    وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا *
    يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا
    [النساء:27، 28]،
    و في مثل هذا يقول بعض أهلِ العلم و الحكمة :
    إنّ مِنَ الخطأ والخَطَل أن ينزعَ الرجل إلى خصلَةٍ شريفةٍ من الخير ،
    حتى إذا شعَر بالعجز عن بلوغِ غايتِها انصرَف عنها و التحَق بالطائفة الكسولةِ
    التي ليس لها همّة في هذه الخَصلة و لا نصيبٌ ، و لكن الطريقَ الصحيح
    و نهجَ الحكمة و منهجَ السعادة أن يذهبَ في همته إلى الغاياتِ البعيدة
    ثم يسعَى لها سعيَها و لا يقِف دونَ النهاية إلا حيث ينفَد جهده و يستفرِغ وسعَه .
    ألا فاتقوا الله يرحِمكم الله ،
    و اعلموا أنّ إدراكَ هذا الشهر و الإحسان فيه نعمةٌ عظيمة و فضلٌ من الله كبير ،
    لا يحظى به و لا يوفَّق إلا مَن منَّ الله عليه بجودِه و إحسانه
    و فتَحَ عليه أبوابَ الخيرات ،
    فتنافسوا ـ رحمكم الله ـ في الطاعاتِ ، و ازدادوا من الصالحات ،
    و جِدّوا و تحرَّوا ليلةَ القدر ، و تعرَّضوا لنفحاتِ ربِّكم .
    تقبّل الله منا و منكم الصيامَ و القيام و سائرَ الطاعات ، إنه سميع مجيب .
    هذا و صلّوا و سلّموا على رسول الله الرّحمةِ المهداة و النّعمة المسداة
    محمّدِ بن عبد الله صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر .
    كما أمركم بذلك العلى الأعلى بأمر بدأ فيه بنفسه جل و علا
    و ثنى بملائكته عليهم السلام ثم أمركم به فيقول سبحانه و تعالى
    { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
    [ الأحزاب : 56 ]
    و قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
    (( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً )) .

    اللّهمّ صلّ و سلِّم و زِد و بارك على عبدك و رسولك محمّد

    و على آله و أزواجِه و ذرّيته و صحابتِه و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
    و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين
    أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين
    و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين
    اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشرك و المشركين ،
    و أخذل الطغاةَ و الملاحِدة و المفسدين ...
    ثم باقى الدعاء الذى ترغبون به
    و الله سميع مجيب الدعوات
    اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
    اللهم أميـــــن
    أنتهت بعون الله و توفيقه

  3. #3

    افتراضي

    جزاكى الله خيرا وبارك ف عمرك
    ومما زادنى فخراً و تيهاً *** وكدت بأخمصى أطأ الثريا
    دخولى تحت قولك يا عبادى ** و أن صيرت أحمداً لى نبياً


    البحث على جميع مواضيع العضو ابو تريكه

  4. #4

    افتراضي

    شكرا لك على المشاركة الجميلة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي



    اسأل
    مالك الملك
    الذي يهب ملكه لمن
    يشاء
    أن يغمركِ بنعيم الإيمان
    وعافية الأبدان
    ورضا الرحمن وبركات
    الإحسان
    وأن يسكنكِ أعلى الجنان
    أسأل الذي سجدت له الجباة
    وتغنت بإسمة الشفاة
    وتجلى سبحانة في علاة
    وأجاب
    في هذا اليوم من دعاة أن يعطي قلبك
    مايتمناه
    ويغفر ذنبك
    وماوالاة
    ويمنحك ووالديكِ الجنة
    ورضاة
    ويبارك بيومكِ هذا
    وماتلاة
    مِسآحآت من آلشكر لحروفك هنآ ..
    بآرك الله فيك ..
    رفع الله شآنك في الآرْض وآلسمآءْ
    وآبعد عنك آلبلآء وآسكنك فسيح آلجنآنْ ،،

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اختراع يحسّن نوعية الهواء في المدن
    بواسطة محمد أبراهيم في المنتدى موسوعه الأختراعات
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 23 - 7 - 2011, 10:20 PM
  2. انتى الحب اسمع يا عم الرومانسى وعيش اللحظه
    بواسطة hossamhero في المنتدى كلام في الحب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11 - 8 - 2009, 11:24 PM
  3. أحاديث فى فضل المرض وعيادة المريض...
    بواسطة أبوعمر في المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 31 - 3 - 2009, 12:12 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©